Share

الفصل554

Author: شاهيندا بدوي
فوجئت نور بحركته العنيفة.

انتفضت تقول وهي تسنده بيديها على صدره: "ما الذي تريد أن تفعله؟"

نظر إليها حازم بعينين يكتنفهما الظل والبرود، وقال بنبرة باردة: "تدخلين بهذه الجرأة إلى غرفة رجل غريب، أما تخشين أن يُعرّضك ذلك للخطر؟"

أجابته: "لقد عرفتك منذ وقت ليس بقصير".

"أتعرفين من أنا حقًا؟"

عضّت نور شفتها، لكن عينيها ظلّتا متقدتين تنظران إليه، لا تعرفان الخوف، وقالت: "أتجرؤ؟"

ثم اقتربت أكثر، وقالت بدون خوف: "حتى لو لم أعرفك كفاية... أتجرؤ أن تفعل بي شيئًا؟"

غدت نظرته معقّدة متناقضة.

كلما اقتربت هي، ابتعد هو خطوة.

كانت نور متأكدة أنّ تهديداته لا تتجاوز الكلام.

فلو أراد إيذاءها، لما أنقذها من البداية.

نهض حازم من على الأريكة، وقال وفي عينيه بريق خافت من العجز: "أنتِ محقّة. لا أستطيع أن أؤذيك، بغضّ النظر عن

أين أكون".

جلست هي وقالت: "عزة لم تتعمد قتلي ذاك اليوم".

قاطعها سريعًا: "لا تخوضي في ذلك".

قالت بصراحة: "لستُ أريد الخوض، ذكرياتي مبعثرة... ومع ذلك أعلم أنني التقيت بك وبها من قبل. لا يهم أي كنّا... أنا

خرجت من ذلك المكان، فلماذا أنتما لا تستطيعان الخروج؟"

رأت نور أن حازم وعزة لا يختلفان ع
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل558

    حدّقت فيه ونظرت في عينيه، كانت إنما تُعطيه جرعةً وقائية، فاختار هو أن يتراجع خطوة وقال: "سيرينا ليست فنانةً من شركتي، إن كنتِ حقًا مهتمة بهذا المجال، أستطيع أن أجد لكِ بعض الأشخاص لتقومي بقيادتهم".لم يكن حوارهما على مستوى واحد.فلعلّ سمير رأى أنها مهتمة بهذا الأمر، فأراد أن يتركها تعبث قليلًا، فإذا ما ملت استرجع الأمر منها.لكن نور ما كانت يومًا لتتراجع إذا ما اتخذت قرارًا.بل وإن لم تُحسن إنجاز الأمر، ما كانت لترتاح.أما اقتراحه فلم تستطع أن تقبله، فتفكرت قليلًا وقالت له: "فلنفصل الخاص عن العام، فلا يجوز أن نخلط بينهما. وعلاقتي بسيرينا لا حاجة لك أن تتدخل فيها!"فسألها: "هل لا بد أن تتعاوني معها؟""أنا أُعجب بها".قال: "أأنتِ واثقة أن الأمر ليس بدافع الضيق من شهد؟"ففكرت نور، إذ كان احتمالًا كبيرًا أن تكون حوادث اختطافها المتكررة من فعل شهد.لكنها لم تعلم أكان ينبغي أن تخبره أم لا.فلعله يميل إليها ويحميها.لم يكن عندها دليل، فإن ذكرت الأمر بدا كلامًا فارغًا، فلم ترد أن تقول أكثر.حتى من غير هذا الاختطاف، فما كانت لتصمت على استفزازاتها المتكررة.ثم إنها كانت تفعل هذا من أجل نفسها.ف

