ظل كمال، أغنى رجل في مدينة البحر، في غيبوبة طيلة ثلاث سنوات، واعتنت به زوجته ليلى طوال تلك المدة. لكن بعد أن استفاق، وجدت ليلى على هاتفه رسالة غرامية مشبوهة، حبيبته الأولى، ملاك ماضيه، قد عادت من الخارج. وكان أصدقاؤه الذين لطالما استهانوا بها يتندرون: "البجعة البيضاء عادت، آن الأوان لطرد البطة القبيحة." حينها فقط أدركت ليلى أن كمال لم يحبها قط، وأنها كانت مجرد نكتة باهتة في حياته. وفي إحدى الليالي، تسلم كمال من زوجته أوراق الطلاق، وكان سبب الطلاق مكتوبا بوضوح: "ضعف في القدرة الجنسية." توجه كمال غاضبا لمواجهتها، ليجد أن" البطة القبيحة" قد تحولت إلى امرأة فاتنة في فستان طويل، تقف بكل أنوثة تحت الأضواء، وقد أصبحت واحدة من كبار الأطباء في مجالها. وعندما رأته يقترب، ابتسمت ليلى برقة وسخرت قائلة: "أهلا بك يا سيد كمال، هل أتيت لحجز موعد في قسم الذكورة؟"
View More"لا!" نفت ليلى على الفور، "لم أكن مع كمال البارحة!"سمع كمال إنكارها، فابتسم بسخرية في قلبه، كم تخاف أن يعرف ناصر أنها كانت معه الليلة الماضية، كم هي بارعة في الكذب على الرجال.يا لها من كاذبة!نظر ناصر إلى كمال، وقال: "كمال، لماذا لا تتكلم؟"لم تظهر أي مشاعر على وجه كمال الوسيم، وقال بهدوء: "ألم تقل كل شيء بالفعل؟"فليكن ما قالته هو الحقيقة.شعرت ليلى بالحرج وقالت: "السيد كمال، السيد ناصر، واصلا حديثكما، سأخرج الآن."غادرت ليلى المكان.اقترب ناصر من كمال وقال له بلهجة غير راضية: "كمال، عليك أن تكون أكثر تفهما في المستقبل."رفع كمال عينيه الوسيمتين ونظر إلى ناصر باستغراب."عندما أكون مع ليلى في المستقبل، عليك أن تجد عذرا وتتركنا بمفردنا، هل تفهم؟"كمال: "..."هذا مكتبه، فهل أصبح هو الزائد هنا؟قال كمال بلهجة غير لطيفة: "إذن ارحلا من هنا.""كمال، ما هذا الأسلوب؟ أنا أعز أصدقائك، وأنت تعلم أنني أحاول الفوز بقلب فتاة، ألم تكن تؤيدني في ملاحقة ليلى من قبل؟"كمال: "..."ليلى لا تزال زوجته رسميا، وهو لا يعرف عنه أنه يتقبل الخيانة بصدر رحب.رفع كمال طرف شفتيه ببرود وقال: "أنت خبير في العلاقات
قطب كمال حاجبيه الوسيمين ورفع عينيه عن الملفات نحو السكرتير يوسف، قائلا: "إلى أين هرب؟""هيثم ذهب إلى منزل منصور، والسيد بدر قد دعا بالفعل ستا وثلاثين وسيلة إعلامية في مدينة البحر لعقد مؤتمر صحفي يتهم فيه السيدة بأنها أساءت معاملة والدها بالتبني وتخلت عنه."ضغط كمال شفتيه معا، غاضبا في داخله: ما الذي يفعله بدر بحق الجحيم؟"كيف تقومون بعملكم؟ هيثم عاجز الآن، كيف سمحتم له بالهرب؟"حين رأى يوسف رئيسه غاضبا، بدأ العرق يتصبب على جبينه وقال مترددا: "سيدي، هذا كان...""أنا من طلب من السكرتير يوسف أن يفعل ذلك." جاء صوت ليلى الواضح والهادئ فجأة.رفع كمال نظره إليها وقال: "أنت؟"أومأت ليلى برأسها: "نعم، أنا من طلبت من يوسف أن يترك هيثم يهرب عمدا."