"رئيس تنفيذي متسلط، بارد وقاسي من الخارج، وماكر من الداخل، ووريثة متمردة لا تُروّض، إنها علاقة حب أولى مليئة بالدلال لكليهما" "البطل الأول يخفي حب طويل الأمد من طرف واحد ليتحول لعلاقة حقيقيَّة لاحقًا، بينما يندم البطل الثاني بعد فوات الأوان ويحاول استعادة البطلة" في إحدى الحفلات، سمعت روان الشمري فهد العدلي يقول: "روان فعلًا جميلة جدًا، لكني تقربت منها في البداية فقط لأنها تشبه سلوى إلى حد ما، وطوال تلك السنوات كنت أبحث فيها عن أثر لسلوى." في تلك اللحظة، أدركت روان أنها لم تكن سوى بديلة. في تلك الليلة، امسكت بهاتفها واتصلت برقم لم تتصل به منذ زمن طويل. "مرحبًا، أبي...أوافق على العودة للمنزل والزواج من أجل مصلحة العائلة." لاحقًا في إحدى المناسبات الاجتماعية، رأى فهد العدلي ذلك الوجه الذي لم يفارق خياله يومًا، وعندما عرف حقيقة هوية روان الشمري... فقد صوابه... في اليوم الذي رفضت فيه روان الشمري الزواج المدبر وهربت من المنزل، كان حمدي الدرويش يقف أمام النافذة، يهز كأس النبيذ الأحمر برفق، وعيناه تغمرهما مشاعر غامضة، قائلاً في نفسه: "سيأتي يوم تعودين فيه إليّ مطيعة يا رورو." كانت الشائعات في مدينة سرابيوم تقول إن وريث العائلة، حمدي درويش، بارد، متحفّظ، ولا يقترب من النساء، وقد صدقت روان هذه الأقاويل بقوة... لكنها اكتشفت لاحقًا كم كان ذلك الرجل مجنونًا وراء قناع التهذيب والبرود الظاهري.
عرض المزيدلا تُسبب هذه الكلمات ضررًا كبيرًا، لكنها تحمل إهانة بالغة.رفع ذو الشعر الأشقر يده الأخرى محاولًا الهجوم مجددًا، لكن روان طرحته أرضًا باستخدامها حركة رمية الكتف.سحقت وجهه بكعب حذائها، كأنها تسحق نملة، قالت له: "ارجع وتدرّب من جديد.""النجدةّ النجدة!" كان الرجل الموشوم يصرخ مستغيثًا، وهو يمسك موضع الألم في أسفل جسده.التفتت روان لتنظر إليه، فوجدت أن سرواله قد تبلّل بالدماء.أوه، يبدو أنني لم أُحسن تقدير قوتي، هل يعقل أن ركلتي فجرت ذلك الجزء من جسمه؟سرعان ما وصل موظفو البار بعد أن سمعوا الضجة، وقفوا مذهولين أمام المشهد، غير مصدقين ما يرونه، ولا يعلمون ما عليهم فعله.كان الرجل الموشوم ملقًا على الأرض، يتصبب عرقًا على جبينه، قال بصعوبة: "أنا أموت من شدة الألم، ما الذي تنظرون إليه؟ اتصلوا برقم الإسعاف، سأموت من شدة الألم."كان هناك الكثير من الضجة، وسرعان ما تجمهر الناس حولهم.تأخرت روان في العودة من دورة المياه مما أقلق صديقتيها، لذا جاءتا للبحث عنها.تفاجأتا حينما رأتا ما حدث."يا إلهي!" صرخت نيرمين وهي تركض نحوها، قالت: "هل عادت فنون قتال روان الضاربة؟"نظرت ريم إلى الشابين الممددين عل
