Share

الفصل7

Author: النهر الجليدي تحت القمر
"تُعرّفونَه على حبيبة؟" ربّتت لورا سمارة على صدرها: "ما رأيك بالأخت لورا، هل أُناسِب؟"

"ليس الدور عليك!" رمقت يارا لورا بنظرة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة: "أخي أعزب، وقد استقال للتوّ، ويحتاج إلى وظيفة لائقة. أيّ أخت منكنّ تستطيع أن ترتّب له شيئًا؟"

"الأخت يارا، هذا..." ارتبك فارس الدالي.

أخيرًا فهم مقصد يارا: لقد جاءت به الليلة إلى جلسة الصديقات لتعرّفه بعمل.

"ابحثوا له عن عمل كما تشأن، لكن ما دخل العزوبية؟ خوّفتِني بلا داعٍ!" لورا، بطبعها المنفتح، قالت صراحة: "يا أخي، تعال قُد سيارة الأخت، والأخت كل يوم تأخذك تجبي الإيجارات."

"جباية الإيجارات ليست لائقة! الشاب تخرّج للتوّ، وهذا وقت الكفاح." قالت يارا.

قالت جيهان السالمي: "ليأتي عندنا إذن. بعد فترة التدريب تُثبَّت الوظيفة، وظيفة ثابتة ومزايا قوية!"

"فارس، سمعتُ عنك من الأخت يارا من قبل، قالت إنك تعمل في مجموعة إي-بي-إس الدوائية." قالت سوسن الكيلاني بنبرة هادئة تحمل هيبة المديرة: "وبما أننا جميعًا مجموعات دوائية، فأرى أن مجموعة بي آر الدوائية أنسب لك."

تنفّس فارس بعمق، وشعر فجأة بأن العالم عبثيّ.

الوظائف التي يتزاحم عليها أبناء الطبقات الدنيا بأجسادهم ودمهم، صارت بين أيدي هؤلاء السيّدات الثريّات لعبًا يتصرّفن فيها كيف شئن، بلا قيمة.

هذا التمزّق الطبقي أربكه وأحزنه.

"من بيننا، سوسن هي الأكثر موثوقية!" قطعت يارا خواطر فارس، وشبكت ذراعها بذراع سوسن: "مديرتنا سوسن، برأيك ما المنصب المناسب لفارس؟"

"لحظة!" نهض فارس بوجه جاد: "يشرفني التعرّف إلى الأخوات، لكن أمر العمل سأدبّره بنفسي، ولن أُتعبكنَّ."

ثم انحنى قليلًا: "وصلتني نواياكنّ الطيبة، شكرًا."

فوجئت الحاضرات.

فرصة كهذه، أيّ شخص كان سيتشبّث بها!

لكن هذا الفتى… يبدو صاحب عِزّة نفس.

نظرت لورا مبتسمة: "أحسنت يا أخي! ومن الآن فصاعدًا، في مدينة الرونق، الأخوات يسندنك."

غير أن يارا تنفّست بأسى، ونهضت: "فارس، تعال معي قليلًا."

دخلت مع فارس غرفة مستقلّة وأغلقت الباب.

"فارس، لماذا لا تجرّب فرصة كهذه؟"

انعكس وهج المصباح على ملامح يارا المصقولة فبدت آسرة. لم تغضب من رفضه، بل سألت برقة.

قطّب فارس حاجبيه: "أختي يارا، أشكرك على حرصك، لكنها لا تناسبني."

"مجموعة بي آر الدوائية ممتازة! وموافقة لاختصاصك، كيف لا تناسبك؟" عقدت يارا حاجبيها برفق.

لقد أرادت أن تردّ جميله بعدما عالجها، فبحثت له عن عمل.

"ليس هذا ما أريده." قال فارس.

عضّت يارا شفتها، وانقبض حاجبها قليلًا: "تتحرّج لأن الأمر سيكون على يد النساء، وتراه غير مُشرِّف، أليس كذلك؟"

ثم وقفت وقد بدا عليها شيء من الغضب: "إن كنت هكذا، فلن أستطيع مساعدتك!"

