All Chapters of بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي: Chapter 11 - Chapter 20

30 Chapters

الفصل 11

ما إن لمعت عينا ياسمين لحظةً، حتى خبا بريقهما تمامًا.في الحقيقة، حين أرسلت الرسالة، لم تكن تتوقع الكثير أساسًا.فقد كان هشام شخصية بارزة ومشهورة في الجامعة آنذاك.كانت عائلته مرموقة ومظهره رائعًا، وكانت موافقته على الانضمام إلى مجموعة العلياء مفاجأة سارّة بالفعل.مجرد التفكير في أن شخصًا مثله قد طُرد من قِبل سامي بهذه الأسباب الدنيئة جعلها تشعر بالأسف عليه.أما بالنسبة له فمن الطبيعي أن يكون أكثر انزعاجًا.فأرسلت له: "بل أنا من يجب أن يعتذر، لقد تجاوزت حدودي دون قصد."ردّ هشام عليها بسرعة: "هل تنوين العودة إلى شركة الهلالي؟"لم تنوي ياسمين إخفاء أي شيء، فشرحت له رغبتها في إعادة النهوض بشركة الهلالي.وبعد صمت طويل، أجاب هشام أخيرًا: "إن كنتِ تنوين إحياء شركة الهلالي لتقف في وجه مجموعة العلياء، فأقترح عليكِ تجربة حظك مع مجموعة المهدي؛ فأنت تعلمين جيدًا أن من بين كل شركات مدينة الزهور، وحدها مجموعة المهدي تملك القوة الكافية لمساعدتك، بل ويمكنها أن تعيد شركة ميتة إلى الحياة بسهولة، وتجعلها تنافس مجموعة العلياء أيضًا."ما إن رأت ياسمين اسم المهدي حتى أشاحت بنظرها تلقائيًا، كأنها لامست شيئً
Read more

الفصل 12

قبضت ياسمين على يديها بإحكام شديد.فذلك البيت الذي ذكره سامي كان الميراث الذي تركته جدتها لها منذ سنوات، لكنها استخدمته كرهن للحصول على قرض في بداية تأسيس العلياء، ولاحقًا وبسبب خطأ واحد في قرار سامي، استولى البنك على البيت.لاحقًا، ومع تطور مشروع العلياء، أعاد شراء البيت، لكنه لم يسجله باسمها مرة أخرى.لطالما ظنت أنهما زوجان يشكلان كيانًا واحدًا، فلا يهم من يحمل ملكيته، لكنها لم تتوقع أبدًا أن يستخدم سامي هذا البيت لابتزازها!ذلك هو الشيء الوحيد الذي تركته جدتها لها!مع أنه يعلم أنها نشأت مع جدتها منذ الصغر، وأن لها علاقة وطيدة بها، كما أن ذلك البيت ذو قيمة كبيرة بالنسبة لها، لكنه قال هذا الكلام بتلك البساطة والاستخفاف!كلما فكرت ياسمين أكثر، ازداد غضبها، وفي النهاية كشفت الغطاء وطلبت من طارق أن يجهز الملابس لها."سيّدتي، هل تنوين الخروج من المستشفى؟"بدا على طارق القلق الشديد قائلًا: "لكن جسدكِ ما زال بحاجة للبقاء في المستشفى للمتابعة الطبية."فقالت ياسمين: "سأخرج قليلًا، لدي بعض الأمور المهمّة."لم يجرؤ طارق على الاعتراض، فذهب لإحضار الملابس لياسمين.بمجرد أن أمسكت ياسمين بالملابس،
Read more

الفصل 13

ردّ أحدهم بنبرة ساخرة: "ليس لها حق التدخل بينهم أصلًا."وأضاف آخر: "وعلاوة على ذلك، بعد ثلاث سنوات من الزواج لم تنجب طفلًا واحدًا، واضطرت إلى الاعتماد على الحقن المجهري بالكاد لتحمل، سيد سامي، ليس الأمر أنني أحتقر ياسمين، بل ببساطة لا شيء فيها يستطيع منافسة رنا."ابتسم سامي بخفة وقال: "من الأفضل أن تبقى هذه الأمور في قلوبكم، لماذا تُصرون على التصريح بها؟"أمسك سامي الكأس أمامه وشربه دفعة واحدة، ثم قال بوجه جاد: "لقد أصبحت حاملًا الآن أيضًا، وما دامت تعتني بحملها وتنجب لي الطفل، حتى لو لم أستطع أن أمنحها كل حبي فيما بعد، فإن لقب 'زوجة السيد سامي' سيظل ملكها دائمًا، ولا يحق لأي أحد تغيير ذلك."أطلق الحاضرون صفير الإعجاب، مؤكدين أن سامي رجل كريم حقًا.اتكأت رنا على حضن سامي، وأخفضت عينيها لتخفي الانزعاج الظاهر فيهما.إن كان لقب "زوجة السيد سامي" ملك لياسمين، ولا يحق لأحد تغيير ذلك، فماذا عنها هي؟هل يعني هذا أنها ستظل طوال حياتها مجرد علاقة غير شرعية مع سامي؟لماذا يجب عليها أن تكون ذلك الشخص الذي يعيش في الظل؟"لقد تحدثنا طويلًا، لماذا لم تأتِ ياسمين بعد؟ سيد سامي، ألا تخشى فشل الأمر هذه
Read more

