Short
حين انتهى الحب السابع‬

حين انتهى الحب السابع‬

By:  المرأة الحادة القلمCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
10Chapters
30views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

تزوجتُ من الرجل نفسه سبع مرات. وهو أيضًا طلّقني سبع مرات من أجل المرأة نفسها، فقط ليتمكّن من قضاء عطلته مع حبيبته القديمة بحرية، ولكي يحميها من ألسنة الناس وإشاعاتهم. في الطلاق الأول، شققتُ معصمي محاوِلةً الانتحار لإبقائه إلى جانبي، نُقلتُ بسيارة الإسعاف إلى المستشفى، لكنّه لم يزرني، ولم يلق عليّ نظرة واحدة. في الطلاق الثاني، خفضتُ من قدري وتقدّمتُ إلى شركته طالبةً العمل كمساعدة له، فقط لأحظى بفرصة أراه فيها ولو للحظة واحدة. في الطلاق السادس، كنتُ قد تعلّمتُ أن أجمع أغراضي بهدوء واستسلام، وأغادر بيت الزوجية الذي كان بيني وبينه دون ضجيج. انفعالاتي، وتراجعي المتكرر، واستسلامي البارد، قوبلت في كل مرة بعودةٍ مؤقتة وزواجٍ جديد في موعده، ثم بتكرار اللعبة نفسها من جديد. لكن في هذه المرّة، وبعد أن علمتُ بأنّ حبيبته القديمة كانت على وشك العودة إلى البلاد، ناولتُه بيدي اتفاق الطلاق. كما اعتاد، حدّد موعدا جديدا لزواجنا، لكنّه لم يكن يعلم أنني هذه المرة سأرحل إلى الأبد.‬

View More

Chapter 1

الفصل 1‬‬

"رنا السعدي عادت إلى البلاد، فلنطلّق."

بوجهٍ جامد، ناولت زوجي كريم الدليمي اتفاق الطلاق الذي كنت قد وقّعت عليه.

بدت على وجهه دهشةٌ عابرة، لكنّه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، ووقّع اسمه بخبرة المعتاد.

كانت هذه المرة الأولى التي أنا من قدّمت له اتفاقَ الطلاق.

ومع ذلك، كرّر ما فعله في المرات الست السابقة، قالها بلا اكتراث:

"بعد شهر، عندما تغادر، سأتزوّجك من جديد."

لو كان هذا في الماضي، لما منحني كلامه أيَّ شعورٍ بالأمان، وكنتُ لأجبره على أن يقسم بأغلظ الأيمان ويكتب بيننا تعهّدا مكتوبا.

لكنّ هذه المرّة، بقي قلبي ساكنا بلا موجٍ، ولم أشعر حتى برغبةٍ في الردّ.

"ريما الطائي، هل تسمعينني؟"

قطّب كريم حاجبيه، يبدو أنه لم يعجبه صمتي.

لم أجد ما أقول، فاكتفيتُ بإيماءة خفيفة برأسي.

"نعم."

لكن يدي لم تتوقف، كنت أطوي ملابسي وأضعها في الحقيبة واحدة تلو الأخرى.

إذا قال كريم إنه سيتزوجني مجددًا، فسيفعل ذلك فعلًا.

هو معروف في مجاله بأنه لا يخلف وعده، وهذا أمر لا شك فيه.

وربما لهذا السبب لم نكن نُشبه الأزواج أصلًا، بل كنّا كطرفين في عقد يُجدّد ويُفسخ بانتظام، نوقّع فيه، في المواعيد المحدّدة، أوراقًا تُسمّى عقد الزواج ووثيقة الطلاق، كما لو كان الأمر مجرّد إجراءٍ روتينيّ.

عقد كهذا يُوقَّع مرتين في السنة، وحتى الآن، كنت قد وقّعت اثني عشر عقدا.

ما زلت أذكر يوم الزفاف حين قال لي إنه لن يخونني ما دمنا متزوجين.

وقد وفى بوعده فعلًا.

