كنتَ حلمي... وصار هو واقعي

كنتَ حلمي... وصار هو واقعي

By:  بهاء الربيعOngoing
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
10
0 Mga Ratings. 0 Rebyu
30Mga Kabanata
5.7Kviews
Basahin
Idagdag sa library

Share:  

Iulat
Buod
katalogo
I-scan ang code para mabasa sa App

بعد ثماني سنوات من الحب، تحولت نور من حبيبة بدر الأولى إلى عبءٍ يتلهّف للتخلّص منه. ثلاث سنوات من المحاولة والتمسك، حتى تلاشت آخر بقايا المودة، فاستسلمت نور أخيرًا ورحلت. وفي يوم انفصالهما، سخر بدر منها قائلًا: "نور، سأنتظر يوم تعودين وتتوسلين لأعود إليكِ." لكنه انتظر طويلاً، وما جاءه لم يكن ندمها، بل خبر زفافها. اشتعل غضبًا، واتصل بها صارخًا: "هل اكتفيتِ من إثارة المتاعب؟" فجاءه صوت رجولي عميق من الطرف الآخر: "سيد بدر، خطيبتي تستحم الآن، ولا تستطيع الرد على مكالمتك." ضحك بدر باستهزاء وأغلق الهاتف، ظنًا منه أن نور تحاول فقط لعب دور صعبة المنال. حتى جاء يوم الزفاف، ورآها ترتدي فستان العرس الأبيض، ممسكة بباقة الورد، تمشي بخطى ثابتة نحو رجلٍ آخر. في تلك اللحظة فقط، أدرك بدر أن نور قد تركته حقًا. اندفع نحوها كالمجنون: "نور، أعلم أنني أخطأت، لا تتزوجي غيري، حسنًا؟" رفعت نور طرف فستانها ومضت من جانبه: "سيد بدر، ألم تقل إنك وريم خُلقتما لبعض؟ فَلِمَ تركع في حفل زفافي الآن؟"

view more

Kabanata 1

الفصل 1

"سيدة نور، هل أنتِ متأكدة من أنكِ تريدين إلغاء حجز قاعة الزفاف السابقة؟"

شدّت نور أصابعها قليلًا على الهاتف، وكان صوتها خاليًا من أي انفعال: "نعم، متأكدة."

"حسنًا، فهمت. سأقوم بإلغاء الحجز لكِ."

"شكرًا."

بعد أن أنهت المكالمة، خلعت خاتم الزواج من إصبعها، ووضعته على الطاولة، ثم نهضت وهي تجرّ حقيبتها مغادرة المكان.

...

قبل أسبوعين.

في المساء، اختتمت نور قضيتها في المحكمة، وأول ما فعلته بعد خروجها هو فتح هاتفها.

فتحت تطبيق الواتساب، وفي المحادثة المثبتة في الأعلى كانت عشرات الرسائل التي أرسلتها، دون رد واحد من الطرف الآخر.

منذ أن تشاجرا الشهر الماضي بسبب تصميم بطاقات دعوة الزفاف، سافر بدر الكمالي في اليوم التالي في رحلة عمل إلى الخارج. وطوال هذا الشهر، مهما حاولت مصالحتَه برسائلها، ظل يتجاهلها تمامًا.

في هذه العلاقة، بلغت نور أقصى درجات التنازل والذل، ومع ذلك لم تستطع أن تستعيد قلب بدر أبدًا.

لم تستطع صديقتها المقربة سهر شوقي تحمّل الأمر، وسخرت منها قائلة: "تترافعين في عشرات قضايا الطلاق كل عام، ورأيتِ العديد من الرجال السيئين، ومع ذلك ما زلتِ غارقة في حب بدر، غير قادرة على رؤية حقيقته!"

في الواقع، لم تكن نور غافلةً عن الحقيقة، بل فقط لم تستطع التخلي عنه.

