بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي

بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي

بواسطة:  زهرة الوردانيتم تحديثه الآن
لغة: Arab
goodnovel4goodnovel
لا يكفي التصنيفات
30فصول
10وجهات النظر
قراءة
أضف إلى المكتبة

مشاركة:  

تقرير
ملخص
كتالوج
امسح الكود للقراءة على التطبيق

"رئيس تنفيذي متسلط، بارد وقاسي من الخارج، وماكر من الداخل، ووريثة متمردة لا تُروّض، إنها علاقة حب أولى مليئة بالدلال لكليهما" "البطل الأول يخفي حب طويل الأمد من طرف واحد ليتحول لعلاقة حقيقيَّة لاحقًا، بينما يندم البطل الثاني بعد فوات الأوان ويحاول استعادة البطلة" في إحدى الحفلات، سمعت روان الشمري فهد العدلي يقول: "روان فعلًا جميلة جدًا، لكني تقربت منها في البداية فقط لأنها تشبه سلوى إلى حد ما، وطوال تلك السنوات كنت أبحث فيها عن أثر لسلوى." في تلك اللحظة، أدركت روان أنها لم تكن سوى بديلة. في تلك الليلة، امسكت بهاتفها واتصلت برقم لم تتصل به منذ زمن طويل. "مرحبًا، أبي...أوافق على العودة للمنزل والزواج من أجل مصلحة العائلة." لاحقًا في إحدى المناسبات الاجتماعية، رأى فهد العدلي ذلك الوجه الذي لم يفارق خياله يومًا، وعندما عرف حقيقة هوية روان الشمري... فقد صوابه... في اليوم الذي رفضت فيه روان الشمري الزواج المدبر وهربت من المنزل، كان حمدي الدرويش يقف أمام النافذة، يهز كأس النبيذ الأحمر برفق، وعيناه تغمرهما مشاعر غامضة، قائلاً في نفسه: "سيأتي يوم تعودين فيه إليّ مطيعة يا رورو." كانت الشائعات في مدينة سرابيوم تقول إن وريث العائلة، حمدي درويش، بارد، متحفّظ، ولا يقترب من النساء، وقد صدقت روان هذه الأقاويل بقوة... لكنها اكتشفت لاحقًا كم كان ذلك الرجل مجنونًا وراء قناع التهذيب والبرود الظاهري.

عرض المزيد

الفصل الأول

الفصل 1

ذهبت روان الشمري إلى إحدى الحفلات لتصطحب فهد العدلي، لكنها توقفت عندما سمعت أصوات الحديث في الداخل.

قال أحدهم: "يا فهد، عادت سلوى إلى البلاد، فماذا ستفعل مع روان؟"

أجاب فهد بصوت هادئ: "ماذا تعني بماذا سأفعل؟"

"ألست مرتبطًا بروان منذ ثلاث سنوات؟ كيف ستختار بينهما بعد عودة سلوى؟"

ومن خلال فتحة الباب، رأت روان فهد يشعل سيجارة.

وسط ضباب الدخان، صمتَ لوهلة، ثم قال بصوت خافت: "لا أعلم، لا أريد إيذاء روان، لكني في نفس الوقت لا أستطيع نسيان سلوى."

تنهد أحد الأصدقاء وهو يقول: "سلوى هي حبك الأول الذي لا تستطيع نسيانه، قصَّة حبكما في الماضي كانت خيالية، ومن الطبيعي ألا تنساها."

تدخل صديق آخر وقال: "لكنك على علاقة بروان منذ ثلاث سنوات، وهي جميلة جدًا، ألا تزال غير قادر على نسيان سلوى؟"

فرك فهد صدغيه، وقال بتعب: "إن روان حقًا فتاة جميلة جدًا، لكني تقربت منها في البداية فقط لأنها تشبه سلوى إلى حد ما، وطوال تلك السنين كنت أبحث فيها عن أي أثر لسلوى."

فقال صديقه: "إذن هي مجرد بديل بالنسبة لك؟" ثم تنهد وقال: "أشعر بالأسف عليها."

