Short
بعد أن أصابني السرطان، تبرع زوجي بكليتي إلى حبيبته

بعد أن أصابني السرطان، تبرع زوجي بكليتي إلى حبيبته

By:  ياسمين عليCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
9Chapters
8views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

Synopsis

بعد أن شُخّصت بسرطان المعدة، بذل زوجي قصارى جهده في البحث عن أطباء من أجل أن يعالجني، فظننت أنه يحبني بشدة، لكن لم أتخيل أنه بمجرد أن تتحسن حالتي، سيأخذ كليتي اليسرى لزراعتها لحبيبته التي كانت في غيبوبة منذ سنتين. انحنى أمامي ليقبل حبيبته، وقال: "وأخيرًا سأجعلها تسدد دينها لك" "سوف تتحسنين بالتأكيد" لكن جسدي كان ضعيفًا بالفعل، واستئصال كليتي قد أودى بحياتي. أما هو، فقد جنّ بين ليلةٍ وضحاها، وأخذ يصرخ بالأطباء: "ألم تؤكدوا لي أنها لن تموت؟"

View More

Chapter 1

الفصل1

كنت مستلقيةً على السرير بجسدٍ ضعيفٍ، وبعد رحلة علاجٍ طويلة، أخيرًا بدأت أسترد عافيتي.

سمعت صوتًا جعلني أرفع رأسي لا إراديًا، لأجد أنه زوجي يوسف الذي قضيت معه ثلاثة سنوات.

جلست أمي بجانبي، وبمجرد أن رأته، على وجهها ابتسامةٌ مشرقة، وقالت:

"كل الفضل لك يا يوسف، فلولاك لما استعادت نور عافيتها بتلك السرعة......"

لم يجبها يوسف، بل نظر لي ببرودٍ على غير المعتاد، وقال:

"هل تحسنتِ؟"

ذهلت لما قاله، فلم أعتد على هذا الجفاء أبدًا في نبرته.

ابتسمت وأومأت برأسي، لكن قبل أن أنطق بكلمة، ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ باردة، وقال:

"بما أنك تعافيت، فقد حان الوقت لإعادة ما ليس لكِ"

وما إن أنهى جملته حتى اندفع من خلفه عدة أشخاص يدفعون سريرًا جراحيًا أمامهم، ثم أمسكوا بي وسحبوني إليه بالقوة.

كدت ألفظ قلبي من حلقي إثر الذعر، وصرخت متوسلةً: "يوسف! ماذا تفعل؟"

نظر لي يوسف بكراهيةٍ مطلقةٍ، وقال بنبرةٍ حادة: "يا لك من امرأةٍ خبيثة يا نور! لولاكِ لما أصبحت ميار بهذا الحال! أنت مدينة لها، واليوم ستسددين الدين بكليتك!"

ذهلت أمي، وهرعت إليه متوسلةً وقالت بصوتٍ مرتجف: "يا يوسف، ألم تكتشف بالفعل أن من فعل ذلك ليست نور؟"

لم يعرها يوسف أي اهتمامٍ ودفعها بعنف، فسقطت أمي على الأرض بشدة.

ارتطم رأسها بالخزانة، فأصيبت وسال دمها على الأرض.

"أنتم عائلة وضيعة، وتتآمرون معًا لإيذاء فتاة ضعيفة مثل ميار! قد تخدعون أمي، لكنني لن أنخدع، ألا أعرف تمامًا حقيقتكِ يا نور؟"

بدأوا بحقني بالمخدر، فقاومت بشكلٍ هستيري، وصرخت قائلةً:

"لم أفعل ذلك! لم أفعل ذلك! يا يوسف، لما تعاملني هكذا؟ ألم تكن لطيفًا معي منذ بضعة أيام؟ فلماذا إذًا؟"

ابتسم يوسف بسخرية، وقال متهكمًا: "بالطبع لم أكن لأسمح بأن تتأذي بسهولة...... فعلى كل حال، لقد انتظرت الحصول على كليتك ثلاثة سنوات كاملة"

ما إن سمعت هذا، غمرت البرودة جسدي وسرت فيه القشعريرة.

