Compartir

الفصل الثاني

Autor: عنقاء السلام
شعرت ليان بألم حاد، ونظرت إلى ظل زياد وهي تصرخ بألم: "زياد، لا تذهب! بطني!"

توقف زياد عن السير، لكنه التفت إليها بنظرة باردة قائلًا: "ليان، ليس لدي وقت لألاعيبك، نيرمين نجمة مشهورة، لا يمكن أن تبقى لها ندبة في يدها، أفهمتِ؟ كيف يمكن أن تكوني بهذا الشر؟"

ثم أدار ظهره، وحمل نيرمين بين ذراعيه وغادر دون أن يلتفت، راقبت ليان ظله البعيد وأغمضت عينيها في يأس تام.

اشتد الألم في أسفل جسدها، فالتفتت إلى المحيطين بها طالبة النجدة: "أنقذوني! أرجوكم، أنقذوا طفلي!"

شعرت بسائل دافئ يتدفق بين ساقيها، ورائحة الدم الكثيف تملأ المكان، خفضت ليان رأسها فرأت بقعة حمراء كبيرة.

"لا."

انهمرت دموعها بغزارة، ووصل الخوف في قلبها إلى ذروته، طفلها... لا يمكنها أن تفقده!

لاحظ أحد المارة ليان وهي تستلقي في بركة دم: "سيدتي! ماذا بكِ؟ هل أنتِ بخير؟! سأتصل بالإسعاف فورًا!"

داخل سيارة الإسعاف، والألم يمزق أحشاءها، تمسكت بيد الطبيب متوسلة: "أرجوك، أيها الطبيب، أنقذ طفلي، إنه في شهره الثالث فقط، أرجوك أنقذه!"

قال الطبيب محاولًا تهدئتها، وهو يعلم أن الأمل ضعيف: "سيدتي، لا تقلقي، سأبذل قصارى جهدي، سأتصل بزوجكِ ليأتي فورًا."

"مرحبًا؟ هل هذا هاتف زوج السيدة ليان؟"

عندما اتصل بالرقم، ردت نيرمين من الطرف الآخر: "ما الأمر؟"

"من المتحدثة؟ هل زوج السيدة ليان موجود؟ اجعليه يرد على الهاتف، إن زوجته تنزف بشدة وهي في طريقها للمستشفى، يجب أن يأتي فور

في تلك اللحظة، كان زياد قد أوصل نيرمين إلى المستشفى بالفعل، وترك هاتفه في حقيبتها بينما ذهب لدفع الرسوم.

" ليان! ما أبرعكِِ في التمثيل! حتى أنك وجدت ممثلين ليساعدوك. تظنين أنك إذا استخدمت الطفل كحجة سيعود إليكِ زياد؟ لو لم أسافر قبل ثلاث سنوات، لكنت أنا زوجته الآن! لقد أحبني دائمًا، ماذا تملكين أنتِ لتنافسيني؟"

"سيدتي، حياة إنسان في خطر! لا يهمني من أنتِ، أعطي الهاتف لزوج المريضة فورًا!"

عندما سمعت ليان كلماتها عبر الهاتف قالت بصوتٍ ضعيف متقطع: "نيرمين، لا أريد منافستكِ، فقط أرجوكِ، دعي زياد يأتي، طفلي، سيموت".

"أنا لا أصدقكِ، بما أنكِ مصرة، سأريكِ اليوم من هو الأهم، أنا أم طفلكِ".

بينما كانت ليان تتوسل بصعوبة سمعت صوت نيرمين: "زياد، إنها ليان، تقول إن الطفل في خطر، تريدك أن تعود."

رد زياد بلا مبالاة: "لا تهتمي، ربما تكذب مرة آخري، يدكِ أهم، سيصل الطبيب الآن، لا تخافي."

كأن سهمًا اخترق قلب ليان عند سماع كلماته، فغامت رؤيتها، وبدأ وعيها يتلاشى، وقبل أن يتمكن الطبيب من الكلام مرة آخري، كان زياد قد أغلق الهاتف، وحين حاول الطبيب الاتصال مجددًا، كان هاتف زياد مغلقًا.

"يا للكارثة! لا تخافي يا سيدة ليان، سنساعدكِ بالتأكيد!"

