Share

الفصل 2

Author: السعادة الفياضة
"سوزان، لماذا عدتِ بهدوء هكذا؟ لم أفعل مع هذه الفتاة شيئًا، لا تسيئي الفهم!"

استيقظ جاسر ورآني، نهض من السرير وارتدى ملابسه بشكل عشوائي.

استيقظت شذى من الضجيج، وقالت بنعاس: "أخاف من الرعد منذ الصغر، في كل مرة يوجد رعد، فعمي يحتضنني حتى أنام، عمتي، أنتِ لن تحاسبينا على أمر تافه كهذا، أليس كذلك؟"

أغضباني لدرجة أنني كدت أبكي.

لكن عندما غادرت من المستشفى، حذرت نفسي، أنني لن أذرف دمعة واحدة أخرى بسبب جاسر.

"لن أحاسبكما على شيء. اطمئني، حتى وإن فعلتما هذا أمامي، فلن أمنعكما أيضًا!"

قلت هذا وغادرت.

إن لم أغادر، أخشى أن تنزل دموعي.

لكن جاسر لحقني، وأمسك بي بحنق.

"لا يوجد شيء بيني وبين شذى، أنتِ كونكِ عمتها، كيف تقولين لها هذا الهراء؟ أتعلمين كيف ستجرحينها هكذا؟ اذهبي واعتذري منها."

استجمعت قوتي وأبعدت يده، وقلت بانهيار: "تارةً تقول أن الفتاة لا تريد تناول الطعام، وتارةً أخرى تقول أن الكلام سيجرحها... جاسر، كنت في المستشفى لخمسة وعشرين يومًا، كدت أموت، هل قلقت عليّ ولو لثانية واحدة؟"

عندما سمعني وأنا أذكر أمر دخولي للمستشفى، تحول استياء جاسر لشعور بالذنب: "ليس الأمر وكأنني لم أرد زيارتكِ في المستشفى، لكن شذى خافت من الانفجار، وكان يجب أن أواسيها، لم يكن لديّ وقت!"

بجملة واحدة، تبخر كل الاستياء بداخلي، ولم يبقَ سوى خيبة الأمل.

آلاف الكلمات التي كانت في صدري، حتى دموعي، كل شيء اختفى بهذه اللحظة.

ماذا يستحق الجدال بعد؟

جاسر لم يعد يحبني بالفعل، هذه الجملة أجابت على جميع أسئلتي.

نادت شذى على جاسر، نظر إليّ بعبوس وقال جملة أخيرة: "دعنا من الأمر اليوم، لكن غير مسموح لكِ بالتفوه بالهراء مع الفتاة بعد الآن"، ثم غادر.

حتى النهاية، لم يقل ولو جملة تعبر عن اهتمامه بي.

"هكذا يمكنني أن أفقد الأمل تمامًا..."

قلت هذا في نفسي، وقفت بمكاني لوقتٍ طويل، ثم نهضت وذهبت لأضب أمتعتي.

دونًا عن بطاقتي الشخصية وبعض الملابس، رميت كل شيء آخر.

في النهاية، لم يتبقَ سوى عشرات اللوحات التي رسمها لي جاسر عندما كان يلاحقني.

آنذاك، مازحني صديقي الذي كان يتعلم الرسم قائلًا: "هذه اللوحات لا يوجد بها تقنيات، كلها مشاعر، حتى إن أردت رسم مثلها، فلن أتمكن!"

هذه اللوحات هي ما جعلتني أظن أن جاسر يحبني حقًا.

ضحكت على نفسي، وخرجت وأنا أحمل صندوق به اللوحات، وأشعلت فيها النار.

عندما جاء جاسر باحثًا عني، صادف أنه رأى هذا المشهد.

أسرع نحوي، ودفعني جانبًا، ولم يخف من الحرارة، وذهب ليخرج اللوحات التي لم تحترق بعد.

"ماذا تفعلين؟"

كان صوته مرتجف.

أردت أن أقول له اتركهم، لكن ما خرج من فمي كان: "كانت اللوحات يملؤها العث."

لطالما كنا نتجادل هذه السنوات.

لقد تعبت حقًا.

لا أريد أن أتجادل معه بعد الآن.

تردد جاسر للحظة، ثم أعاد اللوحات التي أنقذها للنار: "أكثر ما تخافه شذى هو العث، سأرسم لكِ مجددًا فيما بعد."