نظر كمال إليها بنظرة عميقة وقال: "لماذا فعلت هذا؟ إنهم يستعدون لعقد مؤتمر صحفي، وذلك الحقير ينوي ابتزازك مدى الحياة. لو أرسلت رجالي لاعتقاله، لألغي المؤتمر، وكأن شيئا لم يكن. ولن يعرف أحد أبدا ما لا تريدينهم أن يعرفوه."كانت ليلى تدرك تماما أن كمال، بقدرته على قلب الأمور كما يشاء، يستطيع طمس كل الآثار.لطالما تساءلت من قبل، ماذا سيكون موقفه إن عرف حقيق
"سيدة نيسرين، يجب أن تنقذيني! السيد كمال حبسني، وقد هربت خلسة. إن أمسك بي مرة أخرى، ستكون نهايتي!" قال هيثم متوسلا، وهو لا يزال يرتجف من الخوف من كمال.بالطبع، كان على نسرين أن تنقذ هيثم، فهو ورقتها الرابحة، ولا يمكنها أن تسمح بخسارته."أمي، ماذا نفعل الآن؟" سألت جميلة بقلق.كان حازم منزعجا قليلا؛ لقد أنجزت نسرين أخيرا أمرا أرضاه، وها هو يتعقد مجددا. فقال بغضب: "نسرين، ما الحل الآن؟"نظرت نسرين إليه وقالت: "عزيزي، لا تغضب، الأمور لم تنته بعد."تلألأت عينا جميلة وقالت: "أمي، هل خطرت ببالك فكرة جيدة؟""جميلة، اتصلي الآن بالسيد بدر، أليس هو من يحبك كثيرا ويستمع لك دائما؟ حان وقت استخدامه لصالحنا."كان بدر فعلا يحب جميلة، وكان يعاملها كزوجة أخيه.أومأت جميلة وقالت: "حسنا، سأتصل به فورا."...بعد نصف ساعة، وصل بدر إلى منزل آل منصور. قال: "جميلة، لماذا طلبت مني الحضور بهذه العجلة؟"أمسكت جميلة بذراعه وقالت: "بدر، أريدك أن ترى شخصا."ركع هيثم فجأة أمام بدر وقال بتوسل: "سيدي بدر، أنقذني أرجوك!"تفاجأ بدر وسأل: "ألست والد ليلى بالتبني؟ ما الذي حدث؟"انفجر هيثم بالبكاء وقال: "سيدي بدر، ليلى تكره
كانت عينا ليلى تتلألآن تحت الغطاء، وفجأة ضحكت بصوت خافت.سألها كمال بصوت أجش: "مم تضحكين؟"نظرت إليه ليلى وقالت: "هل ينبغي أن أقول إنني متعبة أم لا؟"كانت كلماتها تحمل مزيجا مثاليا من الحب الخفي والغموض، تشعل القلب وتثير المشاعر.ابتسم كمال بدوره، ثم انحنى ليقبل شفتيها مرة أخرى....في صباح اليوم التالي، في منزل عائلة منصور.في غرفة النوم، كانت نسرين مستلقية بسعادة بين ذراعي حازم، تشكو له بدلال: "لقد آلمتني قليلا للتو."ابتسم حازم بمكر وهو يمسك بذقنها وقال: "هل شبعت الآن؟""أنت شقي جدا~"عندما اتصلت جميلة بوالدها، عاد حازم فورا إلى المنزل، ليملأ فراغ نسرين الذي طال انتظاره.احتضن حازم نسرين وسألها: "هل فعلا أخذ هيثم ليلى معه؟""نعم، لقد اختفت تلك المزعجة أخيرا، وجميلة ستصبح زوجة كمال قريبا. عزيزي، ستصبح والد زوجة أغنى رجل في مدينة البحر."انفجر حازم ضاحكا من شدة الفرح وقال: "أحسنت يا نسرين، كنت رائعة هذه المرة."كانت نسرين تشعر بالرضا التام. لقد مرت الليلة، وليلى الآن بلا شك أداة ترفيه بيد هيثم، ولن يهدد أحد سعادتها بعد الآن.نظرت نسرين إلى حازم وهو يضحك بسعادة، وابتسمت في سرها بسخرية.