سألت روان: "هل طلبت أن تتبنى عائلة الدرويش حنين؟"هزت ريم رأسها، واقتربت قليلًا، وهمست: "ليس هذا فقط، لقد قالت للسيدة في ذلك الوقت أن تجعل الأخ حمدي يتزوج حنين في المستقبل."اتسعت عينا روان من الصدمة."يا إلهي، هذا جنوني فعلًا." قالت نيرمين بصوت مرتفع: "إنها حقًّا جريئة في كلامها."قالت ريم: "لا أعلم بماذا ردت عليها السيدة بعد ذلك، لكن يبدو أن الخادمة قبلت بأن تتبنى العائلة ابنتها كطريقة لرد الجميل."قالت نيرمين بازدراء: "هذا مفهوم، فالسيدة لديها ابن واحد فقط، كيف يعقل أن تسمح له بالزواج من ابنة خادمة."قالت ريم: "صحيح، فالأخ حمدي هو الوريث الوحيد لعائلة درويش، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتزوج من ابنة خادمة."ارتشفت روان قليلًا من النبيذ، وفكرت بعمق.كانت الفتيات منشغلات بالحديث عن القيل والقال، ولم يلاحظن وجود امرأة تقف بالقرب منهن، تحدق إليهن بنظرة مليئة بالكراهية.شربت روان عدة أكواب من النبيذ، وكانت نسبة الكحول فيه منخفضة، فلا يمكن أن تصل لمرحلة السكر.وبعد الحديث مع صديقتيها لبعض الوقت، وقفت روان وقالت: "سأذهب إلى دورة المياه."في الممر خارج دورة المياه.خرجت روان بعد أن دخلت
قطبت روان حاجبيها."لا."كان في صوت فهد بعض التردد وهو يقول: "ألا يمكننا التوقف عن الشجار؟ لقد اشتقت إليكِ كثيرًا في الأيام الماضية، ما قلته في ذلك اليوم كان خطأ، لم يكن عليّ إغضابك بتلك الكلمات."ردت روان بلامبالاة: "لا بأس، فنحن قد انفصلنا بالفعل، ولم يعد هذا مهمًا."قال فهد بصوت بارد: "انفصلنا؟ لكني لم أوافق على الانفصال.""الانفصال ليس طلاقًا، لا يحتاج إلى موافقتك." قالت بلهجة باردة صارمة: "لا تتواصل معي مرة أخرى يا فهد."أنهت المكالمة، وأدرجت هذا الرقم في قائمة الحظر.بدأت روان بالتفكير في أمر عملها.كانت تريد أن تبني مسيرتها المهنية بنفسها.رغم أنه بإمكانها فتح مكتب محاماة خاص بها، إلا أنها لا تملك شهرة في الوسط المهني، مما سيجعل من الصعب عليها بناء سمعة للمكتب.فكرت أن تعمل أولًا في أحد أشهر المكاتب القانونية لمدة؛ لتكتسب الخبرة وتنضج مهنيًا.وبعد أن تبني لنفسها اسمًا، يمكنها الاستقلال.عندما أخبرت حمدي بهذه الفكرة، أبدى دعمه لها."حبيبتي رورو مذهلة جدًا، ستتمكنين حتمًا من صنع اسم لك في سرابيوم، ما رأيك أن تجربي التقديم في مكتب الصفوة؟ فهو أفضل مكتب محاماة في المدينة حاليًا."فك
كانت القادمة امرأة ذات مظهر أنيق ورزين، تبدو في الثلاثينيات من عمرها.قدَّمها حمدي قائلًا: "يا رورو، هذه هي أخصائية الترميم الممتازة التي أوصيتك بها، لمياء."ذهلت روان، فقد ظنت أن أخصائي الترميم الذي ذكره حمدي هو رجل مسن، لكنها لم تتوقع أن تكون امرأة جميلة جدًا هكذا.وقفت روان وذهبت لتصافحها وهي متحمسة، وقالت: "مرحبًا يا معلمة لمياء، أنا روان، أرجو منكِ أن تعتني بدميتي الخزفيَّة."لم تستطع لمياء أن تكبح ضحكتها، ونظرت إلى روان بعيون مقوسة، وقالت: "معلمة لمياء؟ هل نحن في المدرسة؟"أدركت روان خطأها، وشعرت بالحرج.كيف يمكن أن تخطئ بهذه الطريقة؟كيف يمكن أن تنادي هذه الجميلة بالمعلِّمة وكأنهم في المدرسة؟