Share

الفصل 5

Author: فطيرة الشتاء التاسع
كان النادي في فوضى عارمة، نشب حريق هائل بسبب عطل في الأسلاك، ووسط الدخان المتصاعد، كان كل تركيز شادي على العثور على منى.

ولبنى التي كانت قد خرجت لتوها من الغرفة الخاصة، دفعها الحشد إلى الداخل أثناء هروبهم من المبنى، بل وتم غلق الباب أيضًا.

طرقت لبنى الباب بقوة، "أنقذوني، افتحوا الباب! هل هناك أحد!"

كان الجميع يهربون بسرعة من النادي، لم يسمع أحد صراخها طلبًا للمساعدة.

تسرب الدخان من شقوق الباب، فأخذت لبنى تسعل بشدة.

خلعت لبنى معطفها فورًا لتغطي فمها وأنفها، واستدارت وركضت نحو النافذة الزجاجية، وفي اللحظة التي اشتعلت النيران في الغرفة، استجمعت شجاعتها، وحطمت النافذة بجسدها وقفزت منها.

كان النادي مكونًا من ثلاثة طوابق، عندما سقطت، كان الألم مبرحًا، حتى أنها لم تستطع الزحف، شعرت أن ساقيها مكسورتان.

نظرت مجددًا إلى الحشد الذي خرج، كانت منى التي تم إنقاذها تقف بجانب شادي، الذي كان مستلقيًا على نقالة فاقدًا للوعي بالفعل.

كانت عينا لبنى مليئتين بالقلق، أجبرت نفسها على الزحف لتنهض، ووصل المسعفون في الوقت المناسب وأخذوها لسيارة الإسعاف.

بوصولها للمستشفى، لم تهتم لبنى بنفسها وأنها تحتاج للعلاج، بل هرعت لترى شادي، وكان قد تم نقله لغرفة الطوارئ، وساقاه مغطتان بالدماء من أثر الحروق.

"شادي!" ترنحت لبنى وهي تلحق بالنقالة وتنظر إليه بقلق.

لكن شادي كان يفتح عينيه بتثاقل، وكان أول ما قاله: "أين منى... أين هي؟ هل هي بأمان؟"

تجمدت لبنى في مكانها من الصدمة.

وقال شادي وهو ما زال ضعيفًا: "دعوني أراها، أريد أن أتأكد أنها بخير..."

أسرع الأطباء وأخذوا شادي إلى غرفة الطوارئ، لكنه ظل ينادي باسم منى، مصرًا على أن يراها.

قالت لبنى بعجز: "شادي، اسمعني جيدًا، لتعالج إصابتك أولًا، حروقك بالغة، لا يمكنك الانتظار!"

لم يكن شادي يهتم سوى بأمان منى، وتجاهل تمامًا نصيحة لبنى له.

"منى... دعوني أرى منى..."

نداءاته المتكررة تسببت في تعثر لبنى عدة خطوات للخلف، وبدأت عيناها تدمعان تدريجيًا.

لا يهتم شادي حتى بحياته، وتركها وسط الحريق، ليقفز في اللهيب وينقذ منى، والآن، حتى يتأكد من سلامة منى، يخاطر بحياته بهذا الشكل.

ألا يدرك حقًا أن بفعله هكذا، يجعل الأمر أشد إيلامًا من القتل على لبنى؟

بهذا الوقت، دخلت منى أخيرًا راكضة، وقفت بجانب النقالة وأمسكت بيد شادي.

"شادي، اطمئن، أنا بخير! أنت تحتاج العلاج الآن، سأنتظرك!" قالت منى بضع كلمات لتقنعه، وهو وافق طوعًا ودخل لغرفة الطوارئ.

أحضر الطبيب نموذج الموافقة على العملية الجراحية: "من أقارب المريض؟"

نهضت لبنى بدون تفكير، لكن منى انتزعت الوثيقة.

وقالت للطبيب: "أنا والدة المريض على الأوراق، لدي حق التوقيع." قالت هذا ونظرت للبنى بتباهي.

