LOGINكانت هذه أول مرة يدخل فيها بهجت جزيرة الجوهرة، وحين رأى جمال المكان، لم يستطع إخفاء اندهاشه.تبعه العم أشرف: "سيدي الشاب بهجت، ما تراه هو من تصميم السيدة."بعد أن قال ذلك، أكد العم أشرف عمدًا: "لقد صمّمته كهدية زفاف خصيصًا للسيد أنس."هدية زفاف...انحدرت شفتا بهجت إلى خط مستقيم: "ما شأني بهذا؟"ابتسم العم أشرف: "بالطبع، هذا ليس من شأنك، أنا فقط أقدّم لك نبذة عن المكان."تجاهله بهجت ودخل القلعة بمفرده.حالما دخل من الباب، رأى صور زفافهما معلقة في كل مكان على الجدران.في كل صورة، كان الاثنان ينظران إلى بعضهما البعض، ووجهاهما يشعّان بالسعادة.بعد أن نظر حوله، وقع نظره على أنس، الذي كان يقف في أعلى الدرج الحلزوني.كان الرجل ذو القميص الأبيض يميل رأسه قليلًا، وينظر إليه بتعبير غامض نوعًا ما.بينما كان بهجت على وشك سؤاله عن سبب دعوته للعشاء، اندفعت لينا نحوه وعانقت أنس من الخلف."زوجي، أرسل لي نادر مسألة هندسية جديدة، المعادلة صعبة جدًا، لا أستطيع حلّها. هل يمكنك مساعدتي؟"كانت لينا دائمًا باردة أمامه، وهذه أول مرة يراها تتدلّل على زوجها هكذا؛ مثل فتاة صغيرة.زوجها...بدا بهجت وكأنه أدرك شيئ
كان يحتقر امرأة أنس أكثر من أي شيء آخر.لكن الآن؟هل يرغب بها حقًا؟!كان بهجت منزعجًا للغاية من نفسه لهذا السبب!كتم غضبه، وأخذ صندوق الهدايا من مقعد الراكب ودفعه في يد لينا.وكان ينوي الانصراف فورًا، لكن بسبب استعجاله لامست أطراف أصابعه يدها بلا قصد.جعلت اللمسة الدافئة بهجت يرتجف كما لو أنه لمس جمرة حارة.حتى بعد أن ابتعد، ظلّت أطراف أصابعه تحترق كأن النار ما زالت مشتعلة فيها.تراجع خطوتين، ثم سار بسرعة حول مقدمة السيارة، ودخلها وضغط على دواسة الوقود بقوة.كانت لينا على وشك أن تنظر للأعلى وتقول "شكرًا لك" عندما رأت سيارة بهجت تصطدم بشجرة كبيرة على جانب الطريق.اتسعت عيناها دهشة، وقبل أن تستوعب ما حدث، خرجت السيارة بسرعة إلى الخلف ثم انطلقت هاربة كالسهم.لم تمضِ لحظات حتى كانت تلك السيارة تلتف عبر عدة طرق، متجهة نحو سفح التل المطلّ على البحر...ومن بعيد، كان يمكن رؤية ذلك الظل الأبيض بعدما نزل من السيارة، يركل بابها بعنف وسخط.شعرت لينا أن بهجت يتصرف بغرابة شديدة، لكنها لم تُعر الأمر اهتمامًا، ثم أمسكت بصندوق الهدايا، واستدارت وعادت إلى الداخل.كان أنس لا يزال جالسًا على الأريكة، وعين
بعد أن غادر سهيل، اقترب العم أشرف: "سيدتي، بهجت يبحث عنكِ."رفعت لينا رأسها من بين الملفات بدهش: "يبحث عني؟"لم يكن لديها الكثير من التواصل مع بهجت؛ فلقاءاتهما كانت دائمًا محض صدفة، وهذه هي المرة الأولى التي يأتي إليها من تلقاء نفسه."هل قال ما الأمر؟""لا، إنه يريدكِ فقط أن تخرجي قليلًا."تيبس الرجل الجالس بجانبها، ممسكًا بالوثائق بأصابعه، وتغيرت ملامحه تدريجيًا.لاحظت لينا ذلك، فأمسكت بذراعه بسرعة، مداعبة إياه بهدوء: "زوجي، تعال معي."شدّ أنس شفتَيه المتيبستين، وانتزع ابتسامة مُصطنعة: "اذهبي أنتِ، لديّ أمور أخرى لأفعلها."هذه المرة، عندما جاء بهجت لرؤيتها، لم يكن غاضبًا أو يتجاهلها؛ بل ابتسم لها.ظنّت لينا أن لديه ما يفعله، لذا لم تضغط عليه أكثر، ونهضت لتغادر.أمسك أنس بالوثائق في يده بإحكام وهو يراقب ذلك الجسد النحيل وهو يختفي تدريجيًا عن الأنظار.كان عصر يوم صيفي حار، لذا كانت لينا تمسك بمظلة سوداء، وتنظر إلى بهجت من خلال البوابة الحديدية الكبيرة.كان يرتدي ملابس أنيقة، قميصًا أبيض وبنطال بدلة رمادي، يبدو نظيفًا ومرتبًا، لكنه بدا أحمقًا بعض الشيء.يقف تحت الشمس المحرقة، وقميصه من ا
