Share

الفصل 5

Penulis: كل شيء سراب
عندما فتحت ريما عينيها مجددا، كانت على سرير المستشفى، وكل جسدها يتفكك ألما، ولم تعد تعرف كم مرة دخلت المستشفى.

رن الهاتف في تلك اللحظة، وكان الضابط في السجن الذي تواصلت معه بشكل خاص: "آنسة ريما، والدتك تتعرض لمعاملة خاصة في السجن، هل أزعجت أحدا؟"

تجمد نفس ريما وقالت بذهول: "ماذا تقصد؟…"

"هناك من أصدر أوامر للإدارة لمعاملة والدتك معاملة خاصة، الآن لا طعام لها، وزميلات الزنزانة يؤذينها، ويجعلونها تقف تحت الشمس عشر ساعات يوميا!"

سقط الكلام عليها كالصاعقة وبدأ كل شيء يدور حولها وابتعد الصوت من الهاتف تدريجيا.

فُتح باب الغرفة فجأة ودخل يوسف.

رفعت ريما رأسها ببطء لتنظر إليه، وفهمت كل شيء فجأة: "أنت من فعل هذا."

يوسف هو الشخص الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك، خصوصا أنه يعتقد أنها هددت رنا.

لم يظهر على وجه يوسف أي دهشة أو استغراب.

نظرت إليه وكأنها لم تعرفه يوما وقالت بصوت مرتجف: "أمي لها فضل على عائلتكم، لا يحق لكم معاملتها بهذا الأسلوب، صحتها ضعيفة منذ سنين، لن تتحمل ذلك."

اقترب يوسف منها وأمسك وجنتيها بقسوة وقال ببرود: "لها فضل على عائلتنا، لكن ليس على رنا، إن كان عندك غضب، فصبيه علي، فأستحق لذلك، لماذا تؤذين إنسانة بريئة؟"

وبدا كأنه سيحطم وجهها في قبضته في نهاية الكلام.

نظرت إليه ريما بعناد وعيناها محمرتان: "لم أصور شيئا، ولم أهدد رنا، إن لم تصدق كلامي، فراجع كاميرات الفندق…"

"إن لم تكوني أنت فمن؟ رنا طيبة، ولم تتشاجر مع أحد إلا أنت." قالها بنظرة باردة.

مهما حاولت الدفاع عن نفسها، فقد حكم عليها مسبقا.

ابتسمت ريما بمرارة، وانزلقت دمعة من عينها على يد يوسف.

شعر بالحرارة على جلده وكأن شيئا في داخله احترق لحظة.

"حسنا، أعترف أنني أخطأت، فقط دعهم يتركوا أمي، وسأبتعد عن رنا إلى الأبد."

استسلمت، ولا تريد فعل أي شيء بلا فائدة، فلا فائدة من المقاومة، فقط تريد ـن تكون أمها بخير، لما زالت تريد أن تأخذها للرحيل معا.

وعندما استسلمت، أرخى يوسف قبضته ومسح خدها بلطف قائلا: "لا أريد أذى أمك أيضا، لكن رنا بريئ، لن تظهر في حياتنا مستقبلا، إن لم تريدي التعامل معها فلا تفعلي ذلك، لكن لا تؤذيها."

شعرت ريما بقبلة خفيفة على جبينها، فأومأت شاردة الذهن كدمية مطيعة.

لكن رغم طاعتها إلى هذا الحد، لم تستطع إبقاء أمها حية.

تلقت اتصال السجن في اليوم التالي، ولا تتذكر ما حدث في الطريق، وفجأة وجدت نفسها في المشرحة.

كانت أمها ممددة بصمت على نقالة مفتوحة بوجه شاحب في المشرحة، فسقطت ريما على الأرض والارتجاف في يدها يمنعها من لمسها.

اختنق صوتها وسقطت دموعها على الوجه البارد دون أن تعيدها للحياة: "أمي… ألم تقولي إنك سترحلين معي؟… استيقظي… لقد اقترب الوقت… لماذا رحلت؟ لماذا… لماذا؟!"

