Share

الفصل 5

Author: لان يا
في لحظة واحدة، ضغط بقوة على الأرض تحت قدميه، فتكسر البلاط بصوت مرتفع، وانطلق جسمه كالصاعقة. أمسك بالطفل بيد واحدة، ثم ضغط بخفة على مقدمة السيارة بطرف قدمه، فتراجع في الهواء لعدة أمتار، ثم هبط ببطء على الأرض.

كل هذا حدث في غضون ثانيتين فقط.

عندما وضع سليم الطفل على الأرض، أطلق عدد من المارة الذين شاهدوا ما حدث صيحات تعجب لا تصدق.

وبعد الصيحة، ركضت امرأة بسرعة نحو الطفل، وأخذته في حضنها لتفحصه.

في تلك اللحظة، نزل السائقة من سيارتها ونظر إلى الطفل، وبعد أن تأكد من أنه بخير، اقتربت من سليم.

قال كلاهما في نفس الوقت: "أنت؟"

هز سليم كتفيه وقال: "يا لها من صدفة حقًا."

قالت قمر بحذر وهي واقفة هناك بوجه متوتر: "عذرًا سيدي، لم أنتبه. الخطأ خطأي. هل أصبت بأذى؟"

هز سليم رأسه قائلاً: "أنا بخير."

ثم اقترب من الطفل ليفحصه مرة أخرى، ثم سأل والدة الطفل: "هل كل شيء على ما يرام؟"

ردت والدة الطفل بارتباك، وهي ما تزال متأثرة بالصدمة: "كل شيء بخير، شكرًا لك. كنت في المتجر لدفع الحساب، فهرب الطفل وحده..."

ابتسم سليم قائلاً: "الأهم أن كل شيء بخير."

في تلك اللحظة، تجمع العديد من الأشخاص حولهم بوجوه مليئة بالفضول.

لأن المشهد الذي رأوه كان لا يصدق بالنسبة لهم.

عندما رأى سليم ذلك، قال لقمر: "دعينا نغادر الآن."

أومأت قمر برأسها عدة مرات، ثم ركب سليم سيارة قمر وغادرا المكان.

داخل السيارة، كانت قمر لا تزال متوترة. كانت تراقب سليم من المرآة الخلفية، حيث كان يدخن سيجارة وينظر بصمت من النافذة. لم تجرؤ على قول شيء، وظلا في صمت.

بعد فترة طويلة، لم تستطع قمر كتم نفسها أكثر، فسألت بصوت منخفض: "سيدي، إلى أين تريد أن تذهب؟"

رد سليم وكأنه انتبه للتو وقال بعد تفكير بسيط: "ابحثي لي عن مكان للإقامة."

سألت قمر: "هل لديك أي متطلبات خاصة؟"

هز سليم رأسه وقال: "لا، المهم أن يكون صالحًا للسكن."

"هل يناسبك سكن الشركة؟"

"بالطبع."

أومأت قمر برأسها وقادت السيارة إلى مجمع سكني فاخر قريب، ثم توقفت أمام فيلا.

سأل سليم بدهشة: "هل هذه ملكية الشركة؟"

أومأت قمر برأسها وقالت: "نعم، إنها من ممتلكات مجموعة كيب."

"ألا تخشون إنفاق الأموال بهذه السهولة؟"

نزل سليم من السيارة ونظر إلى الفيلا الفاخرة أمامه، يهز رأسه بعدم تصديق.

كان الحي مليئًا بالفلل المنفصلة، ومن الواضح أنه مخصص للنخبة الاجتماعية، ولا يمكن أن يكون رخيصًا.

مر بريق في عيني قمر وقالت ببساطة: "تفضل بالدخول، سيدي."

تبع سليم قمر إلى داخل الفيلا، حيث كانت مساحة غرفة المعيشة وحدها تتجاوز مئتي متر مربع، وكانت الأثاثات جميعها من ماركات فاخرة، والتصميم الداخلي مليء بروح الفن.

حتى سليم، الذي لا يفهم في التصميم الداخلي، شعر بجمال المكان وروعته.

أثنى سليم قائلاً: "هذا المكان رائع حقًا."

دعت قمر سليم للجلوس على الأريكة، ثم قدمت له فنجانًا من القهوة.

شرب سليم رشفة صغيرة وتقطب حاجباه، ثم قال: "أحضري لي فنجان شاي بدلاً من ذلك."

"حسنًا سيدي." أجابت قمر بسرعة، ثم جلبت له فنجان شاي.

أخذ سليم يتفحص المكان من حوله، ثم سأل: "لماذا اشترت الشركة هذه الفيلا؟"

أوضحت قمر على الفور: "هذه استثماراتنا. اشترينا عشرين فيلا، ولكن قمنا بتجهيز واحدة فقط."

