All Chapters of ولنا في القدر خبايا: Chapter 11 - Chapter 20

27 Chapters

الفصل الحادي عشر "

أنا مجرد محامٍ، ولست حتى صديقًا للسيدة ليان، فكيف ستخبرني أين ذهبت؟"لم يصدق زياد: "لا، لا بد أنك تعرف مكانها، أخبرني فقط كم تريد؟ سأعطيك ما تطلبه."أخرج دفتر الشيكات من جيبه، وبدأ يكتب شيكًا بعد آخر ويناوله إياه: "كم تريد؟ مئة ألف؟ خمسمئة ألف؟ مليون؟ عشرة ملايين؟"تحدث زياد كالمجنون: "فقط أخبرني أين هي، وسأعطيك أي شيء تريده."لكن المحامي ظلّ ينظر إليه بهدوء" "سيد زياد، أنا حقًا لا أعرف، وحتى لو كنت أعرف، فلن أخبرك. هذه هي أخلاقيات المهنة.""الأخلاقيات؟ تبا لتلك الأخلاقيات! بهذا المال تستطيع فعل أي شيء! ما الحاجة للأخلاقيات؟""عذرًا، أنا حقًا لا أعرف."ثم قال ببرود: "سيد زياد، عليك أن تفهم قصد السيدة ليان، طالما أنها اتخذت قرار الطلاق بالفعل، فلن تسمح لك بإيجادها، فلماذا ستخبرني بمكانها؟""فهمت."وأخيرًا، استسلمأومأ زياد برأسه، وجلس منهارًا على الأريكة: "أستاذ شريف، يمكنك الذهاب الآنحسنًا، أرجو أن توقع في أقرب وقت، حتى لا تجعلني في موقف صعب، سأغادر الآن."بعد خروج المحامي، رن هاتف زياد.ظنّ أنها ليان: "ليان!""هل أنت السيد زياد؟ أنا مديرة أعمال نيرمين، لقد تعرّضت لحادث سيارة ونقلت إل
Read more

الفصل الثاني عشر

قالت في ذهول: "ماذا؟"تجمدت نيرمين في مكانها لوهلة، كأن الصدمة قد سرقت أنفاسها، ثم بدأت تدرك الأمر رويدًا رويدًا، فقد عرفت أخيرا لما كان زياد يبدو مضطربًا في ذلك اليوم، كان ذلك بسبب موت طفل ليان.لمع بريق السرور في عينيها، وظهر على وجهها شبح ابتسامة مخفية.فلقد مات الطفل حقًا! فأي بشرى أسعد من هذا الأمر؟!لقد كانت في حيرة من أمرها كيف يمكنها أن تفرق بين ليان وزياد، والآن بعد موت الطفل فصار الطريق خاليًا لها ويمكنها أن تجتمع مع زياد أخيرًا!قال بغضب وهو يمسك بذراعها وهي تتألم: "لولا أنكِ أصبتِ في تلك الليلة، لما صببت غضبي على ليان، وما كنت لأدفعها عن الدرج، وما كنا لنفقد طفلنا!"كلما طال حديثه، اشتدت قبضته على ذراعها فصرخت من الألم وقالت:"زياد، مهلًا! ما حدث حينها ليس ذنبك، بل ذنب ليان، إنها التي تعمدت أن ترمي الماء عليّ! كما أنك دومًا ما كنت تقول إن ذلك الطفل في داخلها سيُعاقب يومًا ما بذنبها، أليس هذا عقابها؟!"فقال لها بحنقه: "ماذا تقولين؟!"بدا وجهه مظلمًا وشاحبًا، وطغت عليه الدهشة كمن تلقى صفعة فكيف يمكن لفتاة نقية كالثلج مثلها أن تتفوه بمثل هذا القبح؟!سرعان ما انتبهت مديرة أعما
Read more