قال الضابط متأسفا بجانبها: "أصيبت بضربة شمس، وعندما اكتشفوها، كان الأوان قد فات."

حرقت ريما جثمان أمها في نفس اليوم، وكانت وحدها في الجنازة.

قبل بدء الجنازة، اتصلت بيوسف تسع عشرة مرة دون رد، وحين أغلقت الهاتف، رأت فيديو جديدا في صفحة رنا على فيسبوك.

كانت في حفلة غنائية، والشخص الذي ينظر لرنا بحنان بجانبها هو من لم تجده ريما مهما حاولت.

في الفيديو ضوضاء وأضواء، فتذكرت رينا عندما دعته سابقا لحفل فرقتها، رد عليها: "تعلمين أنني لا أحب الأماكن المزدحمة الصاخبة."

لكنه يرافق رنا إلى حفلة غنائية مزدحمة الآن، فابتسمت ريما بسخرية من نفسها ولم تتصل به مجددا.

اشترت قلادة من دار الجنائز ووضعت رماد أمها فيها بيديها: "أمي، سآخذك لمغادرة هذا المكان…"
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 20

    وأثناء مساعدتها لوالد يوسف في النزول، دخل يوسف بخطوات مترنحة ووقف في الأسفل يحدق بها مذهولا.كان المشهد مألوفا، كم مرة كانت ريما تساند والده في النزول هكذا؟ لوهلة، خُيل له أنها عادت وأن ما حدث لم يكن إلا كابوسا، وما زال لهما مستقبلا بعد.لو كان ذلك في الماضي، لألقت نظرتها فيه فورا وابتسمت له، أما الآن، فقد أصبحت نظراته الحارقة بلا معنى، كأنه هواء بالنسبة لها.كل ما حدث كان حقيقة، لن تعود، ولن يكون هناك مستقبل يجمعهما بعد الآن.أدرك يسوف ذلك، فشعر وكأن خنجرا يغوص في صدره، كل نفس يأخذه ممزوج بالعذاب.على العشاء، جلس يوسف مقابلها، يحدق بها بحرارة، ويمد بيده نحو الأطباق ليقدم لها الطعام الذي تحبه.لكنها لم ترفع رأسها ولا مرة، ظلت تتحدث مع والد يوسف، ونقلت وكل ما وُضع في صحنها إلى طبق القمامة مباشرة.بعد الطعام، جلست ريما مع والد يوسف قليلا ثم استأذنت، بينما بقي يوسف واقفا جانبا بصمت.وما إن نهضت وغادرت، حتى لحق بها فورا.كانت ريما تعلم أنه يتبعها، فواصلت السير حتى وصلت لحديقة الفيلا ثم توقفت.التفتت تعانق كتفيها ونظرت إلى يوسف الذي لحق بها بارتكاب: "إن كان لديك ما تقوله، فقله هنا، ولا تزعج

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 19

    أوصلها سامي إلى المنزل كالعادة، لكنها شعرت بأن هناك ما تغير.عند نزولها، قدم سامي لها علبة هدية: "هدية عيد ميلادك."وفي الطريق من باب المجمع حتى بيتها، أسرعت أكثر من المعتاد شوقا لفتح الهدية.وعندما وصلت لأسفل المبنى ورأت يوسف، توقفت فجأة.وقفت تحدق به من بعيد، كان يحمل كعكة وهدية ويتقدم نحوها.قدم الهدية لها بتوتر وقال بصوت مبحوح: "عيد ميلاد سعيد يا ريما، قلت إنني سأرافقك في كل عيد ميلادك، لحسن الحظ أنني لم أفوت هذه المرة."حقا، لم يغب يوسف يوما عن عيد ميلادها، حتى في أصعب أيام العمليات، كان يجد وقتا للاحتفال بعيد ميلادها، ولو كان الثمن هو سهر ليلة كاملة لإجراء العمليات.لكن ذلك كان في الماضي، أخذت ريما الهدية ورمتها فورا في سلة المهملات قبل أن يظهر يوسف أي فرح في عينيه.شحب وجهه في لحظة، وشعر وكأن يدا خفية تعتصر قلبه وتمنعه من التنفس.قالت ببرود: "لم تعد مضطرا لتحمل هذه المسؤولية عديمة القيمة، ابتعد عني."قال يوسف بمرارة: "لم أفعل هذا بدافع المسؤولية، أنا آسف يا ريم، أدركت خطئي حقا وندمت حقا، أرجوك، أعطني فرصة واحدة فقط، سأكون أفضل…""لماذا؟" قاطعته ببرود.ساد الصمت ثوان، ثم ابتسمت ر