أجل، لقد كان زواج شادي ولبنى سريًا.

لم يكن لديها الحق حتى أن تقول أنها زوجته.

ومع ذلك، كان من الطبيعي أن تبقى منى بجانب شادي، فهي زوجة أبيه، كان بإمكانها استخدام هذه العلاقة، لتحتل المكان الذي بجانب شادي.

لا أحد يعلم أن لبنى هي زوجة شادي، حتى شادي نفسه، ينسى هذاعادةً.

أطرقت لبنى بعينيها في حالة من الشرود والحزن، وجلست على المقعد، كان قلبها يؤلمها بشدة.

وبهذه اللحظة، جاءت منى، وقالت للبنى: "لقد رأيتِ بوضوح، لن يحل أحد مكاني في قلب شادي أبدًا، كان مستعدًا للتضحية بنفسه من أجل إنقاذي، زواجه منكِ كان مجرد غطاءً على علاقته معي، جعلتكِ تشاهدين هذا من أجل مصلحتكِ، يمكنكِ أن تفقدي الأمل تمامًا وتتوقفي عن أي أوهام."

أغلقت لبنى عينيها، وأجبرت نفسها على كتم دموعها، وسألت بحزن: "أتحبين حقًا رؤيته يضحي بحياته من أجلكِ؟"

"أريده فقط أن يثبت لي حبه مرارً وتكرارً، كما أنا أحبه بحياتي كلها."

"بما أنكِ تحبينه، فلماذا تركتِه وتزوجتِ من أبيه؟"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 23

    تلك الليلة، انتشر خبر حريق مبنى مجموعة شركات سرور كالنار في الهشيم، وصدم كل الناس في البلاد.لكن عائلة سمير خارج البلاد، عندما علموا بالأمر، كان قد مر خمسة أيام بالفعل.شعر والدا لبنى بالأسف على الحادثة، لكن سندس وزاهر شعرا أن عائلة سرور هي من تسببت في هذا."كل أجيال عائلة سرور باستهداف عائلتنا، واليوم تدمرت بأيديهم، لقد تلقوا عقاب ما فعلوه." قالت سندس بازدراء.وافق زاهر، لكن والدتهم حذرتهم: "لا تخبروا لبنى بهذا، زفافها الشهر المقبل، لن نسمح لهذه الفوضى أن تؤثر على مزاجها."أومأ الجميع برأسهم موافقون، ووضع السيد شوكت الصحيفة التي تتضمن الأخبار المحلية تحت طاولة القهوة، ليظهر عنوان النص المرفق "صراع داخلي في عائلة سرور، تسبب في حريقًا هائلًا، مات جميع المساهمون القدامى"...الناجي الوحيد من الحريق كان شادي.رغم أنه لم يمت، لكن جسده أُصيب بحروق في كل مكان، حتى صعب التعرف عليه، وتشوه وجهه الوسيم، وأصبح لا يمكن لأحد التعرف عليه بعد الآن.لأن كل كاميرات المراقبة تم حرقها، كان هو الوحيد الذي يعلم حقيقة الحادثة.علاوة على ذلك، احترقت أحباله الصوتية، كان عاجزًا بالأساس عن إبداء أي رد.لم يكن أم

