الفصل 4

بعد ساعة، وصلت لبنى لنادي الزهور.

بمجرد أن فتحت باب الغرفة الخاصة، حتى رأت منى تجلس بجانب شادي.

كانت ترتدي نظارة شمسية وقبعة، قامت بتغطية نفسها بالكامل، وتمسك بمنديل لتمسح دموعها.

رغم أن شادي تعمد الابتعاد عنها، لكن لبنى رأت بوضوح القلق داخل عينيه على منى.

حتى أنه لم يلاحظ حتى الضمادة التي على رأس لبنى، لو لم تتكلم أولًا، لما لاحظ دخولها.

"لماذا طلبت مني المجيء إلى هنا؟" سألت لبنى بنبرة ثقيلة.

أدار شادي رأسه، ووقع نظره عليها أخيرًا، وعبس فورًا: "هل أنتِ من أحضرتِ أولئك الصحفيين هذا الصباح؟"

صُدمت لبنى، ونظرت تجاه منى بلا وعي، كانت منى قد خلعت نظارتها بالفعل، لتكشف عن عينها اليسرى المصابة بكدمة.

رأى شادي صمت لبنى، فقال بخيبة أمل أكبر: "طلبت من أحدهم التحقق بالفعل من المكالمة التي أُجريت مع أولئك الصحفيين، كان رقمكِ، وقد اعترفوا أيضًا بأن هناك امرأة أخبرتهم أن هناك خبر صحفي كبير، ولذلك تجمعوا أمام باب فيلا منزل سرور. أتعلمين أنهم يتخطون حدودهم لفعل هذه الأمور أم لأ؟ أحدهم اندفع لالتقاط صورة، فأصابت عدسته عين منى اليسرى."

قالت منى بهذا الوقت: "دعك من الأمر، شادي، ربما نحن من أسأنا فهم لبنى، كيف لها أن تشوه سمعتي أمام الصحافة؟"

حدق شادي ببرود في لبنى، "هل أنتِ من فعل هذا أم لا؟"

لقد أخبرت الصحفيين بالحقيقة فحسب، هل أخطأت؟

ابتسمت لبنى بسخرية، لقد قضت ليلة بأكملها وحيدة في المستشفى، وشادي هو سبب إصابة رأسها، هل اهتم بها ولو لمرة؟

وها هي تجلس أمامه مباشرةً، لكنه لا يهتم.

أما منى قد ذرفت دمعتين فقط، وهو يقوم باستجوابها هكذا.

انفتح جرح كبير في أعماق قلبها مجددًا، فردت على شادي: "لو لم تكن في فيلا عائلة سرور، فكيف لك أن تعرف كل هذا بوضوح؟"

تجمدت تعابير شادي.

تابعت لبنى كلامها: "بما أنك تقول أنه افتراء عليها، فهذا يعني أن زوجة أبيك بريئة، أم تقصد أنك تعتقد أيضًا أن زوجة أبيك كانت على علاقة برجال أخرى خلال فترة حدادها؟"

أظلمت عينا شادي، "لا تتفوهي بالهراء، هي من المستحيل أن تفعل مثل هذه الحماقة خلال فترة الحداد."

قالت منى بسرعة: "لبنى، لا تسيئ الفهم، هؤلاء الصحفيون يتفوهون بالهراء، وشادي قلق أيضًا بشأن سمعة عائلة سرور، لقد أنفق الكثير من المال ليُسكت هؤلاء الصحفيين، ولن تنتشر أي أخبار مسيئة."

عضت لبنى شفتيها، ولم تتكلم.

كسبت منى رهانها بالفعل، لكنها مع ذلك أرادت التباهي بحب شادي لها أمام لبنى في الأيام العشرة المتبقية.

كانت لبنى سعيدة حقًا بتوقيعها لأوراق الطلاق، وإلا، لكانت ستتعذب هكذا يوميًا.

"كفى، لنترك هذا الأمر."، قالت منى هذا، ثم سألت فجأة: "لبنى، ماذا حدث لرأسكِ؟"

ظلت لبنى صامتة، ثم رمقها شادي بنظرة وقال: "هل صُدمتِ بشيء؟"

قالت منى: "إنها تنزف بالفعل، لأطلب من أحدهم إحضار الشاش الطبي." قالت هذا وخرجت من الغرفة الخاصة.

عندما أصبحت لبنى وشادي بمفردهما، تنهد وقال: "بغض النظر عما إن كنتِ أنتِ من تواصلتِ مع الصحفيين أم لا، لكن أتمنى أن تتوقفي عن اضطهاد منى، والتوقف عن الشك فيها، إنها بالفعل بدون زوج يدعمها، هي بائسة جدًا بالفعل."

قبضت لبنى قبضتيها بقوة، إذًا أين زوجها هي؟ من يدعم بالضبط؟

"مهما كان، هي ما زالت زوجة أبي، أحسني معاملتها قليلًا، وسأقدر لكِ هذا." أمسك شادي يد لبنى برفق، "لبنى، إن عاملتِها جيدًا، سأحسن معاملتكِ أكثر وأكثر."

سخرت لبنى بينها وبين نفسها، لم تتمالك نفسها وسألت: "شادي، هل تعتبرني زوجتك أم لا؟"

"بالطبع، أنتِ زوجتي."

"لكن هل تسمح لزوجتك أن يتم ظلمها هكذا؟"

لكن قبل أن يجيب شادي، دوى صوت صياح أحدهم من خارج الغرفة الخاصة فجأة: "كارثة، حريق!"

صُدم شادي، وأفلت يد لبنى فورًا واندفع خارجًا.