بطل اللحظات الحاسمة

بطل اللحظات الحاسمة

By:  عهود خالدOngoing
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
30Chapters
599views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

إنه زعيم الأراضي الغربية، وقائد منظمة بوابة الظلال. لقد هبط من السماء ليُبشر البلاد بالخير. وهو بطل عصره، باسل. منذ خمس سنواتٍ، أُبيدت عائلة والده بالتبنّي، وأنقذته نسمة من الموت بأعجوبة، ثم أخذه شخصٌ غامض. وبعد خمس سنواتٍ، أعادته رسالة ابنته من المعركة المُحتدة إلى العالم الفاني. فاندفع بكل قوته لحماية أسرته، ومواجهة الأسر الغنية ذات النفوذ، ودفع الأعداء الأجانب ……

View More

Chapter 1

الفصل 1

بدت الشمس الغاربة التي تملأ السماء مثل بقعة الدماء بين الرمال الصفراء.

في الأراضي الغربية للإقليم، وعلى بُعد ما يزيد عن مائة كيلومتر داخل حدود العدو.

انتهت معركة مروّعة بعد أن دامت لثلاثة شهور، بدت ساحة المعركة مثل الجحيم على الأرض، حيث الأشلاء،

والجثث المنتشرة في كل مكان، وكل شيء مُلطخ بالدماء.

جلس شاب على الأرض حاملًا سيفًا، ومرتديًا ملابس عادية، وترقد بالقرب منه جثة مقطوعة الرأس.

يُدعى ذلك الشاب العاديّ باسل، وهو القائد الأعلى لكتيبة الدم والظل، كما أنه حاكم الأراضي الغربية.

أما تلك الجثة مقطوعة الرأس فهي لقائد جيش العدو، وهو مُحارب جامح!

صوت حفيف!

وسرعان ما ظهر خمسة أشخاص من اتجاهاتٍ مختلفةٍ، ثم ركع كل منهم على ركبةٍ واحدةٍ أمامه.

كانوا يرتدون الزي الحربي، وظهر عليهم الهيبة، والشرف، كما انبعثت منهم رائحة الدم التي تخنق الأنفاس.

"أيها القائد، لقد أُبيد جيش العدو بالكامل!" قال الرجل ذا الزي الحربي الذي يترأس الكتيبة.

إنه يُدعى لؤي، وهو نائب القائد باسل.

أما الأربعة الآخرون، فهم قادة الجيوش الأربعة في كتيبة الدم والظل، صلاح، وفهد، ومالِك، وسالم.

"انهضوا، استريحوا قليلًا، ثم سنعود إلى أرضنا" أشعل باسل سيجارة، وأخذ منها نفسًا.

"شكرًا أيها القائد" نهض الخمسة معًا.

صوت جرس الهاتف! صوت جرس الهاتف!

في تلك اللحظة، رن صوت إشعار الرسائل على الهاتف، فأخرج باسل هاتفه ليرى رسالتين صوتيتين.

"أبي، لماذا...…تتجاهلني؟ أنا...... أنا ري ري...... أرسلت لك الكثير من الرسائل...... لماذا…... لم ترد؟"

"أنا...... أنا خائفة للغاية...... لقد احتجزني بعض الأشرار...... ولا أستطع العثور على أمي......"

كان الصوت لطفلة صغيرة، ويتضح أنها كانت خائفة للغاية.

"صغيرتي، لقد أرسلت الرسالة للشخص الخطأ. أنا لست والدك. هل تواجهين مُشكلة؟"

تمالك باسل نفسه، ثم رد على الرسالة.

أرسل إليه هذا الرقم رسالتين مماثلتين الليلة الماضية.

ولكن بسبب انشغاله في المعارك الدامية، لم يكن لديه الوقت للتعامل مع تلك الرسائل التي ظنّ أنها أُرسلت بالخطأ.

صوت جرس الهاتف! صوت جرس الهاتف! صوت جرس الهاتف!

وصلته رسالة أخرى من الطفلة، ولكن هذه المرة كانت تبكي بشدة.

