Semua Bab حب كالضباب يتبدد: Bab 11 - Bab 20

"عذرًا، عمّي وعمّتي، لقد تأخرت."أمير الشمالي لم يبدأ في التفسير بعد، ولكن فاطمة الزهراء قد صاحت بالفعل."متسول؟ ليلى العابد، هل أنتِ متأكدة أنكِ ستتزوجين من متسول؟"كان صوتها عالٍ جدًا، وكل من كان حاضرًا سمع بوضوح.سالم النعيم قال بتململ: "ليلى العابد، حتى لو كنتِ تريدين إثارة غضبي، لا ينبغي أن تختاري متسولًا ليحل مكانه! هل تعتقدين أن هذا ممتع؟"أمير الشمالي عبس حاجبيه، وانحنى لينظر إلى نفسه.لقد تعرض لحادث سيارة، وأنقذ امرأة مسنّة من تحت السيارة، لذلك كان في هذه الحالة المزرية.لكنهم اعتقدوا أنه متسول، وهذا بالفعل كان مبالغًا فيه.لم يكن لديه رغبة في الشرح، فرفع نظره إلى عروسه.كانت ذات قامة ممشوقة، وأسلوبها راقٍ، وجمالها لا يحتاج إلى مزيد من الوصف.لكن شخصيتها، لا يعرف كيف يصفها."حتى لو كان متسولًا، سأكون زوجته اليوم!"ليلى العابد لم تتردد، فاقتربت منه وأمسكت بذراعه."سالم النعيم، دعني أقدم لك، هذا هو زوجي، أمير الشمالي.""أمير الشمالي؟"تجمد سالم النعيم في مكانه، كان يتذكر بشكل غير واضح أنه سمع عن هذا الاسم من قبل.لقد أخبرته ليلى العابد بأنها كانت مخطوبة لابن عائلة تقليدية، وكان

"أيها السيد، إذا استمريت في الفوضى، فلا تلومنا إذا أصبحنا غير لطيفين."لكن سالم النعيم لم يستمع، فتقدم والد ليلى العابد أولًا وأعطاه لكمة."سالم النعيم، لقد تحملتك بما فيه الكفاية. كنت مع ابنتي لمدة خمس سنوات، ولم تتزوجها، وهذا مقبول، لكنك خدعتها، وأخبرتها بتأجيل موعد الزفاف، بينما في الواقع كنت تستخدم مكان زفافها لتتزوج من امرأة أخرى! ابنتي كانت طيبة معك، لكنك خدعتها مرارًا وتكرارًا! إذا استمريت في الفوضى، سأضربك حتى الموت نيابة عن ابنتي!""لن أذهب، لن أذهب، أريد أن أتزوج ليلى العابد، يا عم، إذا وافقتَ، سأتزوجها اليوم، وأقسم أنني سأكون مخلصًا لها طوال حياتي!"تدمر وجهه من الضرب، لكنه ما زال يرفض المغادرة.كان والد أمير الشمالي رجلًا له وزنه، فأعطى إشارة بعينه، وتقدم رجال ليوجهوا ضربات شديدة إلى سالم النعيم.ورغم أنه كان قد بدأ ينزف من فمه، إلا أن سالم النعيم ما زال يرفض المغادرة.تحدثت فاطمة الزهراء في هذا الوقت: "ليلى العابد، هل ستظلين هنا وتنظرين إلى سالم وهو يُضرب؟ هو أصبح هكذا من أجلك، هل أنتِ راضية؟"نظرت ليلى العابد إلى سالم النعيم حيث كان وجهه مليئًا بالكدمات والدماء، ثم مشيت ن