الفصل الثالث عشر

عاد زياد إلى بيته مسرعًا إلى غرفة النوم وكأن قوة خفية تدفعه إلى هناك.تذكر أن ليان كانت تغادر المنزل حين يتشاجران لكنها دائمًا ما تترك خلفها شيئًا من أمتعتها لكي تتحجج به للعودة فيما بعد، وكأنها تترك بابًا لعودتهما معًا مرة أخرى وهكذا كان يعود كل شيء كما كان.فتح زياد باب خزانتها متأملُا أن يجدها كما عهدها وقد تركت شيئًا خلفها، لكنها لم تفعل فكانت الخزانة خالية كنهر نضب منه الماء ولم يبق به ولو قطرة، لقد رحلت حقًا وتركته هذه المرة.تذكر ما قالته له يومًا، حين أخبرته:"لن أمنحك سوى خمس فرص"كان يظنها تمزح في ذلك الوقت، لكنه أدرك الآن أنها لم تكن وها قد انقضت الفرص الخمس، فكر بداخله هل يمكن أن تمنحه فرصة أخرى؟ هل يمكن أن تعود إليه؟ هل يمكنها أن تسامحه؟جلس طويلًا كالعجوز الذي خارت قواه لا يملك سوى الصمت، ولقد سلب الحزن روحه.ثم اندفع كالمجنون يبحث عن هاتفه ليتصل بها، لكن رقمها قد اختفى من الهاتف، بل وتلاشى من ذاكرته أيضًا.حاول جاهدًا مرارًا أن يسترجعه، أن يتذكر الأرقام التي كان يراها كل يوم لكنه لم يجد سوى رقم نيرمين يطفو في ذهنه، واضحًا كالمنقوش على حجر فقد كان يحفظه عن ظهر قلب طوال هذ
Read more

الفصل الرابع عشر

حين رنّ الهاتف كانت ليان تستلقي على رمال احدى شواطئ المالديف تحت الشمس الدافئة، ضائعة بين النسيان والحنين. كانت تلك المرة الأولى التي ترى بها ليان البحر فسحرها الجو الدافئ والرياح المنعشة. لقد فقدت طفلها الذي هو قطعة من روحها، وحل الحزن على قلبها حتى جاءت إلى هنا فشعرت وكأن البحر يواسيها.كانت تستعد المدربة لمرافقتهم للنزول إلى البحر لكن الهاتف لم يكف عن الرنين، نظرت ليان إلى شاشة الهاتف، لقد عرفت — حتى قبل أن تُجيب —أنه زياد، بالتأكيد لقد اطلع على أوراق الطلاق وعلم بموت طفلهما، لكنها لم ترغب في سماع صوته فأغلقت الاتصال، لكنه كان كالغريق الذي يبحث عن النجاة وظل يعاود الاتصال مرارًا وتكرارًا.قالت لها المدربة وهي تتعجلها قليلًا: "يبدو الأمر عاجلًا يا آنسة، لا بأس، أجبي على هاتفكِ أولًا وسننتظركِ"أخذت نفسًا عميقًا تحاول تهدئة نفسها، وقالت في نفسها: "بعض الكلمات تبقى عالقة لسنوات، لكنها لا تموت، فيجب أن تقال وإن فات الأوان"، ثم أجابت على الهاتف ببرودٍ لم تخففه نسمات البحر الدافئة: "مرحبًا"فأجابها بصوتٍ مضطرب: "ليان، أخيرًا أجبتِ!"شعرت بالدهشة، فكأنها ولو أول مرة تسمع منه نبرة الخوف هذ
Read more

الفصل الخامس عشر

نشأت ليان في الشمال البارد، فجاءت إلى الجنوب لتنعم بالدفيء الذي لطالما أحبته، ولأن زياد كان يسكن في الجنوب أيضًا.لقد تقابلا الاثنان في الجامعة حين كان رئيس اتحاد الطلبة وكانت هي نائبته. رأته أول مرة تحت المطر بمظهره الوسيم وهو يرتدي قميصًا أبيضًا ناصعًا يناسبه تمامًا، كان يستقبل الطلاب الجدد بينما ترتسم على وجهه ابتسامة هادئة، فشعرت بذبذبات قلبها تشبه أوتار الموسيقى.فقررت أن تقترب منه منذ ذلك الحين، فصارت تجتهد في دراستها وتهتم لمظهرها لكي تلفت انتباهه.كانت تعلم أن هناك فتيات كثُر حوله، لكنها لم تكل أو تمل وبقيت إلى جانبه تعشقه في صمتٍ على أمل أن يلتفت لها يومًا، كانت تتبعه بنظراتها الخفية ويمتد حبها له إلى أعماق قلبها حبًا كان يكبر معها لسبع سنوات.وبعد أن أنفصل عن نيرمين، التفت إليها أخيرًا وتزوجها.أخبرته في أول أيام زواجهما بفرح شديد: "زياد، أريد أن نذهب إلى المالديف في شهر العسل، يُقال إن بحرها أزرقًا صافيًا كصفاء العين".أحبته ليان بشدة، لكنه لم يحبها يومًا، لقد تزوجها فقط ليسكت قلبه ويداوي جرحه من ذكرى حبه القديم لا أكثر.مرت سنة على زواجهما، وجاءت ذكرى زواجهما، فقالت له: "ز
Read more