فسأله صديق آخر: "ومتى تنوي أن تنفصل عنها؟"

نفض فهد رماد السيجارة وقال: "ليس الآن، روان فتاة مطيعة وعقلانية، ويصعب عَلَيَّ التخلي عنها."

ربت أحد الأصدقاء على كتفه قائلًا: "يا فهد، لا يمكنك الحصول على كلتاهما، عليك أن تحسم أمرك."

قال أحدهم بلا مبالاة: "وما المشكلة في ذلك؟ ليواعد الاثنتين معًا، إن كنت تشعر بالذنب تجاه روان، اشترِ لها بعض الهدايا لإرضائها، فلا شيء أسهل من إرضاء النساء."

ضحك فهد بسخرية: "أتظن أن جميع الناس مثلك يواعدون ثلاث أو أربع فتيات في وقت واحد؟ أنا لست بهذا الانحلال."

خارج الباب، ابتسمت روان بسخرية، واستدارت بهدوء لتغادر.

خرجت من المطعم، وسارت بمحاذاة النهر، تسترجع ذكرياتها مع فهد خلال هذه السنوات.

ثلاث سنوات من المواعدة، كانت تظن أن الحب بينهما متبادل.

لكن اتضح أنها لم تكن سوى بديل لحبه الأول.

وقفت روان على ضفة النهر، على يسارها شارعٌ مزدحم، وعلى يمينها نهر جاري.

نزلت دمعة من طرف عينها.

والريح القوية القادمة من النهر تطاير شعرها.

اتخذت روان قرارًا في تلك اللحظة.

أخرجت هاتفها واتصلت برقم ما.

"مرحبًا، أبي...أوافق على العودة للمنزل والزواج من أجل مصلحة العائلة."

زاد ظلام الليل من خفوت ضوء المصابيح، وبدأت الحشرات تحوم حولها.

وقفت روان تحت المصباح تتأمل سماء الليل الشاسعة، وقالت بصوت خافت: "لا شيء يا أبي، لقد اكتفيت من اللهو، وأريد أن أستقر وأتزوج."

"كنت مخطئة حينها، كان هذا جهلًا مني، لم يكن علي أن أتشاجر معكم وأهرب من المنزل، الآن فهمت كل شيء."

"سأعود إلى مدينة سرابيوم بعد أن أنهي أموري هنا."

...

مشت روان طويلًا بمفردها، وكان الوقت قد تجاوز العاشرة ليلًا عندما عادت إلى فيلا مجمع السكينة.

رأتها الخادمة سميرة، وسلمتها وعاءً به عصيدة مغذيَّة.

"آنسة روان، مرحبًا بعودتكِ، هذه العصيدة حضَّرتها للسيد، صحيح؟ لقد بردت، فأعدت تسخينها، كنت على وشك أن أصعد لأعطيه إياها، لكن بما إنكِ هنا، هل تفضلين أن تأخذيها له بنفسكِ؟"

لم تقل روان شيئًا، أخذت العصيدة وصعدت بها إلى غرفة النوم.

عندما فتحت باب الغرفة، كان المكتب خاليًا، وشاشة الكمبيوتر مضاءة، لكن فهد لم يكن هناك.

هناك صوت ماء يأتي من الحمام، والأنوار بداخله مضاءة.

هل يستحم مبكرًا اليوم؟

وضعت العصيدة جانبًا.

لفت انتباهها صوت إشعارات رسائل الواتساب التي لا تتوقف من الكمبيوتر.

حركت الفأرة وفتحت الرسائل.

كانت من سلوى.

"يا فهد، لقد عدت، وسأصل إلى مطار المرسى في الساعة الحادية عشرة والنصف الليلة، هل يمكنك أن تأتِ لاستقبالي؟"

هذه الرسالة أُرسلت قبل عشر دقائق.

إذًا فهو يستحم ليذهب لاستقبال حبيبته السابقة.