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل557

    بعد أن افترقت نور عن سيرينا، بدأت تتحرك على الفور.اتصلت مرة أخرى بعائشة.قالت نور: "اكتبي مقالة، اذكري أن دور سيرينا سُرق، وإن الأمر مجرد دخول برأس مال، وراءه تلاعب من أصحاب النفوذ".ترددت عائشة قليلًا وقالت: "متأكدة أنك تريدين نشر هذا؟ تلك الممثلة الجديدة من شركة زوجك".فهي تخشى أن ينعكس الأمر بالسوء على سمير نفسه. وحتى لو كان هناك عداء، لا يمكنهنَّ تحمل عداوته.لكن نور لم تعد تبالي، فلا مكان للمجاملات في ساحة المال، حتى بين الأزواج، قالت نور: "اكتبي فحسب، وإن حدث شيء، فأنا أتحمل المسؤولية".قالت عائشة: "حسنًا، سأكتبها، لكن لو سألني السيد سمير فلا تلقي اللوم عليّ".كانت تحمل بعضًا من الخوف."لن يحدث ذلك، نحن لا نفعل سوى منافسة عادلة".ومع ذلك لم تستوعب عائشة، فقالت: "كل هذا الدعم لِسيرينا، هل اتفقتما بالفعل؟""نعم."لقد أصبحت هي وسيرينا في قاربٍ واحد. نجاحها أو سقوطها مرتبط بها.وكأنها صارت مديرة أعمالها، فلا يمكنها تجاهل الأمر.عادت نور إلى المستشفى.كان وجه سمير ما يزال متجهمًا، ولما رآها قال: "ذهبتِ لتقابلي سيرينا؟"نظرت نور إلى طارق.ارتجف الأخير وتجنب عينيها. لكن لا مفر له.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل556

    رفعت سيرينا رأسها، وحدّقت في نور، وقالت: "أنت ستساعدينني؟"لقد قضت في هذا الوسط أعوامًا طويلة، رأت فيه الخائن والوفي، السيئ والحسن. فلم تعد تثق بأحد بسهولة.لكن نور مختلفة، فهي الوحيدة التي بدت لها نواياها صافية، بل طيبة.بل إن الفضل في نجاح مقاطعها القصيرة وانتشارها يعود إلى دعم نور.غير أن مثل هذه القدرة وحدها لا تكفي للبقاء في دهاليز عالم الترفيه.قالت سيرينا بعد تردد: "نور، ليس لأني لا أصدقك، لكنني أعرف قواعد هذا الوسط جيدًا. أعلم أيضًا أن علاقتك بالرئيس سمير ليست بسيطة، صحيح أنها لم تُعلن، لكن كل من يعرفكم يَشُك أن زوجته الغامضة تلك إنما هي أنت".لم تُنكر نور، بل قالت بهدوء: "نعم، أنا هي".ابتسمت سيرينا قائلة: "يا لخفاء أمرك! من كان ليظن أن سكرتيرته في الحقيقة زوجته؟""لكن لا بد أنك تعلمين أن شهد من شركة سمير، وحتى تلك الممثلة الجديدة كذلك. مساعدتك لي تعني أنك تقفين في الجهة المقابلة لزوجك، لن نستطيع الفوز عليهم، كما أن هذا سيؤثر على علاقتكما". فهمت سيرينا ذلك بوضوح، فهي لا تملك خلفية قوية لتصارع بها. لم يُعلن سمير من قبل عن علاقتهما، وهذا يدل على أن مكانة نور في قلبه لم تكن عمي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل555

    قال طارق حين رأى نور: "سيدتي، لماذا تأخرتِ؟ كنتُ على وشك أن أطرق بابك".لم تذكر نور أمر لقائها بِحازم، بل قالت: "تحدثتُ مع رئيس التحرير فترةً أطول، فتأخرت، فلنذهب".أومأ طارق برأسه، غير أنه حين اقتربت منه، شمَّ رائحة دماءٍ عالقة بها.شم بأنفه وقال: "سيدتي، هل أصبتِ؟"قالت: "لا طبعًا." ثم خطر لها أن الرائحة ربما علقت من جسد حازم، فأردفت: "ربما هي من قائدك سمير".لم يُبدِ طارق شكًّا كبيرًا، لكنه لمح في يدها سبحةً جديدة.ظلت نور طوال الطريق تلمس تلك السبحة.لم تعرف لماذا أصر حازم أن ترتديها في معصمها.وحين تأملتها عن كثب، وجدت داخل حباتها خيطًا رفيعًا من الدم.أكانت هكذا منذ البداية؟لم تفهم نور الأمر، ولديها الكثير من التساؤلات حول ماضي حازم، وها هو لغز آخر يُضاف إليها، غير أن ما كانت متيقنة منه هو أنه لن يؤذيها.في الطريق، رنّ هاتفها، كان اتصالًا من عائشة."نور، تم الاستيلاء على دور سيرينا".فوجئت نور قليلًا وسألت: "ومن استولى عليه؟ وكيف؟"قالت عائشة: "لا أدري، لكن بالتأكيد هناك من يتعمد إسقاطها، ويستهدفها، ومَن يملك القدرة على هذا لابد أن يكون وراءه رأس مال".وافقتها نور في الظن.فسيري

