LOGINأُصيبت فتاة أحلام خطيبي بمرضٍ عضال، فطرحت طلبًا: أن أُسلّمها حفل الزفاف الذي كنتُ قد أعددته، بل وتطلب مني أن أكون شاهدة على زواجهما. رأيتها ترتدي فستان الزفاف الذي خيطته بيدي، وتزيّنت بالمجوهرات التي اخترتها بعناية، وهي تمسك بذراع خطيبي، تمشي نحو ممر الزفاف الذي كان من المفترض أن يكون لي — ونظرًا لكونها تحتضر، فقد تحملتُ كل هذا. لكنها تمادت، وبدأت تطمع في سوار اليشم الأبيض الذي ورثته عن أمي الراحلة، وهذا تجاوز لكل الحدود! في المزاد العلني، وقف ذلك الخائن إلى جانبها يحميها، يرفع السعر بلا توقف حتى وصل ثمن السوار إلى عشرين مليون دولار. كنتُ قد أُرهِقت ماليًا بسبب عائلتي الجشعة، ولم أعد أملك القوة، فاضطررت لمشاهدة الإرث العائلي يقع في يد حثالة لا يستحقونه، وفجأة دوّى صوت باردٌ أنيق: "ثلاثون مليون دولار." أُصيب الحضور بالذهول. لقد كان وريث عائلة البردي الهادئة والغامضة، السيد سُهيل، يعلنها بصوتٍ عالٍ: "أُقدّم هذه القطعة للآنسة جيهان." استعدتُ سوار اليشم، وذهبتُ لأشكره: "السيد سُهيل، سأبذل جهدي لأعيد لك الثلاثين مليون دولار في أقرب وقت." رفع حاجبيه وسأل بهدوء: "جيهان، أما زلتِ لا تذكرينني؟" أنا:؟
View Moreخلال هذين العامين، حلمتُ مرات لا تُحصى بأنه يجدني، يراني وحدي أحمل الطفل، وأعيش بمرارةٍ وصعوبةٍ، فيقبض على عنقي ويقول: "جيهان، ألم أقل لكِ إنكِ إن تركتِني فعليكِ أن تعيشي حياةً طيبةً، وإلا سأعيدكِ؟"وفي كل مرةٍ كنتُ أستيقظ فزعًا، وأتحسر: لماذا كان حلمًا؟ لماذا لم يكن واقعًا؟كنت أشتاق إليه.وأحيانًا كنتُ أتخيل ردَّ فعله حين يعلم بوجود الطفل.بل كنتُ أتخيل يومًا في المستقبل نعود فيه معًا، ونعيش علنًا كأسرةٍ واحدة.كم سيكون ذلك جميلًا.استمعت لينا إلى كلامي وأومأت: "أنا أيضًا أعتقد ذلك. هو حتى الآن ما يزال أعزبَ، وأخشى أنه لم ينسَكِ بعد."قلتُ: "وكيف ذلك؟ ربما هو من لا يريد أن يبحث أصلًا."هزت لينا رأسها وقالت: "سمعتُ أن الشيخ الأكبر لعائلة البردي هذه المرة مريضٌ جدًّا، ويُخشى ألا يصمد طويلًا. ضغط عليه ليعجل بالزواج ويستقر، ومع ذلك لم يرضخ."كنت أرفع كأس الشراب، فلما سمعتُ هذا صُدمت.قلتُ: "هل مرض الشيخ الأكبر لعائلة البردي مرةً أخرى؟"قالت: "وما معنى مرةً أخرى؟ الرجل مسنٌّ، ومصابٌ بأمراضٍ كثيرة. ولولا مكانة عائلة البردي ورعايتها الطبية الممتازة لكان قد... ومع ذلك يبدو أنه لن يتجاوز هذه
بينما كنتُ أراقب المدينة على اليابسة تبتعد أكثر فأكثر، انهمرت دموعي كطوفان جارف لا يمكن إيقافه.كانت تجلس بجانبي فتاةٌ شابة، وحين رأتني أبكي بهذا الحزن ناولتني منديلاً بصمت.شكرتها بأدب، ثم حاولت تهدئة نفسي، وأن أتعلم كيف أدفن ألمي.أرهقني السفر الطويل، وفي النهاية غلبني النعاس وأنا في غشاوةٍ، وعندها فقط نسيتُ الألم......بعد عامين.ها هي ليلة رأس السنة تعود من جديد.جاءت لينا إلى مملكة السحاب لقضاء عطلة رأس السنة، ولتزور ابنها الروحي.أخذتُ جاسر معي إلى المطار لاستقبالها.