Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 541 - Bab 550

568 Bab

الفصل 541

انهار العالم النفسي لسارة تمامًا، وكان فقدان الطفلين هو القشة الأخيرة التي قصمت ظهرها.بقدر ما كانت تتوق إلى قدوم الطفلين، بقدر ما كانت حزنًا ينهش قلبها حتى العظم.تساقطت دموعها مع دمائها في آنٍ واحد، كانت سارة قابعة على السرير، تقبض بشدة على شعرها وتصرخ من أعماق روحها، "أحمد، ما كان ينبغي أن تُنقذني، الحياة مؤلمةٌ للغاية!"لم تعد قادرةً على فهم جدوى بقائها على قيد الحياة.وجودها بات لعنةً على كل من حولها، لا تجلب معهم إلا المصائب.احتضنها أحمد مرة أخرى بقوة، وقال بصوتٍ منخفض: "هل تريدين أن تعرفي لماذا أنقذتكِ؟ حسنًا، سأخبركِ الآن لماذا."قال ذلك ثم انحنى ليساعدها على ارتداء جواربها وحذائها، ثم رفعها بين ذراعيه بحنانٍ لا يليق إلا بمن يحب حتى فناء نفسه."إلى أين تأخذني؟""ستعرفين بعد قليل."حملها أحمد إلى إحدى غرف المرضى، كانت غرفة مشتركة تضم ثلاثة أسرّة، جميع من فيها كانوا ملفوفين بالضمادات، وبعضهم كانت أطرافه موضوعة في الجبس.في تلك اللحظة، كان عز على وشك التوجّه إلى الحمّام، رصاصته كانت في الساق، فلم يكن بوسعه سوى الاتكاء على عكازٍ والقفز على قدمٍ واحدة.ولمّا رأى من يقف على باب الغر
Baca selengkapnya

الفصل 542

الطابق السفلي، المستوى الثالث تحت الأرض.انفتحت أبواب المصعد، فاندفع هواء بارد إلى الخارج.خلع أحمد معطفه ووضعه على كتفي سارة، فالمكان هنا لم يكن دافئًا كما هو الحال في الأعلى.كانت هذه أول مرة تزور فيها سارة مكانًا كهذا، والمشهد لم يكن كما تصورته في الأعمال التلفزيونية.أضواء الممر كانت شديدة السطوع، لكن ذلك النور الأبيض المبالغ فيه المنعكس على الجدران جعل المكان يبدو أكثر برودة ووحشة.أمام باب المشرحة، وقف رجل مسن بانتظارهم، كان قد تلقى تعليمات من الإدارة العليا ليكون في استقبال سارة.قال باحترام: "سيد أحمد، سيدة سارة، بالرغم من أنّ الجثة قد خضعت لتجميل خارجي، إلا أنها في النهاية تبقى جثة، منظرها قد يكون غير سار، عليكم أن تستعدوا نفسيًّا."أجابت سارة بصوت أجش متعب: "افتح الباب."وحين فُتح، كانت الجثة مغطاة بقطعة قماش بيضاء.قال أحمد بصوت منخفض: "لقد قمت حجبت الخبر مؤقتًا، ولم أخبر عائلتها بعد."تقدّمت سارة نحو الجثة، خطوةً بعد خطوة، كانت قد أُغمي عليها لمدة ثلاثة أيام، لكنها تشعر أنّ ما حدث في تلك الليلة قد جرى للتو، تتذكّر الألم الممزق الذي اجتاح جسدها، تتذكّر صوت الريح وكم كان البح
Baca selengkapnya

الفصل 543

تراكم في قلب سارة من المشاعر السلبية ما لا يمكن حصره، رغم أنها كانت لا تزال في حالة من الضعف لا تحتمل الحزن الشديد أو الفرح المفاجئ، ولا تحتمل أي نوع من الانفعال.فإن أحمد كان يخشى أن يسبب كتمانها هذا المزيد من الضرر، فآثر أن يترك لها الفرصة لتُفرغ كل ما في صدرها.بكت سارة طويلًا، حتى صار صوتها أجشًا، وحتى جفت دموعها تمامًا ولم يعد بمقدورها أن تذرف ولو قطرة واحدة، وظلت راكعة حتى فقدت ساقاها الإحساس تمامًا.كانت تنتحب بصوت خافت في حضن أحمد، ولم يقل هو شيئًا، بل ظل يربّت على ظهرها بحنان بالغ وصبر عظيم.ولا أحد يعرف كم من الوقت مضى، حتى هدأت مشاعرها تدريجيًا، فمد أحمد يده وأعانها على النهوض.حوّلت سارة حزنها وغضبها إلى دافع للبقاء، لقد كان أحمد محقًا، لا ينبغي لها أن تسعى إلى الموت، فبذلك تمنح من يقف وراء كل هذا الانهيار نصراً مجانيًا، لا، بل يجب أن تحيا، تحيا بقوة، وترد الألم الذي ذاقته إلى من كان سببًا فيه، أشد وأقسى.مسحت سارة ما تبقى من دموعها، ثم نظرت إلى جثة فاتن بنظرة أكثر حزمًا وصلابة.سحبت الغطاء الأبيض قليلاً لتكشف عن يد فاتن، والتي كانت لا تزال تضع السوار الذي كانت تعتز به كثير
Baca selengkapnya