"إنك تكذب يا أبي، قالت أُمي...… إن هذا رقمك، هل تتهرب منّي لأنني لستُ فتاة مُطيعة؟"

"أنا حقًا خائفة للغاية...... لقد سمعت هؤلاء الأشرار يقولون إنه بعد اليوم...... لن أتمكن من رؤية أبي، وأمي أبدًا...... أنا حقًا خائفة للغاية......"

"إنك لا تعرف كيف أبدو، أليس كذلك؟ ... لقد التقطت صورة بمناسبة عيد ميلادي الشهر الماضي. سأرسلها لك الآن يا أبي،

عليك أن تتذكر ملامحي يا أبي."

بعد الرسالة الصوتية، أرسلت صورة، كانت لطفلة صغيرة تشبه تمثال جميل.

كانت الطفلة في الرابعة أو الخامسة من عمرها، بعيون كبيرة تبدو وكأن لها القدرة على التحدث، وغمازات تُظهر جمالها المميز.

بووم!

حين رأى باسل الصورة، نشبت داخله رغبة عارمة بالقتل مثل الفيضان!

يكاد غضبه يهدم الأرض والسماء.

حينئذٍ، بلغت درجة الحرارة حد التجمد فجأة، وأصبح الجو خانقًا وكأنه مُحملٌ بالغيوم السوداء.

ارتجف رجاله الخمسة بجانبه لا إراديًا، وبدت عليهم الصدمة.

لم يسبق لهم أن رأوه بهذا التعطش للقتل، رغم أنهم ظلوا معه لفترة طويلة!

"أيها القائد، ماذا حدث؟" سأل لؤي بعد أن استجمع شجاعته.

لم يرد باسل، وإنما أمسك بهاتفه واتصل برقم الطفلة.

لكنه سمع رسالة آلية تفيد بعدم القدرة على الاتصال.

انزعج باسل، وحاول مرة أخرى، لكن النتيجة لم تختلف.

"لؤي، مهما كلف الأمر، يجب أن أصل إلى العريش فورًا!" صاح باسل عاليًا بلؤي، وملأته الرغبة بالقتل.

"عُلم سيدي" لم يقل لؤي المزيد، ثم أخرج هاتفه، وأجرى اتصالًا.

"سالم، احشد جميع الموارد، وحدد موقع هذا الرقم فورًا" ثم أعطى باسل رجالة الأربعة رقم الطفلة.

"عُلم" نهضوا، وألقوا عليه التحية، ثم ذهبوا لتنفيذ الأوامر.

بعد خمس دقائق، انطلقت سيارة دفع رباعي بسرعة فائقة نحو الحدود.

"أيها القائد، ما الذي حدث بالضبط؟" في السيارة، نظر لؤي إلى باسل الذي كان يجلس في مقعد الراكب الأمامي، وما زالت

تعتريه الرغبة بالقتل.

"إنها بالفعل ابنتي" أجاب باسل بصوتٍ باردٍ نفّاذ، وكانت عيناه محمرتين.

وبينما يتحدث، عادت الذكريات إلى ذهنه مشهدًا تلو الآخر.

حياته الصعبة، تركه منزله وهو صغير، وتجوله حتى وصل إلى دمشق، حيث تبناه كبير عائلة جاسر.

ذات ليلة قبل خمس سنوات، قُتلت عائلة والده بالتبني بأكملها على يد مجهولين، ونجا بأعجوبة بعد أن تعرض لعدة طعنات،

حيث أنقذته نسمة التي تنتمي لعائلة فريد.

بعد أن أخذته نسمة إلى فندقٍ بوقتٍ قصير، فقد وعيه بسبب التعب.

اشترت له نسمة الأدوية لمُداواة جروحه، وبعد مرور ليلتين، تمكن أخيرًا من استعادة بعضًا من وعيه.

عندما أفاق، كان غارقًا في الألم والغضب. بكى كالأطفال في حضن نسمة.

سمحت له نسمة أن يحتضنها بدافع الشفقة، وأدركت أنه يحتاج أن يُفرغ أحزانه.

لم يكن باسل بكامل وعيه حينئذٍ، ولا يتذكر ما حدث بعد ذلك.