"فهد، لقد افتقدتك كثيرًا ولم أستطع نسيانك خلال هذه السنوات، أشعر بالندم لأنني تركتك من أجل مستقبلي الوظيفي."

"كنا عنيدين، كلانا لم نعرف كيف نقدم التنازلات، أنا أعلم أنك لا تزال تكن لي بعض المشاعر، أليس كذلك؟"

"يا فهد، لقد واعدت عدة رجال في السنوات الماضية، لكنني انفصلت عنهم جميعًا بعد فترات قصيرة، شعرت دائمًا أن شيئًا ما ينقص العلاقة، وأدركت متأخرةً أن قلبي لا يزال يحبك "

"لم أكن أجرؤ على العودة إلى مدينة المرسى، خوفًا من ألا ترغب في رؤيتي، وخوفًا من وجود امرأة أخرى في حياتك، أو أنك لم تعد تحبني."

"كنت أنا المخطئة حينها يا فهد، فهل يمكنك أن تسامحني؟"

كانت روان تقرأ بصمت، وقد ضاق بها صدرها.

كانت على وشك إغلاق المحادثة ومغادرة الغرفة، لكنها رأت أن فهد قد رد على رسائلها.

"سلوى، أريد أن أسألكِ سؤالًا واحدًا فقط، هل لا زلت تحبينني؟"

كان يرد من هاتفه أثناء الاستحمام رغم أن حاسوبه متصل.

اهتز قلب روان قليلًا.

كان مشغولًا دائمًا بعمله، ونادرًا ما يرد على رسائلها.

اعتادت ذلك، وتجنبت إرسال الرسائل كثيرًا كي لا تزعجه.

لكنه يرد الآن على رسائل سلوى حتى وهو في الحمام.

هناك فرقٌ واضح بين من يحب ومن لا يحب.

ردت سلوى في نفس اللحظة.

"نعم أحبك، وأحبك أنت فقط."

"إذًا سأذهب لإستقبالكِ."

في تلك اللحظة، شعرت أن علاقتها العاطفية طيلة ثلاث سنوات كانت مجرد مزحة.

أغلقت روان المحادثة بصمت وأعادت الفأرة لمكانها، وكأن شيئًا لم يحدث.

نزلت إلى المطبخ، وغرفت لنفسها أيضًا وعاء من العصيدة، وأخذت تأكل منها ملعقة تلو الأخرى.

كانت معدة فهد ضعيفة، لذا تعلمت إعداد هذه العصيدة المغذية للمعدة خصيصًا له، كانت تنقع زهور الزنبق والشعير الصيني والفاصوليا الحمراء في الماء المغلي، ثم تضيف حبوب الدخن، وتضيف أيضًا البطاطا الصينية الطازجة المقطعة قبل أن تنضج.

كانت هذه العصيدة تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا، لكنها داومت على إعدادها له سنتين كاملتين؛ فقط لأنه قال ذات مرة إنه يحبها.

أنهت وعاء العصيدة، ونزل فهد من الأعلى.

كان قد استحم بالفعل، وجفَّف شعره، وارتدى ملابس نظيفة ومنعشة.

سألها: "أين ذهبت؟ لم أرك عندما عدت."

أجابت روان بصوت خافت: "خرجت لأتمشى قليلًا."

توجه نحو الباب وقال: "عندي أمر مهم لذا سأخرج، إن شعرتِ بالنعاس، نامي ولا تنتظريني."

خفضت طرفها، وقالت بصوتٍ خافت: "حسنًا."

سألته روان: "هل ستعود الليلة؟"

توقف لثوانٍ وهو يلبس حذاءه، ثم قال: " هناك أمرٌ طارئ في الشركة، وإن انتهيت منه في وقتٍ متأخر، فلن أعود."

فقالت بدون أن تحدث ضجة: "حسنًا."

لطالما كانت روان فتاة عاقلة.

لم يفكر فهد كثيرًا، وخرج دون أن يلتفت.

صعدت روان إلى الأعلى، وفتحت غرفة فهد، ورأت أن وعاء العصيدة بجانب الكمبيوتر لم يُمس.