اعتذرت بسرعة قائلة: "أنا آسفة، لقد زل لساني.""لا بأس." قالت لمياء والابتسامة لم تفارقها، ثم نظرت إلى حمدي وقالت: "أنت شخص متكبر ومنعزل، وذو ذوق صعب، كنت أتساءل وأنا في الطريق عن نوع الفتاة التي ستستطيع الفوز بقلب هذا الرجل الصعب، الآن فهمت الأمر بعد أن رأيت روان، كنت سأعجب بها أيضًا إن كنت مكانك."قالت روان وهي تسحب لها كرسيًّا: "تفضلي بالجلوس يا سيدة لمياء."جلست لمياء، وصبَّت لها روان كو
"أختي روان، أخيرًا وصلتِ." كان عبَّاس أول من بادر بالتحية: "لم نركِ منذ ثلاث سنوات، أصبحتِ أكثر جمالًا."قلبت نيرمين عينيها باستياء، وقالت: "أخي، هل يمكنك ألا تكون مقرفًا بهذا الشكل؟"قال عبَّاس وكأنه غير راضٍ: "تس، ألا تعرفين كيف تتحدثين؟ كيف يمكن أن أكون مقرفًا؟ هذا يسمى تكتيك التواصل العاطفي الذكي.""أنت ممل." أمسكت نيرمين بيد روان، وسارت نحو الداخل وهي تقول: "تعالي يا روان، دعينا لا نعبأ به."سارت ريم بهدوء، وجلست بجانب ممدوح، وقالت: "أخي.""نعم." أومأ ممدوح برأسه قليلًا.جلست روان بجانب حمدي: "أخي حمدي، اعتذر عن التأخير."كان صوت حمدي لطيفًا جدًا وهو يقول: "لا بأس، نحن أيضًا وصلنا للتو."ثم حول نظره نحو الفتاة الجالسة بجانبه وقال: "لماذا لا تلقين التحية؟"حملت نبرته لومًا خفيفًا.أبدت الفتاة التي تمت الإشارة إليها امتعاضًا، وفتحت فمها بغير رغبة وقالت: "مرحبًا يا آنسة روان."ألقى حمدي نظرة باردة عليها، وحاجباه متجهمان."من هذه؟" مالت روان برأسها قليلًا، وعيناها اللوزيتان تحملان شيئًا من الحيرة.كان صوت حمدي باردًا وهو يقول: "أختي الصغيرة، حنين درويش."آه، إذن هذه هي حنين درويش، الف
رد حمدي بوجه بارد: "لقد انفصلا منذ زمن، الآن هو حبيبها السابق.""ألا تمانع ذلك؟" سأله عباس مجددًا."من منا ليس لديه ماضي؟" قال حمدي بهدوء وهو يخرج ورقة، وينظر إليه بنظرة باردة، وقال: "ألم تقع في الحب من قبل؟"حك عباس أنفه، وقال: "بلى، لكن أنت لم تقع في الحب قبلها، وكانت هي حبك الأول، بينما أنت لست حبها الأول، ألا تمانع ذلك حقًا؟""لا أمانع." قالها حمدي، وبؤبؤ عينيه السوداوين مليء بالحب، وأكمل: "طالما أستطيع أن أكون معها، فهذا يكفيني.""يا لك من عاشق عظيم." قال ممدوح وهو يضحك.بعد أن انتهت الجولة، نظر حمدي إلى ساعته، ثم وقف وقال: "لقد تأخر الوقت، لنذهب."أعد حمدي اليوم مأدبة للترحيب بعودة روان.تحت أضواء النيون المتألقة، توقفت سيارة بنتلي زرقاء بهدوء أمام أفخم فندق خمس نجوم في سرابيوم.مر النسيم الليلي بخفة حاملًا نسمات باردة.فتحت روان باب السيارة ونزلت."نحن هنا يا رورو!" صاحت ريم وهي تلوح لها واقفة عند مدخل الفندق.ثم أسرعت تجري نحوها.كانت نيرمين خلفها، صديقتها المقرَّبة الأخرى."ريم، نيرمين، أتيتما." قالت روان وهي تبتسم وتمشي إليهما مرتدية حذاء كعب من جلد الخراف.“أخيرًا تكرمتِ بال
تعليقات