Share

الفصل 3

Author: شان شيا تشنغ
لا عجب أن شيرين تمكّنت من ارتكاب هذا الجنون ،لقد قامت بنبش قبر والدتها بنفسها فقط لتلفّق لي هذه التهمة.

الموت كله كان مجرد خدعة.

أرسلتُ رسالة نصية إلى ساهر:"والدة شيرين لم تمت. أرسلتُ لك الحقيقة عبر البريد الإلكتروني."

أما إن كان سيقرأه أم لا، فلم يعد ذلك يعنيني.

كان موعد رحلتي بعد ثلاثة أيام، وقد قام يوسف بحجز التذكرة بنفسه.

عندما عاد ساهر إلى المنزل، وجدني مشغولة بترتيب أمتعتي.

نصف ملابسي ألقيتُ بها، والقليل فقط أرسلته إلى مدينة مومينتو.

نظر إليّ بشك وسأل:"لماذا بدأتِ بحزم أغراضك؟"

أجبته بلا مبالاة:"أنتقل إلى مكان جديد."

توقف لحظة، لم يلاحظ أي خطب في كلامي، ثم تابع الحديث وكأنه واثق من مخططاته:"شركة عائلتك تقع في مدينة مومينتو، وسننتقل للعيش هناك بعد زواجنا، لذا من الجيد أن تبدئي في ترتيب أغراضك مبكرًا."

بعدها، تحولت نظرته فجأة إلى حدّةٍ وقسوة، وهو يقول بلهجة آمرة:"بخصوص والدة شيرين ، عليكِ تقديم اعتذار في أسرع وقت. لا تحرجيني أمام الجميع."

ثم أضاف:"لنؤجل الأمر إلى يوم الزفاف، ما رأيك؟"

قال كلماته ثم رمى هاتفه جانبًا، وبدأ في البحث عن بطاقة هويته.

اليوم هو اليوم الذي سيذهب فيه مع شيرين لاستخراج شهادة زواجهما.

لكن الليل حلّ، ولم يعد إلى المنزل.

وحين فتحتُ هاتفي، ظهرت رسالة من شيرين.

في الصورة، كان ساهر مستلقيًا على السرير بجانب شيرين، يرتديان ملابس متطابقة.

أغمضتُ عيني للحظة، لكن الألم لا يزال يتسلل إلى قلبي.

حبستُ تلك المشاعر القاسية في داخلي، وأطفأتُ هاتفي بهدوء.

لكن في منتصف الليل، بدأ هاتفي بالاهتزاز كل ساعة تقريبًا.

وفي كل مرة، كانت رسالة جديدة من شيرين،فيديوهات استفزازية لها مع ساهر، وكأنها تستمتع بتمزيقي إربًا.

استمر ذلك حتى صباح اليوم التالي، حين تلقيتُ رسالة من يوسف.

"السيدة لارا، الأزهار قد تفتحت يمكنكِ العودة برويّة."

مرفقة بالصورة دفتران أحمران.

وبجانبهما، زهرة الفاوانيا الحمراء، تزهر بكل بهائها وتوهجها.

لم أكن أتوقع أن الشتلة التي أهديتها له منذ سنوات لا تزال على قيد الحياة ولا تزال بين يديه.

شعور غريب اجتاح قلبي،لم يكن مؤلمًا، لكنه أيضًا لم يكن مألوفًا.

فقط أرسلتُ له ردًا مختصرًا:"حسنًا."

وضعتُ الهاتف جانبًا وبدأتُ في ترتيب ملفاتي وأوراق عملي.

لم أكن أعلم متى عاد ساهر، لكنه كان هناك، يحزم بعضًا من أغراضه اليومية.

"سأنتقل للعيش مع شيرين بضعة أيام، فهي مشغولة جدًا بترتيبات الزفاف، وتحتاج إلى بعض المساعدة،لا تنسي الحضور إلى الزفاف بعد غدٍ في الموعد المحدد، لا تتأخري."

ثم استمر في شرح تفاصيل غير مهمة،كيف أنه مجرد دعم عادي وكيف أنه يساعدها فقط وأنني لا يجب أن أفتعل أي مشاكل.

"لن أحضر."

قلتُها بصوت هادئ، وعيني منخفضتان.

