Share

الفصل 6

Author: فطيرة الشتاء التاسع
"لأن أبوه كان أغنى منه آنذاك." ضحكت منى وتابعت كلامها: "فقط من أجل المال، أنا مستعدة لفعل أي شيء، والآن وقد ورث أعمال العائلة، بالطبع لن أتخلى عنه."

"أتعلمين كم كان مجنونًا خلال الست سنوات التي قضيناها معًا؟ سواي أنا، ما كان يفكر بأي امرأة أخرى، ولهذا السبب لم تتمكني من إغوائه رغم كل محاولاتكِ."

"لطالما كان بجانبي، ومن تكونين أنتِ؟ في المزاد المرة السابقة، كان سعر سوار اليشم الذي أعجبني باهظًا للغاية، لكنه اشتراه لي دون أن يرف له جفن، هل عاملكِ أحد هكذا من قبل؟"

كانت كلمات منى كسكين غير حاد يطعن في قلب لبنى، ردت عليها بسؤال آخر: "أتريدين لهذه الدرجة إثبات قدرتكِ على الفوز بكل شيء؟"

"يكفيني فقط الفوز بشادي واستعادته منكِ." ابتسمت منى وتابعت كلامها: "بعد قليل، عندما يخرج من غرفة العمليات، لنتراهن من سينادي اسمها أولًا."

ما زالت لبنى متمسكة بخيط أمل زائف.

ربما سيكون لدى شادي القليل من الضمير اليقظ، وسيفكر بها قليلًا على الأقل.

على أقل تقدير، سيقلق أيضًا بشأن قفزها من الحريق، لقد كانا معًا لسبع سنوات، حتى وإن كان حيوانه الأليف، كان ليوجد بينهما مشاعر مشتركة.

لكن بعد ساعة، تم إخراج شادي من غرفة الطوارئ، وعلى الرغم أن تأثير التخدير لم يزول، لكن كانت كلمته الأولى: "منى..."

نظرت منى باستفزاز للبنى، "ما رأيكِ؟ هذه الجولة، أنا فزت بها أيضًا."

شاهدت لبنى منى وهي تذهب بجانب شادي، آخر أمل كان متبقيًا لها، قد تلاشى أيضًا.

خلال الأيام القليلة التالية، بقيت لبنى وشادي في المستشفى لتلقي العلاج.

وفي كل يوم، كانت لبنى ترى منى وهي تعتني بشادي بنفسها، وتبقى بجانبه لا تفارقه أبدًا، لم تترك أي فرصة للبنى حتى تقترب.

بعد ظهر اليوم المسموح للبنى الخروج من المستشفى، جاء شادي إلى غرفتها.

أعد لها طعامًا مغذيًا وأهداها علبة هدايا فخمة، "عيد ميلادكِ بعد ثلاثة أيام، يوجد مفتاح في هذه العلبة، وضعت الهدية في خزانة الملابس، استخدمي هذا المفتاح لفتحها وستجدين هديتكِ."

بعد ثلاثة أيام.

سترحل لبنى أيضًا في ذلك اليوم.

أخذت المفتاح في صمت، وقالت له بهدوء: "شكرًا."، وعندما أخذت حقيبتها استعدادًا لإتمام إجراءات المستشفى، وقعت منها ورقة استمارة الهجرة.

أخذها شادي، وعبس وسألها: "ما هذا؟ أتنوين الهجرة؟"

أخذتها لبنى من يده، وقالت كاذبةً: "تركتها صديقتي معي، كنت سأذهب لأعطيها لها."

ارتاح شادي بعض الشيء، صمت لبرهة وهو يراقب وجه لبنى الشاحب المنهك، ثم قال بصوت منخفض: "سأخرج من المستشفى يوم عيد ميلادكِ، في ذلك اليوم سأحتفل بعيد ميلادكِ، لبنى، انتظري عودتي إلى المنزل."

خفق قلب لبنى بشدة، وبينما كانت على وشك الرد، جاء صوت منى من الممر: "شادي، لقد أعددت لك الحساء بنفسي..."

بسماع صوت منى، خرج شادي فورًا من غرفة لبنى، ووصل إلى مسامعها حديثهما الحميم.

سخرت لبنى في سرها، ضبت ملابسها بمفردها واستعدت للخروج من المستشفى.

لكن بينما كانت على وشك الخروج من الغرفة، تم سحبها إلى الحمام بالممر.