ففي النهاية، بعد الطلاق، هو حرّ في أن يكون مع من يشاء.

ولم يكن الثمن سوى أن أُصبح معروفة في محيطنا بأنني مجرّد لعبة بين يديه، يستدعيني متى شاء ويُبعدني متى أراد.

تصرفي غير المعتاد اليوم، على ما يبدو، أربكه وجعله لا يعرف كيف يتصرّف.

ففي النهاية، في المرات السابقة من الطلاق، كنتُ أتصرف بانفعال وجنون إلى حدّ أنني آذيت نفسي، ولا تزال تلك الصورة عالقة في ذهنه لا تفارقه.

كان ينظر إليّ وأنا أجمع حقيبتي بسرعةٍ ومهارة أكبر من المرّة السابقة، وقال بنبرة مترددة فيها شيءٌ من الحرج:

"ربما هذه المرة أكون أنا من ينتقل في مكان آخر..."

صوت إغلاق الحقيبة الكبيرة قطع كلماته.

"اتّفقت مع صديقتي المقربة، سأسكن عندها بضعة أيام."

وكأنّه تذكر شيئا مزعجا، فتغيّر وجهه وبدت عليه الكآبة أكثر من قبل.

"لا تعودي مجددا تمثّلين دور اللامبالية لتجذبيني أكثر، هل تنوين التنكّر كمُساعدة والتسلّل إلى الشركة لتراقبيني؟"

"ريما، ألا يمكنك أن تشغلي نفسك بشيء آخر؟ هل حياتك تتوقف من دون رجل؟"

فهمت فورًا ما يقصده، هو فقط لا يريدني أن أقترب من شركته لأعكّر صفوه مع رنا.