"لا داعي."

لن نكون معًا فيما بعد.

ازداد اشتعال النيران، ثم خفت تدريجيًا، حتى انطفأت في النهاية، تبقى فقط كومة رماد.

تمامًا مثل حبي أنا وجاسر.

[بما في ذلك اليوم، تبقى خمسة أيام.]

رميت الرماد في سلة المهملات، ونشرت منشورًا على الفيس بوك، وذهبت لأرتاح في غرفة الضيوف، الغرفة الأبعد عن غرفة النوم الرئيسية.

بمجرد أن استيقظت في الصباح، كان مجموعة من أصدقائي يمزحون معي في التعليقات، ويسألونني ما إن كنت متشوقة لأكون عروس جاسر أم لا.

علق جاسر: "وأنا أيضًا أتطلع لليوم الذي ستسيرين فيه نحويّ بفستان زفافكِ الأبيض.]

إنه الكاذب الأكبر في الحب!

أُنهكت جسديًا ونفسيًا، وهو ما زال يريد التصرف وكأننا حبيبان، لكنني لم يعد لدي الطاقة لمجاراته.

لم أرد على تعليق أي أحد، واغتسلت ثم نزلت للطابق السفلي.

وقت تناول الفطور، سأل جاسر: "سوزان، أتخططين أن نحصل على وثيقة زواجنا اليوم؟"

كنا في الأصل متواعدين اليوم بعد الظهر، لكنني الآن لا أريد.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • لم تنقذني وقت الانفجار، لماذا تبكي عندما هربت من الزواج؟   الفصل 8

    "رامز، لم أكن أنوِ حقًا مقابلته، أنا..."لم أرد أن يسيء الفهم.لكن قبل أن أنهي كلامي، قال رامز وهو يشعر بالأسف: "أنتِ حمقاء، فمكِ هذا لا يعرف سوى أن يكون لطيفًا مع الغير، لابد وأنكِ عانيتِ كثيرًا بمقابلتكِ لهذا المنافق الذي يتحدث فمه عن الأخلاق وهو لا يعمل بها؟""كان هذا من الماضي."كان كلام جاسر عذبًا جدًا، أنا كنت ساذجة وقتها.هو يقول وأنا أصدقه، وهكذا قضينا سنوات طويلة في علاقتنا.عانقني رامز وقبل جبهتي بحنان.اليوم الثاني ظهرًا، ذهبت معه لمقابلة عائلتي.كان الضابط الشاب الذي عادةً ما يكون مندفعًا ولا يهاب أحد، يرتعش خوفًا في طريقنا للمنزل، وبوصولنا للمنزل أصبح مطيعًا ومهذبًا.إن لم أكن أعرف، لظننت أنه قد تبدل بشخصٍ آخر.كانت عائلتي راضية جدًا عن رامز، وتحدثوا معه عن كل شيء.وهو قام بمجاراتهم، كانت أول مرة أعرف أنه يجيد الكلام هكذا."تمكث في فندق؟ لتبقى في منزلنا مباشرةً، وألغِ حجز الفندق!" قررت أمي على الفور، أن تجعله يبقى هذه الفترة في منزلنا.خلال هذه الفترة، اتصل جاسر عدة مرات، وأغلقت الخط في كل مرة.في المساء وأنا أستعد للنوم، حتى رأيت عشرات الرسائل منه.[سوزان، لقد وصلت، أين أ