الفصل السادس عشر

قبل ثلاث سنوات حين وقع الاختيار على نيرمين للسفر إلى الخارج لمتابعة دراسة الفنون، حاول زياد أن يثنيها عن الرحيل، لكنها لم تتردد ولم تحيد عن قرارها وقالت له بصرامة تحجب طموحًا شاهقًا: "لننفصل، إن حلمي أن أصبح نجمة سينمائية، وحلمي ليس هنا فلن أسمح لأي حب أن يمنعني عن حلمي".وحين توسل إليها زياد: "سأدعمكِ لتحققي حلمكِ وسأنتظركِ حتى تعودي".هزت رأسها كما لو أن هذا الحديث يجعلها تشعر بالملل وأجابته: "لست متأكدة، فأنا لا أريد وعودًا تقيدني، --فلنكن صريحين- قد أخونك إن طال الغياب وأقابل أحدهم هناك، فلا داعي أن نخدع أنفسنا وليمضي كلًا منا في طريقه". ومضت في طريقها دون أن تلتفت إليه. ثم عادت بعد ثلاث سنوات فجأة كالريح العاصف، وكان زياد قد تزوج بنيرمين، لكنها أرسلت له رسالة: "سأعود غدًا، فلتأتي لاستقبالي".كان زياد صادقًا مع نفسه واعترف — وربما لأول مرة — أنه قلبه اضطرب حين رآها مرة ثانية لكنه لم يكن يشعر بالحنين، بل وقع أسيرًا للذكريات. كانا زياد ونيرمين قد نشأ معًا منذ الطفولة، كانت نيرمين تصغره بثلاث سنوات، فكان يدللها كالأميرات، يحميها من النسمة العابرة.كبرا الأثنان وصارا معًا وامتزج اله
Read more

الفصل السابع عشر

قالت نيرمين: "حسنًا، سأقفز".اندفعت سهير نحوها تحاول أن تمسك بها وهي تصرخ بها: "نيرمين، لا تفعلي!" لكنها لم تستطع الإمساك بها، وقفت تراقب سقوطها بفزع.لحسن الحظ كان الجميع التفوا أسفل المبنى ووضعوا كيس هوائي ضخم، فسقطت نيرمين من الشرفة وهبطت عليه بسلام دون أي خدش.تنفست سهير بارتياح، نهضت نيرمين من داخل الكيس الهوائي ووقفت تتطلع على زياد الذي كان يبتعد دون أن يلتفت لها. يا لقسوته! لم يلتفت إليها ولو للحظة حتى بعدما ألقت بنفسها من الشرفة، صرخت به بصوتٍ يملئه الحقد: "زياد، أنا أكرهك!"هرعت سهير من السلالم إلى الأسفل حتى وصلت إلى جانبها، وأمسكت بزراعها وسألتها في رعب: "هل أنتِ بخير؟ كدت أموت من الفزع!! هل تدرين ما الذي تفعلينه؟ لقد اتفقنا سويًا أن نؤدي تلك التمثيلية سويًا، لكننا لم نتفق على هذا، كيف تقفزين بحق؟ كيف كنت سأبرر موتكِ لهؤلاء الأثرياء؟!" ابتسمت نيرمين ببرودِِ شديد، واعتلت وجهها نظرة مفزعة قائلة: "وها أنا لم أمت، فلمَ الفزع؟!"تبدلت ملامحها تمامًا وظهر على وجهها ملامح غريبة جدًا كأنها شخصًا آخر، شعرت سهير بالريبة، لكنها كبحت رغبتها في السؤال وقالت: "المهم الآن أنكِ بخير، لق
Read more