فهي نادرًا ما تعود رنا إلى البلاد، ومن الطبيعي أن يرغب كريم أن تبقى إلى جانبه كمساعدته الخاصة طوال الوقت.‬
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
10 Chapters
الفصل 1‬‬
"رنا السعدي عادت إلى البلاد، فلنطلّق."بوجهٍ جامد، ناولت زوجي كريم الدليمي اتفاق الطلاق الذي كنت قد وقّعت عليه.بدت على وجهه دهشةٌ عابرة، لكنّه سرعان ما استعاد رباطة جأشه، ووقّع اسمه بخبرة المعتاد.كانت هذه المرة الأولى التي أنا من قدّمت له اتفاقَ الطلاق.ومع ذلك، كرّر ما فعله في المرات الست السابقة، قالها بلا اكتراث:"بعد شهر، عندما تغادر، سأتزوّجك من جديد."لو كان هذا في الماضي، لما منحني كلامه أيَّ شعورٍ بالأمان، وكنتُ لأجبره على أن يقسم بأغلظ الأيمان ويكتب بيننا تعهّدا مكتوبا.لكنّ هذه المرّة، بقي قلبي ساكنا بلا موجٍ، ولم أشعر حتى برغبةٍ في الردّ."ريما الطائي، هل تسمعينني؟"قطّب كريم حاجبيه، يبدو أنه لم يعجبه صمتي.لم أجد ما أقول، فاكتفيتُ بإيماءة خفيفة برأسي."نعم."لكن يدي لم تتوقف، كنت أطوي ملابسي وأضعها في الحقيبة واحدة تلو الأخرى.إذا قال كريم إنه سيتزوجني مجددًا، فسيفعل ذلك فعلًا.هو معروف في مجاله بأنه لا يخلف وعده، وهذا أمر لا شك فيه.وربما لهذا السبب لم نكن نُشبه الأزواج أصلًا، بل كنّا كطرفين في عقد يُجدّد ويُفسخ بانتظام، نوقّع فيه، في المواعيد المحدّدة، أوراقًا تُسمّى عق
Read more
‫الفصل 2‬
بعد طلاقي الثاني، تم قبولي كَمُساعدةٍ لكريم. كنت أحمل كوب اللاتيه بنكهته المفضّلة، ودخلت مكتبه مفعمةً بالأمل.لكنّ المشهد الذي رأيته كان صاعقًا: رنا جالسة على ركبتيه، وهما يتبادلان قبلةً عميقة.لم أتمالك نفسي، فاندفعت نحو رنا أتشاجر معها، لكن كريم صفعني بقسوة حتى سقطت أرضًا.وخارج المكتب، احتشد الموظفون يتفرّجون.ظنّ الجميع أنني ما زلت زوجة الرئيس التنفيذي، فكانت نظراتهم إلى رنا مليئة بالاحتقار.ولكي يحمي رنا من القيل والقال، انتزع كريم حقيبتي رغم بكائي وتوسّلي، وأفرغ محتواها على الأرض.كانت وثيقةُ الطلاق كجرح مفتوح في العلن، كشفت أمام الجميع انهيار ما بيني وبين كريم.ومنذ ذلك اليوم، صار كريم كلّما طلّقني ينشر خبر الطلاق على حسابه في مواقع التواصل على مرأى من الجميع.الكل يعلم أنه يحب رنا، وأنني أنا التي لا تعرف الكرامة، أتشبّث به رغم كل شيء.لكن هذه المرة، كان قلقه زائداً عن الحد.حملت حقيبتي دون تردّد وقلت ببرود:"اطمئن، لن أزعجكما بعد الآن."تأمّلني كريم لحظةً بشيءٍ من الشك، فلما رأى قدمي تتجاوز عتبة الباب بدا عليه القلق وناداني على عجلٍ ليذكّرني:"لا تنسي، الثالث عشر من الشهر القاد
Read more
‫الفصل 3‬