  • لم تنقذني وقت الانفجار، لماذا تبكي عندما هربت من الزواج؟   الفصل 7

    تغير تعبير وجه جاسر وهو ينظر للشخص الذي آتى، ثم نظر إليّ في دهشة.لكنني لم ألقِ عليه نظرة حتى، نظرت فقط لرامز، ولم أقوَ سوى على الابتسام: "ألم تقل أنك ستعود بعد يومين؟""إنها الإجراءات، لكن أنا حاولت الضغط عليهم، قلت أنني وجدت زوجتي بصعوبة، وإن أخروا الأمور وأثروا على تكويني لعائلة، سآتي وأبكي على بابهم كل يوم."خفت حدة صوت رامز فورًا وهو يكلمني.من الصعب تخيله وهو البارد عادةً أن يتشاجر مع الآخرين.لكنه قرر أن يفعل هذا.فعلى كلٍ، عندما كنت في القاعدة، ضايقني الكثير من الناس.قال لي الجميع قبل ذهابي إلى هناك، أن رامز لا يهتم بشيء دونًا عن العمل.وكانت النهاية أن أصعب شخص كان هو الأكثر غزلًا وطيبة.من سيفكر أن يؤثر على علاقتنا معًا، فهو يمكنه فعل أي شيء!وضع رامز يده على كتفي، ولم يهتم بكم الناس الموجودة، وانحنى وقبلني: "حبيبتي، لم أركِ منذ 26 ساعة، أشتاق إليكِ كثيرًا!""توقف، هناك الكثير من الناس.""وما بها؟ أنا حبيبكِ، ألم تشتاقي إليّ؟ هاه؟"وكأنه يحمل طفلًا، حملني بشكل رأسي.وكل المارة يحدقون بي.خفضت رأسي وضربت كتفه، احمر وجهي وقلت بصوتٍ خافت: "أشتاق إليك كثيرًا، أنزلني فورًا!"ضحك

  • لم تنقذني وقت الانفجار، لماذا تبكي عندما هربت من الزواج؟   الفصل 6

    اتصلت بالنجدة.وصل شرطيان بسرعة وأخذاه.أرسل جاسر لي رسالة: [أعلم أنكِ ما زلتِ تحبيني، أنا فقط جرحتكِ بشدة قبل خمس سنوات، حتى ترفضي رؤيتي بهذا الشكل. لا بأس، سأريكِ صدقي.][تخمينك خاطئ، أنا لدي حبيب بالفعل. وعلاقتنا مستقرة، بعد مقابلة العائلتان، سنستعد للخطوبة. لا تأتِ إليّ مرة أخرى.]ما قلته كان الحقيقة.خلال إجراء الأبحاث السرية لخمس سنوات، أحببت الضابط المسؤول عن الأمن في قاعدة الأبحاث، رامز شكري، نحن في علاقة منذ ثلاثة سنوات.لكن جاسر لم يصدق: [أنتِ ما زلتِ غاضبة مني، لذلك تتعمدين قول هذا، أليس كذلك؟ أحببنا بعضنا لعشر سنوات، نحن الحب الأول لبعضنا البعض، لا أصدق أنكِ ستحبين شخص آخر. في الماضي، أنا بالفعل لم أقدركِ، سأثبت لكِ بأفعالي، سأتغير!]لكن إن كان سيتغير أم لا، لم أعد أهتم.قمت بحظر رقمه، واغتسلت ونمت.في اليوم التالي، ذهبت للركض في الصباح الباكر كعادتي، لكن من كان يعرف، أن بمجرد أن أفتح الباب، سأرى جاسر واقفًا."كنت أعلم أنكِ ستركضين في الصباح الباكر، فستنهضين باكرًا. نهضت في الرابعة فجرًا، وأحضرت لكِ خصيصًا فطائر الجمبري، وحساء اليقطين، يمكنكِ تناولهم بعد الركض.""لا داعي، ل

  • لم تنقذني وقت الانفجار، لماذا تبكي عندما هربت من الزواج؟   الفصل 5

    أدرك جاسر أخيرًا أنني جادة، ورحيلي اليوم لم يتضمن أي نية للعودة."سوزان..."نادى اسمي، رجف صوته من ذعره.لكن وما الداعي للذعر؟أنا أيضًا إنسانة؛ ينجرح قلبي وأحزن أيضًا!عندما تركني مرة تلو الأخرى من أجل شذى، كان يجب أن يفكر في هذا اليوم.أغلقت عيناي، لا أريد حتى النظر إليه....أثناء الأبحاث السرية، ممنوع التواصل مع العالم الخارجي.عندما رأيت جاسر مجددًا، كان قد مر بالفعل خمس سنوات.عدت للمنزل، والأقارب والأصدقاء أعدوا لي مأدبة ترحيبية.الجميع كان يتحدث معي بحماس."سوزان، قبل خمس سنوات، كم كان يوم زفافكِ فوضويًا.""بمجرد أن ظهرت تلك الصور والفيديوهات على الشاشة، فقدت عائلة شاهين كرامتها، هذان الزوجان وقحان جدًا!""أجل. وذلك المدعو جاسر أيضًا، أساء إليكِ بهذا الشكل، يا له من جاحد، حتى أنه اعترض طريقكِ بطائرته. استحق ذلك الاعتقال، وأفرجوا عنه بعد نصف شهر.""على كلٍ، فأنا لا أفهمه، أثناء علاقته مع سوزان، كان يغازل شذى. بعد الزفاف، أرادت عائلة شاهين أن تقلل من تأثير فوضى علاقة جاسر وشذى، وأرادت تزويجهما.""كانت شذى موافقة تمامًا، لكن جاسر رفض رفضًا قاطعًا، وقال أنه لن يتزوج إلا من سوزان في

