Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 551 - Bab 560

568 Bab

الفصل 551

كانت السماء الملبدة بالغيوم تمطر رذاذًا خفيفًا.والريح الباردة تعبث بلهب الشموع فتجعلها تتراقص، أما أوراق النقود الورقية فكانت تدور في الهواء كأنها ترقص حزنًا.مسحت سارة قطرات المطر عن وجهها وهمست بلطف: "فاتن، أأنتِ من عادت؟"سقطت قطرتا مطر على الصورة، تحديدًا تحت عيني فاتن، وكأن من في الصورة تبتسم والدموع تنهمر من عينيها، مشهد يعتصر القلب ألمًا.مدّت سارة يدها تتحسس شواهد القبر وهمست قائلة: "لا تقلقي يا فاتن، سأهتم بعائلتكِ كما تهتمين بهم، من اليوم فصاعدًا عائلتكِ هي عائلتي، ارحلي بسلام، وفي الحياة القادمة... لا بد أن تختاري بيتًا طيبًا."بعد الجنازة، غطى الضباب والمطر الخفيف أرجاء القرية الصغيرة.لم تغادر سارة فورًا، بل قصدت المنزل القديم الذي كانت تعيش فيه فاتن وعائلتها في السابق.ذلك البيت الذي هجروه منذ زمن طويل بعد انتقالهم إلى المدينة، حيث لم يعودوا إليه إلا في المناسبات الكبرى.كان المنزل يبدو متهالكًا، وأشجار التفاح ودوالي العنب في الحديقة تقف وحيدة تحت المطر.وقفت سارة تحت دوالي العنب، وبين نسمات المطر، تراءى لها مشهد فتاة صغيرة، تجلس في مساء صيفي حار تأكل الفاكهة، وتلوّح بمر
Baca selengkapnya

الفصل 552

نظرت سارة إلى العجوز أمامها بذهولٍ تام، كانت التجاعيد تملأ وجهها، وعيناها غائمتين تفتقران للوضوح.غير أن ملامحها بدت شديدة الحماس، وشفاهها المليئة بالتجاعيد تتحرك بلا توقف.قالت سارة بتردد: "جدّتي، هل كنتِ تُحدثينني؟"أمسكت العجوز بيدها بحماس شديد، كانت يدها تشبه لحاء شجرة جاف، تحتكّ بظهر يد سارة حتى أوجعتها، ثم صاحت بانفعال: "أجل، أنها حضرتكِ! أنتِ هي!"شعرت سارة بالمفاجأة، لم تصدق أن هذه السيدة تخاطبها باحترام وكأنها أصغر منها سنًا، مع أن الفارق بينهما كبير، ولا تجمع بينهما أي معرفة سابقة، فمن أين جاء هذه الحماسة؟قالت بلطف: "ربما كنتِ مخطئة، جدّتي، هل تأكدتِ من أنني الشخص الذي تقصدينه؟"قالت العجوز: "كيف يمكنني أن أُخطئ؟ سيدتي، لم أظن قطّ أنني سأراكِ مرة أخرى في حياتي، أنتِ ما زلتِ كما كنتِ، لم تتغيري كثيرًا."تفحصتها العجوز بنظرة دقيقة، ثم أضافت: "لا، بل على العكس، يبدو أنكِ قد نحفْتِ قليلًا، ووجهك فيه شيء بسيط من الاختلاف."تدخلت السيدة مها بسرعة وقالت: "جدّتي، لا بد أنكِ قد أخطأتِ، سارة لم تأتِ إلى هذا القرية من قبل، هذه أول مرة تزورها.""سارة؟"، دارت العجوز حول سارة ببطء، تقترب
Baca selengkapnya

