LOGIN"سيدة لينا، لم أركِ منذ وقت طويل."توترت لينا تلقائيًا عندما رأت أن جمانة هي من بداخل السيارة.نظرت حولها، وعندما لم ترَ سيارات مريبة أخرى تتبعها، تنفست الصعداء."سيدة جمانة، لقد صادفكما بهجت عندما أتيت أنتِ وأخيكِ إليّ في المرة السابقة؛ كيف تجرؤين على المجيء علنًا مرة أخرى؟"أزالت جمانة النظارة الشمسية عن وجهها، كاشفةً عن زوج من العيون الثعلبية الآسرة."لن يراني بهجت إن لم أخرج من السيارة، لا تقلقي."قالت ذلك ثم أخرجت من المقعد الأمامي علبة هدايا مغلّفة وقدّمتها إلى لينا."أشعر بالذنب طوال الوقت على اختطافكِ سابقًا، لذا اشتريت بعض الأشياء وآمل أن تقبليها."لقد مر وقت طويل على ذلك، ولم تعد لينا تُلقِ بالًا للأمر. لكن بالنسبة إلى جمانة، فقد دفعتها في المرة السابقة على القفز في البحر، ومن الجيد أنها لم تُصب بسوء، أما لو كان حدث لها مكروه فستكون تلك روحًا أُزهقت، فكيف يمكنها تجاهل الأمر بسهولة؟والأهم من ذلك، لو أن لينا ماتت على يديها، لكان أنس مزقها إربًا منذ وقت طويل، لذا فكون لينا ما زالت على قيد الحياة كان بمثابة إنقاذ لحياتها، لذا مهما حدث، كان عليها أن تأتي بنفسها لتعتذر لها وتشكرها
لم تصدق مريم ذلك، وأصرت على مجادلة جنة، لكن جنة كانت تطلق بعض التعليقات اللاذعة بين الحين والآخر، لتجعل مريم عاجزة عن الردّ عليها."أطفال هذه الأيام لا يُستهان بهم، فهم سريعو البديهة ويصعب خداعهم."دخلت منى في تلك اللحظة، وسمعت تلك الجملة، فقالت: "لقد أجريتُ اختبار ذكاء لجنة، وهو أعلى من معدل ذكائكِ، فلا تُعامليها كطفلة."سألتها مريم إذا كان هذا حقيقيًا، فابتسمت منى وقالت: "والديها بهذه المهارة، فمن المؤكد ألا تقل الطفلة عن مستواهما."عندما رأت لينا أن منى ومريم جاءتا، انتظرت انتهائهما من لعب الليدو مع جنة، ثم اصطحبتهما إلى منطقة الاستراحة.طلبت من الخادمة إعداد القهوة وتقديم الحلوى، ثم سألت مريم: "هل ذهبتِ اليوم لمقابلة والديّ تامر؟ كيف سار الأمر؟"أتت مريم إلى جزيرة الجوهرة لرؤية لينا والحديث معها عن هذه الأشياء، لذا قالت: "لم يقل والده شيئًا، لكن والدته تحتقر أصلي وعملي. لم ترفضني بشكل واضح، لكنني فهمت المعنى الكامن وراء كلماتها."كل من لينا ومريم أيتام، لذا كانتا تعرفان شعور أن يخاطبهما أحد باستخفاف، لذا سألتها لينا: "إذن، هل دافع تامر عنكِ؟"هزّت مريم رأسها نفيًا، ثم أومأت برأسها
بمجرد أن ودع سعيد سهيل، أمر مساعده على الفور بلهجة باردة: "اذهب إلى دولة الغيث حالًا، وابحث عن امرأة تُدعى بيرنيس."كانت فاطمة على وشك أن تقول شيئًا، لكن مروان قاطعها بسعاله. لا بد أنهما يُخفيان سرًا، وحتى تامر لا يعلمه.خمن سعيد أن فاطمة كانت على وشك أن تقول "الطفل" آنذاك. إذا كان الأمر كذلك، فمريم حقًا سيئة الحظ.فكر سعيد مليًا للحظة، فقد عرفها لمدة طويلة، وحتى إن لم تكن تحبه، فلا يمكنه أن يقف مكتوف اليدين ويشاهدها تقع في ذلك المأزق.أدرك الآن أن اندفاعه لن يجلب له أي منفعة، بل سيجعل أصحاب النوايا الخفية يستغلونه.من الأفضل أن يتعلم من أنس. عليه أن يتحقق من كل شيء ويحصل على الأدلة، ثم يستعين بالآخرين لكشف كل شيء.جلست مريم في السيارة، تنظر إلى منزلها، وشعرت فجأة أنها لا تريد الدخول، فبمجرد أن تدخل، ستسألها العمة رحاب بالتأكيد كيف سار الحديث ومتى سيتزوجان.كلمة "الزواج" تمثل لها الآن ضغطًا هائلًا، ولا تعرف لماذا آلت الأمور إلى ذلك، فقد كانت قد هيأت نفسها جيدًا لزواجها الثاني.تنهدت مريم، وشغّلت السيارة متجهة نحو جزيرة الجوهرة.في منتصف الطريق أثناء انتظارها لإشارة المرور، خفضت نافذة ا
