Share

الفصل 963

Author: سيد أحمد
قبل ثلاث سنوات، تمّ الكشف عن هوية أحمد في شبكة الإنترنت المظلمة، مما استدعى ظهور عدد كبير من أعدائه القدامى الذين سعوا للانتقام منه.

ولما لم يتمكّن بعضهم من القضاء عليه مباشرة، وجّهوا سهامهم نحو مجموعة عائلة أحمد.

في غضون فترة وجيزة، تعرّضت جميع سلاسل الصناعة التابعة للمجموعة لمشكلات جسيمة، بينما لم يكن عامة الناس على علمٍ بالحقيقة، فظنّوا أنّ ما يحدث ليس إلا منافسة شرسة بين رجال الأعمال، وأنّ أطرافًا أخرى تتعمد الإضرار بالشركة من أجل مصالحها.

كانت عائلة أحمد قد بلغت قمّة الثراء والنفوذ، فمن ذا الذي يجرؤ على العبث بذيل النمر؟

انتشر القلق في أرجاء البلاد، لكن أحمد لم يُبدِ أي استعجال، بل بدأ يتتبّع الخيوط بصبرٍ وحزم.

وخلال التحقيق، اكتشف أنّ خلف تلك الهجمات لم يكن فقط بعض المنظمات المظلمة المنحطة، بل أيضًا بيوتات عريقة وأسرًا كبرى تستغلّ الفوضى طمعًا في تقاسم موارد عائلة أحمد حين تسقط.

كلّما عثر أحمد على منظمة متورطة، قاد بنفسه الفريق لتدميرها، وأحال جميع المخالفين للقانون إلى العدالة، أمّا زعماؤهم فكان يقطع رؤوسهم ويعلّقها في الشبكة المظلمة، ويضع لها رقمًا متسلسلًا.

رقم 1، رقم 2، رقم 3
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1062

    المرأة التي تقف أمامه كان قد رآها قبل ستّ سنوات، أو بالأحرى رأى لها صورًا كثيرة، وعرف كلّ شيءٍ عنها.كم كانت مميّزة، وكم من الجوائز حصدت في طفولتها، وكم من الرجال سعوا خلفها حين كبرت، لكنها في النهاية، من أجل رجلٍ واحد، تخلّت عن مستقبلها وتزوّجت باكرًا.ثمّ خذلها ذلك الرجل، فباتت تمضي أيامها غارقة في دموعها.في الحقيقة، كان قد التقاها مرتين من قبل، غير أنّ وجهه آنذاك كان مخفيًّا في الظلام.في المرة الأولى رآها ترتدي ثوب نومٍ بسيطًا، وبطنها المنتفخ أمامها، حين سقطت مرهقة على السجادة، وهو يوجّه سلاحه نحو قلبها.إنها سارة، المرأة التي كانت ذات يومٍ إحدى أهدافه للاغتيال.ذلك الاسم الذي دُفن منذ زمنٍ بعيد في غبار الأيام عاد فجأةً إلى الظهور أمامه، فشعر نادر بدهشةٍ خافتة.قال مترددًا: "أأنتِ أليس...؟"أزاحت سارة خصلات شعرها خلف أذنها، وابتسمت ابتسامة واثقة ومهذّبة: "لم أقدّم نفسي بعد، أنا سارة."كانت تتأمل كريم بهدوء، تتذكّر أنه فشل في تلك العملية، وتحمّل خسائر فادحة أدّت إلى طرده من المنظمة.ومنذ ذلك الحين عاش حياةً عادية، وترك عالم القتل خلفه.لكن فاتن التي قُتلت على يديه، دُفنت تحت التراب