الفصل 544

حين استيقظت سارة مجددًا، كان الوقت قد بلغ المساء، وسمعت صوت بكاء قادم من الممر.فتحت عينيها ببطء وهي في حالة من الضبابية، لم تتحرك، بل بقيت تحدق في السقف بلا هدف، نظراتها فارغة، وكأن كل ما تمرّ به ليس إلا حلمًا غامضًا، ضائعًا، خالٍ من أي أثر للواقعية.كان أحمد يحدّق بها بعينين حمراوين، وصوته خافتٌ مبحوح بشكل واضح، "حبيبتي سارة، لقد استيقظتِ".رؤية ملامحه الشاحبة تكفي لتُدرك سارة من تلقاء نفسها أنه قضى عدة أيام وليالٍ دون راحة، ظلّ خلالها إلى جانبها بلا حراك.في هذه الأيام، كانت سارة تعيش على المحاليل المغذية فقط، دون أن تتناول شيئًا، وإن جفّت شفاهها، بلّلت بقطنة صغيرة مبلّلة بالماء.وحين فتحت عينيها، وجدت صعوبة في تحريك شفتيها، وقد دارت عينيها ببطء.قال أحمد بنبرة حانية، "هل تريدين شيئًا؟ إن كنتِ عطشى أو جائعة فقط أخبريني".همست، "أنا... عطشى…"وبمجرد أن سمعها تطلب أمرًا بنفسها، ظهرت على وجهه سعادة لا توصف، ونهض بسرعة من مكانه.لكنه لم يكن يعلم أن جسده أنهكه التعب، فقد مرّت عليه أيام دون طعام أو راحة حقيقية، وما إن نهض حتى شعر بدوار شديد، وكاد جسده الطويل أن يسقط أرضًا.لكنه تدارك المو
Baca selengkapnya

لفصل 545

لم تكن سارة ترغب في تقبّل هذه الحقائق، لكنها لم تجد بدًا من مواجهتها، فالأمر قد وقع بالفعل، والعالم لا يمنح أحدًا فرصة للتراجع أو الندم.حياتها هذه، كانت ثمرة لتضحيات كبرى، دماء سالت من أجلها، ومنذ الآن فصاعدًا، لم تعد تعيش لنفسها فقط.قالت بصوت ثابت: "لا داعي لأن تقلق من أنني سأفعل شيئًا أحمق بعد الآن، عد إلى المنزل، خذ حمامًا دافئًا واسترح جيدًا، اطمئن، من الآن فصاعدًا، لن أهرب مجددًا".تفاجأ أحمد من كلماتها، لم يتوقّع منها أن تقول ذلك، فاستيقاظ سارة هذه المرة بدا وكأن شخصًا آخر قد حلّ محلّها.إن كانت في الماضي أشبه بزهرة ماغنوليا بيضاء، منتصبة القامة، أنيقة، نبيلة، لكنها لا تؤذي أحدًا.فإن سارة الآن أشبه بوردةٍ دامية، جميلة باردة، لكن شوكها يدمّي كل من يقترب منها.قال بلطف: "حبيبتي سارة، لستُ متعبًا..."كان قلقًا على حالتها، غير قادر على تمييز إن كانت مستقرة، لذا أراد البقاء قربها ليتابع الأمر.لكن سارة لم تشرح شيئًا آخر، بل نظرت نحو الباب المغلق وقالت: "سمعتُ صوت بكاء، من هناك؟"أجابها أحمد: "والدا فاتن، جاؤوا يطالبون بتفسير، باعتبار أن فاتن ماتت من أجلك، حاولتُ الترفّق بهما، لكنّه
Baca selengkapnya