قبلته.احمرت أطراف عيني كمال، فدفعها بسرعة بعيدا وقال: "ليلى!"رفعت ليلى وجهها الصغير ونظرت إليه، وفي ملامحها البريئة ظهرت لمسة من الجاذبية الخجولة، وقالت: "ألن ترد على مكالمة جميلة؟"انحنى كمال نحوها وأطبق بقوة على شفتيها الحمراء.استمرت اهتزازات الهاتف، إذ كانت جميلة لا تزال تحاول الاتصال. شعرت ليلى وكأنهما يرتكبان فعلا سريا، رغم أنهما زوجان شرعيان، إلا أن الموقف بدا وكأنهما يخونان جميلة.قبلها كمال بعنف، وكأنه يعاقبها. عض شفتيها الرقيقتين واستولى على أنفاسها بعاصفة من الشغف.هذه الفاتنة... إنها تستمتع بإغرائه!كلام هيثم لم يكن خاطئا تماما: لقد كانت تجذب الرجال منذ صغرها، ولهذا وقعت ضحية لأمثاله.ثم وضعت يدها الناعمة على صدره، تسللت تحت ياقة قميصه.تنفس كمال بعمق وأبعدها فورا: "ليلى، هل أنت جادة؟"احمر وجه ليلى كأنها تزينت بأحمر الخدود، وقالت: "ألم يكن هذا يعجبك؟"في تلك الليلة في فيلا الحديقة الغربية، ضغطها إلى الجدار...رغم أنهما لم يتحدثا عن تلك الليلة من قبل، إلا أن كليهما لم ينسها.سألها كمال بصوت مبحوح: "لماذا؟"نظرت إليه ليلى وقالت: "شكرا لأنك أنقذتني اليوم. أريد رد الجميل، حت
كانت تناديه مرارا وتكرارا.صوتها العذب جذب الشاب الواقف بجانبه، فالتفت مرة أخرى.كان من الصعب تجاهله.لم يكن أمام كمال سوى أن يعود إلى الغرفة بوجهه الوسيم المتجهم.كانت ليلى قد عادت إلى السرير، فنظر إليها كمال بامتعاض وقال: "ما بك؟ لماذا كل هذا الصراخ؟"ليلى: "..." لقد كانت تنوي الخير فقط!"سأستحم بماء بارد." قال كمال ذلك ودخل إلى الحمام.وبعد بضع دقائق، خرج من الحمام واعتلى السرير بعدما رفع الغطاء.استلقيا بصمت، بينما استمر صوت الغرفة المجاورة، حيث يمكن سماع ضحكات رجل وامرأة يهمسان ويتغازلان، خافتة لكنها مسموعة بوضوح.أراد كمال أن يستحم مرة أخرى بالماء البارد، وهم بإزاحة الغطاء.لكن فجأة، تحركت ليلى بجانبه. كانت قد نامت قريبة من حافة السرير، لكنها اقتربت الآن، وسندت جسدها الرقيق على جانبه.في لحظة، شعرت بشرارة من النعومة والعطر تلامسه.توقف كمال للحظة. كلاهما راشدان، وفي هذا الجو الحميمي، اقترابها منه بهذا الشكل لم يكن بريئا.نظر إليها كمال وقال: "ماذا تفعلين؟"نظرت إليه ليلى بعينيها اللامعتين وقالت: "ما رأيك أنت؟"تحرك تفاحة آدم في عنقه قليلا، ثم رن هاتفه.أخرج هاتفه، فإذا بالمتصلة ج
Comments