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 18

    بعد أن أوصلت جميلة إلى منزلها، عادت ريما إلى بيتها.وبعد أن انتهت من الاستحمام واستلقت على السرير، تذكرت كلمة "الحب" التي قالها يوسف، فلم تستطع منع نفسها من الضحك.أن يقول يوسف إنه يحبها، كان إهانة لهذه الكلمة.في اليوم التالي، لم يكن هناك عرض، وتم إلغاء التدريب، قرأت ريما إشعار الفرقة، ثم رمت هاتفها ونظرت للسقف، فاكتشفت أنها لا تفعل شيئا سوى التدريب والعروض.وما إن تسلل الفراغ إلى قلبها قليلا، حتى اتصل سامي بها: "لا تدريب لكنم اليوم، صحيح؟ سأمر لآخذك بجولة."وافقت ريما بما أنها لا جد شيئا لفعله، ونهضت ثم رتبت نفسها بتكاسل، وعندما نزلت، كان سامي ينتظر تحت.تفاجأت قليلا ثم أسرعت إليه وجلست بالمقعد الأمامي: "هل انتظرت طويلا؟ كان يجب أن أسرع."شغل سامي السيارة بلا مبالاة: "لدي الكثير من الصبر معك، انزلي متى شئت."اعتادت ريما على حديثه المليء بالتلميحات مؤخرا، فابتسمت: "حسنا، أنزل بعد نوم طويل المرة القادمة."قال سامي دون أن يغضب: "لا مشكلة."قضى سامي اليوم كدليل سياحي، يتجول بها في الأماكن القريبة، رغم أنها عاشت هنا لعام كامل، فلم تتجول فيها بعد.وأخذها إلى مطعم قرب البحر في المساء.وعندم

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 17

    توقفت ريما واستدارت ببرود: "هل أرسلك والدك للبحث عني؟"فلم تستطع تخيل سبب آخر غير ذلك.تجمد يوسف بعد سماع هذا ثم أسرع في الشرح: "لا، أنا جئت إليك بنفسي.""ماذا تريد؟" قالت ريما وتراجعت بخطوة بصوت بارد.عندما رأى موقفها المتحفظ والحذر، فشعر يوسف بالألم الذي يمزق قلبه وازداد مرارة فيه.امتلأت عيناه بالحزن والرجاء: "ريما، عودي معي، أنا…""ما زلت تريد سداد المعروف؟ لا داعي، لقد انتهى كل شيء، ارحل، لم يعد بيننا أي دين." قالتها ريما بنظرة باردة إليه.قالت ذلك وتجاوزته للمغادرة، لكن يده أمسكت بها."ليس لرد المعروف، أريد أن تعودي فقط، كنت غبيا، ولم أفهم مشاعري إلا بعد أن فقدتك!" أمسك بها بارتكاب ويريد إبقاءها بشدة.عقدت ريما حاجبيها بسبب كلامه، وضايقها لمسه، فانتزعت يدها بقوة.شعر يوسف بفراغ في كفه وقلبه، كأن آلاف الإبر تخترقه.خفض يوسف رأسه ليحدق في يده الخالية من شيء وقال بمرارة: "ريما، أحبك، ليس بسبب المعروف، كل ما فعلته لك منذ الطفولة كان بدافع الحب.""لم أفهم هذا من قبل، كنت أهرب من حقيقة مشاعري حتى لا أُقيد، فأسأت إليك كثيرا… آسف، عشت كل يوم بعد رحيلك في ندم، أرجوك، أعطيني فرصة لأعوضك."