"آه، استثمار؟ لا أفهم في هذه الأمور، إن كنتم ترونه مناسبًا فهو كذلك." قال سليم وهو يشرب رشفة من الشاي.

جلست قمر بجانبه برشاقة وقالت بصوت هادئ: "هذا المكان لا يزال ذو قيمة استثمارية عالية، فقد ارتفعت قيمته بنسبة عشرة بالمئة بالفعل."

أومأ سليم برأسه قائلاً: "جيد."

أضافت قمر: "تم تجهيز هذه الفيلا لاستقبال العملاء المهمين، لكنني أقيم هنا عادة."

أثناء حديثها، ألقت قمر نظرة خاطفة على سليم.

لم يُعر سليم اهتمامًا كبيرًا، فقط أومأ برأسه وقال: "يمكن تحقيق قيمة متعددة من هذا، جيد."

تنفست قمر الصعداء أخيرًا وقالت: "سيدي، هل ترغب في تناول شيء ما؟ أنا أجيد الطبخ."

ابتسم سليم قليلاً وقال: "آه، أي شيء تمام، لا يهمني كثيرًا."

ابتسمت قمر وقالت: "حسنًا، اجلس هنا، سأحضر لك طبقًا من المعكرونة."

أومأ سليم برأسه، وقامت قمر متجهة إلى الطابق الثاني.

عندما وصلت إلى غرفتها في الطابق الثاني، وضعت قمر يدها على قلبها الذي كان ينبض بسرعة، وهي تشعر بالارتباك الشديد.

هل أنا محظوظة للغاية؟

لم تكن تستطيع أن تصدق أنها تعيش مع رئيسها الكبير، فهل يمكن أن تكون هذه فرصة منحها لها القدر؟

بعد أن هدأت نفسها لوقت طويل، أخذت نفسًا عميقًا وفتحت خزانة ملابسها.

في النهاية، ارتدت قميص نوم.

كان قميص النوم غير كاشف، لكنه في بعض الحركات، أظهر بشكل غير مباشر بعض المناطق الحساسة، مما أضفى عليه جاذبية خفية.

نظرت إلى نفسها في المرآة، ثم عضت شفتيها ونزلت إلى الطابق السفلي.

في غرفة المعيشة، ألقت قمر تحية غير ملفتة على سليم، ثم توجهت إلى المطبخ.

كان المطبخ شفافًا تمامًا، بحيث يمكن رؤية كل شيء بوضوح من غرفة المعيشة.

بدأت قمر في غسل الخضروات وتقطيعها بمهارة وأناقة، منشغلة في المطبخ.

كانت عينا سليم تتابعان قمر من خلال الزجاج الممتد من الأرض إلى السقف في المطبخ، وقد ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه.

لم يمضِ وقت طويل حتى كانت قمر قد أحضرت طبق المعكرونة ووضعته أمام سليم.

وفي اللحظة التي انحنت فيها، انكشف جزء كبير من صدرها الأبيض الناصع.

في تلك اللحظة، قال سليم فجأة: "هناك شيء هنا." ثم مد يده نحو صدر قمر.

Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (2)
goodnovel comment avatar
Bambi Bambiya31
رواية مشوقة
goodnovel comment avatar
Maro
الله و اكبر مشاء الله
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • العودة إلى القمة بعد الطلاق   الفصل 100

    الرهان هنا قائم على شكل الحجر الخارجي، والمخاطرة تكمن في احتمالية استخراج حجر ياقوتي نقي من داخله. إن حالفك الحظ ووجدت اليشم، تكون قد ربحت كثيرا، وإن لم تفعل، تخسر ثروتك.ولذا يقول أهل هذا المجال: "ضربة تفقرك وضربة تغنيك".تصادف وجود سليم محمد في المكان مع حاجته لهدية، فقرر الاقتراب.رحب به أحد العاملين بحماسة، وقاده من خلال أروقة المتجر إلى الساحة الخلفية لـ دار الروائع.كانت الساحة في الهواء الطلق، تمتد على مساحة تتراوح بين 300 إلى 400 متر مربع، ومليئة بأحجار مختلفة الأشكال والأحجام.وكل حجر يحمل بطاقة سعر، تبدأ من بضعة آلاف من الدولارات وتصل إلى أكثر من نصف مليون دولار.وكان هناك العديد من الحضور يتجولون في الفناء، يتفقدون الأحجار ويعلقون على خصائصها، ويبدون وكأنهم خبراء.أما سليم، فكان غريبا عن هذا المجال، فكل الأحجار بدت له متشابهة، ولا يرى فيها أي تميز.لكن ما يملكه سليم ويفتقر إليه الآخرون، هو قوته الروحية العالية وقدرته الخارقة.بعد نظرتين سريعتين، جلس على كرسي خشبي عتيق في الزاوية.وسرعان ما جاءت نادلة ترتدي زيا تقليديا، وقدمت له شايا فخما ووضعته على الطاولة الجانبية.من يجرؤ