واتجهت نحو الباب وهي تتمايل.

"أختي يارا!" ناداها فارس.

"ما الأمر؟" ما زالت نبرتها باردة قليلًا.

"سأجيبك الآن عن سؤالك القديم: لماذا تحرّم عائلتنا ممارسة الطب جيلًا بعد جيل!"

بدت الجِدّية على وجه فارس على نحو لم تره يارا من قبل.

"وهل لهذا علاقة برفضك وظيفة بي آر؟"

"بالطبع."

"إذن أودّ أن أسمع."

عادت يارا وجلست باهتمام.

قال فارس: "أسلافنا أسّسوا عيادة الحرشف الذهبي (عيادة أسلاف آل الدالي)، وظلّت العائلة تمارس الطب. وفي زمن دولتنا آنذاك، حين عمّت الفوضى بين أمراء الحرب، كان أجدادي يداوون المنكوبين والجرحى مجانًا، وأنقذوا أرواحًا كثيرة. لكن حين عالج جدّي الأكبر أحد زعماء الحرب، أدّت هفوة في تشكيلة الأعشاب إلى تفاقم حالته."

"راجع جدّي الأكبر نفسه، وعدّل الوصفة وشُفي الرجل. لكنه كان طاغية، ظنّ أن جدّي يعبث به، فقبض عليه وأعدمه رميًا بالرصاص."

"آه؟" اتسعت عينا يارا دهشة.

"ولولا أن جدّي هرب مبكّرًا بالعائلة، لأُبيدنا بتمامنا. بقينا بعدها مطاردين، وظلّ ثقل حادثة الجدّ الأكبر يُؤرّق العائلة. حزن جدّي حتى مات، وقبل موته أوصى: العلاج فضلٌ لا ينقطع، لكن زلّة واحدة قد تهدم الكلّ؛ ومنذ جيله، حُرِّم على أسرة الحَرْشَف الذهبي (سلالة آل الدالي) ممارسة الطب، ومن خالف شُطب من السجلّ."

"احتفظت العائلة بوصفة الحرشف الذهبي، لكننا بعد ذلك لم نَعُد نفتَح عيادة للناس."

قالت يارا وقد اكتسى وجهها بالجدّ: "جدّك حمى أحفاده بعِبْرة قاسية."

"صحيح!" زفر فارس: "لكنني غير راضٍ بهذا المصير!"

"صحيح أننا كففنا عن المعالجة، لكنني نشأت أتعلّم الطب التقليدي على أيدي أبي وجدّي. ورأيتُ حبّهم العميق له، فحلمتُ وأنا صغير: إن كانت أسرة الحرشف الذهبي لا تمارس الطب، فلا ينبغي لوصفة الحرشف الذهبي أن تُدفن. حكمة أجدادنا لقرون لا يجوز أن تضيع!"

تلألأت عيناه.

"أريد أن أُحيي الحَرْشَف الذهبي، وأنشر الطب التقليدي، لينفع الناس ويُعرَف في العالم."

اهتزّ قلب يارا لما سمعت.

لم تتخيّل أن هذا الشاب يحمل هكذا طموحًا بعيد المدى.

"لهذا جئتُ إلى مجموعة إي-بي-إس الدوائية؛ فهي أكبر مجموعة للأدوية العشبية التقليدية." قال فارس: "وفقط على مسرح بهذه الضخامة، يمكن لوصفة الحرشف الذهبي أن تؤتي أثرها، وأن تبلغ الوطن والعالم."

"فهمت!" امتلأت عينا يارا بالإعجاب.

"هدفي أن أصل إلى قمة مجموعة إي-بي-إس، لأملك ما يكفي من صلاحيات." قال فارس: "حينها أستطيع تنفيذ خطتي."

لم يكن نظره يومًا أثبت ممّا هو الآن.

اضطرب وجدان يارا وتلألأت عيناها.

الآن فهمت لماذا رفض فارس وظائف صديقاتها المغرية.