ارتجف صوتي، وبالكاد استطعت أن أتحدث قائلةً: "يوسف...... ماذا......ماذا تعني؟ أتعني أنك......أتعني أنك تزوجت بي من أجل......"

قهقه يوسف بسخرية، ولم أستطع تحمل الكراهية التي ينظر لي بها وهو يقول: "يا ميار، من المستحيل أن تكوني اعتقد أنني...... أتزوجتك......لأنني وقعت بحبك، أليس كذلك أيتها الخبيثة؟"

"لو لم يكن الأمر متعلقًا باستعادة كلية ميار، لشعرت بالاشمئزاز من كل يومٍ قضيته معكِ"

كانت كل كلمة تلفظ بها كالسكاكين التي تمزق قلبي.

كنت أرتجف ولا أستطيع الرد، فما اعتقدته يومًا حبًا صادقًا، كان في الحقيقة سكينًا يمزق قلبي.

تجاهلت أمي آلام إصابة رأسها، وزحفت للتشبث بطرف ملابس يوسف وهي تترجاه، وأخذت تبكي بحرقة وتقول: "أرجوك يا يوسف، بالكاد تعافت نور وجسدها ما زال ضعيفًا، إذا خضعت للجراحة الآن، قد لا تتحمل ذلك وتموت......"

"الآنسة ميار......ستجد حتمًا متبرعًا أكثر ملائمة......"

تردد الرجال للحظة ونظروا ليوسف سائلين: "سيد يوسف، أنأخذها لغرفة العمليات لإجراء العملية؟"

أجابهم يوسف ببرودٍ وهو يمسك بيد أمي ويكسر أصابعها واحدًا تلو الآخر بقسوة: "نعم"

خرت أمي على الأرض، وجثت على ركبتيها وهي ترطم رأسها بالأرض بعنفٍ مصدرةً صوتًا مدويًا بالمكان (بوم! بوم! بوم!)

"أرجوك......أرجوك يا سيد...... يا سيد يوسف، أرجوك اترك ابنتي نور......"

نظر لها يوسف بازدراء، وخرجت من شفتيه الكلمات التالية:

"أنا زوجها، ولي الحق في اتخاذ القرار نيابةً عنها"

"هذا ما هي مدينةٌ به لميار على كل حال"

وما إن أنهى حديثه، حتى أشار بعينه، فتقدم عدد من الحراس الذين يرتدون السواد، وأحكموا قبضتهم على أمي.

كان قلبي يعتصر، والدموع تنهمر من عيناي.

فمنذ تشخيصي بسرطان المعدة، كنت أتشبث بالحياة وأقاوم فقط لأن يوسف كان يحاول إنقاذي بكل الطرق،

فكان يبحث عن أمهر الأطباء ليلًا ونهارًا، ويطلب منهم إنقاذي مهما كلف الأمر.

اعتقدت أنه أحبني بشدة،

لكن اتضح أن كل ما بالأمر أنه أراد توفير كلى لميار.

كنت أختنق من شدة الحزن، وبدأ المخدر يسري في جسدي، وقبل أن أغمض عيني، رأيت الممرضات يدفعن بسريرٍ إلى الداخل.

كانت عليه ميار، تلك الفتاة التي كانت في غيبوبة لثلاثة سنوات.