وصلتها رسالة على الواتساب من خطيبها حمدي الذي دبَّرته لها عائلتها.

حمدي: "يا رورو، متى تنوين العودة إلى سرابيوم؟"

كان في نظرها الأخ الكبير اللطيف الذي يسكن بجوارهم، لم تعتبر مناداته لها بـ"رورو" اسمًا حميميًا يناديه الخطيب لخطيبته، بل مثل نداء الأخ لأخته الصغيرة.

"عندما أنهي أموري هنا."

حمدي: "حسنًا، أخبريني إن احتجتِ شيئًا."

"شكرًا لك أخي حمدي."

حمدي: "نامي مبكِّرًا، تصبحين على خير."

في تلك الليلة، لم يعد فهد إلى المنزل.

في صباح اليوم التالي، كان رنين الهاتف هو من أيقظها.

"مرحبًا؟"

"يا روان، عيد ميلادي بعد غد، تذكري أن تحضري الحفلة!"

نظرت إلى الاسم على الهاتف وقد غلبها النوم.

إنها ليلى، إحدى معارف فهد، كانت علاقتها بها جيدة.

"حسنًا، أرسلي لي الموقع."

أغلقت الهاتف، ونهضت من السرير وتجهَّزت، ثم غادرت إلى مركز التسوق لتختار لها هديَّة.

اختارت عقدًا جديدًا من ماركة مشهورة يتناسب مع ذوق ليلى.

...

في يوم الحفلة، حضرت روان مبكرًا.

قدَّمت لها الهديَّة قائلة: "عيد ميلادٍ سعيد يا ليلى."

أخذت ليلى الهديَّة، وشكرتها بأدب.

وبينما كانتا تتحدثان، دخل فهد متأخرًا ممسكًا بيد امرأة غريبة.

وحين تلاقت نظراتهما، تجمد مكانه وقال بدهشة: "روان، لماذا أنتِ هنا؟"
توسيع
الفصل التالي
تحميل