لأنه لا يريد "منصبًا" فحسب، بل منصة تُتمّ حلمًا كبيرًا.

وكما اسم الوصفة المتوارثة الحَرْشَف الذهبي، فليس قدَره أن يبقى حبيس غدير؛ متى سنحت الفرصة طار عاليًا كتنّين.

هذا الشاب ليس "شيئًا صغيرًا في بركة"، وسيحلّق يومًا كتنّين في السماء.

حتى يارا، وهي سيّدة نافذة، هزّتها هيبته في هذه اللحظة.

"فارس، أنا المخطئة. قلّلتُ من شأنك." قالت يارا: "أعتذر."

"لا تقولي هذا يا أختي؛ أردتِ مساعدتي." قال فارس: "لكنني رفضتُ قبل قليل عروض صديقاتك، ألا يزعجهنّ ذلك؟"

"لا، لن يبالين." ارتسمت على شفتيها ابتسامة ذات مغزى: "وأغلب ظنّي أنهنّ الآن بدأن السهرة على أشدّها!"

"بدأن السهرة؟ ماذا تقصدين؟"

أشارت يارا بشفتيها نحو الباب: "انظر بنفسك."

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل70

    "يارا، أنتِ تمزحين معي، أليس كذلك؟" قال فارس.لم تؤكّد يارا ولم تنفِ وقالت: "أنت شاب ونارك متّقدة، تلك الليلة في الحمّام عندما كنت تستمني رأيتك بعيني."في الحال شعر فارس الدالي بحرجٍ بالغ.كان صحيحًا أنّه في يومٍ ما انتابه المزاج، فأفرغ وحده في الحمّام.وصادف أن عادت يارا فوقع نظرها عليه.وكان يذكر أنّ الباب كان موصدًا، فهل لم يُحكم إغلاقه فرأته يارا من خلال الشق؟لكن لا بأس الآن؛ علاقتهما تزداد حرارة، وكثير من الأسرار بات مكشوفًا بينهما.وباتت يارا بلا قيود أسرةٍ وزواج، أكثر حرية.وفارس لم يعد يرزح تحت عبء الحرج الأخلاقي.لذلك، أيًّا يكن ما يحدث، فلن يشعر أي منهما بثقلٍ على كتفيه.قالت يارا: "حسنًا، اليوم عطلة؛ فلنخرج إلى عشاء فاخر!"قال: "حاضر!"بدّلا ملابسهما وخرجا.انقضى الأحد سريعًا، وفي صباح الاثنين وصل فارس إلى الشركة، وما إن دخل حتى رأى زينة نوار تتهادى بكعبٍ عالٍ مقبلةً نحوه.قالت: "مبارك يا فارس، ستنال ترقية!"قال مستغربًا: "ها؟" ولم يفهم قصدها.قالت زينة: "بعد قليل ستعرف!"وبسرعة بدأ اجتماع الصباح.وقفت سُجَى البكري بزيّ مكتبي رسمي أمام الجميع، واستهلّت بخبرٍ من العيار الثقي

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل69

    "اخرج!""يا لها من جريئة!" صاح فراس ضاحكًا وهو يسبّ.ثم اقترب متحسّبًا من فارس وقال: "الأخ فارس، ما كان باين إنك تُخفي الكثير!"شرب فارس رشفةً من المشروب ولم يُجبه."الأخ فارس، أشرب معك نخبًا!" قال فراس دبّاس مُتزلفًا ثم جرع كأسًا. "من اليوم أنا معك، ومن لا يحترمك أؤدّبه!""أنت، اهدأ قليلًا." لوّح فارس بيده وذهب إلى جهاز اختيار الأغاني.سألت ميرا فخري زينة: "أختي، هل السيد فارس زميلك؟""همم." تمتمت زينة نوار، وكانت منشغلة تفكر كيف تقترب من فارس فلم تُعر سؤالها اهتمامًا.قالت ميرا فخري: "سأنتقل الأسبوع القادم إلى قسمكم كأخصائية دعم المبيعات. هكذا سأرى السيد فارس كل يوم!"زينة: "..."من حيث لا تدري، ظهر منافس جديد.وكلما حدث ذلك ازداد إعجاب زينة بفارس.باتت تراه أكثر وسامة، وفارس يقود سيارة تقارب قيمتها خمسين ألف دولار، وفاز بعميل تزيد قيمة عقده على مئة مليون دولار، أي أنّ دخله السنوي سيكون معتبرًا.إنه حقًا فارس أحلام الموظفات.يبدو أنها فوّتت الفرصة من قبل.تذكّرت لقائها مع فارس عند العميل؛ يا لها من فرصة ذهبية! لو أغرته يومها لممارسة الحب داخل السيارة وبذلت كل حيلها لربما كسبته.ولا ت