الفصل 546

كانت سارة على تلك الحال، لمجرد النظر إليها يشعر المرء بالأسى، فكيف للسيدة مها أن تتشاجر معها حقًا؟كانت تعلم أن سارة فقدت والدتها في سن مبكرة، وأن والدها أصبح في غيبوبة، وزواجها تعيس.وحين رأت سارة تجثو لها على ركبتيها، وهي امرأة طيبة القلب، لم تعرف ما تفعل، بل شعرت بالارتباك."يا سيدة سارة، جسدكِ ضعيف، والأرض باردة، انهضي بسرعة".رغم أنها في هذا العمر، ورغم أن بطن سارة لم يكن ظاهرًا، إلا أن ذلك لا يعني إلا شيئًا واحدًا، أنها ولدت قبل الأوان.اتضح أن من تأذى لم تكن سارة وحدها.اقترب عز وهو يتكئ على عكازه، يعرج وهو يقفز على رجل واحدة، وقال: "خالتي، فاتن اختارت أن تحمي السيدة سارة طواعية، لا علاقة للسيدة بها، كل ذلك كان خطئي، أنا من لم أحسن حمايتها، وإن كان لابد من حساب فدعيني أدفع حياتي ثمنًا لما جرى لها".لقد رأى عز عمر مرةً في المستشفى، رغم أنها كانت لحظة عابرة، إلا أنها تركت أثرًا عميقًا في نفسه، وكانت واضحة المعالم، فالرجل يبدو عليه أنه طيب ونبيل.سألت السيدة مها بقلق وقد وقعت عيناها على ساقه."بُنيّ، ساقك...؟"ومن الغرفة التي خلف عز، خرج تباعًا مجموعة من الرجال طوال القامة، منهم من
Baca selengkapnya

الفصل 547

رفعت سارة عينيها لتنظر، فإذا بشاب طويل القامة نحيل البنية يقترب منها وهو يعرج قليلًا، كانت ملامحه تشبه ملامح فَاتِن إلى حدٍّ كبير.غير أنّ على الوجه المتشابه، سكنت روحان متباينتان، فواحدة حيوية مشرقة، والثانية مكسوة بغلالة من الحزن والبرودة.حين لاحظ نظرات سارة، أومأ لها الشاب برأسه قائلًا بأدب: "أعتذر لكِ يا سيدة سارة، والدتي لم تكن على علمٍ بما حدث، فشوشَتْ عليكم بغير قصد."كان محمود قد أخبره بكل ما جرى، وهو يعرف الآن تفاصيل ما حدث، لكنه أخفى الأمر عن والدته حتى لا يُحزنها، ولم يتوقّع أن تأتي بنفسها إلى هنا.نظرت سارة إليه برقة وقالت بصوتٍ خافت: "أنتَ إذن عمر، لقد سمعتُ عنك من أختكِ فَاتِن."كان الشاب الوسيم يبدو منهكًا، وعيناه محمرّتان من السهر، ولا تزال ساقه مصابة، إذ كان يقترب منها مترنحًا.ولم تكن سارة قد استوعبت الموقف بعد، حتى فوجئت بعمر يسقط على ركبتيه أمامها فجأة، ارتطم جسده بالأرض بقوة تُسمع، كأنّما يحمل على كاهله ذنبًا لا يُغتفر.انخفض رأسه بتواضع شديد، كأنّه مذنب يُقرّ بخطيئته، وصوته خافت يقطر ندمًا: "أنا أعرف ما جرى بالتفصيل، كلّه بسببي، أنا مَن تسبّب في إيذاء أختي، وأذيت
Baca selengkapnya

الفصل 548

خرج أحمد لتوّه من الحمّام بعدما بدّل ملابسه، وانطلق إلى المستشفى بنشاطٍ وقد استعاد انتعاشه.حتى قبل أن يدخل، سأل بقلق: "كيف حالها؟"أجابه خالد سريعًا: "أمر غريب، السيدة لم تُثر أي ضجّة، بل طلبت طعامًا إضافيًّا من تلقاء نفسها"."ألم تقل شيئًا؟""سألت عن حالة المصابين من الإخوة، وتحرّت عن عدد الأشخاص الذين تم القبض عليهم، وهل من بينهم أحد يُدعى كريم أو شيء من هذا القبيل، طوال الوقت كانت هادئة جدًا"."وماذا قلتَ لها؟""أجبتُ بما حدث، أخبرتُها أن كريم هرب، والبقية محتجزون ويخضعون لاستجواب قاسٍ، ولم تُعلّق كثيرًا، فقط قالت إنها متعبة وتريد أن تنام".حكّ خالد رأسه بقلق: "سيّدي، لا أعلم ما الذي تمرّ به السيدة، لكنها هادئة إلى حدٍّ مخيف، هدوؤها يجعل جسدي يقشعر".قال أحمد وقد بدا عليه بعض الارتياح: "يبدو أنها لم تكذب عليّ".في الحقيقة، كان يخشى أن تكون سارة قد خطّطت لإبعاده من أجل أن تُنهي حياتها، لكن من الواضح أنها قد تجاوزت تلك المرحلة فعلًا.دخل الغرفة بخطى خفيفة، وكانت سارة على السرير قد فتحت عينيها.ابتسمت بعينيها الهادئتين وقد بدا عليهما ثباتٌ غير مألوف، وقالت له: "كنتُ أعلم أنك لن ترتاح،
Baca selengkapnya

