All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 561 - Chapter 570

878 Chapters

الفصل 561

جزيرة إتنا تُعرف أيضًا باسم "جزيرة الجحيم"، وهي مكوّنة من خمس جُزر متجاورة.تُشبه هذه الجزيرة مركزًا لتجميع النفايات البشرية، تستقبل السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، والعبيد من مختلف البلدان…كما أنها تحتوي على أوعية لتربية السُّموم، وساحات قتال بين الوحوش، إذا أردتَ النجاة هنا، فعليكَ أن تهرب باستمرار، وأن تُقاتل دون توقف.جميع العملاء الخارقين في العالم يجب أن يمرّوا باختبار "جزيرة الجحيم".قواعد اللعبة بسيطة، يتم توزيع المشاركين الجُدد عشوائيًّا على أربع جُزر من الجُزر الهامشية، ويبدؤون في نمط "البقاء في البرّية".خلال ثلاثة أشهر، يُقصى تسعون بالمئة منهم، فيما ينتقل العشرة بالمئة المتبقّين من الجزر الأربع إلى الجزيرة الرئيسية، وهناك، تُختار أفضل ثلاثة مقاتلين.هؤلاء الثلاثة، بعد اجتيازهم الاختبار، يُعرضون في مزادات بأسعار باهظة.ربما يُصبح أحدهم من الحرس المتقدّم في وزارة الدفاع، أو عميلًا سريًّا في إحدى المنظمات، أو قاتلًا مأجورًا من الطراز الذهبي في مجموعة مرتزقة.سارة كانت تعلم أنّ أغلب مَن خرجوا أحياء من جزيرة الجحيم قد انتهى بهم المطاف في منظمة أكس السوداء، تلك المنظمة الغامضة ا
Read more

الفصل 562

عندها فقط أدرك محمود نية الرئيس التنفيذي أحمد، لقد كان من البداية لا ينوي حقًا إرسال سارة إلى مهمة لاكتساب الخبرة، بل كان يريد فقط أن يجد فرصة لحقنها بالعقار.لكنه شعر غريزيًّا أنّ هذا الأمر ليس في محلّه.قال بتردد: "ولكن، سيدي، حتى وإن كان ماضي السيدة مليئًا بالجراح، فإن لها الحق في أن تقرر بنفسها إن كانت تريد نسيانه أم لا، إن قمتَ بحقنها سرًا دون علمها، ماذا لو استعادت ذاكرتها لاحقًا؟ ألن تلومكَ حينها؟"ردّ عليه أحمد بنبرة باردة: "تظن أنني لم أفكر في ذلك؟! دعك من حجم الألم الذي واجهته سارة، لقد أصبحت لا ترى في الدنيا إلا الانتقام، باتت شديدة الحساسية، لا تنام ليلًا، ما إن تسمع أدنى صوت حتى تنهض مذعورة، وإذا نامت لا ترى إلا كوابيس لا تنتهي، وبيننا نشأ حاجز عميق لا يمكن تجاوزه… لم يعد بوسعي فعل شيء."رفع أحمد خاتم زواجه، ذلك الخاتم الفضي البسيط الذي أطلق في ضوء الشمس بريقًا باردًا."لقد وجدت أخيرًا الطريقة لكسر هذا الجمود، بمجرد أن تُحقن سارة بعقار أم1.، ستنسى كل ذكرياتها المؤلمة، بما فيها كل الأذى الذي سببته لها."ارتسمت على وجهه حينها ابتسامة تجمع بين الفرح والجنون، وقال: "ستعود تلك
Read more

الفصل 563

صدرت ضحكات مستهزئة، فسحبت سارة نظراتها بهدوء ونظرت بعينيها سريعًا أرجاء الغرفة.كان في الغرفة أحد عشر شخصًا، تسعة رجال وامرأتان.إحداهن سارة، والأخرى منكمشة في زاوية مظلمة.وبما أنهم جميعًا محكومون بالإعدام، فلا شكّ أنهم من أخطر المجرمين وأشدّهم قسوة.سارة كانت على يقين من أنّ أحمد قد رتّب الأمور مسبقًا، فلا بدّ أن من بين هؤلاء من يتبع له.اختارت زاوية فارغة وجلست فيها، غير أن الرجل الذي تحدث إليها أول مرة، تقدم إليها مجددًا.يبدو أنه لم يستحم منذ زمن، إذ كانت رائحته النفاذة لا تُحتمل كلما اقترب.كان ضخم الجثة، وقد وضع يده على الحائط قرب رأس سارة، فزمّت حاجبيها وقالت بنبرة باردة: "هل لديك ما تريده؟"ضحك وقال: "لا يهمّ كيف وصلتِ إلى هنا، ما دمتِ هنا فعليكِ أن تطيعيني، أقول لكِ ما تفعلينه فتفعلينه، هل فهمتِ؟"رفعت سارة نظرها إليه وقالت: "وماذا تريد مني أن أفعل؟"انفرجت شفتاه عن ابتسامة مقزّزة كاشفًا عن صف من الأسنان الصفراء: "كل الموجودين رجال، والآن جاءت امرأة، فما الذي نظنه غير ذلك؟ انزعي ملابسكِ ودعيني أستمتع قليلًا."وتقاطر باقي الرجال نحوها، تتجول أعينهم فيها صعودًا وهبوطًا، أحدهم ق
Read more