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1061

    ضغطت سارة على دواسة البنزين بقوة فانطلقت السيارة بسرعة، فيما ألقى أحمد نظرة على لوحة الأرقام.حينها كان قد منح سارة منازل كثيرة وسيارات عديدة.لكن هذه السيارة الرياضية لم تكن مسجلة باسمه.كانت سارة نادرًا ما تقود السيارة في الماضي، وحتى حين كانت تفعل، كانت تفضل السيارات الهادئة البسيطة.لقد تغيّرت سارة كثيرًا خلال هذه السنوات.تساءل في نفسه من الذي تنوي مقابلته اليوم؟تنهد أحمد بخفوت، وتمنى لو أنه لم يوافق بتلك السهولة.قال محمود من خلفه: "سيدي الرئيس أحمد، الجميع بانتظارك، عليك أن تنطلق الآن."كاد أحمد أن ينسى أنه لا يزال لديه كومة من الأمور المزعجة التي عليه التعامل معها.مرر إصبعه على شفتيه ليمسح بقايا أحمر الشفاه، ثم التفت مبتسمًا كعادته وقال بهدوء: "لنذهب."أما سارة فقد كانت قد أوقفت سيارتها مسبقًا، ثم أنزلت مرآة الشمس الصغيرة، وأخرجت من حقيبتها علبة المساحيق لتجدد زينتها.نظرت إلى وجهها المنعكس في المرآة، وجهٌ مثالي، وبزاوية شفتيها ارتسمت ابتسامة خفيفة.كانت مزيجًا من البراءة والجمال الفاتن.لمست السوار حول معصمها وهمست: "يا فاتن، آسفة على انتظاركِ الطويل، لكن سأنتقم لكِ قريبًا .

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1060

    اغتسلت سارة وتهيّأت بعناية، ثم مشت نحو خزانة الملابس، فوجدت بداخلها صفوفًا من الثياب الجديدة التي أُعدّت خصيصًا لها.كان أحمد قد استيقظ وجلس مسندًا ظهره إلى السرير، فرأى المرأة الجالسة أمام مرآة التزيين تضع لمساتها الأخيرة على وجهها.في تلك اللحظة راوده شعور غريب، كأنهما لم يفترقا يومًا.كل شيء بدا كما كان من قبل.كانت سارة تمرّر الفرشاة على خديها برفق، وانعكس في المرآة وجه أحمد وهو يقترب ليعانقها من الخلف.تدفّأت أنفاسه على عنقها، وهمس في أذنها وهو يعضّها بخفة: "سارة، ما دمتِ تتأنقين بهذا الجمال، فلمن ستذهبين؟"كانت بلا قناع، وهذا يعني أنها ستقابل أحدًا بهويتها الحقيقية.مكياجها لم يكن صارخًا، بل كان من ذلك الطراز العصري البسيط الذي يُظهر الجمال الطبيعي، وتحت عينيها بريق ناعم يضفي عليها لمسةً من الدلال تجعل من يراها يعجز عن مقاومة ضعفها.تذكّر أحمد أنها لم تكن تحب هذا النوع من الزينة، إذ كانت تراه متكلّفًا ومليئًا بالحسابات.أنهت سارة وضع اللون على وجنتيها، ثم وضعت الفرشاة جانبًا والتقطت أحمر الشفاه.ابتسمت بخفة وقالت: "خمن أنت."كان جمالها في تلك اللحظة فتّانًا، وكأن الزهر قد أزهر في

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1059

    كانت مستلقية على سريرٍ واسعٍ يزيد طوله على مترين، وتحتها فراشٌ ناعمٌ كالسحاب.لم تكن تدري أهو توترٌ أم حماس، لكنها لم تشعر بأدنى رغبةٍ في النوم.في الأيام الأخيرة، كانت تأكل وتنام برفقة أحمد، حتى اعتادت دفءَ ذراعيه وهدوء أنفاسه إلى جوارها.تقلبت على الفراش ساعةً كاملة، لكن النعاس لم يقترب منها، بل ازدادت أفكارها وضوحًا في رأسها.ارتدت معطفًا خفيفًا، وأخذت مفاتيحها بيدها، ثم نزلت إلى المرآب مباشرة.انطلقت بسيارتها السوداء اللامعة كالسهم، تشقُّ طريقها في ظلمة الليل.كان أحمد قد أمضى يومًا طويلًا في معالجة المشكلات، وعندما نظر إلى ساعته ودلّك صدغيه، عاد إلى غرفة نومه.ما إن فتح الباب حتى التقطت حواسه القوية رائحة خفيفة تكاد لا تُلحظ، لكنها مألوفة.كان هناك أحدٌ في الغرفة!وقبل أن يتحرك، اندفعت نحوه ظلالٌ من العتمة، لتسقط على صدره مباشرة.وفي اللحظة التالية، شعر بنَفَسٍ يعرفه جيدًا، فتسعت عيناه دهشةً وفرحًا، وقال مبهوتًا: "سار..." لكن صوتَه اختنق حين أطبقت شفاهها على شفتيه.يا للدهشة.لقد كان يفكر في سارة قبل لحظات، وها هي الآن أمامه، تقف قُبالته كأنها استُدعيت من أعماق أفكاره، فأربكته تما