أمسك الطبيب بيدها، لكن الألم كان قد تمكن منها، وشعرت أن طفلها لم يعد على قيد الحياة، وحين استفاقت، كانت رائحة المطهّرات تملأ الغرفة، رائحة نفاذة لدرجة جعلت عينيها وأنفها يحترقان.

نظر أليها الطبيب بشفقة وقال: "لا بأس يا سيدتي، أنت ما زلت شابة، ويمكنك إنجاب طفل آخر."

لكنها حدقت في السقف، ووضعت يدها على بطنها المسطح، والدموع تنهمر على وجهها.

لا أحد غيرها يعرف كم كان صعباً مجيء هذا الطفل، عائلة المنصوري لم تحبها قط، ولطالما ضغطت عليها للحمل.

وحين حملت أخيرًا، غمرتهم السعادة جميعًا، أما الآن، فقد مات الطفل، وكان أبوه السبب في موته، وربما لن تهتم عائلة المنصوري بأمرها بعد الآن.

Continúa leyendo este libro gratis
Escanea el código para descargar la App

Último capítulo

  • ولنا في القدر خبايا   الفصل السابع والعشرون

    بعد أن شاهدت ليان البحر، حان وقت عودتها إلى المنزل، لذلك جمعت حقائبها باكرًا، وتوجهت إلى مكتب الاستقبال لتقوم بتسجيل المغادرة."سيدتي، هل ستغادرين الآن؟""نعم."فوجود زياد هنا جعلها لا تريد البقاء لحظة واحدة."حسناً، لقد أنهينا إجراءات تسجيل المغادرة."وبعد انتهاء إجراءات المغادرة قدّم موظف الاستقبال لها ملفًا: "هذا الملف تركه لك السيد زياد قبل أن يغادر صباحًا، وطلب منا تسليمه لك عند مغادرتك."ارتجفت يدها قليلًا وهي تمسك الملف: "وأين هو الآن؟""قال إنه يعرف أنك لا تريدين رؤيته، لذا غادر على أول طائرة وعاد إلى البلاد.""شكرًا"ابتعدت ليان قليلًا وفتحت الملف، حين رأت اتفاقية الطلاق، توقفت لثواني، ثم قلبت إلى الصفحة الأخيرة، وعندما رأت توقيع زياد انهمرت دموعها.لم تكن دموع حزن، بل سعادة، سعادة لأنه أخيرًا تركها تذهب، وسعادة لأنها أخيرًا قالت وداعًا لكل ما مضى."صحيح، سيدتي، هناك رجل آخر ترك لك شيئًا أيضًا." اقترب منها موظف الاستقبال ثم أعطها بطاقة عمل، أخذتها ليان ونظرت إليها، فإذا بها بطاقة عاصم، كما توقعت، كان شخصية مهمة، رئيس مجموعة شركات."قال إنه إذا احتجتِ شيئًا يمكنك الاتصال به، وه

  • ولنا في القدر خبايا   الفصل السادس والعشرون

    ما إن رآه زياد، حتى اشتعل غضبه وقال: "أنا أتحدث مع زوجتي، أنت من تظن نفسك لتتدخل؟"فأجابه الرجل: "زوجتك؟ السيدة ليان أخبرتني إنكما تُجريان إجراءات الطلاق، وبالمنطق لستم زوجين الآن. وبما أنكما لستما زوجين، فمن حقي أن أتحدث نيابة عنها.""ليان، حتى أمر الطلاق أخبرتِه به؟ من هذا الرجل؟"غضب زياد ونظر إلى ليان بعينين محمرتين: "قلتِ إنك خاب ظنك بي، وإنك جئتِ وحدك لترى البحر، هل السبب أنك وجدتِ رجلًا آخر؟ هل هو عشيقك؟ هل هذا هو الرجل الذي تخونينني معه؟"لكن قبل أن يكمل زياد كلامه، رفعت ليان يدها وصفعته بقوة: "زياد! أنا لست مثلك، ولست وقحة إلى هذا الحد"هذه الصفعة أيقظت عقله، فقد كان غاضبًا جدًا، فاندفع بتلك الكلمات الجارحة.كان يعلم أن ليان لن تفعل ذلك، لكنه ظل غاضبًا."لقد خاب ظني فيك تمامًا، لو كنت جئت إلى هنا فقط لتتهمني، فأنا فعلاً أرفع لك القبعة يا زياد! لقد كنت عمياء كل هذه السنوات لأني أحببتُ رجلاً دنيئًا مثلك!"كانت كلماتها كالسكين، تمزق قلبه مرةً بعد مرة."أنا آسف، كنت غاضبًا فقط، أنا لم آتِ لأتهمك، جئت لأطلب منك أن تسامحيني، لا أريد الطلاق، أحبك، أحبك جًدًا، ومن أجلك، يمكنني حتى الت

