All Chapters of بعدما تم طلاقي واستقالتي في اليوم ذاته، اشتعل ندم طليقي: Chapter 21 - Chapter 30

30 Chapters

الفصل 21

بل ورتب لها أيضًا كافة شؤون حياتها بعناية.ولما أصابها مكروهٌ، أسرع على الفور إلى المستشفى ونقلها إلى أحد مستشفيات مجموعته لتحصل على أفضل رعاية.أما هي، فبرغم كل هذا، لم تقل له حتى كلمة شكر واحدة.غطت ياسمين وجهها بيديها، وكادت تضرب رأسها ندمًا، وفجأة سمعت وقع خطوات مضطربة.كان صوت الخطوات يتجه مباشرةً نحو الحمّام.رفعت ياسمين رأسها متعجبة، فسمعت صوت ارتطام قوي، إذ رُكِلَ باب الحمام بعنف، وظهر شخص طويل القامة واقفًا مقابل الضوء، بدا للحظة وكأنَّه نزل من السماء، ساطعًا لدرجة لا يجرؤ أحد على النظر إليه مباشرة.كانت ياسمين مُندهشة، تتساءل من الشخص الذي يمكن أن يظهر هنا بهذه الهيبة والقوة.فرأت ذلك الشخص يتقدم نحوها بسرعة، ثم انحنى وحملها بين ذراعيه.وقال: "عذرًا، تأخرتُ عليكِ."كان صوته كلحنٍ سماوي، تسلل إلى أذن ياسمين فأصاب جسدها برجفة خفيفة.سألت ياسمين باندهاشٍ: "يونس المهدي؟"ردَّ يونس: "نعم، هذا أنا."ضبط يونس وضعية ياسمين، ليتأكد من أن بطنها لن يتعرض للضغط، ثم حملها وخرج بها بخطوات واسعة.سألته: "كيف جئت إلى هنا؟"كانت الدهشة تملأ عيني ياسمين.فأجاب يونس: "لقد اتصل طارق بي."ثم نظر
Read more

الفصل 22

"رئيس مجموعة المهدي؟"أُصيب كل الحاضرين في الجناح بالذهول.فهو ذلك الشخص الذي يمسك بخيوط اقتصاد مدينة الزهور، وهو أحد أكبر الشخصيات على مستوى البلاد!كيف يمكن أن يكون هنا؟وفي هذه اللحظة نسي الجميع أمر ياسمين ورنا.وبدأوا واحدًا تلو الآخر يتناقشون حول ما إذا كان ينبغي أن يذهبوا لإلقاء التحية على رئيس مجموعة المهدي.ولما رأت رنا أن انتباه الجميع قد تحول عنها، حتى سامي لم يكترث بالنظر إليها مرة أخرى، انتفخت وجنتاها غضبًا، وقالت: "سامي، لماذا جاء رئيس مجموعة المهدي إلى هنا فجأة؟"نظر سامي إلى رنا بلا مبالاة، وعندما همّ بالكلام، تقدم شخص من جانبه مبتسمًا ابتسامة تملقية، ونظر إليه قائلًا: "وما عساه أن يكون غير ذلك؟ لا بد أنه جاء من أجل الأخ سامي!"وقال أحد الحاضرين: "بما أن مجموعة العلياء التابعة للأخ سامي تتطور بهذا المستوى المدهش، فلا بد أن رئيس مجموعة المهدي قد بلغته الأنباء، أليس كذلك؟ وإذا تمكنت الشركتان من التعاون، فسيكون ذلك ربحًا للطرفين!"أضاف آخر: "أجل أجل، وإلا كيف نفسر أن الأخ سامي قد حجز المكان بأكمله ومع ذلك جاء؟ أليس هذا واضحًا أنه جاء من أجله؟"انساق سامي وراء إطراء الجميع،
Read more