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1058

    ابتسمت سارة قليلًا وقالت: "لم نعد إلى بعضنا".كانت ملامح جلال تفيض بتعبير يقول بوضوح: "هل تظنين أنني أحمق يسهل خداعه؟".رفعت سارة يديها وقالت: "حسنًا، لم نتزوج مجددًا، لكننا... فعلنا ذلك".قال بنبرة هادئة: "صراحة تُحسب لكِ".قالت ضاحكة بخفة: "أنا أيضًا امرأة عادية، أليس طبيعيًّا أن تكون لي بعض الاحتياجات؟"، كانت سارة أمام جلال تبدو أحيانًا ببراءة طفلة صغيرة.لم يكن بينهما حب رجلٍ وامرأة، بل كانت علاقة أقرب إلى الأخوّة.فقد ساعدها جلال كثيرًا طوال الطريق، وفي قلب سارة صار منذ زمن بعيد أشبه بأحد أفراد العائلة الذين تعتمد عليهم.قال لها ذات مرة إن عائلته قد ماتت جميعًا، وهي أيضًا بلا عائلة.قالت بهدوء: "أما هو، فقد كان مستعدًا لتركِي أرحل".ردّت بابتسامة حزينة: "حتى لو لم يكن يريد، فما بيده حيلة، فالوضع اليوم خرج عن سيطرته تمامًا".جلست سارة بجانبه، ودست كوعها في صدره مازحة: "وأنتَ، في مثل هذا العمر، ألا تشعر بأي احتياج؟ كيف تتعامل مع الأمر؟".رمقها جلال بنظرة جانبية حادة، فرفعت سارة يديها استسلامًا.قالت ضاحكة: "حسنًا حسنًا، كنت فقط أمزح، لا تكتم كل شيء في صدرك وإلا ستختنق"، وأخرجت لسانه

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1057

    عاد أحمد إلى منزل الزوجية القديم الذي كان يجمعه بسارة، ومنذ رحيلها عاد للعيش فيه من جديد، محافظًا على كل شيء كما كان منذ أن غادرت.غرفة الطفل التي كانت مجهّزة من قبل، أعاد أحمد ترميمها وتزيينها، وكان أحيانًا يقيم فيها مع فارس.تضع العمة هالة كل يوم على مائدة الطعام باقةً من الزهور الزاهية، كأنها تنتظر عودة سيّدة البيت سارة في أي لحظة.ربما لأن أحمد علم أن سارة أيضًا في هذه المدينة، لم يعد ذلك البيت الخالي يبدو موحشًا كما كان.دخل محمود إلى مكتبه مسرعًا، ليقدّم له تقريرًا مفصّلًا عن أخبار الشهر الماضي.إحدى الجمل التي قالها لفتت انتباه أحمد: "قلتَ إن القرش الذهبي مات؟ كيف حدث ذلك؟"كيف يمكن لأحمد أن يترك القرش الذهبي يفلت من يده بسهولة؟ لكن قبل أن يتمكّن من التحرك ضده، بلغه خبر موته.أخرج محمود منشورًا من شبكة الويب السوداء يعود إلى شهرٍ مضى.كان رأس القرش الذهبي ظاهرًا بوضوح في الصورة، والطريقة التي نُشر بها المنشور تشبه تمامًا الأسلوب الذي اعتاد أحمد استخدامه مع أعدائه.كان الرقم 100 هو الرمز التعريفي للقرش الذهبي.قال أحمد بحدة: "هل عرفتم من الذي فعل ذلك؟"أجاب محمود: "إنها العميلة

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status