بمجرد أن رآها، رقت نظرات يوسف، وقبل جبينها، وقال:

"أخيرًا سأجعلها تسدد دينها لك"
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
9 Chapters
الفصل1
كنت مستلقيةً على السرير بجسدٍ ضعيفٍ، وبعد رحلة علاجٍ طويلة، أخيرًا بدأت أسترد عافيتي.سمعت صوتًا جعلني أرفع رأسي لا إراديًا، لأجد أنه زوجي يوسف الذي قضيت معه ثلاثة سنوات.جلست أمي بجانبي، وبمجرد أن رأته، على وجهها ابتسامةٌ مشرقة، وقالت:"كل الفضل لك يا يوسف، فلولاك لما استعادت نور عافيتها بتلك السرعة......"لم يجبها يوسف، بل نظر لي ببرودٍ على غير المعتاد، وقال:"هل تحسنتِ؟"ذهلت لما قاله، فلم أعتد على هذا الجفاء أبدًا في نبرته.ابتسمت وأومأت برأسي، لكن قبل أن أنطق بكلمة، ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ باردة، وقال:"بما أنك تعافيت، فقد حان الوقت لإعادة ما ليس لكِ"وما إن أنهى جملته حتى اندفع من خلفه عدة أشخاص يدفعون سريرًا جراحيًا أمامهم، ثم أمسكوا بي وسحبوني إليه بالقوة.كدت ألفظ قلبي من حلقي إثر الذعر، وصرخت متوسلةً: "يوسف! ماذا تفعل؟"نظر لي يوسف بكراهيةٍ مطلقةٍ، وقال بنبرةٍ حادة: "يا لك من امرأةٍ خبيثة يا نور! لولاكِ لما أصبحت ميار بهذا الحال! أنت مدينة لها، واليوم ستسددين الدين بكليتك!"ذهلت أمي، وهرعت إليه متوسلةً وقالت بصوتٍ مرتجف: "يا يوسف، ألم تكتشف بالفعل أن من فعل ذلك ل
Read more
الفصل2
قبل ثلاثة سنوات، ذهبت أنا وميار في رحلة لتسلق الجبال.وعندما وصلنا إلى حافة الجبل، ضربتنا فيضانات مفاجئة، وسرعان ما غمرتنا المياه.ووسط الخطر المحدق، رأينا قارب إنقاذ يمر بالقرب منا، فصرخنا طالبين المساعدة.قام رجل الإنقاذ بإنقاذي أولًا، وسحبني إلى القارب،وفي اللحظة التي مددت بها يدي لأسحب ميار، انحلت أصابعها فجأة عن العمود الذي كانت تتشبث به،ورأيت المياه تبتلعها بالكامل.وحين عثرنا عليها، كانت في غيبوبة بعدما أصيبت بالفشل الكلوي نتيجة ابتلاعها كميات كبيرة من المياه الملوثة.عند عودتنا، حاولت جاهدةً أن أشرح للجميع مع حدث، كما كان هناك شهود من فريق الإنقاذ، وظننت أن الجميع صدقوني،لكنني لم أدرك أن يوسف لم يقتنع منذ البداية بأنني لم أتسبب في مأساة ميار.لا عجب أنه غمرني باهتمامه ولطفه منذ ذلك الحين.اعتقدت في البداية أنه أحبني حقًا......والآن أدركت أن تقربه مني لم يكن بدافع الحب.أتذكر أنه يوم زفافنا، حدث بي بنظرةٍ غير مفهومة، وقال:"يا نور، لو احتجت يومًا إلى أحد أعضائك أو أي شيءٍ آخر...... هل أنت مستعدة لمنحي إياها؟"في ذلك الوقت، كانت الفرحة تغمرني لزواجي بمن أحب، فلم
Read more
الفصل3