بعد الليلة الماضية، ما تبقى من مشاعري تجاهه قد اختفى تمامًا،لم يعد هناك شيء.

نظر إليّ ساهر ، وكأن شيئًا داخله بدأ يشعر بالذعر.

لم يكن يفهم لماذا كنت هادئة إلى هذا الحد.

لكن بمجرد أن تذكّر شيرين ودلالها ، تراخت قبضته على الهاتف، وكأن شيئًا فيه أقنعه:"لا، هذا مستحيل،لارا تحبني بجنون، كيف يمكن أن يتغير شيء؟"

بمجرد أن استقر هذا التفكير في ذهنه، تنفس الصعداء.

ثم دون أن يعيرني مزيدًا من الاهتمام، استدار واختفى من مجال رؤيتي.

وقفتُ هناك، أتابع ظهره وهو يبتعد، ثم رفعتُ هاتفي واتصلتُ برقم محفوظ مسبقًا.

وفي تلك الليلة، توقفت مروحية خاصة في الساحة.

تقدم رجل بخطوات ثابتة:"الآنسة لارا، المروحية التي طلبتموها قد وصلت. ستأخذكم إلى مدينة مومينتو خلال نصف ساعة بأمان."

أومأتُ برأسي، ثم سلّمتُه مظروفًا بنيًا مغلقًا بإحكام.

"أريدك أن تُسلّم هذا إلى العروس والعريس شخصيًا، غدًا في حفل الزفاف.

إنه هديتي لهما."

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • لا يستحق أن أتمسك به   الفصل 9

    ابتسمت بسخرية باردة وقلت:"هل أنت متأكد أنك تريد الوفاء بهذا الوعد؟"أومأ برأسه بجدية: "نعم.""أريدكِ أن تمنحيني فرصة، حتى لو لم ترغبي في الطلاق من يوسف، أريد أن أكون معكِ مدى الحياة."أمسكت بالقفل بلطف، أتفحصه بين أصابعي، وازدادت ابتسامتي اتساعًا."في هذه الحالة، عليك أن تذهب إلى شيرين ،فبعد كل شيء، الاسم المنقوش على هذا القفل ليس اسمي، بل اسمها."اتسعت عينا ساهر في صدمة، وسحب القفل بسرعة ليتأكد بنفسه.ربما كان قد نسي تمامًا أنه حين نقش الاسم على القفل في ذلك الوقت، لم يكن اسمي.لم أخبره أبدًا أنني، في اليوم الذي قرر فيه الزواج من شيرين، عدت إلى كل الأماكن التي مشينا فيها معًا ذات يوم.وهناك، وجدت هذا القفل.يومها، شعرت فقط بالسخرية والشفقة على نفسي، لكنني في الوقت نفسه، ازددت يقينًا بأن عليّ استبدال العريس.نظرت إليه بثبات وقلت ببرود:"ساهر، ربما أنت نفسك لا تعرف من الذي تحبه حقًا. في اللحظة التي كنا فيها في أعمق مراحل حبنا، لم تتردد في نقش اسم حبيبتك السابقة على القفل.""ربما في داخلك، لا شيء يجذبك إلا ما لا يمكنك امتلاكه. حين كنت تملك قلبي، كنت تفكر في شيرين، والآن بعد أن فقدتني، تحا

