انهار العالم النفسي لسارة تمامًا، وكان فقدان الطفلين هو القشة الأخيرة التي قصمت ظهرها.بقدر ما كانت تتوق إلى قدوم الطفلين، بقدر ما كانت حزنًا ينهش قلبها حتى العظم.تساقطت دموعها مع دمائها في آنٍ واحد، كانت سارة قابعة على السرير، تقبض بشدة على شعرها وتصرخ من أعماق روحها، "أحمد، ما كان ينبغي أن تُنقذني، الحياة مؤلمةٌ للغاية!"لم تعد قادرةً على فهم جدوى بقائها على قيد الحياة.وجودها بات لعنةً على كل من حولها، لا تجلب معهم إلا المصائب.احتضنها أحمد مرة أخرى بقوة، وقال بصوتٍ منخفض: "هل تريدين أن تعرفي لماذا أنقذتكِ؟ حسنًا، سأخبركِ الآن لماذا."قال ذلك ثم انحنى ليساعدها على ارتداء جواربها وحذائها، ثم رفعها بين ذراعيه بحنانٍ لا يليق إلا بمن يحب حتى فناء نفسه."إلى أين تأخذني؟""ستعرفين بعد قليل."حملها أحمد إلى إحدى غرف المرضى، كانت غرفة مشتركة تضم ثلاثة أسرّة، جميع من فيها كانوا ملفوفين بالضمادات، وبعضهم كانت أطرافه موضوعة في الجبس.في تلك اللحظة، كان عز على وشك التوجّه إلى الحمّام، رصاصته كانت في الساق، فلم يكن بوسعه سوى الاتكاء على عكازٍ والقفز على قدمٍ واحدة.ولمّا رأى من يقف على باب الغر
Baca selengkapnya