لم تستطع تحمّل فكرة كيف أحبّا بعضهما البعض بهذا القدر، لينتهي الأمر بشقاق سطحي وكراهية متبادلة.

كما لم تستطع تحمّل فكرة ترك... بدر نفسه.

بعد ثماني سنوات معًا، نسيت كيف كانت حياتها قبل بدر، ولا تعرف كيف يمكنها التعود على الحياة بدونه.

نقرت على هاتفها بضع مرات، وكانت تستعد لسؤاله متى سيعود، لكن فجأة ظهر إشعار على الشاشة.

لقد نشر بدر صورة على الفيسبوك.

كانت صورة بسيطة للبحر، لكن نور تعرّفت عليها من النظرة الأولى، إنها جزر المالديف، المكان الذي طالما أخبرته مرارًا وتكرارًا أنها تحلم بزيارته معه.

تجمدت أصابعها لوهلة، وبينما كانت على وشك العودة إلى المحادثة، ظهر إشعار برسالة من سهر.

نقرت عليها غريزيًا، لتكشف عن لقطة شاشة من حساب ريم البرهان.

نفس صورة البحر التي نشرها بدر، لكن مع سطر إضافي.

"بمجرد أن تذمّرت قليلًا من تعب رحلة العمل، أخذني في عطلة إلى جزر المالديف!"

لا بد أن بدر كان يعلم ما تعنيه جزر المالديف بالنسبة لها.

ذلك المكان الذي ذكرته له مرارًا، وكان دائمًا يتحجج بانشغاله، والآن ذهب إليه...مع امرأة أخرى.

رمشت بعينيها، لكن دموعها انهمرت دون إنذار.

وكأن الرياح الباردة التي هبّت قبل قليل، قد تسربت إلى قلبها أيضًا.

ثم جاءت مكالمة من سهر.

"تلك الحقيرة ريم! تعرف تمامًا أنكِ على وشك الزواج من بدر، ومع ذلك تتعمد نشر نفس الصورة معه لإثارة غضبكِ!"

"وبدر ذلك الأحمق أيضًا! ألم يجد مكانًا آخر يأخذها إليه؟ ألم يعلم كم تمنّيتِ الذهاب إلى المالديف معه؟! ثماني سنوات، حتى لو كنتما تمشيان على الأقدام لوصلتما!"

"هو وريم وقحان جدًا، وأنتِ تتحملين هذه الخيانة منذ ثلاث سنوات، هل ما زلتِ تخططين للزواج منه والبقاء معه طوال حياتكِ؟!"

شعرت نور بمرارة تعصر قلبها، كانت تفهم كل ما قالته سهر، لكنهما معًا منذ ثماني سنوات وسيتزوجان في غضون شهر تقريبًا، لذا لم تكن مستعدة للاستسلام بهذه السهولة.

أرادت أن تحاول للمرة الأخيرة. وإن لم يكن النجاح حليفها، فسوف ترضى بالقدر.

"سهر، السبت موعد تجربة فستان الزفاف وفستان وصيفة العروس، تذكري المجيء."

صمتت سهر فجأة، ثم قامت بالسب وأغلقت الخط مباشرةً.

كانت تخشى أن يقتلها الغضب لو استمرت المكالمة أكثر.

على مدار السنوات القليلة الماضية، من لم يلاحظ أن بدر قد تغيّر منذ زمن؟! لكن نور رفضت الاستسلام، وما زالت تعتقد أن بدر سيعود لها يومًا ما.

ما لم تخبرها به سهر، هو أنها رأت بدر بأم عينيها يحتضن نساءً مختلفات ويدخل بهن الفنادق لأكثر من مرة.

لقد أصبح فاسدًا منذ زمن، ولم يعد الرجل الذي كان قلبه وعينيه مخلصين تمامًا لنور، بل أصبح نذلًا بكل معنى الكلمة.