الفصل 23

تجمّدت نظرة رنا للحظة، وكادت تنفجر غضبًا، لكنها كتمته قسرًا.وقالت: "لكني لم أرَ رئيس مجموعة المهدي من قبل أيضًا، خذني معكَ يا سامي، أرجوك…"ظنت رنا أن مجرد تدليلها كفيل بأن يجعل سامي يخضع لرغبتها.لكن هذه المرة كان ثابتًا كالصخر.بل عبس وجهه قليلًا، ورغم أن نبرته ظلت هادئة، إلا أن رفضه كان واضحًا، فقال: "كوني مطيعة يا رنا."ولما لاحظ الآخرون الموقف، اقتربوا هم أيضًا لإقناعها.قال أحدهم ناصحًا: "سمعتُ أن رئيس مجموعة المهدي لا يقرب النساء، حتى أنه لم يكن لديه مساعدة أنثى طوال هذه السنوات، فالأفضل أن تنتظرينا هنا يا رنا.""صحيح صحيح.""نحن الرجال نتحدث في شؤون العمل وأنتِ لا تستطيعين المشاركة، فلماذا تصرين على الذهاب معنا؟"قَبَضَت رنا يديها من الغيظ.هؤلاء الذين كانوا يمدحونها منذ لحظات، لم تتوقع أن يبدلوا مواقفهم الآن.ولم يعد سامي يحاول تهدئتها، بل ربّت على كتفها ثم استدار وغادر.تُركت رنا وحدها في الجناح، وقد تقطبت ملامحها من الغضب.انطلق سامي بأتباعه في جموع غفيرة نحو مدير النادي، يسألونه عن جناح رئيس مجموعة المهدي.علت الحيرة وجه المدير: "رئيس مجموعة المهدي؟ لم يحجز أي جناح هنا.""
Read more

الفصل 24

سألها يونس: "كيف الوضع؟"أجابته ياسمين: "قال الطبيب إن الأمر بسيط."لم تجرؤ ياسمين على النظر إلى عيني يونس المهدي.فهي تعلم أنها تسرّعت كثيرًا هذه المرة، كما أنها أزعجته وجعلته يترك كل أعماله ليُنقذها.عضت ياسمين شفتها، وترددت قليلًا ثم قالت: "آسفة، أزعجتكَ اليوم.""وأيضًا… شكرًا لأنكَ جئت لإنقاذي."كان ينبغي قول هذه الكلمات عندما تم إنقاذها، لكن يونس بدا غاضبًا بعض الشيء حينها، وكانت ياسمين مرهقة تمامًا، لذا لم تُتح لها فرصة قولها.فقال يونس بهدوء: "لا داعي للاعتذار."ثم جلس على كرسي بجانبها.وانساب عطره على الفور إلى أنفها، فشمت رائحة نقية كجليد الجبال، منعشة تهدئ النفس، فاستقرت أفكارها المضطربة فجأة.وقال: "أنتِ حرة، يمكنكِ فعل ما تريدين، ولكن بما أنكِ حامل، فأتمنى أن تعتمدي على عائلة المهدي أكثر.""طالما أن الأمر ليس مُبالغًا فيه، فإن عائلة المهدي ستدافع عنكِ وتحميكِ، لذا لا داعي لأن تعرّضي نفسكِ للخطر."أصيبت ياسمين بالذهول.فمنذ طفولتها وحتى الآن، لم يقل أحدٌ هذه الكلمات لياسمين إلا جدتها.ثمة من يدافع عنكِ.ثمة من يحميكِ.هاتان الجملتان هما أكثر ما رغبت ياسمين في سماعه.حتى لو أ
Read more

الفصل 25

قال سامي بنبرة ساخرة: "يبدو أنكِ تدركين مكانتكِ جيدًا."ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "لكن للأسف، عائلة المهدي ليست من ذلك النوع القاسي.""طالما أن الأمر في حدود إمكانيات عائلة المهدي، فسنلبي أي احتياجات لكِ.""فالمرأة تعاني كثيرًا طوال فترة الحمل، ولن تكون عائلة المهدي قاسيةً إلى هذا الحد."أصيبت ياسمين بالذهول.كانت تظن أن علاقتها بيونس مجرد علاقة تعاون بسيطة.فبالنظر إلى سلوك يونس عندما التقيا لأول مرة، افترضت بطبيعة الحال أنه لا يريد سوى الطفل الذي في بطنها؛ وأن الزواج لم يكن سوى عقد ورقي لا قيمة له.لكن الآن يقول يونس إن عائلة المهدي لن تكون قاسيةً إلى هذا الحد.فهل يعني هذا أنه لا ينفر منها؟تذكرت ياسمين ما قاله طارق عن الملابس.فأدركت فجأة أن يونس قام بالكثير من الأمور في الخفاء.لكنها كانت غارقة في ألم الخيانة فلم تنتبه."إذن..." حرّكت ياسمين عينيها بتردد، ثم ذكرت طلبها بحذر: "أريد إعادة إحياء شركة الهلالي، وأحتاج لأيدي عاملة، فهل يمكنكَ مساعدتي؟"لم تكن ياسمين لتجرأ على قول هذه الكلمات في الماضي.لكن ربما لأن يونس أنقذها اليوم كبطل، وطمأنها بكلامه، فشعرت ياسمين بجرأة أكبر.وبال
Read more