الفصل 553

رغم أنها بالكاد تتذكر من تكون، إلا أن تلك التفاصيل بدت وكأنها منقوشة في اعماقها.قالت سارة برقة: "جدتي، اعتبري هذا المكان منزلكِ، تعالي ندخل أولًا".كانت هذه أول مرة لسارة في هذه الشقة الواسعة، فأخذت تلقي نظرة عابرة على المكان.أشار أحمد إلى غرفة الضيوف القريبة قائلًا: "طلبتُ من السيدة هالة تنظيفها مؤقتًا، الجدة حورية ستسكن هنا مؤقتًا، ما دامت تعيش معكِ، ربما تستعيد ذاكرتها بشكلٍ أسرع".قالت سارة بهدوء: "حسنًا".قال أحمد: "دعيها تتأقلم بضعة أيام، ثم سأطلب من أحدهم إجراء فحص شامل لها"."شكرًا لك".كان تعامل سارة معه دائمًا فاترًا، وكأن أحمد ليس أكثر من جار يسكن بجانبها.تنهد أحمد بيأس، مدركًا أن ما بينهما لن يتغير بسهولة.قال برقة: "حبيبتي سارة، ما زلتِ بحاجة إلى راحة تامة، جسدكِ لم يتعافَ بعد، بدءًا من اليوم سأرتب لجلسات علاجية يومية ليدكِ، أما والدي فالفريق الطبي يرافقه على مدار الساعة، لا تقلقي، لن يحدث له شيء".كان أحمد قد رتب كل شيء بدقة متناهية، ولم يترك سارة مجالًا لأي انتقاد.رحلة توديع فاتن كانت طويلة ومتعبة، ومع قلة النوم في الليلة السابقة، كانت سارة تشعر بإرهاق شديد.وبعد أن
Baca selengkapnya

الفصل 554

قطب أحمد حاجبَيه بشدة، "أيّ مدينة؟"أجابت سارة: "لم تتذكّر الجدة، قالت إنها قبل سنواتٍ عديدةٍ غادرت مسقط رأسها وتجوّلت بلا هدف، فقط تبعت الآخرين على غير هدى، كل ما تعرفه أن المدينة التي كانت فيها قريبة من البحر."قال أحمد بصوت: "قبل ستين عامًا، كانت البلاد تشهد حالة من الفوضى، أمراء الحرب يتقاسمون الأراضي ويعلنون أنفسهم ملوكًا، قطاع الطرق منتشرين في كل مكان، والمنظمات المعارضة كانت في كل زاوية، كانت تلك المرحلة من أكثر الفترات اضطرابًا في التاريخ، حتى أسماء المدن تغيّرت مرارًا وتكرارًا، فمن الصعب تحديد الموقع بدقة بمثل هذه المعلومات."قالت سارة: "لا بأس، سنبحث بهدوء، يكفيني أنني التقيت بالجدّة، أشعر وكأن السماء منحتنا إشارة، ربما في يومٍ ما تتذكّر تفاصيل أكثر."نظر إليها أحمد بجدية، "حبيبتي سارة، صحيح أن هناك خيطًا ما، لكن عليكِ أن تكوني مستعدة نفسيًا، حتى وإن كانت السيدة العجوز قد خدمت سيدة تُدعى شادية وتُشبهك، قد يكون ذلك مجرد مصادفة، فالشبه بين الناس أمر وارد، وخاصة بعد مرور ستين عامًا، ربما لا علاقة لها بعائلتكِ إطلاقًا."لم يكن أحمد يريدها أن تعلو بسقف طموحتها، فتكتشف في النهاية أ
Baca selengkapnya

الفصل 555

اتكأ أحمد على الأريكة الجلدية، ورأسه مائل قليلًا إلى الخلف، تقاسيم وجهه الوسيم مرسومة بالإرهاق، وقد أغمض عينيه بإحكام، يبدو أنّه كان نائمًا.سارة نظرت إليه نظرة عابرة دون أن تُزعجه، بل جلست بهدوء على المقعد المقابل له، وأمسكت بكتاب عن البرمجة وبدأت في قراءته.هبّت نسمة باردة من النافذة، فاستفاق أحمد من غفوته بتنهيدة خفيفة.نظر إلى الخارج، إلى المشهد الكئيب خلف الزجاج، ويبدو أنّه على وشك أن يهطل الثلج خلال أيام قليلة.في الداخل، كان ضوء الغرفة ساطعًا، على النقيض تمامًا من السماء القاتمة خارج النافذة.وعلى الطاولة، كانت زهور نُقلت بالطائرة صباحًا، مقصوصة بعناية، وتفوح منها رائحة عطرة خفيفة.كان هذا المكان هو الأقرب ليشبه بيتًا.لكن، مهما بُذل من جهد في ترتيبه، لن يغيّر من حقيقة العلاقة التي تجمعه بسارة.في الماضي، كان البرد يملئ الخارج، أما الآن، فقد صار بينهما أيضًا.كان من المعتاد حين تراه نائمًا أن تُغطيه ببطانية، لا أن تتركه بلا اكتراث كما تفعل الآن.جلست سارة تقرأ في مواجهته، بعينين هادئتين وملامح لطيفة، قالت بنبرة ساكنة: "استيقظت؟ سمعت أنّك توصلت إلى بعض الأمور؟"حديثها كان مباشرًا
Baca selengkapnya