الفصل 14

بدا بريقُ الفرح واضحًا على وجه سامي.علّق الحاضرون بغيرةٍ واستياءٍ في آنٍ واحد: "هذه هي ياسمين، حقًا لا حدود لتملقها."إنها دائمًا تحت إمرته، مطيعة أكثر من أي كلب!عندما رأت رنا وجه سامي المشرق بالسعادة، غاصت نظرتها في الظلام.فعمدت إلى تحرير ذراعها من حول ذراع سامي، تاركةً مسافةً بينهما بمزيجٍ من الاستياء والحزن.لاحظ سامي تصرفها، فعقد حاجبيه قليلًا ومد يده ليجذبها إليه.وسأل: "ما هذا التصرف؟"قالت رنا بصوت مرتجف: "ما دامت أختي هنا، فمن الطبيعي أن أحافظ على مسافة بيني وبينك، وإلا ستُسيءُ فهمي."عبس سامي على الفور، وضم رنا إلى صدره، وقال بصوت منخفض: "وهل تجرؤ!"ثم ربّت على ظهر رنا بلطف، وقال بحنان: "لا تقلقي، أنا هنا، لن تجرؤ على فعل أي شيء لكِ."فُتح باب الجناح الخاص، ودخلت ياسمين، وهي تتصبب عرقًا، لترى سامي يلاطف رنا بحنان.ورغم أن قلب ياسمين قد مات منذ زمن بعيد، إلا أن رؤيتها لهذا المشهد سبب لها ألمًا طفيفًا.وعندما نظرت إلى الحاضرين في الجناح، حيث بدوا جميعًا غير مبالين بالمشهد، أدركت ياسمين على الفور أن أصدقاء سامي، في الحقيقة، كانوا يعلمون مسبقًا عن علاقة رنا به.كان الجميع على ع
Read more

الفصل 15

تابعت رنا حديثها: "لم يقل سامي إنه أجبركِ على المجيء، أليستِ أنتِ من جئتِ بمحض إرادتكِ؟ فلا يمكنكِ إلقاء اللوم على الآخرين بكل شيء، أليس كذلك؟"لم تعد ياسمين تحتمل أسلوب رنا المتصنّع، فمدّت يدها لتدفعها بعيدًا، وقالت: "ابتعدي! أنا أتحدث مع سامي، فلماذا تتدخلين؟ هل تظنين نفسك المتحدثة باسمه؟"وما إن مدّت ياسمين يدها حتى صرخت رنا فجأة، ووقعت بقوة على الطاولة.فسقطت أطباق الفاكهة والكؤوس على الأرض، وأحدثت ضجة حادة صدمت الجميع.قال سامي بفزعٍ شديد: "رنا!"كان سامي أول من اندفع نحوها، وأمسك بها رافعًا إياها بسرعة.وعندما رأى سامي ثيابها الملطخة بالعصائر، وكم بدا منظرها بائسًا، استشاط غضبًا، فاستدار فجأة ودفع ياسمين بعنف."ياسمين، هذا يكفي! إنها أختكِ! كيف تمتد يدكِ عليها بهذه القسوة؟ إن أصابها شيء، فلن أسامحكِ أبدًا!"اندفعت ياسمين بفعل دفعة سامي القوية، ففقدت توازنها وارتطمت بالأريكة.لكن لحسن الحظ أن الأريكة كانت لينة، مما خفف كثيرًا من قوة الارتطام، كما أن ياسمين استندت بكلتا يديها على ظهر الأريكة لتثبت نفسها، وإلا لتَعرّض بطنها لصدمة أخرى.قالت ياسمين مدافعة عن نفسها: "أنا لم أدفعها إطل
Read more