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 22

    عاد شادي فورًا للبلاد ليلًا، علم من سكرتيره، أنه قبل ذهابه لدولة النرجس، قال في أحد التجمعات أن لبنى زوجته، وأحد الحضور سجل هذا ويبتز مجلس إدارة شركة سرور ليدفعوا مبلغ كبير من المال.مما أثار استياء مجلس الإدارة، معتقدين أن عائلة سمير هم من وراء هذا، ولعدة أيام، استعانوا بالعديد من المخترقين، ليخترقوا نظام شركة سمير وسرقة أسرارهم التجارية التي لا تُحصى.بمجرد كشف هذه الأسرار، سينهار سعر أسهم شركة سمير، وسيفلسون بالتأكيد، وستتراكم عليهم الديون.عندما عاد شادي مسرعًا لاجتماع مجلس الإدارة، وسمع المساهمون الكبار في السن يسخرون منه:"سيتم القضاء على عائلة سمير هذه المرة، هذه الأسرار لا تتضمن فقط جد وتعب العجوز شوكت سمير، بل أيضًا أسرار رشاوى ابنه زاهر، بمجرد كشفها، لن تتم إدانة عائلة سمير من الجميع فحسب، بل قد يتم الحكم على العائلة بأكملها بالسجن لعدة سنوات.""وابنتاه لن تهربا من العواقب أيضًا، أليس كذلك؟ بالرغم أن ابنته الصغرى، لبنى، تزوجت من رئيسنا سرًا، لكن من قال لها أن تنتمي لتلك العائلة، كلتا العائلتان لا يتفقان، والسيد شادي لن يتمكن من حمايتها هذه المرة.""كل هذا بفضل الزواج السري ل

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 21

    بقي شادي في دولة النرجس لبعض الوقت، آملًا أن يحصل على عفو لبنى.لكن زاهر بدأ بالفعل وأرسل أشخاص ليجبر شادي على توقيع اتفاقية الطلاق، لكن شادي كان يماطل ويرفض، مما جعل زاهر يلجأ لأساليب ملتوية.تهديد وترهيب وعنف... فعل كل شيء، الحراس الشخصيون الذين أحضرهم شادي كان يمكنهم الصمود أمام عائلة سمير، فحراس عائلة سمير لم يتمكنوا من الاقتراب من شادي على الإطلاق، ناهيك عن الحصول على توقيعه.لم يتراجع أي الطرفين، وبلغ الصراع ذروته بينهما.وأخيرًا، في إحدى الليالي، تدخل كمال جعل شادي يذوق ألمًا لا يطاق.ذلك اليوم، اتصل كمال بشادي، ودعاه لمنزل عائلة الشهبندر لمناقشة أمر لبنى.وعندما دخل شادي فيلا عائلة الشهبندر، سمع صوت حفيف في الحديقة.كانت الأصوات حميمية للغاية، وبدا صوت الرجل كصوت كمال.تتبع شادي الصوت، مارًا بالورود التي في الفناء، لقد رأى لبنى وكامل يتبادلان القبلات!انقبضت حدقتا عيني شادي، وشعر بخدر في رأسه، وارتجف جسده بالكامل دون سيطرة!رُفع فستان لبنى الأحمر حتى خصرها، والتفت ساقاها حول خصر كمال، كانت تتنفس بصعوبة، وقالت بصوتٍ خافتٍ: "كمال، أبطئ قليلًا..."أمسكت راحة يد كمال ببشرة لبنى الب

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 20

    ضحك شادي ساخرًا من نفسه، لم يصدق كلام لبنى، وسار تجاهها ببطء، وقطرات الماء تتساقط من جسده على السجادة، تاركة خلفها بقعة رطبة داكنة.تمامًا كحالة مشاعره الآن."من المستحيل ألا تحبيني." دقق في تعبير وجه لبنى، محاولًا إيجاد ثغرة تكشف كذبتها، "لقد ضحيتِ بالكثير من أجلي، لقد لاحقتِني لست سنوات كاملة، كيف يمكنكِ التوقف عن حبي بهذه السهولة؟"ابتسمت لبنى بمرارة، ورفعت رأسها، وقالت كلمة بكلمة: "شادي، اتضح أنك تعلم أنني ضحيت من أجلك كثيرًا؟"كانت نبرة صوتها مليئة بالسخرية، مما جعل قلبه ينقبض بشدة، كما لو كان يعتصر."لأنني علمت كم ضحيتِ من أجلي، أتيت هذه المرة لأستعيدكِ." نظر إليها شادي متوسلًا وقال: "لبنى، لقد أخطأت، أسأت في حقكِ كثيرًا من قبل، لكنني الآن أعترف بخطأي، أعطيني فرصة واحدة، اسمحي لي أن أعوضكِ، لبنى، امنحيني فرصة لأحبكِ..."كانت لبنى هادئة، وكأنها تنظر إلى شخص غريب غير مهم، كانت ترتب بهدوء أدلة الأخطاء التي فعلها بحقها على مدار سنوات."شادي، بماذا ستحبني؟ وهل تستحق أن تقول هذه الكلمة؟"كانت أسئلة لبنى كالسكين الحاد الذي يخترق قلب شادي.اقتربت منه في البداية، ومع كل خطوة، كان يتراجع م