استيقظ في صباح اليوم التالي ليجدها قد غادرت، تاركة له رسالة.

أخبرته أن من قتلوا والده بالتبني ربما يعثرون عليه قريبًا، وطلبت منه أن يُغادر دمشق سريعًا، وألّا يعود إليها.

كما أخبرته أنها أخذت قلادة التنين التي كان يرتديها، وستحتفظ بها كتذكار.

حينئذٍ ظن أن نسمة كانت مجرد شخصية نبيلة مرت في حياته، وقرر أنه سيرُد إليها معروف إنقاذ حياته فيما بعد إذا سنحت له

الفرصة.

لكن عندما رأى القلادة التي تحملها الطفلة الصغيرة بيدها في الصورة للتو، أدرك كل شيء فجأة.

في تلك الليلة قبل خمس سنواتٍ، اتركب باسل فِعلًا شنيعًا، لم يؤذِ نسمة فقط، بل جعلها حاملًا.

وما زاد شعوره بالذنب؛ أن ابنته أخذت تطلب منه المساعدة منذ أمس، ولكنه ظن أنها أرسلتها بالخطأ.

"أنا حقًا خائفة للغاية...... لقد سمعت هؤلاء الأشرار يقولون إنه بعد اليوم...... لن أتمكن من رؤية أبي، وأمي أبدًا...... أنا حقًا خائفة للغاية......"

كلما تذكر صوت الطفلة المُحمل باليأس، شعر بألم لا متناهٍ في قلبه وكأن قلبه ينزف، وود لو استطاع صفع نفسه عدة مرات.

لقد كان زوجًا سيئًا، وأبًا مُقصرًا.

لن يُعوض كونه حاكم الأراضي الغربية، أو قائد بوابة الظلال حقيقة أنه لم يتمكن من حماية ابنته، وأنه لا يستحق أن يكون

أبًا.

"أيها القائد، نرغب بمرافقتك نحن الخمسة إلى العريش"

بعد نصف ساعة، اندفعت سيارة الدفع الرباعي إلى المطار الخاص، ووجه لؤي القادة الأربعة للتحدث في الوقت نفسه إلى

باسل.

علم الجميع بما حدث أثناء الطريق، وشعر كل منهم برغبة القتل.

من كان يُصدق أن يجرؤ أحد على خطف ابنة القائد، أيريد أن يهلك؟

"سيُرافقني لؤي، وستبقون هنا لمعالجة تبعات ما سيحدث، ومن يُخالف ذلك، سيُعاقب وفقًا للقانون العسكري."

قال باسل ذلك بحزم، ثم غادر مُتجهًا نحو الطائرة، يتبعه لؤي.

بعد دقيقتين.

حلقت الطائرة الحربية مثل البرق الذي يندفع في السماء الشاسعة، متجهةً نحو العريش.