  • لم تنقذني وقت الانفجار، لماذا تبكي عندما هربت من الزواج؟   الفصل 4

    "سوزان، إلى أين أنتِ ذاهبة؟""سوزان!"نادى جاسر اسمي بذعر.وسط ضجيج المروحية، انحنيت وحدقت في الأرض.ركض بسرعة، في محاولة يائسة ليلحق بالمروحية، فسقط أرضًا بقسوة.أسرع مرافقي العريس لمساعدته على النهوض، لكنه أبعدهم، وركض جاهدًا على الأرض ليلحق بالمروحية.لم أره يفقد السيطرة على نفسه هكذا من قبل.ليس صحيحًا، خلال الخمس سنوات الأولى من علاقتنا، كان يهتم بي بشدة:حتى أساعده في كسب العملاء، شربت كحولًا حتى نزفت معدتي، حضنني وبكى حتى فقد صوته.لاحقًا، عندما تم إدراج شركته في البورصة، عملت طوال الليل أجري التجارب لمساعدته، حتى أغمي عليّ من الإرهاق.أرسلني إلى المستشفى وهو في حالة من الذعر، عندما استيقظت، فقد السيطرة على نفسه لدرجة أنه نزل على ركبتيه وعانقني وهو يبكي.متى بدأ هذا، متى بدأ يبتعد عني؟على الأغلب منذ عيد ميلاد شذى الثامن عشر، عندما ثملت وقبلته.مكث معها طوال الليلة، منذ ذلك اليوم، بدأت العلاقة بينما تزداد قرابة، وأنا أصبحت الطرف الثالث.بعد أن بدأنا مواعدة، قال لي مرات عديدة:"سوزان، أسعد شيء بحياتي كان لقائي بكِ. أريد أن أتزوجكِ، فقط إن كان بإمكاني البقاء معكِ للأبد، يمكنني فعل

  • لم تنقذني وقت الانفجار، لماذا تبكي عندما هربت من الزواج؟   الفصل 3

    لكن قبل أن أقول شيئًا، التصقت شذى بجسد جاسر."عمي، تذكرت فجأة أن اليوم بعد الظهر يوجد مباراة كرة سلة كنت أنتظرها طويلًا."قرص جاسر خدها مداعبًا: "لماذا لم تقولي مسبقًا؟"عبست شذى بدلال: "لكنني تذكرت للتو، لم أكن متعمدة! إن لم يكن لديك الوقت لمرافقتي، إذًا سأذهب بمفردي. على كلٍ، إن غازلني شاب وسيم هناك، لن أكون في وضع سيء، وربما ألتقي بنصفي الآخر."عندما وقفت وكانت على وشك المغادرة.قلق جاسر وسحبها من يدها إلى ذراعيه: "لم أقل أنني لن أرافقكِ!"نظر إليّ ووجهه يعلوه الحرج: "سوزان، انظري..."قلت بسخرية: "لا يمكن الحصول على وثيقة الزواج، إلا بحضور الزوجين، ومباراة السلة لا يوجد قانون ينص على أنك لابد وأن تكون رفيق شذى!"اسود وجه جاسر: "شذى محبة للعب والمرح، وكان تنتظر هذه المباراة طويلًا، أيعقل أن بسبب أمر بسيط مثل وثيقة زواجنا، سنتركها بهذا الندم الكبير؟""بما أنك لم تنوِ أن تسمع لي، فلماذا سألتني؟""سوزان...""حسنًا، لم أمنعك! على كلٍ، تم إلغاء أمر وثيقة الزواج ثلاث مرات بالفعل، لا يهم إن تكرر الأمر مرة أخرى، شذى هي الأهم، اذهب معها."في الماضي، كنت أتجادل معه بانفعال حول الصحيح والخطأ، ل

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status