  • العودة إلى القمة بعد الطلاق   الفصل 99

    ابتسم سليم ابتسامة باهتة وقال: "إلى أين ذهب تفكيرك؟"قالت قمر وهي تخفض رأسها لتأكل: "لا بأس، فأنت القائد، وليس لي الحق في معرفة أي شيء."شعر سليم ببعض الحرج، فهز رأسه وقال: "كانت زميلتي في الدراسة. وقعت ضحية نصاب، وخفت أن يتورط مؤسسة كيب، لذلك طلبت منك تعليق مهامها مؤقتا."ابتسمت قمر وأومأت برأسها قائلة: "هكذا إذن... لكن دعني أقول، زمردة كانت فعلا جميلة، هل فعلا طردتها بهذه البساطة؟"رد سليم بوجه جدي ساخر: "وماذا، أبقيها لنحتفل بها في العيد؟"ضحكت قمر وبدأت تأكل بنهم.وبعد قليل أنهيا الطعام، وترك سليم الطاولة مليئة بالفوضى، ثم تسلل إلى غرفته.تنهدت قمر بصمت، ثم بدأت بتنظيف الطاولة وتوجهت إلى المطبخ.......في صباح اليوم التالي...بعد أن استيقظ سليم وغسل وجهه، دخل إلى غرفة الجلوس ليجد قمر جالسة هناك بكامل أناقتها، وكأنها تنتظره.سأله سليم: "هل هناك شيء؟"أجابت قمر: "نوعا ما... هل أنت متفرغ الليلة، يا قائد؟""أعتقد ذلك."قالت قمر: "جميل، أريد دعوتك للعشاء الليلة، لا تعد أحدا غيري، مفهوم؟"سأل سليم باستغراب: "لماذا هذا العشاء الخاص؟ ألسنا نتناول الطعام سويا يوميا؟ ما الأمر؟"أجابت قمر بخج

  • العودة إلى القمة بعد الطلاق   الفصل 98

    في السنوات الماضية، أليس هناك من انتحروا بسبب القروض الربوية؟والأدهى أن العديد منهم كانوا طلابا في الجامعات.لكن بعد الحملات الشديدة التي شنتها الدولة في السنوات الأخيرة، بدأت هذه الحالات تتناقص تدريجيا.ومع ذلك، لا تزال هناك قوى متجذرة تعمل في هذا المجال، دون أدنى تراجع.أما منير الراسي، فليس من السهل التعامل معه، وقدرات ندى صادق ستختبر فعليا.بعد فترة، هز سليم رأسه ببطء.فلننتظر ونرى، وإن لم تستطع ندى فعل شيء، فحينها لا مانع من أن أتدخل بنفسي.من المفترض ألا يتدخل في مثل هذه الأمور، فهي ليست من اختصاصه، ولا يمكنه ملاحقتها كلها.لكن لأنه وعد سامي نديم بأن يستعيد له شركته، ولمنعه من ارتكاب كارثة، فإن عجزت ندى عن الأمر، فسيتوجب عليه التدخل.تنهد، ثم أغلق عينيه ببطء ودخل في حالة من التأمل العميق.وفي هذه الأثناء...تم اقتياد سامي نديم إلى غرفة الاستجواب التابعة لفريق التحقيق الجنائي.جلست ندى صادق بنفسها في المقدمة، وبدأت الاستجواب مع فريقها.روى سامي كيف تم الاحتيال عليه، وكيف استدان بفائدة مرتفعة، حيث تضاعف القرض من مليون دولار إلى أكثر من أربعة ملايين دولار، وكيف أجبر على التوقيع وال