رفعت لبنى رأسها بذعر، لتجد منى واقفة أمامها، وقالت بسخرية: "خرج شادي من غرفتكِ للتو، هل تفكرين في خرق شرط الرهان، بعد أن خسرتِ، تريدين إغوائه؟"

حدقت لبنى بها باستياء وقالت: "لا، بما أنني وعدتكِ أنني سأتركه، فلن أخلف بوعدي."

أظلم وجه منى، "إذًا ابتعدي عنه، توقفي عن الظهور بجانبه."

لم تكلف لبنى نفسها عناء الجدال مع منى، كافحت حتى وقفت، وركلت ساق منى بالخطأ.

غضبت منى، وأمرت الرجال الذين يمسكون بلبنى: "أدخلوا رأسها في المرحاض!"

وبالفعل أمسك الرجال بلبنى وأدخلوا رأسها في المرحاض.

ضغطت منى مرات عديدة على سيفون المرحاض، ولبنى كانت تصر على أسنانها حتى تتجنب ابتلاع الماء.

خلال هذا الوقت، أخرج الرجال لبنى لتلتقط أنفاسها، ثم سرعان ما دفعوا بها للداخل مرة أخرى.

حسبت لبنى عدد المرات بوضوح في ذهنها، بإجمالي تسع عشرة مرة، أمرت منى رجالها بدفع رأسها في المرحاض تسع عشرة مرة.

كما لو كانت تسخر من كل مرة فشلت فيها في إغواء شادي.

حتى تم فتح باب الحمام، ورأى شادي المشهد وعبس: "ماذا تفعلون؟"

سارعت منى في مساعدة لبنى على النهوض، والتي كانت غارقة بالمياه، متظاهرةً بمسح الأوساخ عنها، وابتسمت وقالت مبررةً لشادي: "سقط قرط لبنى في المرحاض، وصممت أن تركع وتدخل رأسها بحثًا عنه، ومهما حاولت إقناعها، لم تسمع لي، أليس كذلك؟"

أومأ الرجال الذين اشترتهم منى بأموالها بالفعل، برؤوسهم مرارًا وتكرارًا، ينتظرون الفرصة حتى يهربوا.

شهقت لبنى وهي تلتقط أنفاسها، ودفعت بمنى بعيدًا، ثم واجهتها وقالت: "أنتِ من دفعتِ برأسي داخل المرحاض، دفعتِني تسع عشرة مرة!"

تظاهرت منى بالبراءة واختبئت خلف شادي، "شادي، لم أفعل، صدقني..."

نظرت لبنى لشادي بتوسل، تتمنى أن تحصل على إنصافه.

لكن شادي قال ببرود: "ألا يمكن فقط شراء قرط جديد! الحمام قذر جدًا، لا تستمري في البحث."

ابتسمت منى بتفاخر للبنى، وأمسكت بذراع شادي وخرجت من الحمام.

تجمدت لبنى في مكانها من صدمتها.

امتلأ وجهها بالذهول، اتضح أن شادي يصدق منى فقط...

حتى أنه تظاهر أنه لم يرَها وهي مغطاه بماء المرحاض.

أدخلوا رأسها في المرحاض تسع عشرة مرة، لكن هذا لا يُقارن بكلمتين غير صادقتين من منى.

جعلها هذا تضحك ساخرةً، شعرت نفسها كالمهرجة، مثيرة للشفقة. أغلقت عينيها، وزمت قبضتي يدها بغضب، بينما تدفق دموع الإذلال على وجهها.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 23

    تلك الليلة، انتشر خبر حريق مبنى مجموعة شركات سرور كالنار في الهشيم، وصدم كل الناس في البلاد.لكن عائلة سمير خارج البلاد، عندما علموا بالأمر، كان قد مر خمسة أيام بالفعل.شعر والدا لبنى بالأسف على الحادثة، لكن سندس وزاهر شعرا أن عائلة سرور هي من تسببت في هذا."كل أجيال عائلة سرور باستهداف عائلتنا، واليوم تدمرت بأيديهم، لقد تلقوا عقاب ما فعلوه." قالت سندس بازدراء.وافق زاهر، لكن والدتهم حذرتهم: "لا تخبروا لبنى بهذا، زفافها الشهر المقبل، لن نسمح لهذه الفوضى أن تؤثر على مزاجها."أومأ الجميع برأسهم موافقون، ووضع السيد شوكت الصحيفة التي تتضمن الأخبار المحلية تحت طاولة القهوة، ليظهر عنوان النص المرفق "صراع داخلي في عائلة سرور، تسبب في حريقًا هائلًا، مات جميع المساهمون القدامى"...الناجي الوحيد من الحريق كان شادي.رغم أنه لم يمت، لكن جسده أُصيب بحروق في كل مكان، حتى صعب التعرف عليه، وتشوه وجهه الوسيم، وأصبح لا يمكن لأحد التعرف عليه بعد الآن.لأن كل كاميرات المراقبة تم حرقها، كان هو الوحيد الذي يعلم حقيقة الحادثة.علاوة على ذلك، احترقت أحباله الصوتية، كان عاجزًا بالأساس عن إبداء أي رد.لم يكن أم