كانت بشرة ميرنا شاحبة، ويدها الممتدة بيضاء كأنها تتوهج. في الماضي، كان سعيد ليشتعل حماسًا عند رؤية حسناء مثلها. أما الآن، فاكتفى بنظرة سريعة ثم أشاح ببصره وقال: "لا بأس، تفضلي بالجلوس."لاحظت ميرنا أنه لا يبدو كثريًا مدلّلًا كما هو معروف عنه، بل تنبعث منه برودة، مما جعلها تشعر ببعض الحيرة، وقالت: "سيد سعيد، مناقشة العقود والمشاريع تكون في مكان ترفيهي فاخر، هذا المطعم الأنيق ليس مناسبًا."أشار سعيد إلى الكرسي المتحرك بجانبه، وقال: "أنا مصاب، ولا يمكنني الذهاب إلى مكان ترفيهي جالسًا على الكرسي المتحرك، فسيسخر الناس مني. علاوةً على ذلك، إنه مجرد توقيع، فلا داعي للذهاب إلى مكان من هذا النوع."برود كلماته جعلها تتفاجأ، فقد أرسلتها الشركة لتغويه بجمالها وتحصل على بعض الأرباح من مجموعة الفاروق. من كان يعلم أن هذا الشاب اللعوب لم ينظر إليها حتى ورفض إشاراتها الضمنية. جعلها ذلك لا تعرف كيف تتصرف.حدقت فيه لعدة لحظات قبل أن تجلس وتقول: "سيد سعيد...""هل أحضرتِ العقد؟"قاطعها سعيد بسرعة قائلًا: "أعطيه للمحامي ليراه، وإذا كان كل شيء على ما يرام سأوقع فورًا."ابتسمت ميرنا ابتسامة جامدة وسألته: "هل
رفع سعيد كأس النبيذ الأحمر وارتشف رشفة صغيرة، ثم قال: "لماذا تتدخل كثيرًا؟ ستلومك أنت لاحقًا، انس الأمر."وضع سهيل الهاتف الذي في يده، وقال: "لدي تسجيل كدليل، إنه ليس مجرد كلام فارغ."قال سعيد بهدوء: "لقد عارض تامر والدته، مما يعني أنه دافع عن مريم، فما قيمة التسجيل؟"قال تامر بامتعاض: "ما الذي عارضه تامر؟ لقد سمح لوالدته باستجواب الآنسة مريم، وهناك امرأة تنتظره في الخارج، ومن نبرة كلامه يبدو أنه لا يحب الآنسة مريم كثيرًا، لكنه فقط يشعر بالاستياء لأنه لم يحصل عليها. المعلومات الموجودة في هذا التسجيل كافية لكشف حقيقته للآنسة مريم. إنها فرصة جيدة لينفصلا، فكيف لن تتدخل؟"هزّ سعيد كأس النبيذ الأحمر في يده بلا مبالاة، وقال: "بحسب مهارة تامر في الكلام، يمكنه أن يحوّل الأسود إلى أبيض. إذا أخرجت التسجيل الآن، سيقول تامر حتمًا إنني زورته عمدًا لتخريب علاقتهما، وحينها لن أتمكن من تبرئة اسمي مهما فعلت."توقف عقل سهيل للحظة، ثم قال: "أتقصد أننا لن نفعل شيئًا؟"لم يُجب سعيد، فرفع سهيل حاجبيه وقال: "سعيد، هذا ليس من شيمك. كنت مستعدًا من قبل لفعل أي شيء من أجل الآنسة مريم."بحسب طبع سعيد المعتاد، إذ
أرادت مريم فقط اختلاق عذر لتلتقط أنفاسها، فأخذت تغسل يديها مرارًا عند الحوض قبل أن تخرج. كان المطعم كبيرًا، فاصطحبها النادل عبر عدة منعطفات قبل أن تعود أخيرًا إلى الطاولة التي حجزها تامر.بعد أن عادت، كانت تظن أن فاطمة ستواصل استجوابها، لكنها لم تتوقع أنها لن تسألها شيئًا، بل جذبت يدها فقط وقالت بشفقة: "يا صغيرتي، لقد عانيتِ فيما مضى من حياتكِ، أما باقي حياتكِ ستكونين فيها مع عزيزنا تامر، كل ما عليكِ هو العيش مطمئنة وتناول الطعام والشراب في المنزل، ولن تضطري إلى السعي خلف لقمة العيش بعد الآن، وستكونين سعيدة لبقية حياتكِ."شعرت مريم بشيء من عدم الارتياح، وأرادت سحب يدها، لكنه تمالكت نفسها عندما رأت نظرات التعاطف في عيني فاطمة، وقالت: "عمتي، حتى لو تزوجت من تامر، فلن أُهمل مسيرتي المهنية."عبرت مريم بوضوح عن أنها لا تريد أن تكون ربة منزل، لكن فاطمة لم تعارضها، بل دعمتها قائلة: "بالتأكيد، فأنتِ تديرين مكانًا ترفيهيًا كبيرًا، وتحققين دخلًا سنويًا مرتفعًا، وكل ذلك ملك لكِ. أردت فقط أن أخبركِ بأن عزيزي تامر سيكون دائمًا سندًا لكِ."ابتسمت مريم مُحرجة، وقالت: "تغيّرتِ بسرعة يا عمتي."تجهم وجه