الفصل 26

كان سامي قد شرب كثيرًا الليلة الماضية، فاستيقظ فجأةً وهو يعاني من صداع شديد.فرك صدغيه بضيق وسأل بانفعال: "ماذا حدث؟"جاءه صوت المساعد على الهاتف قائلًا: "هل نسيت يا سيد سامي؟ اليوم عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا، كان الشريك التجاري سيأتي لشركتنا لتوقيع العقد، لكننا لم نستطع الاتصال بكَ مسبقًا، فانتظر الشريك حتى الساعة العاشرة ثم غادر غاضبًا، حاول نائب المدير الاتصال فورًا للاعتذار لكن الطرف الآخر أغلق الهاتف، وقبل خمس دقائق، أبلغنا الشريك التجاري إن توقيع العقد سيؤجل.""سيد سامي، من الواضح أنهم لا ينوون مواصلة العمل معنا، فماذا نفعل؟"كان هذا أكبر مشروع لمجموعة العلياء هذا العام، وكان فريق المشروع يعمل عليه بجهد لمدة ستة أشهر كاملة ليتمكنوا أخيرًا من إتمام التعاون.وبالكاد وافق شريك العمل على توقيع العقد، ثم انهار كل شيء بسبب تأخر مسؤول مجموعة العلياء، وإذا انتشر الخبر سيسخر الجميع!وهذه خسارة فادحة لمجموعة العلياء.قال سامي بغضب: "كيف لي أن أعلم أن توقيع العقد عند التاسعة والنصف؟""هل أنتم جميعًا أموات؟ ألم يكن بإمكانكم إخباري قبلها بيوم؟"بدا على المساعد استياء شديد، وقال: "لقد فع
Read more

الفصل 27

سقطت فرشاة الأسنان من يد سامي على الأرض محدثةً صوت ارتطام.وفجأة عادت إليه ذكرياته المفقودة، وتذكر سامي كل شيء.سأل سامي: "هل أنت متأكد من أن الإشعار وصل؟"أجاب المساعد بحزم: "أنا متأكد أنه وصل…"تغيرت تعابير وجه سامي، وقال: "حسنًا، سنتحدث عندما أعود للشركة."ثم أنهى المكالمة فورًا.أما المساعد على الطرف الآخر من الهاتف لم يملك إلا أن يرفع عينيه بضجر.بصفتهم موظفين في الشركة، فهم يعلمون يقينًا من الذي أوصل الشركة إلى ما هي عليه اليوم.لم يمضِ على غياب ياسمين عن الشركة سوى بضعة أيام، وقد حدثت بالفعل فوضى عارمة؛ من يدري ما قد يحدث لاحقًا؟هز المساعد رأسه، مستخدمًا عذر أن سامي سيصل للشركة قريبًا، لصرف الموظفين الفضوليين بعيدًا، وبدأ يفكر بقلق في تغيير وظيفته.غسل سامي وجهه وخرج من الحمام، وكانت رنا لا تزالُ نائمةً على السرير.اقترب منها بتعبيرٍ مُعقد، وربت على وجهها برفق."رنا، استيقظي."تنهدت رنا بطريقة لطيفة، واحتضنت سامي، متشبثةً بخصره، وقالت: "متعبة جدًا يا سامي، دعني أنام قليلًا، حسنًا؟"رقّ قلب سامي، لكنه تذكر أمر الشركة، فقسى قلبه وربت على وجهها بقوة، قائلًا: "رنا، استيقظي!"استيقظ
Read more