  • ولنا في القدر خبايا   الفصل الخامس والعشرون

    نظر عاصم إلى ليان وهي تمسك بالألعاب النارية بسعادة، فابتسم بلا حيلة. كانت هذه أوّل مرة يرى فيها فتاة سعيدة لهذا الحد ببضع ألعاب نارية صغيرة. وبينما كان يستعد لمشاركتها اللعب، دق جرس هاتفه: "مرحبًا؟ أمي؟""عاصم، أين اختفيت؟ رتّبتُ لك موعدًا أعمى ولم تذهب، والفتاة انتظرتك لساعات في المطعم! ولم تظهر لها حتى!" صرخت والدته غاضبةً فور اتصالها.عقدَ عاصم حاجبيه وقال: "أمي، أخبرتكِ أنا لا أحب هؤلاء الفتيات. كلهنّ يأتين الموعد لأن عائلة المهدي غنية، وأنا لا أريد أن اذهب!""وماذا تريد إذًا؟ أنت فوق الثلاثين، ولا تريد الزواج! متى سأحمل حفيدي؟""حسنًا، سأحضر لكِ امرأة مطلّقة ومعها طفلان، ونتزوج، أهذا مناسب؟"حرك عينيه بضيق، فهو لم يرتكب ذنبًا كبيرًا، فقط في الثلاثينات من عمره ولم يتزوج بعد!أجابت الأم فورًا: "لا بأس! أحضر أي امرأة! وإن لم تجد، فأحضر رجلًا، وتبنّوا طفلًا!"أغلق عاصم الهاتف بإحباط، فهو الابن الوحيد، وأمّه تكاد تجنّ من شدة رغبتها بالأحفاد.رفع عينيه نحو ليان، وسألها بفضول: "ليان، هل لديكِ حبيب؟""أنا؟"ضحكت ليان بهدوء: "لدي زوج، لكننا نُجري إجراءات الطلاق.""حقًا؟" تجهم عاصم، يا للص

  • ولنا في القدر خبايا   الفصل الرابع والعشرون

    انسابت قطرات الماء الدقيقة على جسد الرجل تتشبث به، ويلمع جسده تحت أشعة الشمس كحبات الفضة المنثورة على البلور. رمشت ليان بعينها تحدق بذلك الرجل الوسيم، عرفته في لحظة، إنه ذلك الرجل الذي أهداها بطاقة الهاتف في ذلك اليوم.كادت أن تلقي عليه التحية، لكن اندفعت إليه مجموعة من الفتيات الشقراوات ذوات العيون الزرقاء، كأنه قد سحر أعينهم.قالت احداهن له: "مرحبُا، أيها الوسيم، هل أنت هنا وحدك؟ ما رأيك أن نشرب معًا؟"وقالت أخرى: "ما رأيك أن نسبح معًا؟"خرج عاصم من الماء، وارتدى رداءً قطنيًا يخفي جسده الذي أثار كل تلك النظرات، فعادت الفتيات تنظر لوجهه وغابت نظرات الدهشة.أجابهم معتذرًا: "أعتذر، لكنني لست وحدي".وسار نحو ليان بخطوات ثابتة هادئة، وقال بصوت عالي لكي تسمعه الفتيات من حوله: "رفيقتي هنا".قالت الفتيات بدهشة تنتابها بعض الخيبة: "يا للحظ! لديه صديقة".تبادلن نظرات الخيبة فيما بينهن وانسحبن بهدوء تام.تجمدت ليان للحظة، ثم أشارت إلى نفسها بإصبعها وقالت متعجبة له: "هل تقصدني أنا؟!"ابتسم قليلًا وقال: "لا تتوتري! أردتكِ فقط أن تحميني منهن!"علت شفتاها ابتسامة وقالت في خجل: "حسنًا، لا أمانع!"جل