أحدث فصل

فصول أخرى

تعليقات

لا توجد تعليقات
30 فصول
الفصل 1
ذهبت روان الشمري إلى إحدى الحفلات لتصطحب فهد العدلي، لكنها توقفت عندما سمعت أصوات الحديث في الداخل.قال أحدهم: "يا فهد، عادت سلوى إلى البلاد، فماذا ستفعل مع روان؟"أجاب فهد بصوت هادئ: "ماذا تعني بماذا سأفعل؟""ألست مرتبطًا بروان منذ ثلاث سنوات؟ كيف ستختار بينهما بعد عودة سلوى؟"ومن خلال فتحة الباب، رأت روان فهد يشعل سيجارة.وسط ضباب الدخان، صمتَ لوهلة، ثم قال بصوت خافت: "لا أعلم، لا أريد إيذاء روان، لكني في نفس الوقت لا أستطيع نسيان سلوى."تنهد أحد الأصدقاء وهو يقول: "سلوى هي حبك الأول الذي لا تستطيع نسيانه، قصَّة حبكما في الماضي كانت خيالية، ومن الطبيعي ألا تنساها."تدخل صديق آخر وقال: "لكنك على علاقة بروان منذ ثلاث سنوات، وهي جميلة جدًا، ألا تزال غير قادر على نسيان سلوى؟"فرك فهد صدغيه، وقال بتعب: "إن روان حقًا فتاة جميلة جدًا، لكني تقربت منها في البداية فقط لأنها تشبه سلوى إلى حد ما، وطوال تلك السنين كنت أبحث فيها عن أي أثر لسلوى."فقال صديقه: "إذن هي مجرد بديل بالنسبة لك؟" ثم تنهد وقال: "أشعر بالأسف عليها."فسأله صديق آخر: "ومتى تنوي أن تنفصل عنها؟"نفض فهد رماد السيجارة وقال: "ليس
اقرأ المزيد
الفصل 2
أزاح فهد يد المرأة التي كانت تمسك بذراعه دون وعي، فتصلَّبت تعابير وجهها.قالت روان بابتسامة خفيفة ساخرة: "أنا أيضًا صديقة ليلى، ما الغريب في أن أحضر حفل عيد ميلادها؟"قال فهد: "لا ليس غريبًا، كل ما الأمر أنني ظننت أنكِ لا تحبين هذا النوع من الحفلات، لذا لم أخبركِ."ضحكت روان بسخرية في قلبها، متسائلة هل فعلًا لم يخبرني لأنه يعرف أني لا أحب هذه الحفلات؟أم أنه تعمد إخفاء الأمر؛ لأنه كان ينوي إحضار أخرى معه؟بعد أن أنهى فهد كلامه، ألقى نظرة باردة شاملة على الغرفة.وكأن نظراته تسأل: من الذي دعاها؟تهربت ليلى من نظراته، ولم تجرؤ على مواجهته، وتظاهرت بأن لا علاقة لها بالأمر.تقدمت المرأة التي جاءت مع فهد، وقالت وهي تلقي التحية على روان: "مرحبًا، لابد أنكِ روان، أنا سلوى، لابد أنكِ سمعتِ عني من فهد."أوه، هذه إذًا هي سلوى، حبه الأول الذي لا يستطيع الوصول إليه.شعرت روان بانقباض في صدرها، ففي النهاية علاقتها مع فهد دامت ثلاث سنوات، ومن الصعب أن تزول المشاعر بين عشية وضحاها.لكنها أخفت ألمها جيدًا، وابتسمت قائلة: "تشرفت بمعرفتكِ يا آنسة سلوى."قالت سلوى بابتسامة عريضة: "آنسة روان، هل قال لكِ أح
اقرأ المزيد
الفصل 3
كأنه أدرك لتوّه أن حبيبته ما زالت هنا، سحب ذراعه التي كانت تطوق خصر سلوى، وتراجع خطوتين إلى الوراء، كمن استيقظ من حلم طويل.تتبع رفاق فهد نظره، وأدركوا حينها فقط أن روان ما تزال موجودة، فأخذوا يحاولون إنقاذ الموقف."هيا لنكمل اللعب، سلوى، لا تشربي إن كانت معدتك لا تتحمل الكحول، إذا خسرتِ سنكمل بلعبة صراحة أم تحدي.""فكرة جيدة، لنلعبها."استعاد فهد هدوءه، ثم عاد إلى الأريكة.كان يظن أن روان ستغار، وستغضب منه وتفتعل مشكلة.لكنها لم تقل شيئًا.