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل68

    "كبيرك؟" سأل فارس."جواد!" قال أدهم: "هو نفسه المريض الذي نزف بشدة في مستشفى الرونق الأهلي.""أوه أوه!" أخيرًا فهم فارس المقصود.قبل قليل اتصل به المدير وسيم قانع وأخبره أن جواد يريد شكره وجهًا لوجه.ولما تعذر الشكر حضورًا، أرسل تابعه لينقل الامتنان.لا عجب إذن أن يكون الأخ أدهم بهذه المودة."يا سيد فارس، هذه هدية من كبيري جواد ضرغام، نرجو أن تتقبلها." أشار أدهم إلى رجاله فقدموا علبة صغيرة أنيقة.كانت علبة مصوغة بعناية.فتحها أدهم فإذا ببطاقة تتلألأ بالذهب."يا سيد فارس، هذه بطاقة اسمية من الذهب الخالص، منقوش عليها شعار شركة كبيري ومعلومات الاتصال." قال أدهم: "لم يصنع كبيري إلا ثلاث بطاقات مثلها، وهذه الأخيرة لك، وأتشرف بتسليمها نيابة عنه.""هذا كثير عليّ!" سارع فارس بالرفض.البطاقة سميكة ثقيلة، وقيمتها بالذهب مبلغ كبير.وخلفه كانت عينا زينة نوار ومن معها تلمعان.لكن هذه الهدية الثمينة رأى فارس أنه لا يصح قبولها."أخ أدهم، وصلتني مشاعرك، فلتعدها من فضلك." قال فارس."يا سيد فارس، هذا يحرجني." قال أدهم: "جئت مكلفًا من كبيري، وإن لم تستلمها يُعَدّ عملي تقصيرًا وسأعاقَب عند عودتي."قطّب فا

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل67

    وفي هذه اللحظة، كان المشهد صفعةً قاسية على وجهه."رؤوسهم تنزف!" قالت لبنى قمر وهي تشير إلى أحد الأتباع، مرتجفة.كان ذلك التابع صريحًا أيضًا؛ إذ كانت شظايا الزجاج على الأرض وهو يسجد على جبينه، فانسكب الدم على ياقة قميصه فبدت الصورة دامية."حسنًا، كفى!" أوقف فارس الموقف في الوقت المناسب.قال أدهم نمر: "يا سيد فارس، لقد وصلت لتوي ولا أدري ما الذي جرى حقًا! قبل قليل سمعتك تقول إنهم اقتحموا غرفتك الخاصة لإثارة الشغب؟ ما القصة؟"أشار فارس إلى سهيل وسامي لهبان ومن معهم.قال فارس: "كنّا نلهو بسلام، فركلوا الباب ودخلوا يعربدون واعتدوا على صديقاتي، وقتها فقط رددت. وأنا أعترف أني تسرّعت، ولا ينبغي أن يحدث شجار في مكان الأخ صقر."الجملة الأخيرة خرجت بنبرة دبلوماسية مُتصنّعة.وما إن سمع أدهم ذلك حتى استشاط غضبًا.قال أدهم وهو يشير إلى سهيل: "ألا تبصرون؟ أتجرؤون على الفوضى هنا؟ كلكم تعالوا إلى هنا."جاء سهيل ومن معه مذعورين أمام أدهم.لوّح أدهم بيده: "اضربوا!"فانقضّ الأتباع من خلفه وأحاطوا سهيلًا وساميًا ومن معهم، لكمات كالبرق وركلات متتابعة.وتعالت صرخات الألم والاستجداء.وارتجفت زينة نوار وميرا ذ