مثل هذا الوغد، يجب أن تصدمه شاحنة وهو خارج من البيت، ويبقى عاجزًا جنسيًا لبقية حياته!

في تلك الليلة، لم تنم نور جيدًا. فقد راودتها الكوابيس مرارًا، ولم تغفُ إلا قبيل الفجر.

ولم تكد تستغرق في النوم حتى سمعت صوت قفل الباب يُفتح بالبصمة.

فتحت عينيها، وما إن جلست حتى رأت بدر يدخل من الباب.

كان بدر يجرّ حقيبة سفره، وجهه منهك مغطى بتعب السفر، لكن نور لم تغفل عن آثار أحمر الشفاه على عنقه، والخدوش الخفيفة على صدره.

شدّت قبضتها على البطانية فجأة، وشعرت وكأن قطعة من الجليد انغرست في صدرها، تبعث فيه ألمًا باردًا.

رآها مستيقظة، فرفع حاجبه قليلاً وقال: "هل أيقظتكِ؟"

وبينما يتحدث، كان قد جرّ حقيبته إلى الخزانة وفتحها، وبدأ يبحث عن الملابس.

أخذت نور نفسًا عميقًا، وحدّقت في ظهره، ثم قالت: "هل أخذت ريم معك إلى جزر المالديف؟"

توقف بدر، ممسكًا بقميصه، ثم استدار وابتسم لها بحاجب مرفوع: "لماذا؟ إن أردتِ، يمكننا حجز شهر عسلنا هناك."

عندما سمعت نور السخرية في نبرته، شحب وجهها.

"أنت تعرف كم تمنيت الذهاب إلى المالديف."

"إذا أردتِ الذهاب، فلا يحق لريم الذهاب أيضًا؟"

"لم أقصد ذلك، أنا فقط كنت أريد..." أن أذهب معك.

لم تكمل كلامها حتى قاطعها بدر بنفاد صبر: "يكفي، لقد عدتُ للتو من رحلة عمل وأنا مُتعب، ولا أريد الجدال معكِ."

استدار ببرود ودخل الحمّام، وأغلق الباب خلفه بصوت قوي، قاطعًا عنها الرؤية.

أطرقت نور رأسها، تحدق في أطراف أصابعها الشاحبة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة مريرة.

كان يجادلها في الماضي، لكنه الآن فلم يعد يكلّف نفسه حتى عناء الجدال.

عندما خرج بدر من الحمّام، كانت نور قد انتهت من ارتداء ملابسها وغسل وجهها، تجلس أمام مرآتها تضع أحمر الشفاه.

كانت ترتدي فستانًا مخمليًا أخضر داكنًا، وشعرها ينسدل حتى خصرها، ومكياجها متقن، كانت جميلة جدًا لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل إبعاد نظرك عنها.

نظر إليها بدر للحظة، ثم حوّل بصره بهدوء.

وعندما هم بالمغادرة، ذكّرته نور بهدوء: "السبت موعد تجربة فستان الزفاف، أتمنى ألا تتأخر مجددًا."

كانت نور تكره من لا يلتزمون بالمواعيد، وأحد أسباب موافقتها على بدر منذ البداية، هو أنه كان دقيقًا في المواعيد.

لكن منذ أن تغيّر، صار يخذلها مرارًا من أجل نساءٍ أخريات.

ابتسم بدر بسخرية: "لا تقلقي، لن أتأخر."

وما إن أنهى حديثه، حتى رنّ هاتفه.

ولا تعرف إن كان قصد ذلك أم لا، لكنه فتح السماعة الخارجية، وخرج صوت ريم بنبرة ناعمة من الهاتف:

"سيد بدر، لقد كنت جامحًا جدًا البارحة، وما زالت تلك المنطقة تؤلمني، عليك أن تتحمّل المسؤولية!"
Palawakin
Susunod na Kabanata
I-download

Pinakabagong kabanata

Higit pang Kabanata
Walang Komento
30 Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status