الفصل 564

مرّت الأيام المتبقية بسلام نسبي، إذ كانت سارة دائمًا ما تحتل الزاوية القصوى من القاعة، تسند ظهرها إلى الجدار، مراقبة بصمت.لم تكن نظرات الحقد التي يلقيها عليها أفراد مجموعة الرجل ذو الأسنان الصفراء تمرّ عليها خفية.كانت تدرك أنهم ينتظرون، ينتظرون لحظة مناسبة.ينتظرون اللحظة التي تطأ فيها أقدامهم الجزيرة، فحينها فقط، يبدأ القتال الحقيقي.وبعد شهرٍ كامل من التدريب القاسي، استطاعت سارة أن تتصدر النتائج بأداءٍ لافت.بعيدًا عن جماعة الرجل ذو الأسنان الصفراء، كان هناك توأمان من عائلة المحمدي، ينامان دومًا متعانقين في زاوية الجدار، وقد عرضا عليها الانضمام إليهما وتشكيل فريق، لكنها رفضت ذلك بهدوء.سارة اختارت أن تبقى بمفردها، وكانت تراقب عن كثب امرأة تُدعى زبيدة، امرأة يهابها الجميع ويبتعدون عنها، حتى الرجل ذو الأسنان الصفراء لا يجرؤون على استفزازها.كانت امرأة ذات طبع قاتم، يخيّل لسارة وكأنها أفعى سامة تزحف في زوايا الظلام.لا تؤذي من لا يؤذيها، ولكن من يتجرأ على الاقتراب منها يُلدغ بسمّها دون رحمة.خلال هذا الشهر، حاولت سارة أن تتقرب منها عمدًا، إلا أن زبيدة كانت تصدّ الجميع بجمود تام، وكأن
Read more

الفصل 565

كان وجه أحمد جامد الملامح، بارد النظرات، إذ إنه كان مستعدًّا لأن يمنح سارة حريتها، لكن تلك الحرية مشروطة بأن تبقى في نطاق سيطرته.أما في الجزيرة، فالخطر لم يكن تحت السيطرة.وأي حادث طارئ قد يحدث هناك، كفيل بأن يجعله يندم مدى حياته.قال أحد مساعديه: "أمرك، سأتولى ترتيب إخراجها فورًا من المنافسة يا سيادة الرئيس".بعد دقائق، هرع خالد مذعورًا وقال: "هناك مشكلة يا سيادة الرئيس، جهاز التتبع على جسد السيدة سارة قد تم تعطيله!"ألقى أحمد بسيجارته، ورفع نظره نحوه بغضب حاد، "ماذا قلت؟""لقد تأكدت منه بنفسي منذ وقت قصير، لم تكن هناك أي مشكلة، لم يُفقد الاتصال بسبب انقطاع الإشارة، بل إن الجهاز اختفى تمامًا! والمادة المصنوع منها قوية جدًّا، من الصعب إتلافها، إلا إذا كانت السيدة قد أطفأته بنفسها".عقد أحمد حاجبيه بانزعاج، من الواضح أن سارة تعمدت فعل ذلك.لقد أدركت أنه سيحاول إقصاءها هذه الجولة، وكانت مستعدة لخوض مرحلة "الشراء" من قِبل منظمة الحشرات السامة، لذا سبقت بخطوة.ما كان ينبغي له أن يستهين بها، لم تعد تلك الفتاة الساذجة التي عرفها يومًا.الجزيرة واسعة جدًّا، والمشاركون سيبقون فيها لأشهر، وإن
Read more