الفصل 16

صكّت ياسمين أسنانها غيظًا.لم تكن ياسمين غبية، فقد لاحظت أن سامي حينما هددها لم يذكر شيئًا عن ذلك البيت، مما يعني أن الرسالة التي تلقتها من قبل لم تكن منه على الأرجح.وإلا لما أضاع سامي هذه الفرصة الذهبية التي تمكنه من السيطرة عليها.وبما أنه ليس هو، فقد بات واضحًا من هو المتسبب في هذه الفتنة.رنا أيضًا لم تعد تتظاهر؛ ولم تتردد في تمزيق قناع الأخوة الزائف أمامها، وكشفت عن حقدها بكل وضوح."لن أعتذر."قالت ياسمين بحزم: "لقد أتيت كما طلبت، والآن وبما أن كل شيء على ما يرام، فسأعود إلى المستشفى."كان سامي وأتباعه كثيرين، وإذا بقيت ياسمين فلن تجني سوى المتاعب، إنها لا تقوى على مواجهتهم لكنها تستطيع تجنبهم.نهضت ياسمين بصعوبة متمسكة بذراع الأريكة، ثم اتجهت للخارج وهي شاحبة الوجه."قفي!"أمسك سامي بمعصمها بشدة، قائلًا: "هل أذنت لكِ بالمغادرة؟ ياسمين، كيف أصبحتِ على هذا الحال؟""أنتِ من اقترفتِ الخطأ، ولا تريدين أن تعتذري حتى؟"اشتعل غضب ياسمين فجأة: "أي خطأ اقترفته؟""اسأل نفسكَ يا سامي، هل آذيت رنا منذ أن دخلت؟ لطالما راهنتم عليّ لسنوات، أفلا يحق لي حتى أن أستفسر؟""لقد دفعتِ رنا، وما زلتِ تر
Read more

الفصل 17

"ألا يمكنكِ التوقف عن إثارة المشاكل؟!"نظر سامي إلى ياسمين بعينين مليئتين بخيبة الأمل، معتقدًا أنها لم تتخل بعد عن فكرة إبلاغ الشرطة، فقال بغضب شديد: "لقد هيأنا لكِ سبيلًا للتراجع فرفضتِ، أتظنين يا ياسمين أنني لن أقدم على أذيتكِ حقًا؟""حتى طفلة في الثالثة من عمرها تفهم مبدأ أن من أخطأ يجب أن يعتذر، فلماذا تُصرّين على العناد؟ ولكن كما هو متوقع، فالطفل الذي تربى بلا أم يفتقد إلى الأدب!"شعرت ياسمين كأن صاعقة أصابتها.فقدانها لأمها في طفولتها كان جرحًا لا يندمل في قلب ياسمين.لقد أخبرت سامي مرارًا كم تحسد رنا التي ترعرعت في كنف أمها الحنون.كان سامي آنذاك يضمّها إليه ويكرر لها بلا ملل: "ليس لديكِ أم لكنني معكِ، وفي المستقبل سأكون سندكِ، وسأعوّضكِ عن حرمانكِ من حنان الأم."أما الآن فقد تجرأ سامي أمام هذا الجمع وقال إنها بلا أم لذا فهي تفتقد إلى الأدب.صاحت ياسمين بغضب: "سامي!"ولم تعد تتمالك نفسها، فرفعت يدها وصفعت سامي.صدح صوت الصفعة فأذهل الجميع حتى عجزوا عن الكلام."سامي!"صرخت رنا منفعلة، ثم اندفعت ولمست خد سامي المصاب، فلما رأت الاحمرار والانتفاخ التفتت على الفور إلى ياسمين، وقالت ب
Read more

