"رنا السعدي عادت إلى البلاد، فلنطلّق."بوجهٍ جامد، ناولت زوجي كريم الدليمي اتفاق الطلاق الذي كنت قد وقّعت عليه.بدت على وجهه دهشةٌ عابرة، لكنّه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، ووقّع اسمه بخبرة المعتاد.كانت هذه المرة الأولى التي أنا من قدّمت له اتفاقَ الطلاق.ومع ذلك، كرّر ما فعله في المرات الست السابقة، قالها بلا اكتراث:"بعد شهر، عندما تغادر، سأتزوّجك من جديد."لو كان هذا في الماضي، لما منحني كلامه أيَّ شعورٍ بالأمان، وكنتُ لأجبره على أن يقسم بأغلظ الأيمان ويكتب بيننا تعهّدا مكتوبا.لكنّ هذه المرّة، بقي قلبي ساكنا بلا موجٍ، ولم أشعر حتى برغبةٍ في الردّ."ريما الطائي، هل تسمعينني؟"قطّب كريم حاجبيه، يبدو أنه لم يعجبه صمتي.لم أجد ما أقول، فاكتفيتُ بإيماءة خفيفة برأسي."نعم."لكن يدي لم تتوقف، كنت أطوي ملابسي وأضعها في الحقيبة واحدة تلو الأخرى.إذا قال كريم إنه سيتزوجني مجددًا، فسيفعل ذلك فعلًا.هو معروف في مجاله بأنه لا يخلف وعده، وهذا أمر لا شك فيه.وربما لهذا السبب لم نكن نُشبه الأزواج أصلًا، بل كنّا كطرفين في عقد يُجدّد ويُفسخ بانتظام، نوقّع فيه، في المواعيد المحدّدة، أوراقًا تُسمّى عق
Read more