الفصل 566

لم تُتحْ لسارة فرصة للتفكير، مدّت يدها وألقت بالرجل أرضًا بضربة فوق الكتف، ثم ركضت إلى الأمام دون أن تلتفت وراءها.من خلفها، جاء صوت الرجل ذو الأسنان الصفراء وهو يسبّ ويشتم: "أيها الغريب الأطوار، هل تُعاني من ضعفٍ ما؟ ألا تستطيع حتى الإمساك بامرأة؟""تبًّا، حتى الفريسة التي وصلت لفمك هربت من يدك.""أسرعوا، لاحقوها!"انطلق عدد من الرجال خلف سارة يعدون بكل ما أوتوا من قوة، أما غريب الأطوار فكان قد طُرح أرضًا، اتّصل بجهازه اللاسلكي بهدوء وقال: "لقد وجدتها."ثم نهض بتكاسل، يربّت على ثيابه، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة وهو يراقب من سبقوه.كانت سارة تركض بسرعة، غير أنّ هذه الغابة لم تكن سهلة، فالمسارات وعرة وغير ممهدة، وظهر ثعبان أو اثنان بين الحين والآخر.بدأ الظلام يُخيّم شيئًا فشيئًا، وجسدها المُتعب يتصبّب عرقًا.أما أولئك الذين يلاحقونها فكانوا على مقربة، وكأنهم يلعبون لعبة القط والفأر."اركضي، أريد أن أرى إلى أين ستصلين اليوم؟"مع تراجع قواها، انتهز أحدهم الفرصة ووثب نحوها ظنًا أنه سيفترس الفريسة بسهولة، لكنه فوجئ بشيءٍ صلب يصطدم بصدره، ولم يُمهَل ليفهم ما جرى، حتى دوّى صوت الطلقة.تناثر الد
Read more

الفصل 567

معظم الرجال الذين يتبعون أحمد يشبهونه في طباعهم، قليلون في الكلام، ونادرًا ما يبتسمون.لكن هذا الرجل غريب الأطوار كان استثنائي، فهو لا يتّبع القواعد، وكلّ تصرفاته توحي بالتمرد.لمّا لم يتلقَّ أي رد، أخذ صاحب الأسنان الصفراء نفسًا من سيجارته، والدم يسيل من كتفه، وسخر قائلًا: "لا تظن أنها ما زالت في الماء؟ تحتنا تيار شديد، إذا نزلت، فمصيرها الموت لا محالة".لم يُعره غريب الأطوار أي اهتمام، بل تابع بصوت هادئ: "سأخرج من هنا، لا تقلقي يا سيدتي، سأتمّم ما كنتِ تنوين فعله".كان الرجل ذو الأسنان الصفراء يهمّ بأن يرد عليه، فإذا بسطح الماء يهتز فجأة ويخرج منه شخص ما.كاد يصرخ قائلًا "شبح!".لولا أن الضوء وقع على امرأة بشرة وجهها ناصعة البياض، لا تشوبها شائبة، تخرج من الماء.غسل الماء كلّ ما كانت ترتديه من تنكر، بل إنّها بدت أكثر بياضًا من ذي قبل، بياضًا يكاد يعكس الضوء.شعرها الأسود المبتل يلتصق بخدّيها وهو مبلّل كليًا، فبدت كحورية بحر خارقة الجمال، حتى أن جميع الرجال الحاضرين تجمّدوا في أماكنهم، مأخوذين بالمشهد.من كان يظن أنّ في هذا العالم امرأة بهذا الجمال الساحر؟!كان غريب الأطوار قد لاحظ من
Read more

الفصل 568

تبيّن أن مشاعر البشر، أفراحهم وأحزانهم، لا تُتقاسم، فبينما كان الآخرون يستمتعون بالمشهد وكأنه عرض مسرحي، كانت سارة ترتعش من شدة الخوف.قالت له بصوت متهدّج: "لقد وصلتُ إلى هذه المرحلة بصعوبة، أحمد، دعني أرحل، لديّ ما يجب أن أفعله".لكن خطواته لم تتوقف، وحين حاولت سارة مقاومته، بدا واضحًا أن أحمد كان أكثر منها تمرسًا وخبرة.إذ لم تمضِ لحظات حتى كانت محاصرة بين ذراعيه القويتين، ثم قال: "لا يوجد شيء في هذا العالم أهم من سلامتكِ".قالت سارة بحدة: "هذه طريقتي، أنا من اختارت هذا الطريق، إن كنتَ تحبني، فعليك أن تدعمني في أي قرار أتخذه".ردّ أحمد عليها قائلاً: "أنا أقاوم هذا الطريق تحديدًا لأنني أحبكِ، حبيبتي سارة، سأنتقم لكِ بطريقتي، كل ما عليكِ هو أن تعودي لتكوني زوجتي كما كنتِ من قبل".حدّقت به سارة بعينين غاضبتين، وقالت: "ما الذي تهذي به؟ لقد قلتُ لكَ مرارًا إنني لن أعود إليك، لقد انتهى كل شيء بيننا منذ زمن بعيد".أجابها بثقة: "لا شيء في هذا العالم مستحيل".في تلك اللحظة، ظهر محمود وخالد، ولم يفت على سارة أن تلاحظ الإبرة التي كان يحملها محمود، ما إن رأتها حتى دبّ القلق في أوصالها.قالت بحدة
Read more