بالفعل......ابتسمت لنفسي بأسى.ونظرت إلى جثتي الباردة، وتحركت عيناي حتى توقفت عند بطني التي بالكاد ظهر عليها أي بروز.لقد علمت بأمر الطفل منذ يومين أو ثلاثة،يومها كنت في قمة سعادتي وأنا أخبر يوسف، لكنه لم يبدو سعيدًا كما توقعت أن يكون،بل على العكس، فبمجرد أن أخبرته بالأمر حتى تجهم وجهه.صرخ يوسف بوجهي حينها: "ألم أخبرك أن تأخذي الاحتياطات اللازمة؟ هل تجاهلت كلامي؟ من سمح لكِ بحمل طفلي؟"كانت تعبيرات وجهه حينها مليئة بمزيج من الكراهية والقسوة، وكأنه طعنني في قلبي وجعله ينزف.لم يحدث أن رأيته يفقد السيطرة هكذا من قبل طوال سنوات زواجنا.بينما كنت أقف في ذهول، بدا كأن يوسف قد أدرك فجأة ما قاله."يا نور...... ما أعنيه هو...... أنني لست مستعدًا لإنجاب طفلٍ بعد......"شعرت بالقلق بداخلي، لكن حين قال ذلك، لم أجرؤ على التعمق في هذا الأمر.الآن عندما أفكر بالأمر، فقد كرهني للغاية بسبب اعتقاده أنني آذيت ميار، فكيف إذًا سيتطلع لقدوم ذلك الطفل؟وعندما كان يبذل جهده لعلاجي من السرطان، اعتقد أنه يبادلني الحب الذي أكنه له،لكن بالتفكير في الأمر الآن،إن لم تلائم كليتي ميار، وإن لم
Read more
الفصل4
استدار يوسف، وقال بتجهمٍ ونبرةٍ حادة: "أيتها العمة فاتن! كيف تجرؤين على معاملة ميار بتلك الطريقة؟ ألم يكفِ ما فعلته ابنتكِ بها؟""إذا لم تتوقفي عن تلك التصرفات، فلا تتوقعي أنني سأساعد في نفقات علاج نور، فهي مدينة لميار بهذا ولدرجة أن تستحق الموت!"بكت أمي وهي تهز رأسها زاحفةً باتجاه الجرة، وقالت: "لقد ماتت نور، هذه الجرة بها رفاتها، وأريد أن آخذها معي للمنزل......"اعتصر قلبي من الألم، وأردت لو أعانقها وأقول لها: لا تؤذي نفسكِ هكذا يا أمي، إنها مجرد جرة!كم يؤلمني رؤيتك هكذا!عندما رأى يوسف حالة أمي تلك، نظر إلى جرة رفاتي.كان وجهه ممتعضًا، وقال بسخرية: "أتتظاهر بالموت؟ أتريدين أن تشاركيها في تلك المسرحية؟ إذًا سأدمر أدواتك المسرحية"وفجأة، تغيرت تعبيرات وجهه، والتقط الجرة وألقاها بقوة نحو حافة الجسر.شحب وجه أمي فجأةً وهي تراقب جرة الرفات تسقط من ارتفاع مئات الأمتار.في تلك اللحظة، بدا وكأن الوقت قد توقف، وأن أمي لم تعد تسمع شيئًا، وبدا وكأن الجرة تهوي على الأرض بالتصوير البطيء.تحطمت الجرة إلى قطعٍ صغيرةٍ ما إن اصطدمت بالأرض.وفي تلك اللحظة، هب نسيمٍ حمل معه الرماد المتن
Read more
الفصل5
أصبح وجه حماتي شاحبًا، وعادت للمنزل بخطى متعثرة.وعندما وصلت إلى المنزل، كان يوسف يُطعم ميار الحساء.انقضت حماتي عليه، وأسقطت الحساء من يده، وكانت عيناها حمراوين وجسدها لا يكف عن الارتجاف، وقالت بصوتٍ غلب عليه البكاء: "هل أنت إنسان؟ لما أجبرتها على التبرع بكليتها لميار بينما لا تزال مريضة؟ أتدرك أنك......أنك تسببت في قتلها؟"