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
30 Chapters
الفصل 1
بدت الشمس الغاربة التي تملأ السماء مثل بقعة الدماء بين الرمال الصفراء.في الأراضي الغربية للإقليم، وعلى بُعد ما يزيد عن مائة كيلومتر داخل حدود العدو.انتهت معركة مروّعة بعد أن دامت لثلاثة شهور، بدت ساحة المعركة مثل الجحيم على الأرض، حيث الأشلاء، والجثث المنتشرة في كل مكان، وكل شيء مُلطخ بالدماء.جلس شاب على الأرض حاملًا سيفًا، ومرتديًا ملابس عادية، وترقد بالقرب منه جثة مقطوعة الرأس.يُدعى ذلك الشاب العاديّ باسل، وهو القائد الأعلى لكتيبة الدم والظل، كما أنه حاكم الأراضي الغربية.أما تلك الجثة مقطوعة الرأس فهي لقائد جيش العدو، وهو مُحارب جامح!صوت حفيف! وسرعان ما ظهر خمسة أشخاص من اتجاهاتٍ مختلفةٍ، ثم ركع كل منهم على ركبةٍ واحدةٍ أمامه.كانوا يرتدون الزي الحربي، وظهر عليهم الهيبة، والشرف، كما انبعثت منهم رائحة الدم التي تخنق الأنفاس."أيها القائد، لقد أُبيد جيش العدو بالكامل!" قال الرجل ذا الزي الحربي الذي يترأس الكتيبة.إنه يُدعى لؤي، وهو نائب القائد باسل.أما الأربعة الآخرون، فهم قادة الجيوش الأربعة في كتيبة الدم والظل، صلاح، وفهد، ومالِك، وسالم."انهضوا، استريحوا قليلًا
Read more
الفصل 2
تقع مدينتي الشيخ زويد، ورفح بجانب مدينة العريش داخل حدود المنطقة.خرجت سيارة فارهة بدون لوحة ترخيص من مصنعٍ مهجورٍ، واندفعت نحو الضواحي.تضمنت السيارة ثلاثة رجال ذوي وشوم، بالإضافة إلى السائق، وطفلة صغيرة في الرابعة أو الخامسة من عُمرها.بدت الطفلة شاحبة الوجه، وعيناها الكبيرتان مليئتان بخوفٍ لا نهائي، وجسدها يرتجف قليلًا."كيف فعلت ذلك؟" نظر الرجل ذو الندبة بوجهه إلى الرجل الأصلع، وقال بصوتٍ غاضب."طلبت منك مراقبة هذه الطفلة الصغيرة، ولم تكن تعرف حتى أنها تحمل هاتفًا!""عذرًا أيها القائد، لقد كان ذلك خطأي" أجاب الرجل الأصلع سريعًا."لم أتوقع أن تكون كبيرة لهذا الحد الذي يسمح لوالدتها بأن تشتري لها هاتفًا!""كن أكثر حذرًا بالمرة القادمة." رد الرجل ذو الندبة بصوتٍ حاد."لولا أننا اكتشفنا الأمر بالوقت المناسب، لكانت اتّصلت بشخصٍ ما، مما سيوقعنا نحن الأربعة بورطة كبيرة.""فهمت أيها الزعيم" رد الرجل الأصلع، وأومأ برأسه بقوة."أيها الزعيم، من الذي يريد هذه الطفلة؟ لقد دفع أجرًا كبيرًا، لا بد أنه ليس شخصًا عاديًا." سأل رجل آخر ذو شعر قصير."لا تسأل عما لا يجب أن تسأل عنه. قم بعمل
Read more
الفصل 3
قبل ساعة، على حدود المنطقة، في مكان مهجورة تبلغ مساحته عشرات من الكيلومترات.كان هناك شخصان يطارد أحدهما الآخر كالأشباح، يركضان بسرعة كبيرة.كان الشخص الذي بالمقدمة رجلًا في الأربعين من عُمره.بدا وجهه شرسًا، وبه ندبة عميقة بطول 10 سنتيمترات على وجهه، يحمل سيفًا كبيرًا لامعًا، وتنبعث من جسده رائحة دماء قوية.أما من خلفه، فهو شاب في السادسة والعشرين أو السابعة والعشرين من العمر.كان وسيمًا، يرتدي ثيابًا أنيقة، تحيط به رغبة بالقتل، يحمل خنجرًا فولاذيًا منحنيًا مكتوبًا عليه بوابة الظلال. كان هذا السلاح يُعرف باسم (سيف القمر البارد)."