  • ولنا في القدر خبايا   الفصل الثالث والعشرون

    قال مساعده محاولًا أن يُعيده إلى أرض الواقع: "سيدي، لا يمكننا أن نغفل عما يقع بالشركة هذه الأيام، فعليك أن تفكر فيما ينبغي أن تفعله".فأجابه زياد بصوتٍ خافت: "أريد أن أعود إلى البيت… إلى بيت أمّي".مدّ يده وأمسك بطرف المكتب، ونهض مترنحًا، وطلب من مساعده أن يُعيده إلى دياره القديمة.قد رحل أباه قبل سنوات، وبقيت شؤون البيت كلّها بين يدي أمّه، تقرر هي ما تفعله.وحين رأته يدخل البيت وحالته هكذا، تفوح منه رائحة الشراب وترتسم على وجهه الخيبة، تجهّم وجهها غضبًا وقالت وهي ترمي ما بيدها: "ما هذا؟ لما وصلت إلى هذه الحال ولما أتيت إلى هنا؟ أين زوجتك؟ لما لم تأت معك؟"كانت تجهز عدة أشياء اشترتها لأجل ليان، مقويات غذائية، أدوية، وأطعمة صحية. بالرغم أنها لم تحب ليان يومًا، لكنها منذ حملت بحفيد لعائلة المنصوري، ارتفعت مكانتها لديها وأصبحت تحمل في داخلها طفلًا من دم العائلة.قال زياد لها ويغلب صوته الوهن: "أمي، أريد أن أخبرك بشيء".قالت وهي تعقد حاجبيها: "ما الأمر؟ لا تخبرني أن ابن ليان أصيب بمكروه...إن حفيدي هو أغلى ما لدى العائلة، إن حدث له أي شيء، فلن يمرّ الأمر بسلام، وسأجبرك على تطليقها!لو علم

  • ولنا في القدر خبايا   الفصل الثاني والعشرون

    قالت ليان بصوت هادئ قليلًا لكنه لا يخلو من البرودة: "هل هناك أمر ما؟"فأجابها المساعد متوسلًا: "إن حالة السيد زياد سيئة للغاية، هل يمكنكِ أن تأتي هنا مرة واحدة؟"فرددت ببرود وصوتها لا يحمل ولو ذرة لين: "هذا ليس من شأني، إننا سنتطلق، لا تخبرني بأي شيء يخصه من الآن فصاعدًا!"فتوسل إليها يناشدها أن تعود: "اعتبريه رجاء مني أنا، أرجوكِ، لقد أدرك السيد زياد خطأه إن الشركة في مأزق، على مشارف الإفلاس. ذهب إلى الناس يستعطفهم، فجعلوه يشرب زجاجتين من الشراب قسرًا، ثم كسروا زجاجة على رأسه وينزف رأسه بغزارة الآن، ويرفض الذهاب للمشفى وينادي باسمكِ. سيدتي، أرجوكِ رأفة برباط الزوجية الذي كان بينكما، أرجوكِ...تعالي".سمعت كلّ ذلك لكن قلبها لم يتحرّك قيد أنملة. لقد جنى على نفسه، لا يعنيها أمره بعد الآن!إذا قارنت جراحه الآن وما يعانيه هو بمعانتها ومعاناة طفل مات قبل أن يرى العالم فلن تأتي ولو قطرة في نهر، أليس كذلك؟فقالت بحدة وصارمة: "سأعيد ما قلته ثانية، هذا ليس من شأني، فلا تتصلوا بي بعد الآن...!"لم تُكمل عبارتها، وخطف زياد الهاتف من مساعده، جاءها صوته ضعيفًا منكسرًا: "ليان، هل هذا أنتِ حقًا؟ اشتقتُ

Más capítulos
Explora y lee buenas novelas gratis
Acceso gratuito a una gran cantidad de buenas novelas en la app GoodNovel. Descarga los libros que te gusten y léelos donde y cuando quieras.
Lee libros gratis en la app
ESCANEA EL CÓDIGO PARA LEER EN LA APP
DMCA.com Protection Status