كان سالم النعيم يركض، وفاطمة الزهراء خلفه، ترتدي فستان الزفاف، وهي في حالة مزرية."سالم، انتظرني، لا أستطيع الركض بعد الآن!"ألقى أمير الشمالي نظرة على ليلى العابد، وقال: "هل تريدين—""لا داعي."لم يكمل كلامه، إذ قاطعته ليلى العابد.سحبت نظرها بلا تعبير وقالت بصوت هادئ: "قُد السيارة."لم يتردد أمير الشمالي، فضغط على دواسة الوقود وانطلقت السيارة بسرعة.لم يلحق سالم النعيم بهما، ووقف في مكانه عاجزًا.ركضت فاطمة الزهراء نحوه، وأمسكت به بكل قوة، وقالت: "سالم، ليلى العابد تزوجت، لا تلاحقها بعد الآن، من فضلك. دعنا نعود، فالضيوف في انتظارنا للعودة لإتمام زفافنا!""زفاف؟ زفاف ماذا؟"ضحك سالم النعيم بسخرية، وقال: "ألا ترى؟ ليلى رحلت، هي ذهبت مع رجل آخر.""نعم، ليلى العابد رحلت، ولكنني هنا، ألم تعدني بأنك ستتزوجني اليوم؟ أليس كذلك؟"رتبت فاطمة الزهراء شعرها المتناثر، وحاولت أن تبتسم ابتسامة ضعيفة."لنعد إلى البيت، سنرتبط الآن.""اذهبي، لن أتزوجك."لم يعرها سالم النعيم اهتمامًا، بدأ يمشي خطوة بخطوة، كجثة بلا روح، وعيناه بلا بريق، يسير بلا هدف.رأت فاطمة الزهراء حالته هذه، ففزعت."أرجوك، لا تفعل ه

وصل الاثنان إلى المستشفى، خرج سالم النعيم للتو من غرفة العمليات، فاقدًا الوعي.كانت فاطمة الزهراء لا تزال ترتدي فستان الزفاف، جالسة في حالة من الذهول أمام سرير المريض.عندما رأت ليلى العابد، اندفعت نحوها مباشرة، وكادت أظافرها الحادة أن تخدش وجه ليلى العابد."لماذا؟ لماذا يجب أن تدمروا زواجي من سالم؟"وقف أمير الشمالي أمام فاطمة الزهراء، فانهارت باكية."أنتِ تنظرين إلى سالم وهو فاقد الوعي، وترين أنه لا يريد الزواج مني، وأنه لا يزال يفكر فيك، أليس هذا يرضيك؟"عبست ليلى العابد وذهبت إلى جانب سرير سالم النعيم متجاهلة تصرفاتها.كان وجهه شاحبًا، وعيناه مغلقتان، وكأنه فعلاً ميت."إذا كانت العملية ناجحة، أليس من المفترض أنه سيكون بخير؟""ليلى، ليلى."هو مغلق عينيه، ينادي باسم ليلى العابد.كان سالم النعيم في حالة ألم، ويداه تتحركان في الهواء باستمرار، كأنه يحاول الإمساك بشيء.مدّت فاطمة الزهراء يدها، وامسكت بيده بقلق."سالم، أنا هنا.""ليلى، أنتِ ليست ليلى!"أفلت يد فاطمة الزهراء، وبدأت مشاعره تتصاعد.دخلت الممرضة، "ألم تسمعوا المريض ينادي ليلى؟ من منكم هي ليلى؟ اذهبوا وهدئوا المريض، ألا ترون أ

بعد مغادرة ليلى العابد، شعر سالم النعيم وكأنه يعيش في جحيم.أراد النهوض من السرير، لكن الممرضة منعتهم."سيد النعيم، جرحك لم يشف بعد، وصحتك لم تتحسن، من الأفضل أن تبقى مستلقيًا على السرير.""أريد أن أذهب للبحث عن ليلى، أريد أن أراها، لا تمنعيني!""هل تقصد الفتاة التي كانت معك الليلة الماضية؟ لقد غادرت مع زوجها بالسيارة."جملة واحدة من الممرضة جعلت سالم النعيم يستفيق قليلاً.زوج؟زوجها؟ليلى العابد تزوجت، إنها حقًا تزوجت.لقد تزوجت من رجل آخر!لا، طالما لم يحصلوا على شهادة زواج، فهم ليسوا متزوجين!"إنه ليس زوجها، أنا زوج ليلى! أنا زوج ليلى العابد!"كان عاطفيًا، ولم تستطع الممرضة فعل شيء تجاهه.في تلك اللحظة، دخلت فاطمة الزهراء بحماس."سالم، أنا حامل!"كأن صاعقة ضربته، جلس سالم النعيم على السرير، غير قادر على الحركة.نظر إليها غير مصدق، "ماذا تقولين؟""أنا حامل، أنا حامل بطفلنا!"فاطمة الزهراء قفزت بحماس إلى أحضان سالم النعيم، لقد انتظرت طويلًا، وأخيرًا جاء هذا اليوم!"مستحيل! ألم أجعلك تأخذين الدواء؟"أمسك سالم النعيم بذراعها، ووجهه مليء بالغم.ضغطت فاطمة الزهراء شفتيها، وخفضت رأسها، وقا