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 22

    عاد شادي فورًا للبلاد ليلًا، علم من سكرتيره، أنه قبل ذهابه لدولة النرجس، قال في أحد التجمعات أن لبنى زوجته، وأحد الحضور سجل هذا ويبتز مجلس إدارة شركة سرور ليدفعوا مبلغ كبير من المال.مما أثار استياء مجلس الإدارة، معتقدين أن عائلة سمير هم من وراء هذا، ولعدة أيام، استعانوا بالعديد من المخترقين، ليخترقوا نظام شركة سمير وسرقة أسرارهم التجارية التي لا تُحصى.بمجرد كشف هذه الأسرار، سينهار سعر أسهم شركة سمير، وسيفلسون بالتأكيد، وستتراكم عليهم الديون.عندما عاد شادي مسرعًا لاجتماع مجلس الإدارة، وسمع المساهمون الكبار في السن يسخرون منه:"سيتم القضاء على عائلة سمير هذه المرة، هذه الأسرار لا تتضمن فقط جد وتعب العجوز شوكت سمير، بل أيضًا أسرار رشاوى ابنه زاهر، بمجرد كشفها، لن تتم إدانة عائلة سمير من الجميع فحسب، بل قد يتم الحكم على العائلة بأكملها بالسجن لعدة سنوات.""وابنتاه لن تهربا من العواقب أيضًا، أليس كذلك؟ بالرغم أن ابنته الصغرى، لبنى، تزوجت من رئيسنا سرًا، لكن من قال لها أن تنتمي لتلك العائلة، كلتا العائلتان لا يتفقان، والسيد شادي لن يتمكن من حمايتها هذه المرة.""كل هذا بفضل الزواج السري ل

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 21

    بقي شادي في دولة النرجس لبعض الوقت، آملًا أن يحصل على عفو لبنى.لكن زاهر بدأ بالفعل وأرسل أشخاص ليجبر شادي على توقيع اتفاقية الطلاق، لكن شادي كان يماطل ويرفض، مما جعل زاهر يلجأ لأساليب ملتوية.تهديد وترهيب وعنف... فعل كل شيء، الحراس الشخصيون الذين أحضرهم شادي كان يمكنهم الصمود أمام عائلة سمير، فحراس عائلة سمير لم يتمكنوا من الاقتراب من شادي على الإطلاق، ناهيك عن الحصول على توقيعه.لم يتراجع أي الطرفين، وبلغ الصراع ذروته بينهما.وأخيرًا، في إحدى الليالي، تدخل كمال جعل شادي يذوق ألمًا لا يطاق.ذلك اليوم، اتصل كمال بشادي، ودعاه لمنزل عائلة الشهبندر لمناقشة أمر لبنى.وعندما دخل شادي فيلا عائلة الشهبندر، سمع صوت حفيف في الحديقة.كانت الأصوات حميمية للغاية، وبدا صوت الرجل كصوت كمال.تتبع شادي الصوت، مارًا بالورود التي في الفناء، لقد رأى لبنى وكامل يتبادلان القبلات!انقبضت حدقتا عيني شادي، وشعر بخدر في رأسه، وارتجف جسده بالكامل دون سيطرة!رُفع فستان لبنى الأحمر حتى خصرها، والتفت ساقاها حول خصر كمال، كانت تتنفس بصعوبة، وقالت بصوتٍ خافتٍ: "كمال، أبطئ قليلًا..."أمسكت راحة يد كمال ببشرة لبنى الب