  • لا يستحق أن أتمسك به   الفصل 8

    الجميع فهم الموقف على الفور، بل إن بعضهم تعرف عليه على أنه الرجل الذي أثار الفوضى في مؤتمرنا الصحفي سابقًا."إنه ذلك الرجل الحقير! تخلى عن ابنة عائلة سليم من أجل حبيبته السابقة، وكان ينوي الطلاق ليتزوجها!""ألا ينظر في المرآة ليرى إن كان يستحق ذلك؟!""يريد كل شيء لنفسه! مجرد رجل يعيش على حساب النساء!"لم يكن المارة يتوقعون أن تنقلب الأمور بهذه السرعة، وسرعان ما أدركوا أنهم كانوا مجرد أدوات في لعبته.فأطلقوا كلمات تعبر عن اشمئزازهم قبل أن يتفرقوا.تنفست الصعداء بشدة، ثم دفنت رأسي في عنق يوسف قائلة: "زوجي، لحسن الحظ أنك كنت هنا."ضمّني يوسف بقوة، ثم تنهد بفخر: "لقد انتظرت طويلًا حتى أصبحتِ زوجتي، وهناك رجال يتربصون بكِ، فمن الطبيعي أن أكون دائم الحذر."فقلت مع تنهيدة إعجاب: "من كان له زوج مثلك، فماذا عساه أن يطلب أكثر؟"رأى ساهر هذا المشهد، فزاد غضبه حتى كاد يعضّ على أسنانه من شدة الغيظ، ثم دفع شيرين بقوة وهو يصرخ:"كل هذا بسببك! أنت السبب في كل ما حدث!"احمرّت عينا شيرين."ساهر، انسَها، إنها لم تعد تحبك بعد الآن.""لقد تزوجنا بالفعل، فلنحاول العيش سويًا حياة مستقرة، أليس أفضل؟"ساهر دفع

  • لا يستحق أن أتمسك به   الفصل 7

    أمسك ساهر بيدي بقوة وقال:"لارا، أنت تعلمين أنني أحبك! أنا وشيرين لم يكن بيننا سوى لحظة طيش! لو لم يكن بسبب والدتها، لما كنتُ لأتزوجها أبدًا!"سحبت يدي بهدوء، ونظرت إليه بلا تعبير، دون أن أنطق بكلمة واحدة.انفجر في البكاء، وهو يصرخ بجنون:"لقد كان ذلك بدافع بر الوالدين! هل يمكنك حقًا أن تتحمّلي رؤية أم وحيدة تموت بقلبٍ كسير؟! أنتم الأثرياء قساة القلوب، لا تفهمون معاناة الناس العاديين!"وبينما كان يصرخ، شقَّ شخصٌ مجهول صفوف الحشد، مندفعًا نحوي بجنون.في لحظة، لمع نصل سكين في الهواء.قبل أن أتمكن من استيعاب ما يجري، دفعني يوسف بقوة بعيدًا!"صوت طعنه!"اندفع السكين في ظهره، مغروسًا حتى المقبض.تلطخت ثيابه بالدماء في لحظة.صرختُ بجنون، أبحث عن طبيب.أما المهاجمة، فقد طرحها الحراس أرضًا على الفور، لكنها لم تتوقف عن الصراخ الهستيري:"أعيدي إليَّ ابنتي! أعيدي إليَّ ابنتي!"اتضح أن هذه المرأة هي والدة شيرين، المرأة التي من المفترض أن تكون ماتت من زمان. ذهل ساهر."حماتي؟! ألم تكوني… ميتة؟!"حاولت المرأة المسنّة أن تمسك بذراعه، لكنه دفعها بعيدًا بعنف، وكأنها شيء مقزز. محدّقًا بها بعينين دامعتين،

  • لا يستحق أن أتمسك به   الفصل 6

    بعد ثلاثة أيام، كان موعد مأدبة العودة إلى منزل العائلة، والتي صادفت أيضًا الذكرى السنوية لتأسيس مجموعة شركات سليم.وبعد نقاش بين العائلتين، تقرر إقامة المناسبتين معًا في احتفال واحد.لكن من كان يتوقع أن تحدث فوضى؟ساهر فاجأ الجميع بدعوته للصحفيين إلى المؤتمر، ليطلق اتهامًا صادمًا أمام العلن: يوسف مجرد عشيق استولي على مكانه!في لحظة، انهالت الأسئلة، ووجه الصحفيون ميكروفوناتهم نحو يوسف، مما جعل القاعة تعمها الفوضى.قبل أن ينهض يوسف للرد، سبقتُه إلى المواجهة، ووقفت أمام الجميع بثبات."زواج عائلة الفهد وعائلة سليم تم بكل وضوح وشفافية، أحدهما أراد الزواج والآخر وافق، والأوراق الرسمية شاهدة على ذلك، فمن أين أتيتم بقصة العشيق هذه؟أتمنى أن تزنوا كلماتكم جيدًا، وإلا فإن القسم القانوني لمجموعة سليم لن يتهاون في اتخاذ الإجراءات المناسبة."سادت لحظة صمت، وبدأ الصحفيون يتراجعون قليلًا.في تلك الأثناء، شعرت بنظرة يوسف الثابتة عليّ، وحين التفت نحوه، وجدته يبتسم لي بحنان واضح.ارتبكت قليلاً، و أذني كانتا قد احمرّتا بالفعل.لكن ساهر لم يكن ليترك الأمور تنتهي عند هذا الحد.وكأنه كان مستعدًا لكل شيء، فج