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل554

    فوجئت نور بحركته العنيفة. انتفضت تقول وهي تسنده بيديها على صدره: "ما الذي تريد أن تفعله؟"نظر إليها حازم بعينين يكتنفهما الظل والبرود، وقال بنبرة باردة: "تدخلين بهذه الجرأة إلى غرفة رجل غريب، أما تخشين أن يُعرّضك ذلك للخطر؟"أجابته: "لقد عرفتك منذ وقت ليس بقصير"."أتعرفين من أنا حقًا؟"عضّت نور شفتها، لكن عينيها ظلّتا متقدتين تنظران إليه، لا تعرفان الخوف، وقالت: "أتجرؤ؟"ثم اقتربت أكثر، وقالت بدون خوف: "حتى لو لم أعرفك كفاية... أتجرؤ أن تفعل بي شيئًا؟"غدت نظرته معقّدة متناقضة.كلما اقتربت هي، ابتعد هو خطوة.كانت نور متأكدة أنّ تهديداته لا تتجاوز الكلام.فلو أراد إيذاءها، لما أنقذها من البداية.نهض حازم من على الأريكة، وقال وفي عينيه بريق خافت من العجز: "أنتِ محقّة. لا أستطيع أن أؤذيك، بغضّ النظر عنأين أكون".جلست هي وقالت: "عزة لم تتعمد قتلي ذاك اليوم".قاطعها سريعًا: "لا تخوضي في ذلك".قالت بصراحة: "لستُ أريد الخوض، ذكرياتي مبعثرة... ومع ذلك أعلم أنني التقيت بك وبها من قبل. لا يهم أي كنّا... أناخرجت من ذلك المكان، فلماذا أنتما لا تستطيعان الخروج؟"رأت نور أن حازم وعزة لا يختلفان ع

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل553

    قالت نور بهدوء: "كيف يكون ذلك؟"لم يخطر ببالها أن ترى حازم على هذه الحال.كيف يخشى أن تكرهه؟هو يملك ما يكفي من القوة والهيبة، فلا ينبغي أن يخاف من كره أي إنسان له.ما كان عليها الآن إلا أن تعالج جراحه، فتمتمت بصوت رقيق: "كن مطيعًا، دعني أداوي جرحك أولًا".تردّد حازم قليلًا. لكنها لم تعبأ بتردده، أرادت فقط أن تُساعده في حل مشكلته الحالية.شرعت في فك ثيابه، ظهرت على بشرته البيضاء آثار جروح متفرقة منظَرها وحشي، آلمها النظر إليها.رُصّت الأدوية على الطاولة.تناولتها وبدأت تضعها على جراحه بلطف، ثم سألت: "أأنتَ من جاء لرؤيتي البارحة؟"أطرق حازم رأسه صامتًا.واصلت حديثها وهي تُعالج جرحه وتحاول أن تستوعب ما جرى في الأيام الأخيرة، فقالت: "أنتَ أتيت البارحة، لكنك لم تجرؤ أن تواجهني. وقتها لم تكن مجروحًا. بعد ذلك جُرحت، وكان ذلك بعد اختطافي مباشرة. تلك المرأة، صاحبة الشعر الأحمر، أنا رأيتها تخرج من غرفتك. أنت تعرفها. وهي التي اختطفتني ذلك اليوم، أدركت أن وراءها سرًا تخفيه... وأنت؟ هل تعرفهم؟ هل هذه الجراح من فعلهم؟"لم يكن ذلك سوى تخمين. لكنها شعرت أنه قريب من الحقيقة.لم يرغب حازم أن يجرّها إ

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status