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 19

    وفي تلك الليلة، بعد انتهاء حفل الخطبة، انهمر مطرًا غزيرًا.في مكتب عائلة سمير، حكت لبنى أمر زواجها السري من شادي بالكامل.علاقة حبها السرية به، وتوثيق زواجهما في السر من خلف عائلتيهما، وأمر خسارة الرهان مع منى، بل وكل الظلم الذي عانت منه... أخبرت عائلتها بكل شيء.بعد سماع القصة كاملةً، كانت تعبير وجوه عائلة سمير عابسة للغاية.ظنت لبنى أن أفراد عائلتها سيلومونها على ماضيها مع ابن عائلة سرور، لكن لدهشتها، ما أحزن والداها فقط هو: "ابنتنا الطيبة، جميلة وقوية، وأجبرها شادي سرور حتى أوصلها لهذه المرحلة."نظرت سندس بحزن إلى الندبة الموجودة على يد لبنى اليسرى، وامتلأت عيناها بالدموع، "اتضح أنكِ خدعتِني بقولكِ أنكِ تعرضتِ للحرق بالحساء دون قصد، لكن الحقيقة هي أنكِ تعرضتِ لرش حمض الكبريتيك، لابد وأنه كان مؤلمًا للغاية..."شد زاهر قبضته بحنق، وصر على أسنانه وقال: "تجرأ شادي على معاملة أختي هكذا، لن أرحمه!"قالت لبنى: "أخي، لم أعد أهتم بالفعل، لا يهمني ما يفعله بعد الآن، لم أعد أحبه، ولا أريد الاستمرار في زواجي منه."قالت والدة لبنى أيضًا: "لابد أن نجعله يوقع على أوراق الطلاق، لقد تم تحديد موعد ال

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 18

    بدأ كل من بالحفل بالهمس في دهشة."هل هذا السيد شادي من عائلة سرور؟ كيف له أن يكون هنا؟""لطالما كانت عائلتا سمير وسرور عدوين لدودين، عائلة سمير من المستحيل أن تدعوه.""انظروا، شحب وجه السيد شوكت سمير تمامًا."تجاهل شادي نظرات الحضور، وصعد إلى المنصة، بمجرد أن رأى لبنى، ثبت نظره عليها، فتح فمه ليتكلم وهو يغالب دموعه: "لبنى، أتيت لآخذكِ للمنزل، عودي معي."صُدمت لبنى وعجزت عن الكلام للحظات، كل ما كان يدور في ذهنها: لماذا شادي هنا؟كيف علم أنها في دولة النرجس؟بل وقال للتو أيضًا أنه يريد عودتها... اتضح أنه حتى يلحق بها جاء إلى هنا؟لا، مستحيل، هو الآن يجب أن يكون سعيدًا مع منى، ولا يحتاج أبدًا للبحث عنها.كان رحيلها بالنسبة له، أمر يستدعي الاحتفال بلا شك.تراجعت لبنى خطوة للخلف، وبدافع غريزي، وقفت بجانب كمال، وبنبرة باردة لا مبالية رفضت شادي: "سيد شادي، أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث، لكنني أعلم أن عائلتانا لا توجد بينهما أي علاقة، من فضلك، لا تفسد حفل خطبتي."اتسعت عينا شادي من الصدمة.لم يرَ مثل هذا الجفاء على وجه لبنى من قبل.بدت وكأنها لا تحمل له أي مشاعر، حتى أنها لم تعترف بالعلاقة التي بي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status