  • العودة إلى القمة بعد الطلاق   الفصل 97

    عندما رأى سليم الموقف، صرخ على الفور: "لا أحد يتحرك، إنه سيسلم نفسه، تأكدوا من ذلك!"مع صوت سليم، ألقى سامي السكين ورفع يديه عاليا.رفع سليم يديه أيضا، وتقدم ببطء نحو الفتاة ذات القميص الأبيض.تقدمت الفتاة بسرعة، وسحبت سليم من ذراعه، ثم مدت يدها نحو خصرها.لكن سليم أمسك يدها فورا.شعرت بقوة هائلة تمنعها من الحركة، فنظرت إليه بدهشة.قال سليم بصوت منخفض: "لا داعي للتوتر، لم يعد يشكل أي تهديد."في تلك اللحظة، ركع سامي على الأرض، ثم انبطح تماما.أفلت سليم يدها، فنظرت إليه وهي تعقد حاجبيها، ثم لوحت بيدها إشارة.فانقضت فرقة العمليات الخاصة على سامي، وسيطروا عليه، ثم اقتادوه بسرعة إلى سيارة الشرطة.بعدما تأكدت من السيطرة على الوضع، التفتت الفتاة إلى سليم وسألته: "ما اسمك؟""سليم محمد.""ما علاقتك بـ سامي نديم؟""لا أعرفه.""لكن بدا وكأن هناك شيء أكثر من ذلك، ماذا كنتم تقولون؟""طلبت منه ألا يقتلني.""فقط هذا؟""وما الذي تتوقعينه غير ذلك؟"حدقت فيه لثوان ثم قالت: "هل لديك خلفية تدريبية؟""نعم، تدربت." قال سليم.قالت بهدوء: "لا عجب أنك كنت هادئا، تعال معنا لتسجيل إفادتك."رد سليم بنبرة هادئة: "

  • العودة إلى القمة بعد الطلاق   الفصل 96

    قال سليم محمد بهدوء: "أخي، لا تحرك رأسك كثيرا. يوجد قناصون من الأمام والخلف، وإذا لم يتمكنوا من إيقافك بالكلام، فسيطلقون النار فورا. اختبئ جيدا."تفاجأ الرجل، وسرعان ما أخفى رأسه خلف سليم وقال: "كيف عرفت ذلك؟"قال سليم: "كنت جنديا سابقا، ورأيت مواقف كثيرة مثل هذه. ثق بكلامي."تقوقع الرجل خلف سليم دون أن ينبس بكلمة، لكنه ظل في حالة من التوتر الشديد.في تلك اللحظة، صاحت الفتاة ذات القميص الأبيض بصوت عال: "أخي، إذا كان لديك أي مطلب، فاطلبه وسنحاول تلبيته. فقط لا تؤذ الرهينة."في ارتباكه، لم يعرف الرجل ماذا يقول، فسأل سليم: "ماذا يجب أن أقول؟"ابتسم سليم وقال: "قل الحقيقة كما هي. حاول أن تهدأ، ونظم كلامك حتى يفهم الجميع ما حدث معك."نبرة سليم الهادئة منحت الرجل بعض الثقة، فبدأ يهدأ تدريجيا ويفكر فيما سيقوله.وفي تلك اللحظة، لاحظت الفتاة ذات القميص الأبيض سليم، ونظرت إلى وجهه باهتمام.كان سليم يحاول إظهار القلق على وجهه، لكن قوته الداخلية جعلته يبدو واثقا جدا، فلم يستطع التظاهر بالخوف بشكل مقنع.رؤية ذلك زادت من شكوك الفتاة، إذ لا يوجد رهينة بهذا الهدوء.وفي هذه اللحظة، تكلم الرجل أخيرا."ا

  • العودة إلى القمة بعد الطلاق   الفصل 95

    عندما سمع ذلك، تنهد سليم بحزن.منذ اللحظة الأولى التي سمع فيها كلام الرجل، أدرك سليم أن هناك شيئا خلف القصة، ولهذا لم يتصرف مباشرة، بل أراد أن يفهم الموقف أولا، والآن تأكدت شكوكه.قال سليم ناصحا: "أخي، لا تتوتر، أخبرني ما الذي حدث بالضبط، ربما أستطيع مساعدتك. إن استمريت بهذا الشكل، لن تخسر كل شيء فقط، بل قد تقضي حياتك كلها في السجن."بدأ الرجل بالبكاء وهو يهز رأسه قائلا: "لا يوجد مفر، أنا حقا وصلت إلى طريق مسدود.""عدم وجود حل بالنسبة لك لا يعني أن لا أحد يستطيع المساعدة، أخبرني، ربما أجد لك مخرجا."تحت تأثير كلمات سليم، وربما بسبب حاجته الشديدة للتنفيس، بدأ الرجل يتحدث.قال بحقد: "قبل عام، نصب علي منير الراسي، وجعلني أدخل إلى صالة قمار يملكها، وخسرت هناك أكثر من ملايين الدولارات. ثم أغراني بالاقتراض بفوائد عالية. وخلال سنة، تراكمت الفوائد حتى تجاوزت ثلاثة ملايين دولار، وما زلت غير قادر على السداد. سيطروا على شركتي وطردوني منها. الآن لم يتبق لي شيء، فقدت عائلتي، وأغرقني البنك بالديون. لم أعد أتحمل الحياة!"وبينما كان يتحدث، انفجر في البكاء بصوت عال، وكان بكاؤه يمزق القلوب.عندما أنهى ح

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status