استغرق الأمر وقتًا طويلًا، وبحلول الوقت الذي انتهى فيه، كانت الساعة قد قاربت على الظهيرة.كان سهيل يتصل بها بلا انقطاع، وفي النهاية قرر الحضور إلى منزلها مباشرة.احمرّ وجه لينا، وبعد أن رتّبت نفسها، جلست مقابل سهيل...عندما رآها سهيل تمشي بخطوات متعثرة، سألها: "سيدة لينا، هل أنتِ مريضة؟"أرادت لينا الرد، لكن حلقها كان جافًا لدرجة أن كلماتها تحولت إلى سعال عنيف.عندما رآها سهيل مريضة جدًا، لم يستطع أن يشتكي، بل تلعثم قائلًا: "وقت المحامي ثمين؛ فكوني أكثر التزامًا في المرة القادمة."بعد أن استعادت رباطة جأشها، اعتذرت لينا، ووجهها لا يزال أحمر."أنا آسفة، سأكون في الموعد بالتأكيد في المرة القادمة...""لا بأس إن لم تصلي في الموعد؛ فقط أخبريني إن كنتِ مريضة."ثم نظر إليها سهيل مجددًا."مرضكِ ليس خطيرًا، صحيح؟ لن يؤثر على مثولكِ أمام المحكمة، أليس كذلك؟"هزت لينا رأسها، ووجهها احمرّ من جديد."لا، لا، سأكون بخير غدًا…""..."وقف الرجل في الطابق العلوي، يرتدي ساعته ويحدّق في غرفة المعيشة، وابتسم فجأةً بتعبيرٍ حنونٍ عند سماعه هذا."أين زوجكِ؟"رفعت لينا رأسها ورأت أنس يبتسم، فحدّقت به بنظرةٍ حا
قبلات ناعمة متقطعة هبطت على بشرتها، كالتيارات الكهربائية، تُشعرها بالوخز والخدر.ارتخى جسد لينا المتوتر تدريجيًا، وشدّت أصابعها المتشبثّة بكتفي الرجل قبضتها قليلًا.شعرت اليد التي تمسك بخصرها بالتغيير الطفيف، فشدّت قبضتها أكثر، كما لو كانت تحاول كسر خصرها.لكن القبلات التي انهالت كانت لا هوادة فيها، كل واحدة منها هبطت دون توقف، كانت وابل كثيف على رقبتها وترقوتها."بماذا ناديتِني للتو؟"أجبرت لينا نفسها على عدم الإجابة."تكلمي."لكنها لم تُجب؛ فتحوّلت القبلات الرقيقة فجأة إلى قبلات عاطفية.انكمشت المرأة، المثبتة على الحوض تدريجيًا، لكن فمها ظلّ متحديًا:"ناديتك... بـ... أنس، أليس هذا اسمك؟"ضحك أنس، ثم رفع جسدها بيده، تاركًا إياها تتشبث بخصره، وحاملًا إياها تحت رأس الدش.انهمر الماء الدافئ، فابتلّ قميصها الخفيف في لحظة، لتبدو ملامح بشرتها الناعمة واضحة أمام عينيه.حدق في قوامها المثير للإعجاب لبضع ثوانٍ، ثم أنزل رأسه فجأة، يقضم لحمها الناعم العطر من خلال القماش الرقيق.وبلمسة واحدة، استسلمت لينا."لن أناديك باسمك مرة أخرى، أرجوك دعني أذهب."سخر منها الرجل الذي كان يقبّلها."لقد فات الأو
بعد أن غادرن، لم يبقَ في الغرفة الخاصة سوى هي وأنس.حدق أنس بها قليلًا، ثم ارتسمت ابتسامة غامضة ذات مغزى تدريجيًا على شفتيه المشدودتين."عزيزتي، أتريدين السهر طوال الليل؟ سأرافقكِ."رفع أصابعه ذات المفاصل البارزة، وفكّ زرّ ياقة قميصه ببطء، كاشفًا عن تفاحة آدم المثيرة وعظم الترقوة العميق البارز.في ضوء الغرفة الخافت، انحنى الرجل قليلًا، واستقرت يداه الطويلتان على جانبي الأريكة، محيطًا بها أسفل منه.اقتربت شفتاه من أذنها، ثم أمال رأسه قليلًا، وسألها بصوت منخفض: "أخبريني، كيف تريدين اللعب؟"كانت تخاف أكثر ما يكون من إغوائه لها، فشدّت قبضتيها وتظاهرت أنها لم تتأثر، وقالت: "لم أعد أريد اللعب، لنعد إلى المنزل."تجاهلها أنس، وخفض رأسه ليقبّلها، لكنها تجنبته، فشعر بخيبة الأمل. حتى الإغواء لم ينجح، فماذا عليه أن يفعل؟حدق بلينا اللامبالية لبضع ثوانٍ، ثم وضع رأسه على عظم كتفها بعجز، وداعبها قائلًا: "لينا، كفى عبثًا."كانت هذه المرة الأولى التي ترى فيها أنس المتعالي يتدلل عليها كالقطة الصغيرة، فلم تستطع تمالك نفسها، وامتلأ قلبها بالدفء، لكنها حافظت على تعابير وجهها الصارمة.بدا صمتها في عيني أنس