أيها المُفتش، لقد طاردتني لثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. هل ترى أن راتبك الزهيد يستحق هذا العناء؟"وقف الرجل ذو الندبة بجانب النهر، يرمق الشاب خلفه بنظرات شرسة."إنك سفاح عديم الضمير، لقد قتلت الأبرياء، وارتكبت جرائم شنيعة." توقف المُفتش في الوقت نفسه: "ستكون نهايتك اليوم.""همم!" ضحك السفاح بسخرية: "هل تعتقدون، أنتم أعضاء منظمة بوابة الظلال، أنكم أبطال العالم؟""هل بإمكانكم قتل جميع الأشرار بالعالم؟""سنُكافح الفساد، ونحمى الأخيار، ونُعاقب المذنبين،
Read more
الفصل 4
قال فايز بسخرية: "أحقًا يمكنك فعل أي شيء؟"ردت نسمة بصوتٍ مرتجف: "حقًا...... حقًا......""هاها، ترفض العرض ثم تخضع له بالإجبار!" ضحك فايز بسخرية، ثم تغيرت نبرته فجأة إلى الجدية."ليس مستحيلًا أن أساعدك في العثور على هذه اللقيطة، لكن بشرطين!""الأول؛ اجلسي بجانبي الآن، ودعيني أستمتع ببعض المرح هذا اليوم.""الثاني؛ بعد أن أجد هذه اللقيطة، يجب أن ترافقيني لمدة شهر كامل دون أي اعتراض، تكونين تحت أمري متى شئت!""أنا...... أوافق......" عضّت نسمة على شفتيها بشدة وأومأت برأسها."إذًا، لماذا لا تأتي إلى جانبي بسرعة؟" قال فايز وهو يربّت على المكان الفارغ بجانبه: "ابدئي بتدليك جسدي أولًا!""بعدما أشعر بالراحة، سأتصل فورًا بمن يساعدك في العثور على تلك اللقيطة!""آمل فقط أن تكون كلماتك صادقة......" قالت نسمة وهي تأخذ نفسًا عميقًا آخر، ثم نهضت لتجلس بجانب فايز."هيا إذًا!" قبل أن تجلس نسمة بجانبه، جذبها إليه فجأة واحتضنها بين ذراعيه.بوم!في هذه اللحظة، تحطم باب الغرفة كأنه مصنوع من ورق، وتطايرت شظايا الخشب في كل اتجاه.وفجاةً ظهر باسل عند باب الغرفة، واقفًا بصمت بينما يتطاير الغضب من ع
Read more
الفصل 5
آنسة نسمة، إلى أين تذهبين؟" صاح لؤي وهو ينظر إلى نسمة التي كانت تسير في الممر بعد أن انتهى للتو من التحدث مع فايز.ولكن تجاهلته نسمة تمامًا، وسرعان ما اختفت عند زاوية الدرج."أوقفوا نسمة!" خرج باسل مسرعًا من الغرفة وصرخ بصوت عالٍ.بعد سماعه لكلمات نسمة المليئة بالدموع، بدأ يشعر بأنه ربما أساء فهمها."عُلم!" استدار لؤي واندفع لملاحقتها.لكنه بالكاد قطع خطوتين عندما رن هاتفه، وبينما كان يركض، أمسك بالهاتف وأجاب."حقًا؟" في اللحظة التالية، توقف لؤي فجأة عن الركض.لم يُعرف ما قاله الطرف الآخر على الهاتف، لكن لؤي عبس وقال: "سنأتي فورًا!""ماذا حدث؟" سأل باسل الذي كان قد وصل إلى جانبه."تم العثور على الأشخاص الأربعة الذين اختطفوا ري ري!" قال لؤي بصوتٍ مضطربٍ بعد أن أغلق الهاتف: "لكنهم قد ماتوا بالفعل!""ماذا؟" عبس باسل ونظر نحو الاتجاه الذي اختفت فيه نسمة، ثم قال بعد لحظة من التردد: "لنذهب ونرى!"بالنسبة له الآن، إنقاذ ري ري كان أهم شيء.صوت انطلاق السيارة!بعد ثلاث دقائق، ضغط لؤي بقوة على دواسة البنزين، وانطلقت السيارة بسرعة هائلة."أيها القائد، ربما أسأت فهم الآنسة نسمة!" قال