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 16

    بسبب كثرة الأشخاص، انقسموا إلى سيارتين.ركبت ريما مع جميلة في سيارة سامي، بينما ركب الآخرون سيارات أجرة.جلست ريما في المقعد الأمامي لأنها تصاب بالدوار في السيارة، بينما جميلة في الخلف وما زالت تنظر للخارج قائلة: "ذلك الشخص كان وسيما جدا! رغم الإرهاق الظاهر عليه، ما زالت وسامته بارزة! أتمنى لو حصلت على رقمه!"لم تقل ريما كلمة، فانتبه سامي لصمتها وقال لأخته في الخلف: "اصمتي أنت! تعتقدين كل من ترينه وسيما! لا أدري كيف تعمل عيناك!"فانشغلت جميلة فورا بالمشاجرة اللفظية مع سامي، ونسيت يوسف تماما.راقبت ريما ظلال الأشجار تتراجع خارج النافذة، وعقلها كله مع تلك الكلمة التي قالها يوسف، صوته لم يحمل ذرة دهشة، وهذا يعني أن لقاءهما ليس صدفة، إذا لماذا جاء إليها؟لقد مر وقت طويل، ومن المفترض أنه لقد تزوج من رنا الآن، فلماذا أتى إليها إذا؟فكرت طوال الطريق دون جدوى، فقررت طرد الأمر من رأسها، فلم يعد يخصها على أي حال.أكلت ريما العشاء شاردة الذهن، وركب السيارة بعده، أوصل سامي جميلة أولا، ثم انطلق باتجاه آخر.حينها لاحظت أنها ليست طريق المنزل، فقالت باستغراب: "إلى أين نحن الآن؟"وضع سامي يدا على المق

  • ذاكرة لا تجف مثل البحر   الفصل 15

    بعد انتهاء العملية، أقامت ريما عدة أيام في المستشفى ثم خرجت، وقد عاد صوتها كما كان.انضمت ريما إلى فرقة موسيقية بصدفة، وفيها فتاة تُدعى بجميلة، تحب التعلق بها وهي من أقنعتها بالانضمام.ولأن لديها خبرة، نظموا عرضا صغيرا في حانة بسرعة.وبعد عام كامل، عندما وقفت ريما على المسرح مجددا، شعرت أنها استعادت نفسها، وابتسامتها كثرت.وبعد العرض، بقيت ريما كأنها ما زالت في تلك اللحظات خلال العرض، لكن أصوات جميلة ارتفعت فجأة عندما وصلت إلى الكواليس: "أخي؟! لماذا أتيت؟ لم تحضر عروضي أبدا!"كانت ريما تركز على خطواتها دون أن ترفع رأسها، حتى سمعت صوتا مألوفا: "لا تقلقي، لم آت من أجلك."تجمدت لحظة، ثم رفعت رأسها ورأت سامي واقفا في الممر، وبعد كلمته تلك، حول نظراته نحو ريما."أتيت لأرى كيف تعافت مريضتي." قالها وهو يبتسم بخفة.تابعت جميلة نظراته إلى رينا بجانبها: "هل تعرفان بعضكما؟!"لم تتوقع ريما أن جميلة هي شقيقة سامي، وبسبب هذه الصلة، صارت جميلة تدعوها كثيرا للطعام، وتحضر سامي معها أحيانا، وهكذا ازدادوا قربا.وبعد نصف عام، شاركت ريما مع الفرقة بمسابقة وفازوا بالمركز الأول في النهاية، وكان الجائزة سلسلة

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status