الفصل الثامن عشر

صرخت ليان عندما رأته يدخل من النافذة، وقالت له بغضب: "ماذا تفعل؟ اخرج من هنا!"فقال لها: "لن أخرج حتى تسامحينني!"اقترب منها وحاول أن يضمها إليه فصفحته بقوة وقالت له: "اخرج من هنا فورًا، هذه غرفتي! سأتصل بالشرطة أن تقتحمها، وستقبض عليك، هل تفهم ذلك؟!"فأجابها: "استدعيهم! ما دمتِ ستسامحينني، فافعلي ما تشائين!"نظرت إليه وعينيها تحمل الأسى وقالت: "زياد، متى ستتوقف؟ ألم تكتفي بكل ما فعلت؟ لجأت إلى هنا، فأتيت خلفي، لقد تمنيت لك التوفيق مع نيرمين وابتعدت عنكما، لما لا تطلق سراحي؟!"فأجاب مسرعًا: "أنا أحبكِ أنتِ، لا شيء بيني ونيرمين".ضكت بشدة بنبرة تتملكها السخرية وكأن أحدهم ألقى دعابة: "هل أنت مصاب بانفصام؟ تقول إنك تحبني، لذلك لا تذكر موعد حملي، أتحبني؟! لذلك خطبت امرأة أخرى في ذكرى زواجنا الثالثة، ولذلك ألقيتني من الدرج وأنا حامل ولم تهتم لصرخاتي وتركتني استغيث حتى مات طفلي! أتقول إنك تحبني؟! ألا تظن هذا مثيرًا للسخرية؟!"فأجابها بصوتٍ منكسر: "آسف، لم أقصد حقًا ما فعلت"، وركع أمامها يتوسل إليها: "ظننتكِ تتدللين، وتخدعينني، فحدث ما حدث..."قالت وهي تلتقط أنفاسها والدموع تتسلّل من طرف عينه
Read more

الفصل التاسع عشر

عاد زياد مسرعًا إلى البلد، وما أن وطئت قدمه خارج الطائرة حتى طلب من مساعده أن يرتب له موعدًا مع المستثمرين العقارين.قال بنبرة صارمة حادة: "متى سأجتمع بالسيد لؤي باهر والسيد ماهر السيوفي؟"فأجابه مساعده بنبرة خجل: "عفوًا، لكنهما قررا فسخ العقد ويرفضون رؤيتك".فسأله مندهشًا: "لماذا؟!"لم يفهم لما هذا التغيير المفاجئ، فلطالما كانت علاقته بهما جيدة جدًا، ليس معقولًا أن ينقلبا عليه هكذا.بالتأكيد هناك سر لا يعرفه وراء ما يحدث.أرتبك مساعده ولم يعرف كيف يخبره بالكارثة الأخرى ثم أردف: "هناك أمرًا آخر، إن رئيس قسم الحسابات قد أختلس مبلغًا كبيرًا من المال العام وأعتٌقل، وقفز بعد من العمال الذين يعملون في مشاريع العمارات السكانية من أعلى المباني، إن سمعة شركتنا على المحك بسبب هذا الأمر".تجهّم وجه زياد وقال: "حسنًا، فهمت"ثم تذكّر مساعده شيئًا فقال: "سيدي، وهناك أيضًا السيدة نيرمين تنتظرك في مكتبك".انعقد حاجبيه بعد ذكر اسمها فقال بضيق: "نيرمين؟! أخبرها أنني مشغول، لا أريد مقابلتها".فأجابه مساعده في حرج: "سيدي، أظن أن عليك مقابلتها، فلقد كانت تأتي كل يوم منذ سافرت".فقال مُستسلمًا: "حسنًا، سأق
Read more

الفصل العشرون

قال أحدهم بينما يرفع حاجبه في تهكم: "سيد زياد، أتيت أخيرًا!"رفع زياد عينيه فوجد أن الرجل الجالس على الأريكة أمامه هو السيد ماهر السيوفي.فألقى زياد التحية عليه في مضض قائلًا: "أهلًا سيد ماهر"وأدار رأسه نحو نيرمين يتأمل حالها في دهشة بالغة متعجبًا لما أصبحت عليه، كيف أصبحت هكذا؟ كيف تسمح لرجلٍ أن يلمسها هكذا؟!قال له السيد ماهر مشيرًا إلى الشراب على الطاولة: "لقد تأخرت، عليك أن تشرب ثلاث كؤوس عقابًا لك".أشار ماهر له لكي يتناول الشراب مزعومًا أنه تأخر، بالرغم أن زياد لم يتأخر بحق، بل أتى قبل الموعد ببضع دقائق.قال أحدهم بينما تجلس فتاة أخرى في أحضانه: "لما تحدق هكذا؟ ألم تأتي لتبلغ مرادك؟!" ثم تابع قائلًا: "لن تنال شيئًا، ما لم تسع إليه، كيف تطلب منا شيئًا بينما لا تنفذ ما نطلبه منك؟!"تذكر زياد فجأة أن تلك الفتاة التي يحتضنها هذا الرجل صديقة نيرمين وممثلة أيضًا، لقد أصبحا الاثنتين فريسة لمطامع الرجال من حولهم بينما يتراقصون ويجلسون في أحضانهم هكذا!نظر زياد حوله وشعر بالاختناق من الرذائل التي تحيط به في هذا المكان، فاشتعل غضبًا وضاق صدره فلم يعد يحتمل أكثر، فأمسك بيد نيرمين وصرخ بها:
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status