نظر لها يوسف ببرودٍ وقال وهو يرفع وعاء الحساء من على الأرض: "أمي، يبدو أنك أيضًا قد خُدعتِ، في الحقيقة، هذا ما كانت نور مدينة به لميار، ولا تظني أنني لست على دراية بالأمر، فقد أخبرني الأطباء أن هذه العملية لا تؤدي للمشاكل""أتستمتع بمشاركتها في تلك الكذبة؟"كانت حماتي في أوج غضبها، وانتهى بها الأمر بصفعه بكل ما أوتيت به من قوة."خلال تلك الأيام، هل سألت ولو لمرة عن حالة نور الصحية؟"كانت صفعتها قوية لدرجة أن مال وجه يوسف للجانب وتورم واحمرّ بشدة.تحسس يوسف وجهه، ثم ابتسم ببرودٍ وقال: "لم يصبها أي مكروه، فلما يجب علي أن أطمأن على صحتها؟ لقد استمرت بالعيش بفضل ما دفعته من أموال، فما المشكلة حتى لو ماتت؟"أمسكت حماتي بياقة يوسف، وقالت ويدها ترتجف بشدة: "أتعرف
Read more
الفصل6
ارتبك يوسف قليلًا، ثم قال بجفاء: "ماذا تعنين؟"أخرجت حماتي شهادة الوفاة، وأعطتها ليوسف ويداها ترتجفان."إذا كنت لا تصدقني، فعليك تصديق شهادة وفاة نور، أليس كذلك؟"تمسمر يوسف بمكانه لا إراديًا فور أن رأى الكلمات المكتوبة على شهادة الوفاة.حتى أن الأمر أفزعه لدرجة أن يتصبب عرقًا رغم الجو الحار.وبدأ وجهه في الشحوب تدريجيًا، وتساقطت قطرات العرق على جبينه.لاحظت ميار تغير تعبيرات وجهه، فأسرعت بالقول: "يوسف...... قد لا يكون الأمر صحيحًا، أليس كذلك؟ ربما تكون تلك مجرد خدعة من نور......"لكن لسوء الحظ، اختار يوسف الذي لطالما كان يصدقها دفع يدها بعيدًا هذه المرة،ولم تكن ميار تتوقع ذلك، فسقطت بعنفٍ على الأرض، وجرحت يدها، مما جعلها تصرخ من شدة الألم.لكن يوسف لم يعد يعبأ بها.كان وجهه شاحب وهو يردد: "مستحيل، هذا مستحيل...... لن يصيبها مكروه......"وسارع بارتداء معطفه، والتقط مفاتيحه من على الطاولة، ثم هرع إلى المستشفى.......وصل يوسف إلى المستشفى، وركض متعثرًا تجاه غرفتي.كانت تلك أول مرة أراه في مثل تلك الحالة البائسة طوال هذه السنوات.عندما وصل إلى باب غرفتي، لم يكلف نفسه عناء
Read more
الفصل7
انهار يوسف تمامًا.وفجأة، تذكر حالة أمي البائسة.أخرج هاتفه مرتجفًا، واتصل بعلي، قائلًا: "يا علي! أين العمة فاتن؟ في أي غرفةٍ هي؟"وبعد أن أجابه علي، لم يتمهل لحظةً قبل أن يهرع لغرفة أمي.لكنه عندما وصل إلى الباب، توقف فجأة عن السير.كان يقف بثبات أمام غرفة أمي، ويرفع يده عدة مراتٍ ثم ينزلها مجددًا.وبعد وقتٍ طويلٍ من محاولته لتهدئة نفسه، دفع يوسف الباب أخيرًا ودخل.وقعت عينا والدتي عليه على الفور، وما إن رأت حتى أدارت وجهها بعيدًا بجفاء."ما الذي جاء بك إلى هنا؟"أحكم يوسف قبضتي يده، وقال بصعوبة: "عمتي فاتن...... نور...... أين جثتها......؟"لم يكمل بعد حديثه، بدا وكأن والدتي قد فقدت السيطرة على غضبها ما إن سمعت اسمي، فأمسكت بمزهريةٍ كانت على الطاولة بجوار السرير، وألقتها عليه.وما فاجأني هو أن يوسف لم يحاول حتى تفادي تلك الضربة، بل تحملها فقط.انساب الدم على جبهته، لكنه بدا وكأنه لا يشعر بالألم، ووقف ثابتًا في مكانه."كيف تجرؤ على سؤالي عن جثتها؟ ألم تلقي برمادها بلا رحمة؟ ألم يكن هذا كافيًا؟ ما الذي ستفعله بها أكثر من ذلك؟"انهال اللوم والاتهامات كالمطر على يوسف، وكان ق