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 20

    ضحك شادي ساخرًا من نفسه، لم يصدق كلام لبنى، وسار تجاهها ببطء، وقطرات الماء تتساقط من جسده على السجادة، تاركة خلفها بقعة رطبة داكنة.تمامًا كحالة مشاعره الآن."من المستحيل ألا تحبيني." دقق في تعبير وجه لبنى، محاولًا إيجاد ثغرة تكشف كذبتها، "لقد ضحيتِ بالكثير من أجلي، لقد لاحقتِني لست سنوات كاملة، كيف يمكنكِ التوقف عن حبي بهذه السهولة؟"ابتسمت لبنى بمرارة، ورفعت رأسها، وقالت كلمة بكلمة: "شادي، اتضح أنك تعلم أنني ضحيت من أجلك كثيرًا؟"كانت نبرة صوتها مليئة بالسخرية، مما جعل قلبه ينقبض بشدة، كما لو كان يعتصر."لأنني علمت كم ضحيتِ من أجلي، أتيت هذه المرة لأستعيدكِ." نظر إليها شادي متوسلًا وقال: "لبنى، لقد أخطأت، أسأت في حقكِ كثيرًا من قبل، لكنني الآن أعترف بخطأي، أعطيني فرصة واحدة، اسمحي لي أن أعوضكِ، لبنى، امنحيني فرصة لأحبكِ..."كانت لبنى هادئة، وكأنها تنظر إلى شخص غريب غير مهم، كانت ترتب بهدوء أدلة الأخطاء التي فعلها بحقها على مدار سنوات."شادي، بماذا ستحبني؟ وهل تستحق أن تقول هذه الكلمة؟"كانت أسئلة لبنى كالسكين الحاد الذي يخترق قلب شادي.اقتربت منه في البداية، ومع كل خطوة، كان يتراجع م

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 19

    وفي تلك الليلة، بعد انتهاء حفل الخطبة، انهمر مطرًا غزيرًا.في مكتب عائلة سمير، حكت لبنى أمر زواجها السري من شادي بالكامل.علاقة حبها السرية به، وتوثيق زواجهما في السر من خلف عائلتيهما، وأمر خسارة الرهان مع منى، بل وكل الظلم الذي عانت منه... أخبرت عائلتها بكل شيء.بعد سماع القصة كاملةً، كانت تعبير وجوه عائلة سمير عابسة للغاية.ظنت لبنى أن أفراد عائلتها سيلومونها على ماضيها مع ابن عائلة سرور، لكن لدهشتها، ما أحزن والداها فقط هو: "ابنتنا الطيبة، جميلة وقوية، وأجبرها شادي سرور حتى أوصلها لهذه المرحلة."نظرت سندس بحزن إلى الندبة الموجودة على يد لبنى اليسرى، وامتلأت عيناها بالدموع، "اتضح أنكِ خدعتِني بقولكِ أنكِ تعرضتِ للحرق بالحساء دون قصد، لكن الحقيقة هي أنكِ تعرضتِ لرش حمض الكبريتيك، لابد وأنه كان مؤلمًا للغاية..."شد زاهر قبضته بحنق، وصر على أسنانه وقال: "تجرأ شادي على معاملة أختي هكذا، لن أرحمه!"قالت لبنى: "أخي، لم أعد أهتم بالفعل، لا يهمني ما يفعله بعد الآن، لم أعد أحبه، ولا أريد الاستمرار في زواجي منه."قالت والدة لبنى أيضًا: "لابد أن نجعله يوقع على أوراق الطلاق، لقد تم تحديد موعد ال

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 18

    بدأ كل من بالحفل بالهمس في دهشة."هل هذا السيد شادي من عائلة سرور؟ كيف له أن يكون هنا؟""لطالما كانت عائلتا سمير وسرور عدوين لدودين، عائلة سمير من المستحيل أن تدعوه.""انظروا، شحب وجه السيد شوكت سمير تمامًا."تجاهل شادي نظرات الحضور، وصعد إلى المنصة، بمجرد أن رأى لبنى، ثبت نظره عليها، فتح فمه ليتكلم وهو يغالب دموعه: "لبنى، أتيت لآخذكِ للمنزل، عودي معي."صُدمت لبنى وعجزت عن الكلام للحظات، كل ما كان يدور في ذهنها: لماذا شادي هنا؟كيف علم أنها في دولة النرجس؟بل وقال للتو أيضًا أنه يريد عودتها... اتضح أنه حتى يلحق بها جاء إلى هنا؟لا، مستحيل، هو الآن يجب أن يكون سعيدًا مع منى، ولا يحتاج أبدًا للبحث عنها.كان رحيلها بالنسبة له، أمر يستدعي الاحتفال بلا شك.تراجعت لبنى خطوة للخلف، وبدافع غريزي، وقفت بجانب كمال، وبنبرة باردة لا مبالية رفضت شادي: "سيد شادي، أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث، لكنني أعلم أن عائلتانا لا توجد بينهما أي علاقة، من فضلك، لا تفسد حفل خطبتي."اتسعت عينا شادي من الصدمة.لم يرَ مثل هذا الجفاء على وجه لبنى من قبل.بدت وكأنها لا تحمل له أي مشاعر، حتى أنها لم تعترف بالعلاقة التي بي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status