Read more
الفصل 6
"يتصرف الطرف الآخر بأسلوب مُحترف، لذلك ربما سيكون من الصعب كشف هذا اللغز بوقتٍ قصير" قال باسل بصوتٍ حاد داخل السيارة."هل ترغب بمقابلة السيدة نسمة مُجددًا؟" أومأ لؤي برأسه قليلًا: "هل ترى أن بإمكانها تقديم بعض الأدلة؟""نعم"رد باسل بعد أن أخذ نفسًا عميقًا.صوت المُحرك!أمسك لؤي هاتفه، وأرسل رسالة يطلب بها تتبع موقع نسمة، ثم ضغط على دواسة الوقود لينطلق.بعد نصف ساعة، توقفت سيارة لؤي عند مجمع سكني قديم الطراز.وصلوا إلى مبنى متهالك بعد مرورهم بعد منعطفات، وتوقفوا أمامه."تُقيم السيدة نسمة في الطابق الأول مع أختها ووالديها." قال لؤي وهو ينظر إلى باسل الجالس بمقعد الراكب.تنهُد عميق!أخرج باسل نفسًا عميقًا.أخذ ينظر إلى المبنى المتهالك، وتظهر عليه تعابير الندم: "لقد تسببت في معاناة عائلتها بأكملها!"قال هذا ثم نزل من السيارة."أبي، أرجوك، ساعدني واطلب من جدي مرة أخرى أن يرسل شخصًا للبحث عن ري ري......"عندما اقتربا من مدخل المبنى، سمعا صوت نسمة تتوسل باكيةً."آه...... لا تظني أنني لا أريد مساعدتك، كما رأيتِ بالأمس، عائلة فريد لا يسمحون لي حتى بدخول البوابة الرئيسية، لم أتمكن
Read more
الفصل 7
"أنتما الاثنان هنا حقًا!" صرخ الشاب النبيل وهو يشير إلى باسل والآخر، ضاغطًا على أسنانه بغضب. "قلت لكم من قبل، سأجعلكم تعرفون عواقب التلاعب معي!""أقسم أنني سأسلخكم أحياءً""هل تعرفه؟" نظر باسل إلى الشخص الآخر ثم التفت إلى لؤي.كان وجه الشاب النبيل قد تشوه بالكامل تقريبًا، ولم يتمكن من التعرف عليه في هذه اللحظة."هو ابن عائلة النصر!" قال لؤي وهو يهز كتفيه."كان عليك أن تكون أكثر قسوة معه." ابتسم باسل ابتسامة خفيفة، ثم وجه حديثه إلى فايز بنبرة جادة:" ليس لدي وقت الآن للعب معك، إن لم ترد أن تموت، فاغرب عن وجهي فورًا، وإلا فاعلم أن كل العواقب ستكون على عاتقك!""هل أنت...... أنت فايز؟" صاحت إلهام بدهشة عندما سمعت حديثهم.في سماء مدينة الشيخ زويد، كيف يجرؤ أحد على ضرب الابن الأكبر لعائلة النصر بهذه الطريقة؟ هل يريدون الموت؟عائلة النصر هي العائلة الثانية من حيث القوة بمدينة الشيخ زويد!كان فايز، كابن للعائلة، دائمًا محط احترام الجميع أينما ذهب، لكنه الآن أصبح بهذا الشكل.بعد سماع كلام إلهام، أدرك عاطف وزوجته من هو فايز، وظهرت عليهما علامات الدهشة الشديدة."فايز، من فعل بك هذ
Read more
الفصل 8
"لا تقلقوا يا عمي ويا آنستان!" قال لؤي بينما كان يساعد ناهد على النهوض."فقدت العمة وعيها مؤقتًا بسبب ارتفاع الضغط الناتج عن شدة الانفعال، دعوها تستريح في الغرفة لبعض الوقت وستكون بخير."وبعد أن قام عاطف وابنتاه بمساعدة ناهد على الدخول إلى الغرفة، التفتت نسمة نحو باسل وقالت بنبرةٍ قلقة: "يجب أن ترحل فورًا، اترك مدينة الشيخ زويد الآن. إذا استيقظ فايز، فلن تفلت منه بالتأكيد!"لكن باسل تجاهل كلماتها، وقال لها: "نسمة، لم ننتهِ من حديثنا عن موضوع ري ري، فكّري جيدًا، هل حدث أي شيء غير طبيعي مؤخراً؟"