هذا البرود الذي طغى عليها، وكأن الأمر لا يعنيها، جعله يشعر بارتباكٍ غامض.كان يشعر أن هناك شيئًا تغير فيها عن السابق.ساد الصمت بينهما.تردد فهد قليلًا وكان على وشك أن يبرر موقفه، لكن وصل إلى مسامعه مجددًا صوت ضحكٍ من الجهة الأخرى."خسرتِ مجددًا يا سلوى، هذه المرة ستختارين صراحة أم تحدي؟"عاد تركيز فهد إلى سلوى.عيناه لم تفارقاها."سأختار التحدي."التفتت سلوى ونظرت إلى فهد بابتسامة غامضة.أحضر أحدهم رزمةً من الأوراق قائلًا: "هيَّا، التحديات كلها هنا، اسحبي واحدة."سحبت سلوى ورقة بشكل عشوائي، وما إن فتحها أحدهم حتى اتسعت عيناه.تنقلت نظراته بين سلوى
اقرأ المزيد
الفصل 4
"يا رورو، لقد تم إرسال خاتم الخطوبة الذي طلَبتُه من شوميت باريس لأجلك إلى فرع مدينة المرسى، يمكنك الذهاب لرؤيته عندما يتسنى لكِ."شوميت باريس هي ماركة خواتم ألماس مشهورة عالميًا.هي لم توافق على الخطوبة إلا قبل أيام قليلة، فكيف تسنى له أن يطلب خاتمًا ويرسله اليوم؟هل يعقل أنه طلبه مسبقًا؟لم تسأل روان كثيرًا، واكتفت بالرد بكلمة واحدة: "حسنًا."في متجر شوميت باريس.أخرجت الموظفة الخاتم بحماس."آنسة روان، هذا هو الخاتم الذي طلبه السيد حمدي خصيصًا من أجلكِ."أمسكت روان الخاتم، وأخذت تتأمله بدقة.ألماسة زرقاء نادرة تزن خمسة قراريط، مرصعة بحبات صغيرة من الألماس الوردي والألماس الشفاف في الإطار الخارجي، تتلألأ تحت الضوء بجمال مبهر."نُقشت بداخل هذا الخاتم الأحرف الأولى من اسمكِ واسم السيد حمدي."أخذت الخاتم، وأمعنت النظر فيه، وبالفعل وجدت "R&H" منقوشة بالداخل.من الواضح أن هذا الخاتم تم صناعته بعناية فائقة. جربته، وكان المقاس مناسبًا تمامًا."إنه جميل جدًا." قالت الموظفة بإعجاب حقيقي.وما إن ارتدته، حتى جاء فجأة صوت فهد من خلفها."روان، ما الذي تفعلينه هنا؟"قطبت حاجبيها، واستدارت.في اللح
اقرأ المزيد
الفصل 5
الشخص القادم هو صديقٌ لفهد اسمه هاشم.وهو نفس الرجل الذي قال في ذلك اليوم خلال حفلة الشراب إنه يشفق على روان بعض الشيء.تعرفا على بعضهما منذ ما يقارب ثلاث سنوات، ولطالما كان انطباع روان عن هاشم جيد.قالت له: "جئت لأشتري بعض الأشياء."ألقى هاشم نظرة على الكيس في يدها، وسأل: "هل هذه هدية لفهد؟"كرهت روان أن تشرح الأمر، فهزت رأسها وأقرت بذلك مجارية إياه."هذا النوع من الساعات ليس رخيصًا، حتى أبسط الطرازات تتعدى أسعارها خمسة أصفار، لا داعي لأن تشتري هدية باهظة الثمن...فإن فهد أصلًا..."في أحلامه أن تشتري له شيئًا هكذا.لقد اعترف بنفسه أنه لا يستطيع نسيان سلوى، ويعتبر روان مجرد بديل.وبالأمس تخلى عنها أمام الجميع، وأمسك بيد سلوى وغادرا معًا.بعد أن غادرا حفلة عيد الميلاد، ذهبا إلى الفندق وقضيا الليلة معًا، كل هذه الأشياء لا تعلم بها روان، لكن هاشم يعرفها جيدًا.كان لديهم مجموعة دردشة صغيرة، تضم أصدقاء من نفس الدائرة.روان واعدت فهد لثلاث سنوات ولم تُضف لهذه المجموعة، أما سلوى فعندما عادت إلى البلاد أضافها على الفور.وفي ظهر اليوم، نشرت سلوى فجأة صورة لهما على السرير داخل المجموعة، وقالت إن
اقرأ المزيد
الفصل 6