نادت رنا عليه مرات كثيرة، حتى بدا في صوتها ضيق واضح، عندها فقط أعاد نظره بتردد وبطء.كنت أظن أن لقائي بكريم في المطعم سيكون آخر ما يجمعنا قبل سفرنا إلى الخارج.لكن في الليلة نفسها التي قدمت فيها استقالتي رسميًا من عملي كمساعدته، تلقيت مكالمة فيديو منه.كان الأمر غريبًا إلى حد أنني كدت أقطع الاتصال فورًا، لكنني تماسكت بصعوبة وضغطت على خيار الصوت فقط.جاء صوته يحمل نبرة استياء واضحة:"لماذا حولتِها إلى صوت فقط؟"أجبته بلا اكتراث:"لم أضع مكياجا، وليس من المناسب أن أظهر في مكالمة مرئيّة."في الحقيقة، ما إن قلتها حتى ندمت، لأنّ المرأة دائما ما تتجمّل لمن تحبّ، فكلامي بدا كما لو أنّني أردتُ أن أُعجبه.ابتسم كريم فعلاً، وبدا مسرورًا فجأة."نحن زوجان منذ زمن، أليس كذلك؟ ما الذي لم أرك فيه بعد؟"كان صوته يحمل شيئًا من الدعابة التي جعلتني أنفر، فسألته ببرود:"هل هناك أمر تود قوله؟"استشعرَ الرجل بحدسه نبرةَ الجفاء في صوتي، فاعتدل في جلسته بعد أن تخلّى عن ملامحه المتكاسلة، وسألني:"سمعت من قسم الموارد البشرية أنكِ استقلتِ؟"أجبت بـ"نعم" قصيرة، دون نية للتوضيح.ساد الصمت للحظة.قال بنبرة فيها مزا
Read more
‫الفصل 4‬
ترددت شائعات تقول إن شجارهما كان بسببي.اكتفيت بالابتسامة بلا مبالاة حين سمعت ذلك.لم أعد تلك المحاربة العاشقة التي كانت تدخل منشوراتهما على إنستغرام مئات المرات في اليوم، فقط لتلتقط أي تلميح من كريم أو رنا أو حتى من أصدقائهما المشتركين، لكي تكون أول من يظهر إلى جانب كريم إن ظهرت أي شرارة خلاف بينهما، وتقول له: أنا من أحبك حقًا.العاشقان حين يختلفان، يتصالحان سريعًا على وسادتهما.وماذا لو كان الأمر بسببي؟ ألم أكن دائمًا جزءًا من لعبتهما منذ البداية؟لكن منذ ذلك اليوم، بدأ كريم يتصل بي أكثر فأكثر، غير أنني كنت إما أرفض المكالمة فورًا، أو أعتذر بحجج مختلفة عن لقائه.حتى جاء اليوم السابق لسفري، حين دعاني كريم لحضور حفل غنائي.قال لي: "لقد حجزت التذاكر، فلنلتق الليلة، أرجوك، لا تغيبي عن الموعد؟"وأضاف بصوت متوسل: "اليوم ذكرى زواجنا، لن ترفضيني مجددًا، أليس كذلك؟"لم يسبق له أن كلّمني بهذه اللهجة المتوسّلة.كان في الماضي يفتح حديثًا عابرًا، يخطو نحوي خطوة واحدة، فأهرع أنا نحوه بكل ما فيَّ من لهفة سعيا وراء رضاه لأقطع التسع والتسعين خطوة المتبقية، ثم أكتشف في النهاية أنه حتى تلك الخطوة الوحي
Read more
‫الفصل 5‬
"وداعًا، يا زوجي السابق."أغلقت الهاتف بحسم، ثم أطفأت الجهاز تمامًا.بينما كنت أستمع إلى هدير محركات الطائرة، شعرت أخيرًا بأن الغبار قد سكن، وأن روحي تحررت.كان كريم واقفًا في منزل نورا، ممسكًا بالهاتف الذي انقطع الاتصال منه، وعيناه شاردتان.كان صوته مبحوحا، كأنّه يُصارع مشاعر يريد إخفاءها."إلى أين ذهبت؟"احتضنت نورا ذراعيها وسخرت قائلة:"الآن فقط تذكرت أن تسأل؟""لقد رحلت.""...رحلت؟ ماذا تعنين؟""إلى أين ذهبت؟!"رفعت نورا كتفيها وابتسمت بمكر."هل تظن أنني سأخبرك؟"تجمدت نظرات كريم فجأة، وبرود صوته كان كحد السيف: "نورا، ليس لدي وقت لألعابك.""أوه، السيد كريم، يبدو أنك بدأت تفقد أعصابك؟"دارت بعينيها ثم تقدمت نحو الباب وفتحته بقوة."اخرج، مكاني ليس مفتوحًا لك."بقي كريم واقفًا في مكانه، وجهه متقلب بين الغضب والذهول."اتفقنا أن نعيد زواجنا اليوم، لا يمكنها أن تختفي هكذا.""إعادة زواج؟"وضعت نورا يدها على فمها بطريقة مبالغ فيها وضحكت بسخرية."يا سيد كريم، هل تظن أن عقد الزواج بطاقة نقاط من السوبرماركت؟ تجمع سبع مرات لتحصل على جائزة؟"تقلصت حدقة كريم فجأة، كأن كلماتها أصابت جرحًا دفينًا