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل66

    كان السيّد الذي أوكل إليه الكبير جواد ضرغام مهمة تحيّة السيد الدالي، هو نفسُ الشاب الواقف أمامه الآنويجب أن يُعلَم أنّ جواد ضرغام ينظر إلى من أنقذ حياته كإلهٍ يُحمَل على الرأس.وفوق ذلك قال المدير وسيم قانع إنّ هذا الشاب ذا بأسٍ وحزم، ولولاه لما حصلت المستشفى بسهولة على أدوية إي-بي-إس الأساسية.ومكانة وسيم قانع بين رجال الشارع رفيعة.والمستشفى التي يديرها، مستشفى الرونق الأهلي، هي الملاذ الآمن لهم لحفظ الأرواح.ففي أيّ ساعة كانت، إذا جُرح أحدهم وصل إلى هناك فنال العلاج فورًا.وبما أنّ فارس الدالي أعان وسيم قانع على توفير أدويةٍ عالية الجودة، فبالمعنى الأعمّ لقد أعانهم جميعًا.ومتى اجتمعت هذه الروابط، صارت منزلة فارس في قلبي وسيم قانع وجواد ضرغام واضحة لا تحتاج قولًا.وأدهم نمر ليس إلا تابعًا عند جواد ضرغام.ومن يُجِلّه جواد إلى هذا الحد، كيف يتجرّأ تابعه على تهديده وتخويفه؟أليس هذا انقلابًا للموازين؟تماسك أدهمُ قليلًا وسأل على استحياء: "أأنت فارس الدالي؟ أنت الذي ساعد المدير وسيم على توقيع العقد؟""نعم، أنا هو، ما الأمر؟""السيد فارس، إذًا أنت حقًا هو."كان وجه أدهم قبل لحظات مكفهرً

  • عزوبيتي أشعلت نادي الثريّات   الفصل65

    حين يدافع أحدهم عن صديقته، يتحوّلون إلى مثيري فتنٍ يحرّضون ويفرّقون بين الناس ويكيدون لمن تصدّى لهم.يجسّدون الدهاء والأنانية والمكر والجبن بأقصى ما يكون.نظر صقر البدري إلى فارس الدالي بعينين باردتين، وكانت مهابةُ زعيم الشارع التي تفوح منه كفيلةً بسحق كل شيء في لحظة."هل تعرف ما عاقبةُ إثارة الشغب في ساحتي؟"قال فارس: "أولًا، لستُ أنا مَن بدأ الشغب، بل هذان الاثنان؛ جاءا من الغرفة المجاورة لإثارة المشاكل عندنا، وعندها فقط مددتُ يدي وضربتهما.""ثانيًا، لماذا ضربتُ رجالك؟ يمكنك أن تسألهم بنفسك."لمّا سمع صقر ذلك بدا أن في الأمر ملعوبًا، فرمق الرجلَ النحيل بنظرة حادّة وقال: "تكلّم لنسمع!""صـ... صقر، هم الذين أثاروا الشغب، جئتُ لأصلح بينهم، فلم يرضخْ هو فبادَر إلى الضرب!" دافع الرجل النحيل."أنت تكذب؛ لو كان الأمر هكذا فقط، فكيف كنتُ لأمدّ يدي!" قال فارس: "أنتم تستقوون بالعدد وتُهدّدون بإبقاء كل الفتيات وإخراج الرجال، ومن العجيب أنّ في عصرنا هذا ما زال يقع إذلالُ الرجال والاستقواءُ على النساء!""إذًا أنت مَن بدأ الضرب؟" عقد صقر حاجبيه."نعم!"عضّ صقر على أسنانه ولوّح بيده فجأة.فهوَت صفع

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status