رفعت روان رأسها، ونظرت إليه بعينين مليئتين بالحيرة وقالت: "ماذا؟"ظن فهد أنه ربما ما زال في قلبها شيء من الغضب، لذا لم ترغب في إعطائه الهدية بسرعة، لا بأس، يمكنه أن يتجنب إحراجها.قال بنبرة فيها شيء من اللين: "كان أسلوبي فظًا معكِ قبل قليل في المتجر، آمل ألا تغضبي."تمتم بنفسه: يجب أن يكون هذا كافيًا ليرضيها، أليس كذلك؟تنهدت روان، ورفعت رأسها تنظر إليه بعينين جادتين وقالت: "أنا لم أغضب."رد فهد معترضًا: "تقولين ما ليس في قلبكِ.""فلتظن كما تشاء."بمجرد أن سمع فهد هذه الكلمات، نفد صبره على الفور."روان، لقد اعتذرت لكِ بالفعل، ماذا تريدين أكثر من هذا؟"لم تتوقَّف روان عن ترتيب أغراضها، وقالت بنبرة هادئة: "لا أحتاج لاعتذارك."حدق فهد بها لبضع ثوان.ثم سألها بعد فترة قصيرة بنبرة غير طبيعية: "ماذا عن الهديَّة؟"التفتت إليه روان، وقالت: "عن أي هدية تتحدث؟""قال هاشم إنه رآكِ تشترين لي ساعة يد، ألم تشتريها لتراضينني وتعتذري مني؟ ها أنا عدت، أليس من المفترض أن تعطيها لي؟"كانت روان على وشك أن تقول له إن الهديَّة ليست له، لكن فهد واصل الحديث من تلقاء نفسه: "هذا يكفي، مهما غضبت فلن يكون لهذا أ
اقرأ المزيد
الفصل 7
جلست روان على الأريكة المفردة بجانب عزيزة.لم تُظهر أدنى ارتباك، بل نظرت إليها بعينين هادئتين خاليتين من الانفعال، وقالت: "لم تكن لدي نية للزواج من عائلة العدلي."لكن عزيزة طبعًا لم تصدقها.تفحَّصت روان من رأسها إلى أخمص قدميها عدَّة مرَّات.هذه إذن الفتاة التي واعدها ابنها لمدة ثلاث سنوات.كانت بالفعل حسناء ذات ملامح جميلة، وأناقة ظاهرة، ورغم أنها من عائلة بسيطة، إلا أنها لا تملك عقدة الدونية التي كثيرًا ما ترافق أبناء العامة.لقد تعمدت عزيزة قبل قليل حين كانت على الباب أن تقول كلامًا يحرجها، لكنها فوجئت أن روان لم تبد أي انفعال، بل التزمت الهدوء، وحتى حين تحدثت إليها فعلت ذلك بثقة كاملة.لكن وماذا في ذلك؟هي في نظر عزيزة ليست سوى فتاة تحلم بالزواج من الأثرياء، ومهما كانت بارعة في تصنع الرقي فلن ترقى إلى مستوى العائلة.قالت عزيزة بنبرة متعالية وواضحة: "لا حاجة لكِ إلى التمثيل أمامي، فأنا أيضًا امرأة وأفهم تمامًا ما تفكرين فيه، أعلم أن ابني فهد محبوبٌ لدى الفتيات، ومن النادر أن تلتقي فتاة بشاب من أمثاله، لا شك أنه أنفق عليكِ الكثير من المال، أليس كذلك؟"قالت روان: "أنا لست طامعة في أمو
اقرأ المزيد
الفصل 8
منذ عام، انفصلت شمس عن حبيبها، فقدم لها قائمة حسابات يطلب منها أن ترد له المال، وتُظهر القائمة أنه خلال علاقتهما التي استمرت لأكثر من عامين، قام بتحويل أكثر من خمسة آلاف دولار لها.رفضت شمس الدفع، فقام حبيبها برفع دعوى قضائية عليها، فلجأت إلى مكتب المحاماة لطلب المساعدة. حينها، كان المحامين الآخرين قد خرجوا لحضور جلساتهم في المحاكم، ولم يكن في المكتب سوى روان."ليس الأمر هكذا." كانت شمس تبكي وهي تقول: "لقد عشت معه لمدة عامين، وكنا قد اتفقنا منذ البداية على أن نتقاسم إيجار الشقة والماء والكهرباء ومصاريف المعيشة. قال إنه سيحوّل لي كل شهر مئتي دولار، تشمل هذه التكاليف، وكنت أنا أيضًا أدفع مئتي دولار لإنفاقنا المشترك.""