Read more
‫الفصل 6‬
كان صوته أجشًّا، وعيناه حمراوان كأنّه أدرك أخيرًا أنّ هذه المرّة، أنا فعلاً لم أعد أريده.عاد كريم إلى المنزل بخطوات آلية، وما إن فتح الباب حتى استقبله عبير الطعام المألوف.رائحة حساء لحم الضأن بالخضار العذب، الطبق الذي كانت ريما تتقنه أكثر من أي شيء آخر.خفق قلبه بقوة، ومرّ في عينيه بريق من الفرح الجامح.قال بصوت مرتجف: "ريما؟ عدتِ؟"اندفع نحو المطبخ متعثر الخطوات، تغمر عينيه البهجة والتوق، لكنّ ملامحه تجمّدت في لحظة حين رأى من هناك، وتلاشت ابتسامته شيئًا فشيئًا.ليست هي.كانت رنا ترتدي منامة حريرية بيضاء، تقلب الحساء في القدر ببطء. وحين رأته، أشرقت ابتسامة حلوة على وجهها.قالت بلطف: "عدت يا كريم؟"تلاشت كلّ التوقّعات في لحظة.تجمّد وجه كريم وتبدّل لونه إلى البرود.قال ببرود واضح: "ألم تعودي إلى بلدك؟"لقد تذكّر بوضوح أنّه هو من أوصل رنا بنفسه إلى الطائرة.قالت بابتسامة خفيفة: "عدت من جديد."وضعت الملعقة جانبًا، وتقدّمت نحوه بخطوات هادئة، وأصابعها الرقيقة لامست صدره."كريم، لم أستطع فراقك... أريد أن أكون معك.""هذه المرة، لن أرحل."رفعت رأسها وعيناها تتلألآن بإصرار لا يلين."لنتزوّج."
Read more
‫الفصل 7‬
"أنتِ الآن، فورًا، غادري البلاد!"أخرج هاتفه واتصل بالحراس الشخصيين."تعالوا حالًا، وخذوا الآنسة رنا إلى المكان الذي تنتمي إليه."استبد الذعر برنا تمامًا."لا يمكنك أن تفعل بي هذا يا كريم! أنا أحببتك كثيرًا—"لكن ما أجابها كان صوت الباب البارد وهو يُفتح.حملها حارسان بملابس سوداء وجرّاها إلى الخارج، وصدى صراخها تلاشى في ظلمة الليل.وقف كريم في مكانه، ينظر إلى وعاء الحساء المقلوب على الأرض، ثم انحنى ببطء.انتشرت رائحة حساء لحم الضأن بالخضار في الهواء...تمامًا كالشخص الذي لن يعود أبدًا.عندما هبطت الطائرة على مدرج بلدٍ غريب، نظرت من النافذة إلى المناظر المجهولة، وشعرت كأنني في عالم آخر.ما إن خرجت من الممر حتى رأيت ظل والدي المنحني قليلًا.ذلك العملاق التجاري الذي كان يومًا رمز القوة والطموح، أصبح اليوم شعره أبيض تمامًا، وعيناه احمرّتا حين رآني.حين قررت مجموعة الطائي الانتقال إلى الخارج للتوسع، بقيت في الوطن لأتزوج كريم، متحدّية والدي، بل وقطعت علاقتي به.ومنذ ذلك اليوم، لم أرَ عائلتي منذ ست سنوات."أبي..."ارتميت في حضنه ودموعي تخنق صوتي."ابنتك كانت عاقّة، تركت العائلة من أجل رجل خسي
Read more
‫الفصل 8‬
كان يحدّق في الشاشة التي كانت تعرضني وأنا أُصافح أحد مسؤولي وزارة التجارة في دولة أجنبية، تتحرّك حنجرته بعصبية واضحة.قال ببرود: "أخبروا قسم المالية أن يرفعوا فائدة الأسهم المرهونة للبنك بمقدار نقطتين إضافيتين."حين اخترقت الطائرة الخاصة من فئة الصقر طبقة الستراتوسفير، كنتُ في صالة التنفيذيين في فندق الجمال أوقّع على استلام طرد خاص.فتحتُ التغليف المبطّن بالرغوة، فظهرت سبع شهادات زواج مذهّبة، وإلى جانبها سبع شهادات طلاق داكنة، تتلألأ بسخرية تحت الضوء.