الفصل 556

في اليوم الذي هطلت فيه الثلوج لأول مرة، خرجت سارة في جولة خارج المنزل.كانت تظن أنّ الإفراط في التدريب قد يؤدي إلى تدهور حالتها، لكن المدهش أنّ معدتها، ومنذ أن حملت، لم تعد تُثير أي مشاكل تُذكر.لم تكن تعلم ما إن كان الورم قد توقف عن النمو أم لا، لكن ما كانت واثقة منه تمامًا هو أنّ حالتها استقرّت، ولم يحدث أي انتشار جديد.بالنسبة إليها، كان ذلك أفضل نهاية يُمكن أن تنالها.لقد مرّ ما يقارب العام دون أن تتجوّل بطمأنينة في السوق أو تتذوّق طعم الحياة.وقفت في أحد أشهر مراكز التسوّق وأكثرها ازدحامًا في المدينة، ومن بعيد، لمحت امرأة ترتدي زيّ العمل الرسمي، تنتعل كعبًا عاليًا، وقد لفّت نفسها بمعطف صوفي ثقيل، تسير على عجل.كانت تلتفت حولها تحت لوحة إعلانات عملاقة، وفي تلك اللحظة، سمعت سارة صوتًا مألوفًا يرنّ في أذنها قائلًا: "ليلي".استدارت ليلي بسرعة، فرأت سارة واقفة غير بعيد، ترتدي معطفًا صوفيًا أسود.كان شعرها قد طال كثيرًا، مرفوعًا إلى الأعلى ومثبتًا خلف رأسها، تتدلّى من أذنيها أقراط صغيرة بسيطة.كيف يمكن وصفها؟ أنها ببساطة لا تزال جميلة كما كانت.سارة السابقة كانت أشبه بزهرة دوّار الشمس،
Baca selengkapnya

الفصل 557

أمسكت ليلي بيد سارة باندفاع، وقالت بانفعال: "تودّعيني؟ إلى أين ستذهبين؟""لا تقلقي، فقط أريد أن أجد مكانًا أرتاح فيه قليلًا."رأت ليلي ملابس سارة السوداء بالكامل، وكيف كانت خالية من أي روح، باردة كالجليد، فخمّنت أنها ربما تحتاج إلى الابتعاد قليلًا لتصفية ذهنها."هل ستغيبين طويلًا؟""نعم، على الأرجح."قالت ليلي: "الابتعاد عن هذا المكان المليء بالحزن فكرة جيدة."حتى ليلي، المعروفة بحيويتها وتفاؤلها، لم تعرف كيف تُواسيها، فالندوب التي تلقتها سارة ليست شيئًا يُرمّم ببضع كلمات.ولم تجد وسيلة للمواساة إلا أن تحوّل الألم إلى شهية، فأمرت بالكثير من الأطباق الفاخرة.قالت لها: "كلي، هذا الكافيار اليوم على حسابي، اعتبريه بوفيه مفتوح، لقد أصبحت ثرية، فلا تتكلّفي معي."ابتسمت سارة بخفة: "اخفضي صوتكِ، سيظن الناس أنكِ من وليدي الثراء."قالت ليلي وهي تضحك: "ما المشكلة؟ أنا تعبت وشقيت بعرقي، سارة، دعيني أخبركِ بأمر، أثناء الثانوية، كنتِ دائمًا تساعدينني، ومن وقتها قطعت وعدًا على نفسي أن أصبح يومًا ما شخصًا يُعتمد عليه، حتى أتمكن من دعمكِ عندما تحتاجين."قالت سارة وهي تنظر إليها بابتسامة دافئة: "أنتِ ال
Baca selengkapnya