لم أفكر كثيرًا حينها، فقط تصرفت كما قال. لكن، من كان يتوقع أنه بعد الانفصال سيطالبني بإرجاع هذا المال؟ ويزعم إن كل تلك التحويلات كانت هدايا بنية الزواج؟ وأنه بعد الانفصال يجب أن أُعيدها؟""بينما في الحقيقة هذه الأموال كانت نفقات يومية! كيف تُعدّ هدايا؟ وهو طيلة العامين لم يقدّم لي هدايا تتجاوز قيمتها الخمسين دولار، كيف يجرؤ على رفع دعوى قضائية علي؟""آخذ مصروفًا شهريًا من و
اقرأ المزيد
الفصل 9
نهضت روان من النوم وقد استيقظت من تلقاء نفسها، وعندما فتحت عينيها كانت الساعة قد بلغت العاشرة صباحًا.تمطّعت قائلة: "آه~ ما أروع إحساس عدم الذهاب إلى العمل."نهضت من السرير، وبعد أن غسلت وجهها نزلت لتناول الفطور.كانت الخادمة سميرة قد أعدّت فطورًا لشخصين.نظرت روان إلى كرسيه الخالي دون أن تقول شيئًا.رأت سميرة أن الآنسة قد نزلت، فسألت باستغراب: "آنسة روان، ألن ينزل السيد لتناول الإفطار اليوم؟"أجابت وهي تحتسي من حساء الأرز بالبيض المملح واللحم الخالي من الدهون: "لم يعد للبيت الليلة الماضية، فعلى الأرجح لن يأتي لتناول الإفطار أيضًا."فقالت سميرة: "أوه." ثم أدركت أنها تحدثت أكثر مما يجب، فعادت إلى المطبخ دون أن تسأل أكثر.أنهت روان إفطارها، وتلقت رسالة من حمدي."يا رورو، هل تريدين فستان الخطوبة بتصميم خاص لكِ، أم من إحدى الموديلات الجديدة التابعة للعلامات التجارية؟"هل سيكون الوقت كافي إذا طلبت تصميمًا خاصًا؟يبدو أنها لا تعرف حتى موعد الخطوبة.سألته: "متى موعد الخطوبة؟"فرد: "لم نحدده بعد، ننتظر متى تنتهين من أموركِ وتعودين إلى سرابيوم لنقرره."قالت: "حسنًا، سأنهي كل شيء هنا خلال تسعة أ
اقرأ المزيد
الفصل 10
اتصلت بحمدي.وسرعان ما تم الرد على المكالمة، جاء صوت حمدي ناعمًا ودودًا يقول: "يا رورو، هل أعجبتكِ تلك الفساتين الثلاثة؟""نعم." ردّت روان، "أي فستان هو الأجمل برأيك؟"ضحك حمدي على الطرف الآخر من الهاتف بصوت خافت، وقال بنبرة مليئة بالحنان: "ألم أقل إنكِ إذا أحببتها جميعًا فسنأخذها كلها؟ لقد طلبت من مساعدي أن يحجز الثلاثة بالفعل.""بهذه السرعة؟ لقد أرسلتها منذ لحظات فقط."قال حمدي: "خشيت ألا نجدها إن تأخرنا، فهي من التصميمات المحدودة.""حسنًا، أتعبتك معي يا أخ حمدي.""رورو، أنتِ الآن خطيبتي، نحن عائلة، لا تتحدثي معي بهذه الرسمية."رغم صدق كلامه، لكنها لم تستطع أن تتقمَّص دور الخطيبة بعد، ففي قلبها، لا يزال حمدي ذلك الأخ الجار الذي كان يُعطيها دروسًا خصوصية بصبر."بالمناسبة، رورو، أعلم أن التنقل في مدينة المرسى وطلب سيارات الأجرة صعب قليلًا، لذا اشتريت لكِ سيارة، أنهيت إجراءاتها للتو، أعطني عنوانك، وسأجعل أحدًا يرسلها لكِ."شعرت روان بالإحراج لدى سماعها كلامه.ففي الماضي، هربت من المنزل من أجل تجنب الزواج المدبر من حمدي، ونتيجة لذلك، أوقف والدها بطاقتها البنكية، من المستحيل أن حمدي يجهل
اقرأ المزيد
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status