الفصل 549

"حبيبتي سارة، أنا لا أنحاز لأي أحد عن قصد، فهذه ليست طريقة منظمة الحشرات السامة، لو كانت تريد حقًّا قتلكِ، لكانت بكل سهولة دسّت لكِ السم في طعامكِ، أما هذه الطريقة فلا تشبه أسلوبهم في شيء، أنتِ تعرفين أن زعيمة المنظمة الآن هي ياسمين، ومنذ وفاة العم يوسف، غادرت مع المنظمة مدينة الشمال، حتى زهرة، هي الأخرى قد غادرت قبل عدّة أشهر."شدّ أحمد يد سارة برفق، ونظر إليها بعينين هادئتين وقال: "من استطاع أن يشتري رجال منظمة أكس السوداء لا يملك فقط ثروة ضخمة، بل أيضًا يلمّ بكافة طرق التعامل معهم، أسلوب هذا الشخص مباشر، قاسٍ، لا يعرف الرحمة، سارة، فكّري جيدًا، هل هناك من أسأتِ إليه؟"هزّت سارة رأسها: "أنت تعرف ماضيّ جيّدًا، لم أُكمل حتى دراستي الجامعية، تزوّجت سرًّا وأنا لا أزال طالبة، كيف لي أن أُغضب أحدًا؟ وهل من السهل أن يُنفق أحدهم عشرة ملايين من أجل قتلي؟"عقد أحمد حاجبيه وقال: "أظنّ أن للأمر علاقة بعائلتكِ الأصلية، فبعد إصابة السيدة نور بسرطان الدم، واكتشافكم عبر تحاليل الحمض النووي أنكِ لستِ ابنتهم، ربما أراد أحدهم أن يوقفكِ عن الاستمرار في البحث، لذلك، قرر أن يقطع الطريق بقتلك، طالما أنكِ م
Baca selengkapnya

الفصل 550

لم يكن في عيني سارة أي صفاء ولا هدوء، بل لمعة مجنونة مملوءة بهوسٍ لا ينتهي.جبل إتنا، ما هو هذا المكان؟ هناك يُطلق عليه في أوساط المهنيين اسم "جزيرة الموت"، وهو قاعدة سرّية لتدريب العملاء السريين، ومن يدخله يكون كمن كتب عليه الهلاك، فلا يخرج منه إلا القليل.ومن أولئك الذين يتدربون هناك؟إما أيتام لا يعرفون والدًا ولا أمًا، أو أطفال فقدوا ديارهم في الحروب، كلهم أناس بلا سند.أغلبهم يدخلون في سن مبكرة للغاية، وأمثال سارة في عمرها هذا قليلون، وإن وجدوا، فلا بد أن تكون لهم خلفية قوية تؤهلهم لذلك.أن تندفع إلى هناك بتلك الطريقة، فالأمر لا يعني سوى موتٍ محتوم، لذا لم يكن غريبًا أن تكون ردة فعل أحمد عنيفة.قال أحمد بلطف: "حبيبتي سارة، لا تفكّري بهذه الطريقة، حلمكِ كان بناء مستشفى للفقراء، صحيح أن صفاء غيّرت اسمه، لكنه قد بدأ العمل فيه بالفعل، والمستشفى الآن يعمل بكوادر من أمهر الأطباء من داخل البلاد وخارجها، كما أنني أسّستُ مؤسسة خيرية لدعم المحتاجين في العلاج، حتى الآن استفاد أكثر من مئة شخص، من بينهم أطفال من ذوي الإعاقة السمعية، كما أنشأنا صندوقًا خاصًا بكبار السن، هذا العالم قد لا يكون مث
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
525354555657
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status