Read more
الفصل8
تجمد يوسف في مكانه، ثم التفت لها بصعوبةٍ وكان صوته يرتجف من شدة الذعر وهو يقول:"عمتي فاتن، ما الذي تعنينه بهذا؟......"وقبل أن يكمل حديثه، انفتحت أبواب الغرفة فجأة.رأى علي يوسف بها، فمضى مباشرةً نحوه،ثم أخرجت هاتفه، وقام بتشغيل مقطع فيديو."هذا هو تسجيل كاميرات المراقبة الذي طلبت مني العمة فاتن مساعدتها في الحصول عليه، كانت تريد مني أن أساعدها في كشف الحقيقة"نظر يوسف إلى الفيديو في حيرة، لكن تعبيراته ازدادت جديةً شيئًا فشيئًا.فحين اطلع على الفيديو، وجد أنه فيديو للفيضان الذي اجتاح البلاد في ذلك العام.أظهر الفيديو بوضوحٍ أن ميار هي من أفلتت يدي في اللحظة التي تم إنقاذي بها وسحبي لقارب النجاة.وقد علت وجهها ابتسامة نصرٍ لحظة أن جرفها الفيضان.كم هذا سخيف! في الواقع، كل هذا كان مسرحية أخرجتها ومثلتها ميار.وكنت أنا وطفلي ضحايا تلك المسرحية التي أودت بحياتنا.أصبح وجه يوسف شاحبًا تمامًا، علا وجهه الذهول.تنهد علي قائلًا: "لم تفكر السيدة نور أبدًا في التخلي عن الآنسة ميار، بل بالعكس، فقد أرادت إنقاذها......"أجابه بصوتٍ متهدج: "لكن كيف...... كيف يمكن ذلك؟ ما النفع الذي
Read more
الفصل9
وبعد هذه الحادثة، بدأ يوسف في الانهيار تدريجيًا؛فلم يعد يهتم بشوؤن الشركة، وقضى أيامه في شرب الخمر،وكان يرفض تناول الطعام، ولا يقابل أي شخصٍ يزوره.كانت هذه هي أول مرةٍ أراه فيها بتلك الحالة الرثة، على عكس الصورة اللامعة التي كان يظهر بها في السابق.راقبته روحي وهو في تلك الحالة المزرية، فما كان لي إلا أن شعرت بمزيجٍ من الكراهية والشفقة.لو أنه وثق بي قليلًا، لما آلت الامور لهذا الوضع.جلس يوسف على الأرض، وأخذ يبكي بشدة.وفجأة، بدا وكأنه رأى شيئًا في الهواء.ترنح على قدميه وقال مرتجفًا: "نور، أهذه أنتِ؟ هل أنتِ هنا؟"لكن لم يكن هناك من يجيبه.تعثر في الزجاجات المتناثرة على الأرض وهو يحاول التقدم.سقط بقوةٍ على الأرض، وأخذ ينزف.ظل بمكانه لفترة، ثم بدأ يتقبل ببطءٍ حقيقة أنني مت بالفعل.فقال والبكاء يخنقه:"نور......أنا ...... أنا حقًا آسف......""في الحقيقة، كانت ميار محقة فيما قالته......فقد أحببتك فعلًا ذلك الصيف......""لكن كبريائي...... لم يسمح لي بأن أترك الموهوبة ميار، وأحبكِ أنتِ......""كان من الممكن أن يكون لدينا طفل، وأن نعيش حياةً سعيدةً معًا...... لكن كل ش
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status