الفصل 18

كانت الموسيقى في الجناح الخارجي قد توقفت، مما جعل طرقات ياسمين على الباب تبدو أكثر حِدّة وبؤسًا."أيوجد أحدٌ بالخارج؟""هل يسمعني أحد؟"ظلت ياسمين تدق الباب مرة تلو الأخرى، لكنها لم تتلق أي رد.شعرت ياسمين بالإحباط الشديد.رُكِل هاتفها تحت الأريكة، ولم يعد بإمكانها التواصل مع أي أحد بالخارج.وبعد أن آلمتها يدها من الطرق، أمسكت بزجاجة الصابون السائل بجوارها واستخدمتها لتحطيم مقبض الباب.لكن المقبض والقفل كانا صلبين كالصخر؛ ضربته مرارًا حتى أنهكها التعب، ولم يتزحزح القفل قيد أنملة."النجدة! هل من أحد يسمعني؟"طرقت ياسمين الباب بقوة عدة مرات.لكن الصمت ظل مخيمًا على الخارج.فاضطرت إلى التوجه نحو النافذة.وفكّرت بأن تصرخ من هنا، لعلّ أحدًا في الطابق السفلي أو الأجنحة المجاورة يسمعها.ثم أخذت نفسًا عميقًا وبدأت تصرخ طلبًا للنجدة من النافذة.امتدّ صوتها في الأرجاء، وكانت تتوقف بعد كل صرخة وتُنصت علّ أحدًا يجيبها.لكنها ظلت تصرخ لعشر دقائق متتالية دون أن تسمع أي رد.بل وكان جسدها يزداد إعياءً.لم تعد ياسمين قادرة على التحمل، فهوت جالسة ببطء على الأرض."لا ترهقي نفسكِ."فجأة، جاءها صوت رخيم من
Read more

الفصل 19

كما قالت إنها كبرت في السن ولن تستطيع رعايتها طويلًا أو مساعدتها في شيء، لذا فقد منحتها بيتها الوحيد قبل وفاتها مباشرة، ثم رحلت بسلام.وبعد أكثر من عشر سنوات وياسمين بعيدة عن المنزل، أخيرًا أعادها والدها.ظلت تذكر كلمات جدتها، لذا تصرّفت بقدر كبير من النضج، وتولّت الأعمال المنزلية: تنظيفًا وطبخًا وغسلًا… بينما كانت تقتنص أي لحظة متاحة لتتابع دراستها.وهكذا اكتسبت سمعة الطالبة المتفوقة والفتاة الناضجة.وبفضل حب الأقارب لها، اكتسبت ياسمين بعض المكانة والقيمة لدى والدها.وأصبحت حياتها في عائلة الهلالي أكثر سهولة.ولئلا تثير ضغينة زوجة الأب، عاملت رنا كأختٍ بيولوجية واعتنت بها.أيعقل حقًا أنه بعد كل هذه المعاناة والحذر، تتهمها رنا بالمنافسة؟لقد نشأت رنا في حضن الحب الذي هيأه والداها، جاهلة تمامًا بصعوبة الحياة على فتاةٍ بلا أمٍّ أو أبٍ، ولم تجد الحب!كل ما فعلته ياسمين كان لحماية نفسها ولتكون أقوى في مواجهة مستقبلٍ دون دعم والديها، بينما تنعمت رنا بكل هذه المزايا، ومع ذلك استدارت واتهمتها؟ بل خانتها مع زوجها؟فسألتها ياسمين: "إذًا هل أغويتِ سامي فقط للانتقام مني؟"ردت رنا باحتقار: "هه، أل
Read more

الفصل 20

قالت ياسمين باحتقار: "يا للخسة والوقاحة!"انهارت حياة ياسمين بالفعل يوم علمت بخيانة سامي مع أختها.كانت تظن أنّ هذا هو كل ما تم إخفاؤه من حقائق بشعة. لكنها لم تكن تتوقع أن عائلة الهلالي كانت تخدعها كالحمقاء طوال الوقت.كان الثلاثة يشاركون في هذه المسرحية، بينما كانت ياسمين وحدها الضحية.كانت تظن أنه بعد وفاة جدتها، لا يزال لديها والدها الحقيقي.مع أن زوجة أبيها لم تكن حنونة تجاهها كما كانت تجاه رنا، إلا أنه لم تحدث أي حالة من حالات إساءة زوجة الأب لأطفال الزوجة الأولى في عائلتهما.بصرف النظر عن أنها عاشت حياة متوترة دائمًا، تُدقق في أقوالها وأفعالها لتجنب الإساءة إلى أي شخص، عاشت ياسمين في الواقع حياة جيدة إلى حد ما في عائلة الهلالي.لم يحرموها قط من الطعام ولا الملابس ولا المأوى.فامتنّت ياسمين لذلك بشدة، معتقدة أن هذا دليل قبولهم لها.لذا كانت تبذل جهدها دائمًا.وخاصة بعد تعارفها على سامي، إذ كرّست نفسها لصنع مستقبل مشترك معه كي يعيش الجميع حياة أفضل.والآن، بعد أن انكشفت الحقيقة، أدركت ياسمين كم كانت حياتها بائسة.والدها… كان يستغلها.زوجة أبيها… كانت تخدعها.أختها… كانت تخونها وتس
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status