الفصل 558

في صباح اليوم التالي، دخلت سارة للمرة الأخيرة غرفة رشيد، ونظرت إلى ذلك الرجل النحيل الهامد على السرير.كانت عضلات رشيد قد ضمرت إلى حدٍّ مؤلم، وملامح وجهه شاحبة ومنهكة، وقد استحالت شيخوخته إلى واقع لا يمكن إنكاره.امتلأت الغرفة برائحة الأدوية النفاذة المتداخلة.وسارة لم تملك الجرأة على دخول هذه الغرفة منذ أيام طويلة.لأنها كانت تدرك في قرارة نفسها أنّ اليوم الذي تجمع فيه شجاعتها، سيكون هو يوم الوداع.كان الثلج قد غطى باحة المنزل بطبقة كثيفة، إذ تساقط طوال الليل دون توقف.وسارة سحبت الستائر الثقيلة، ثم فتحت النافذة.لتدع ضوء الشمس والثلج والهواء النقي يتسللون إلى الغرفة.قالت بصوتٍ حنون: "أبي، لا بد أنك لم تتنفس الهواء الطلق منذ زمن طويل، ها هو الشتاء يعود مجددًا، لقد تساقط الثلج."ورغم أنّ يدها اليمنى لم تستعد كامل مرونتها بعد، فإن الحركات البسيطة أصبحت أسهل عليها.جمعت بين أناملها قبضة من الثلج، وراحت تشكّله بسرعة بأصابعها.ثم صنعت منه أرنبًا صغيرًا من الثلج، بهدوء وحذر."أتذكر، حين كنت صغيرة، كنتَ ترافقني في ساحة المنزل كلما تساقط الثلج، نلعب معًا حرب الثلج ونبني رجل الثلج، لطالما كان
Baca selengkapnya

الفصل 559

جلست صفاء على كرسيّها المتحرّك تراقب من بعيد أحمد وهو يرفع لها المظلّة، أحدهما واقف والآخر راكع، وخلفهما الثلج ينهمر بصمت، مشكّلين مشهدًا بدا وكأنه لوحة حزينة تنضح بالألفة والخذلان في آن.خلال تلك الأيام، سألت صفاء أحمد مرارًا عن مكان رشيد، لكنه لم يُفصح بحرفٍ واحد.حتى جاءها الخبر هذا الصباح، رشيد... أنه قد مات.لم تحظَ حتى برؤية وجهه للمرّة الأخيرة، ولم تستطع توديعه كما يليق، لقد مات دون أن يعلم أن ابنته الحقيقية... هي صفاء.أحمد كان قاسيًا، قاسيًا إلى حدّ لا يُحتمل.قال إن هذا عقابٌ تستحقّه.لكن... ما الذي اقترفته لتُعاقَب؟لقد كانت طوال هذه السنين غارقة في الجهل، تُسيّرها أكاذيبهم، حتى جاءت الحقيقة تسقط عليها كالصاعقة، فقتلت والديها بيديها، ومنذ ذلك الحين، لا يتوقّف ضميرها عن جلدها ليلًا ونهارًا.حين عادت إلى البلاد ظنّت أنها أسعد إنسانة في العالم، تملِك أسرة متماسكة، وأمًّا تُحبّها، وخطيبًا كأحمد يحميها ويمنحها الشعور بالأمان.لكن لم يكد عامٌ يمضي، حتى تحوّل كل شيء إلى رماد.أُصيبت عائلة صفاء بنكبات متتالية، فسخ أحمد خِطبته منها، فقدت والديها، بل وأصبحت... عاجزة.طلبت صفاء من المر
Baca selengkapnya

الفصل 560

حين سمعت سارة صوت صفاء وهي تبكي منتحبة بمرارة، توقفت بخطواتها والتفتت تنظر إلى الوراء.صفاء لم تعبأ بمساعدة الخادمة، بل أصرت على الزحف نحو أحمد، محاولةً الاقتراب منه بكل ما أوتيت من ضعف.ذلك المشهد، بضعفها وعجزها، أعاد إلى سارة سنواتٍ مضت، حين كانت تركع على الأرض تتوسل لأحمد كي لا يطلّقها، فقط لتُبقي عليه بجانبها.اتضح لها الآن كم كانت تبدو مثيرة للشفقة في ذلك الوقت.قالت سارة، وذراعاها معقودتان على صدرها: "وهل ستتركها هكذا؟"، وكأنها تظن أن أحمد لم يتدخل مراعاةً لمشاعرها.تابعت بلهجة خالية من الاهتمام: "لا داعي لأن تراعي مشاعري، فأنا لا أمانع".ظهر في عيني أحمد مسحة من الألم، ثم مد يده وأمسك بكفها، "حبيبتي سارة، لم أكن أحب صفاء يومًا، حين قلت إنني سأتزوجها، كان ذلك فقط ردًّا للجميل".سارة ضحكت بسخرية، "جميل يُردّ على السرير؟ ما أروعه من ردّ!"همس أحمد: "حبيبتي سارة، في الحقيقة أن فارس..."كاد أن يُفصح، لكن ما إن أغمض عينيه حتى عادت صور تلك الليلة لتهاجمه، حين انتشل جسد سارة شبه الميت من البحر، فغمره ألم لاذع في قلبه.الفاعل الحقيقي وراء محاولة اغتيال سارة لا يزال مجهولًا، وإن كُشف أن ف
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
525354555657
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status