الفصل 569

قاتلت سارة بكل ما أوتيَت من قوة محاولةً التملّص، لكن هذا الرجل كان يعرفها جيدًا.لدرجة أنها كالأفعى التي أُمسكت من عنقها، عاجزة عن الحركة.كم كان في قلبها من مرارةٍ وقهر، لقد وصلت أخيرًا إلى هذه المرحلة بصعوبة بالغة، كانت على وشك الانضمام إلى منظمة أكس السوداء، وكانت قاب قوسين من التحرر من أحمد، ومن نيل حريتها.صرخت بحدة: "لا! لا أريد أن أفقد ذاكرتي!""أحمد، لا تدفعني لأكرهك!""أين الترياق؟ لا بد أن هناك ترياقًا، أليس كذلك؟"تعلّقت سارة بياقة قميصه بقوة، بينما ارتسم على وجه الرجل الملطخ بالدم ابتسامة متعنتة، وقال بصوتٍ منخفض: "حبيبتي سارة، لم أُفكر يومًا في التراجع عن هذه الخطوة، هذا العالم لم يترك لي حلًا."تهاوت سارة جالسةً على الأرض، تحدق بكفّها المجروح المتقرح، وحدها تعرف حجم الألم الذي مرّت به في رحلتها حتى هذه اللحظة.لقد تذوقت مرارة العذاب، وصبرت على أوجاعٍ كانت كفيلة بإنهاء حياتها مرارًا، لكنها صمدت، وتخطّت تلك اللحظات الصعبة، لأنها كانت متمسكة بتلك الذكريات الأليمة، فهي التي أبقتها حيّة.بفضلها، أصبحت أقوى، لم تعد جبانة، ولا خائفة، ولا مرتجفة.مزّقت قيود الضعف التي كانت تقيّده
Read more

الفصل 570

"سارة، كوني سعيدةً دائمًا.""لقد وعدتُكِ… سأحميكِ مهما كان الثمن… وداعًا… سارة.""ابنتي الصغيرة، والدكِ سيحميكِ، أنتِ وطفلكِ.""ابنتي جميلةٌ جدًا… يا ليت أمكِ لم تتأخر في العودة إليكِ.""الآنسة سارة، أنتِ رائعة، لقد حصلتِ مرةً أخرى على المركز الأول على مستوى المدينة.""زميلتي سارة، أنا معجب بكِ… هل يمكن أن نكون معًا؟""أيتها الصغيرة، جئتِ لشراء الفطائر مجددًا؟ كالعادة… العجوز تعرف طلبكِ.""اسمعي يا صغيرتي، إن تجرأ حفيدي يومًا على إيذائكِ، فسأخرج من قبري لألقنه درسًا لن ينساه.""يا آنسة سارة، بهذه الدرجة العالية، هل فكرتِ في الدراسة بالخارج؟ أنتِ أذكى طالبة رأيتها في حياتي.""أيتها الفتاة، ما اسمكِ؟ سأعود يومًا للبحث عنكِ."الأشخاص الذين عرفتهم في الماضي ظهروا أمامها وكأنهم يودعونها، فمدّت سارة يدها محاولةً الإمساك بهم.لكنها لم تستطع لمسهم قبل أن يتلاشى الجميع في الهواء.كان أحمد يراقبها بقلق، وهي تدور في المكان بوجهٍ شاحب وذعرٍ واضح، تمد يدها في الفراغ كمن يتخبط في الظلام.وأخيرًا جلست على الأرض منهارة، والدموع تغمر وجهها.تقدّم أحمد نحوها.لكن المشهد تجمّد فجأة في ذاكرتها عند تلك الل
Read more
PREV
1
...
5556575859
...
88
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status