  • لا يستحق أن أتمسك به   الفصل 5

    ها هو هاتفٌ متصلٌ بشاشةٍ عرض كبيرة.وما إن تم فتحه، حتى اندفعت أمام الجميع صورٌ بذيئة وكلماتٌ فاحشة لا تُحتمل.امتلأت الشاشة بسجل محادثات ساهر وشيرين على مدار عامٍ كامل، وآخرها ذلك الفيديو الذي يجعل القلب ينبض بعنف والوجه يحمر خجلًا.شحب وجه ساهر في لحظةٍ، صار أبيض كصفحة الورق.كيف حصلت على هذه الأشياء؟كيف عرفت بكل هذا؟وحينما وقعت عيناه على اسم المرسل، تجمدت ملامحه تمامًا.شيرين؟!منذ عودتها قبل عام، وهي لا تكف عن إرسال لقطاتٍ من المحادثات إلى لارا.كل كلمة كانت تلميحًا صريحًا بأن عليها الانسحاب.لا عجب إذن، فمنذ عام لم تعد لارا تقبّله، وتغيرت معاملتها له بشكلٍ جذري.وأخيرًا، ومع استمرار ذلك الصوت المخزي، انفجر ساهر غضبًا، وقذف الشاشة بقوة."لا أحد يجرؤ على النظر! لا أحد ينظر! هذا كله كذب!"كان يحاول إغلاق الشاشة بجنون، لكن أصابعه كانت ترتجف بشدة، حتى أنه، عن غير قصد، جعل الصوت يعلو أكثر!حفل الزفاف انتهى في بفوضي عارمة.عندما أرسل لي مساعدي رسالة ليخبرني بذلك، كنت قد انتهيت للتو من حفل زفافي مع يوسف ووصلت إلى المنزل.عندما رأيت الرسالة، ابتسمت دون أن أشعر وقلت:"فهمت، أحسنت صنعًا."ث

  • لا يستحق أن أتمسك به   الفصل 4

    في اليوم التالي، أرسلتُ رسالة إلى ساهر في اللحظة المناسبة:"مبارك زفافك!"أما في قاعة الزفاف، فكان ساهر يحدق عند الباب بقلق، ثم سأل السكرتير نادر:"لماذا لم تصل لارا بعد؟ ألم تتفق معنا على أن تعتذر علنًا لوالدة شيرين اليوم؟"كان السكرتير نادر يتصفح الأخبار على هاتفه، وبينما كان حاجباه ينعقدان، قال دون أن يرفع رأسه:"على الأرجح، لن تأتي ،فهي مشغولة بزفافها الآن."تجمد ساهر في وسط القاعة، وكأن أحدهم سحب منه روحه.القاعة بأكملها كانت مغطاة بورود الشمبانيا، المفضلة لدى شيرين، مما جعل المشهد كله يبدو وكأنه لوحة من حلم.تحت خشبة المسرح، كان الضيوف يرفعون كؤوسهم، يتبادلون الأنخاب، يضحكون، ويتحدثون بسرور.كل شيء كان يبدو مثاليًا.لكن يد ساهر كانت ترتجف، وهو يحدق بذهول في شاشة هاتفه.عنوان الخبر كان واضحًا ومبهرًا:"الآنسة لارا، رئيسة مجموعة سليم، تدخل القفص الذهبي—سلسلة ’الحب الحقيقي‘ تُطلق رسميًا في يوم زفافها!"بدأت كفّاه تتعرقان، وبلا وعي، ضغط على زر الاتصال، طالبًا الرقم الذي حفظه عن ظهر قلب.لكنه لم يتلقَ سوى صوت الجرس المتكرر... ثم الصمت.لا أحد يجيب."كيف يمكن أن يحدث هذا؟"لكن قبل أن يستو

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status