كانت السماء الملبدة بالغيوم تمطر رذاذًا خفيفًا.والريح الباردة تعبث بلهب الشموع فتجعلها تتراقص، أما أوراق النقود الورقية فكانت تدور في الهواء كأنها ترقص حزنًا.مسحت سارة قطرات المطر عن وجهها وهمست بلطف: "فاتن، أأنتِ من عادت؟"سقطت قطرتا مطر على الصورة، تحديدًا تحت عيني فاتن، وكأن من في الصورة تبتسم والدموع تنهمر من عينيها، مشهد يعتصر القلب ألمًا.مدّت سارة يدها تتحسس شواهد القبر وهمست قائلة: "لا تقلقي يا فاتن، سأهتم بعائلتكِ كما تهتمين بهم، من اليوم فصاعدًا عائلتكِ هي عائلتي، ارحلي بسلام، وفي الحياة القادمة... لا بد أن تختاري بيتًا طيبًا."بعد الجنازة، غطى الضباب والمطر الخفيف أرجاء القرية الصغيرة.لم تغادر سارة فورًا، بل قصدت المنزل القديم الذي كانت تعيش فيه فاتن وعائلتها في السابق.ذلك البيت الذي هجروه منذ زمن طويل بعد انتقالهم إلى المدينة، حيث لم يعودوا إليه إلا في المناسبات الكبرى.كان المنزل يبدو متهالكًا، وأشجار التفاح ودوالي العنب في الحديقة تقف وحيدة تحت المطر.وقفت سارة تحت دوالي العنب، وبين نسمات المطر، تراءى لها مشهد فتاة صغيرة، تجلس في مساء صيفي حار تأكل الفاكهة، وتلوّح بمر
Baca selengkapnya