وحين رأيتُ صديقتي الحميمة تظهر، رفعتُ يدي ألوح بفرحٍ.وجاسر الجالس في عربة الأطفال لوح بيده مقلدًا لي، وهو يثرثر: "يا خالتي، يا خالتي."الصغير الذي يبلغ خمسة عشر شهرًا فقط يمشي بسرعةٍ كبيرة، لكن قدرته على الكلام لا تزال ضعيفة، فلا يستطيع سوى نطق كلماتٍ بسيطة.هرعت لينا وهي تدفع حقيبتها، وصاحت بحماس: "أخيرًا وصلنا! تأخرت الرحلة، وكنتُ قلقةً أن تكوني قد ضقتِ انتظارًا!"تقدمتُ إليها واحتضنتُها بقوةٍ، وقلت مطمئنةً: "لا بأس، رأيتُ التنبيه على الشاشة، وكان لدي وقتٌ، فانتظرتُ بكل بساطة."نظرت لينا إلى جاسر في عربة الأطفال،
بعد أن شعرتُ ببعضِ الطمأنينةِ في قلبي، هدأتُ أخيرًا وأكملتُ طريقي.عندما عدتُ إلى البيت، نظرتْ إليّ سلمى بفضولٍ وسألت: "ألم تخرجي قبلي؟ لماذا عدتِ الآن فقط؟ كنتُ أظن أنكِ ذهبتِ لتتناولي الطعام مع لينا."هززتُ رأسي وقلت: "لا، الطريق كان مزدحمًا، فكنتُ أقود ببطءٍ."وضعتُ الصندوقَ الورقي الذي كنتُ أحتضنه، وفيه متعلقاتي الشخصية التي جمعتُها أخيرًا من المكتب.أدركت سلمى أن حالتي ليست على ما يرام، فتقدمت وسألت بقلقٍ: "هل أنتِ بخير؟ هل أنتِ حزينة لأنكِ بعتِ الشركة؟ أعلمُ أن هذه العلامة التجارية ثمرةُ سنواتٍ من جهدكِ، وأنكِ بذلتِ الكثير والكثير حتى وصلتِ إلى هذه المرحلة، والآن تبيعينها فجأةً..."قلت: "أشعر ببعض الأسى، لكن الأمر حُسم، ولا شيء يستحق التعلق به."قالت: "وماذا عنه..."قلت وأنا أتجه إلى الأريكة: "قبل قليل، في طريق العودة، اتصل بي."جلستُ أحاول الاسترخاء، وشعرتُ أن جسدي بلا قوة.تجمدت سلمى لحظةً، ثم أضاءت عيناها: "تقصدين سهيل؟"قلت: "نعم."سألت بدهشةٍ وهي تحدق في بطني: "وماذا قال سهيل؟ هل يطلب العودة إليكِ؟ أم أنه علم بحملكِ؟"هززتُ رأسي: "لا هذا ولا ذاك. بعتُ الشركة وسددتُ كل ما أدي
بعد صمت قصير، سأل سهيل بتردد: "هل هذا هو السبب حقًا؟"يبدو أنه بدأ يصدق ما قلتُ.قلتُ بهدوء: "بالطبع، وإلا فما السبب الآخر؟" وقلتُها بثقةٍ ظاهرة.ولحسن الحظ كانت المكالمة عبر الهاتف.لو كنا وجهًا لوجه، لكنتُ الآن في غاية الارتباك.قال ببرود، وفي نبرته استياء: "كنت أظن أنكِ تهربين مني، وأنكِ تريدين الرحيل تمامًا."خفق قلبي خوفًا، لكنني تظاهرت بالهدوء وابتسمتُ قائلة: "أنت تتوهم. لقد انفصلنا منذ زمنٍ طويل، ولو أردتُ الاختفاء لفعلتُ ذلك منذ زمن."ساد صمتٌ من جديد.أدركتُ أنه علي أن أنهي المكالمة.وإلا فإن كثرة الكلام قد تكشفني.لكن حين فتحتُ فمي لأقول: "إلى اللقاء"، سأل فجأة: "هل انتقلتِ إلى مكانٍ آخر؟"فوجئتُ، وأدركتُ أنه حاول البحث عني مؤخرًا.اضطرب قلبي، وشددتُ قبضتي على المقود، ثم ابتلعتُ ريقي وقلت: "نعم، انتقلتُ حديثًا."قال: "وهل كان ذلك لتتجنبي رؤيتي؟"قلت بسرعة: "لا، لا. أنت تتخيل مجددًا. صديقتي من الجامعة، سلمى، جاءت إلى مدينة قرناج."وفي منتصف الشرح تذكرتُ أنه ربما نسيها، فأضفت: "هي التي ركبت سيارتك في الاحتفال السنوي للجامعة من قبل، حينها..."قاطَعني سهيل: "أتذكر. أتذكر كل من حو






reviewsMore