الفصل 28

كان المكان خاليًا تمامًا.اتسعت عينا سامي فجأة، وقال: "أين هي؟""أين ياسمين؟"لما سمع المدير بوصول سامي أسرع إلى المكان، وعندما رأى الحمام فارغًا، انتابته الحيرة أيضًا، وقال: "أين هي؟ لقد كانت هنا البارحة!""بعد مغادرتكم لم يمسّ أحد الجناح، لقد أغلقناه ورحلنا مباشرة."ضيّق سامي عينيه بشكّ واضح، وشعر أن الأمر غريب، وطلب من المدير مراجعة كاميرات المراقبة.عاد المدير سريعًا بوجه شاحب وقال: "التسجيلات اختفت.""ماذا؟"صُدم سامي وقال: "كيف اختفت؟"ارتبك المدير أيضًا وقال: "نحن أيضًا في حيرة، فمنطقيًا، ما كان ينبغي حذف تسجيلات كاميرات المراقبة من الليلة الماضية، ولقد تحققنا من جميع الفترات الزمنية، ولكن لا توجد تسجيلات لياسمين أثناء احتجازها، أو تسجيلات لمغادرتها."تذكر سامي فجأة: "ألم يحضر رئيس مجموعة المهدي البارحة؟""ألم تره في التسجيلات؟"أدرك المدير فجأة، وصاح قائلًا: "حقًا لم أره، يبدو أن المسؤولين، بناءً على تعليمات السيد يونس، حذفوا تسجيل زيارته للنادي، وبالمصادفة حُذِفَت معها أجزاء تسجيل ياسمين."فضرب سامي الجدار بقبضته غاضبًا.اقترح المدير قائلًا: "لماذا لا تتصل بياسمين يا سيد سامي؟
Read more

الفصل 29

فمنذ عودتها لمنزل عائلة الهلالي، عاشت ياسمين دائمًا وكأنها غريبة بينهم.وحتى بعد ارتباطها بسامي، ظلت تتنازل له بلا أي حدود.حتى اعتادت فعل كل شيء بنفسها، لدرجة أنها كادت تنسى شعور أن يساندها أحد.إلى أن التقت بيونس، فأدركت أخيرًا معنى أن تحظى بالرعاية الحقيقية.حين أُسِّست مجموعة العلياء، لم يكن الكثيرون يعترفون بها، وزاد احتقارهم لها حين عرفوا أنها حبيبة سامي.اعتقد الجميع أنها امرأة انتهازية تستغل الرجال، وتنتظر نجاح حبيبها لتجني الثمار دون جهد.فبذلت جهودًا كبيرة، وسهرت ليالٍ عديدة، حتى نزعت أخيرًا تلك الوصمة عنها.والآن، وقد ظهرت فجأة بصفتها "زوجة السيد يونس"، بل وهي حامل أيضًا، فلو كان الأمر عند رجال سامي لقالوا إنها ماكرة، وتريد استغلال حملها لكسب مكانة اجتماعية مرموقة بأي وسيلة.لكن رجال يونس جميعهم يكنّون لها احترامًا شديدًا.لم يكترثوا لبسبب زواجها من يونس، كل ما عرفوه أنها زوجته التي اختارها، وأنها حامل بالحفيد الأكبر لعائلة المهدي.اتكأت ياسمين على الوسادة، وشعرت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر.ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها، وشعرت أن الأمر ليس سيئًا أبدًا.على الأقل ابتعدت عن
Read more

الفصل 30

بالمقارنة مع غضب سامي، كانت ردّة فعل ياسمين باردة بشكل ملحوظ.فقد استهلك سامي تدريجيًا كل ما تبقى من مشاعر ياسمين تجاهه بأفعاله، والآن، مهما ثار غضبه، لم تُبْدِ ياسمين أيّ تأثر عاطفي.قالت ببرود: "ألا تفهم لغة البشر؟ أريد استعادة هاتفي، ما المشكلة في ذلك؟""أنتِ…!" شعر سامي وكأن دلوًا من الماء البارد قد سُكب على رأسه، فانطفأت نيران غضبه، ولم يبقَ سوى خيطٍ من الدخان الأسود.امتلأت عيناه بالحيرة والارتباك: "ياسمين، ماذا تفعلين بالضبط؟"في نظر سامي، فإن كل ما حدث سابقًا كان خطأ ياسمين، وهو فقط فعل ما كان يجب عليه فعله.ولم يكن الأمر مبالغًا فيه على الإطلاق.فلماذا تغيرت فجأة وكأنها شخص آخر تمامًا؟قال سامي: "فهمت، أنتِ غاضبة لأنني حبستكِ في الحمام الليلة الماضية، أليس كذلك؟""أجدكِ لا تقدّرين المعروف، ألا تعلمين لماذا حبستُكِ؟ لو لم تضربي رنا أولًا، فلماذا كنت سأحبسكِ إلا لأجعلكِ تهدئي؟""كيف يمكن لشخص في عمركِ أن لا يفهم شيئًا بسيطًا كهذا؟""في تلك الليلة كان هناك الكثير من الأصدقاء، ورنا فتاة صغيرة، وبصفتكِ أختها الكبرى، لو لم تتعظي قليلًا، هل كنتِ تظنين أنكِ ستخرجين من الموقف بسلام؟""
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status