بينها وُجدت بطاقة صغيرة أرسلتها نورا من الوطن:「قال إنه إن جمع هذه كلَّها، فسيجعلك تعودين إليه. 」ضغطتُ زرّ النداء برفق، ولما جاء النادل ابتسمتُ قائلة: "من فضلك، استخدم آلة التمزيق للتخلص منها."حين وجدني كريم، كنتُ أجلس في مقهى مع شريكي المحتمل في الزواج، وائل العنزي من مجموعة العنزي القابضة.في بيت الزجاج على الجادة الخامسة في مدينة النور، كان وائل يُدير أطراف أصابعه على حافة فنجان القهوة ببطء.على مدى ثلاث سنوات، ذلك الإمبراطور في صفقات الاستحواذ، الذي يطلق عليه في شارع المال لقب "الذئب المجنون"، لم يُظهر صبره هذا إلا أمامي فقط.قال به
Read more
‫الفصل 9‬
أخرج هاتفه من الحقيبة، وشغّل مقطع فيديو.في الصورة، كانت رنا تقف أمام نافذة مستشفى للأمراض النفسية، وجهها متورم ومشوّه بسبب آثار الأدوية الطويلة الأمد، تحدّق إلى الخارج بعينين خاليتين من الحياة.قال بصوت بارد: " أجبرتها على بيع جسدها، ثم أدخلتها المستشفى للأمراض النفسية."تحدّث كريم على عجل: "أنتِ تكرهينها، لذلك جعلتها تدفع الثمن...""أتظن أنني تركتك بسبب رنا؟"ابتسمتُ فجأة."سأقول لك——""لم أعد أهتم، تماما كما لم أعد أهتم بك منذ زمن."أمسك وائل بيدي في اللحظة المناسبة، وتشابكت أصابعنا.رأيتُ نظرات كريم تتركّز على يدينا المتشابكتين، كأنّها لسعته نار.قلتُ بهدوء: "سنتزوج الشهر القادم، وآمل أن تتمنى لنا السعادة حينها."عند سماع ذلك، أشرق وجه وائل، الذي عُرف دائما برزانته، كطفل صغير غمرته السعادة.أما شفاه كريم فبدأت ترتجف، وفجأة اندفع نحوي كمن يغرق، وأمسك بذراعي بقوة."لا... ريما، لا تفعلي! لا يمكنكِ الزواج منه! لقد وعدتِني بأنكِ ستحبّينني إلى الأبد!""أرجوكِ، لا تتركيني، لا تتزوجي غيري!"نظرتُ إليه وقلتُ بهدوء:"قبل سبع سنوات، عندما طلبتَ الطلاق لأول مرة من أجل رنا، كنتُ أنا أيضاً راكعة
Read more
‫الفصل 10‬
هكذا فقط يجب أن يكون الحب.على الرمال الوردية في جزر الياقوت، أضاءت ثلاثمائة مصباح كريستالي الشاطئ الخاص كأنه نهار صاف.كنت أرتدي فستان الزفاف الأحدث من فيرا وانغ، أنظر إلى نفسي في المرآة، أكثر هدوءا ونضجا مما كنت عليه قبل ثلاث سنوات.قالت مصففة الشعر بخفوت: "الآنسة الطائي، هناك سيّد في الخارج..."فقاطعتها نورا بحدّة: "قولي له إن العروس لا تستقبل أحدا."توقفت أصابعي عن ترتيب الطرحة: "هل لا يزال كريم في الخارج؟""منذ ليلة البارحة وهو راكع عند مدخل الشاطئ."قلبت نورا عينيها وقالت: "يهدد بأنه لن ينهض ما لم يركِ، حاول الأمن إبعاده ثلاث مرات بلا جدوى."نظرت من خلال النافذة الزجاجية الضخمة، فرأيت الرجل تحت المطر الغزير، وكان مبللا حتى العظم، وقد تمزق بنطاله الفاخر من احتكاكه بالرمال المرجانية الخشنة، والدم يسيل من ركبتيه.أبعد المظلة السوداء التي حاول الحارس تغطيته بها، كأنه يريد أن يغتسل بالمطر من كل ما أثقله.دخل وائل فجأة وهو يحمل جهازًا لوحيًا.على الشاشة ظهرت بيانات الانهيار اللحظي لأسهم مجموعة الدليمي — قبل نصف ساعة فقط، كانت مجموعة العنزي القابضة قد أنهت شراء آخر سبعة بالمائة من أسهم
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status