أجابت نسمة وهي تحاول كبح دموعها: "عائلة النصر هي ثاني أكبر عائلة في مدينة الشيخ زويد، لن تستطيع مواجهتهم. عليك أن تهرب فورًا......"رد باسل بنبرةٍ حازمةٍ: "نسمة، لا تقلقي. أعدك أنني سأكون بخير، ولكن ري ري......"قاطعته نسمة بصوتٍ مرتفعٍ: "هل تفهم ما أقول؟ إذا لم تهرب الآن، سيتم قتلك!"رفع باسل صوته قليلاً: "نسمة، اهدئي قليلًا، دعكِ من عائلة النصر الآن!""ليس لدينا وقت لنضيعه!"وأضاف بنبرةٍ جادة: "أعيدي التفكير بإمعان، هل ذهبتم إلى أي مكان مميز خلال هذه الفترة؟"قالت نسمة وهي تحاول كبح د
Read more
الفصل 9
صوت المُحرك!بعد مرور عشر دقائق، ألقى باسل الطبيب بالسيارة بعد أن تلقى الرسالة، وانطلق نحو وجهته.رنين الهاتف!رن جرس الهاتف بعد أقل من عشر دقائق من انطلاقه."تحدث!" أجاب باسل على المُكالمة، ثم قال بصوتٍ حاد."أيها القائد، أنا رامي، لقد توصلنا إلى هوية الأربعة أشخاص الذين خطفوا ري ري." قال رامي عبر الهاتف."لا بد أن رجال خالد هم من طلبوا منهم تنفيذ هذا الأمر...…""أعلم ذلك، إنه الآن في مطعم الزهرة، جهز الرجال لتولي أمر ما سيحدث." قاطعه باسل.أغلق الخط بمجرد أن قال ذلك، ثم ضغط على دواسة الوقود بكل قوته.يُعد مطعم الزهرة أحد أرقى مطاعم مدينة الشيخ زويد.عادةً ما يكون هذا المكان حكرًا على الأثرياء والنخبة، فهو ليس مكانًا يمكن لأي موظف عادي تحمل تكلفته.رفض المطعم اليوم استقبال جميع الزبائن بدايةً من فترة الظهيرة.ويرجع السبب إلى أن السيد خالد يُقيم حفلة عيد مولده الليلة.أغلق الزبائن المتذمرون أفواههم، وغادروا فورًا بمجرد سماع اسم السيد خالد.كان اسمه مثيرًا للرعب في مدينة الشيخ زويد.ليس فقط الأشخاص العادية، بل كان أفراد العائلات الكبيرة يتجنبونه أيضًا.وفي الساعة السادس
Read more
الفصل 10
بووم! بووم! بووم!تحطمت الطاولات والكراسي المحيطة بالكامل، وانفجرت النوافذ الزجاجية على الجدران إلى شظايا صغيرة، وانهارت طاولة المشروبات بصوتٍ مدوٍ.أما خالد، فقد طار كالقذيفة، مرتطمًا بالجدار القريب، ما تسبب في ثقب كبير فيه، وسقط على الأرضية الأسمنتية بالخارج."كم هو...…قوي!" قال بصعوبة، قبل أن تتدفق الدماء بغزارة من فمه، واهتز جسده قليلًا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.لم يتوقع أبدًا أن نهايته، وهو سيد المنظمات السرّية في مدينة الشيخ زويد، الرجل الذي أُعجب به الآلاف، ستكون بسبب فتاة صغيرة.لو أُتيحت له فرصة ثانية، لرفض التعامل مع عائلة آدم مهما كلفه الأمر.ولكن لا مجال للعودة، الخير والشر لهما عواقب، وكل شيء يحدث لسبب.صوت تدفق!اندفع الدم إلى قلب باسل، وأُصيب مُجددًا، وتدفق الدم من فمه، مما أضعف هالته."آه..." جثا على ركبتيه، وامتلأت عيناه بالدموع، ثم نظر إلى السماء، وأطلق صرخة حزينة ترددت في السماء.هل تأخّرت فعلا بعد كل ذلك؟لماذا يعاقبني القدر؟لماذا يُعاملني بهذه القسوة؟إن ري ري مجرد طفلة في الرابعة أو الخامسة من عُمرها.صوت خطوات!بعد لحظات، علا صوت خطوات مسرعة
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status