Share

الفصل 518

Author: ون يان نوان يو
عندما سمع الحراس ذلك، شحبت وجوههم من الخوف.

ما الذي حدث؟ لقد كانوا يحرسون البوابة طوال الوقت، فكيف اختفت السيدة لينا؟

لم يكن لديهم أيضًا وقت للتفكير، فأجابوه باحترام: "أمرك يا سيدي"، ثم انسحبوا للبحث عنها.

أراد أنس إرسال سامح ورامز للبحث عنها، فعاد إلى السيارة ليأخذ هاتف العمل الذي كان مغلقًا منذ هبوط الطائرة.

وقبل أن يتصل بهم، اكتشف أن سامح أرسل له فيديو في منتصف ليلة أمس.

عندما رأى لينا في مقطع الفيديو، فتحه بسرعة ليرى أمير يرفع قدمه ويركلها في قلبها.

انعكس فجأة في عيني أنس بريق بارد متعطش للدماء. "أمير، هل تجرؤ على المساس بحبيبتي؟ يبدو أنك تريد الموت!"

كان وجهه متجهمًا، ويفكر في تقطيع أوصال أمير بعد إيجاد لينا، لكنه سمع أمير فجأة يذكر اسم وليد.

تلك الجملة "هل تعلمين ماذا عانى باسل في العاصمة في الأشهر القليلة الماضية؟!" جعلت جسد أنس يتجمد.

ورأى لينا المطروحة أرضًا في مقطع الفيديو، تصبح شاردة بعد سماع هذه الكلمات، وتمتلئ عيناها بالشعور بالذنب.

تجمد أنس في مكانه، وحل الشعور الجامح بالألم تدريجيًا محل الذعر.

"لينا، هل اخترتِ أن تغادري مباشرة دون حتى أن تودعيني لأنكِ تشعرين بالذنب تجاه
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 544

    في النرويج، أشرقت الشمس هذا الصباح، وتسللت أشعتها الساطعة عبر نوافذ الفيلا الممتدة من الأرض إلى السقف، لتتسلل إلى داخل المنزل المبني من الطوب الأحمر.تحت ضوء الشمس، كان الظل المغطى بشعر كثيف مجعد، رشيقًا ونحيفًا، ومن بعيد بدا وكأنه لوحة زيتية ذات ملمس غني.كانت لينا تحتضن جنة، وتبحث عن الخبز في الصحن، وبيدها التي ترتدي فيها القفاز تمزقه قطعة قطعة، ثم تمده إلى فم الفتاة الصغيرة.فتحت جنة فمها الصغير الممتلئ ومدّت رقبتها لتأخذ الخبز المحمص من خالتها، بعد أن قضمت الخبز المحمص الطري، رفعت رأسها لتنظر إلى الشخص المقابل.قطع جاسر شريحة اللحم ببطء ونظام بسكينه وشوكته، وبعد أن قطّعها إلى شرائح، أخذ قطعة من الشوكة ووضعها على شفتي لينا."رهف، افتحي فمكِ."امتلأ رأس جنة الصغير بالحيرة، فعم جورج قال لها إن والدتها اسمها رهف، وخالتها اسمها لينا. لكن مؤخرًا، أصبح هذا العم الغريب يناديها باستمرار برهف، لذا لم تستطع جنة التفريق بين خالتها ووالدتها.لم تفهم جنة السبب، لكنها لم تجرؤ على السؤال خوفًا من غضب العم الغريب، فخفضت رأسها الصغير وأكلت الإفطار بهدوء.لمست لينا شريحة اللحم بشفتيها وأمالت رأسها ق

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 543

    عندما فتح أنس عينيه مجددًا، كان اليوم التالي قد بدأ، وعندما رأى الغرفة مليئة بأفراد عائلته، ارتسمت على حاجبيه المرسومين وعيونه اللامعة لمحة من الضيق.كان أفراد عائلة الفاروق يعلمون أنه يحب الهدوء، فلم يصدروا ضجيجًا، بل وقفوا بصمت بجانبه، حتى بدا الهدوء في الغرفة كما لو أنها اجتماع عائلي.كان يجلس بجانب السرير رجل في الخامسة والسبعين من عمره، يرتدي بدلةً وربطة عنق، بشعرٍ أبيض وملامح شبابية، طويل القامة ومنتصب، عيناه تغرورقان بالدموع وهو يُحدّق في وجه أنس الشاحب النحيل...أمسك بعصاه بإحكام وقال بجدية: "أنس، لقد تعبت كثيرًا."كان صوت الرجل العجوز يحمل عبق الزمن، لكنه ما زال قويًا وعميقًا.وبالإضافة إلى ذلك، كان يحيط به هالة من العظمة كأنه يبتلع الجبال والأنهار، وصوته هذا يخلق شعورًا بالهيبة والضغط الهائل.كان هذا الشعور بالقوة فطريًا في عائلة الفاروق، هالة قوية تولد من توليهم مناصب عليا لفترة طويلة، لا مثيل لها.خفض أنس رموشه، وأومأ برأسه قليلًا، ثم لم يكن لديه ما يقوله له...بدا أن الرجل العجوز قد استشعر المسافة بينهما، وبعد أن جلس بجانب السرير للحظة، شعر بشعور متزايد من الحرج وعدم الارت

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 542

    هل سيُصفّي السيد أنس حساباته القديمة؟وبما أن بينه وبين أمير ضغينة، فليُحسب له الجديد والقديم معًا؟وافق سامح بحماس قائلًا: "لا بأس، دع الأمر لي."بعد أن أعطى أنس تعليماته، حاول إجبار نفسه على النهوض، لكنه وجد نفسه عاجزًا عن الحركة، وأصابعه فقط هي التي تتحرك.شدّ أصابعه واحدًا تلو الآخر، مُركّزًا كل قوته في يديه، مُحاولًا استخدام قوتهما للنضال من أجل النهوض، لكن دون جدوى.رأى سامح بريقًا خفيفًا من العرق على وجهه الوسيم المنحوت، فأدرك أنه يُحاول النهوض، فاندفع إلى الأمام ليمنعه."سيد أنس، لقد استيقظت للتو من غيبوبة، ولن تستطيع الحركة لفترة، استرح أولًا، وسنبدأ العلاج التأهيلي لاحقًا..."بعد عدة محاولات فاشلة للنهوض، استسلم أنس أخيرًا...ذلك الحزن الذي لوّح في عينيه ذكّره بوقتٍ مضى، حين دخلت لينا في غيبوبة عميقة.لم يشعر يومًا بمعاناتها من قبل، والآن وهو يعيشها بنفسه، عرف كم هي مريرة...انقبض قلبه بشدة عندما فكر في تحملها تلك السنوات الثلاث وحدها...أراد أنه بمجرد أن يستعيد قدرته، يكون بجانبها، يُداوي جراحها، يُعوّضها عن كل ما فاته...دخل الأطباء بدفعة من الأدوية، ووضعوا محاليل جديدة عل

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 541

    استفاق سامح من صدمته واندفع بحماس إلى جانب السرير، يحدق في عيني أنس.ارتجفت رموشه الكثيفة، كما لو كان يخوض حربًا في حلمه...حاول جاهدًا فتح عينيه، لكنه لم يستطع...كان عالقًا في حلم جميل، في ذلك الحلم، كانت لينا تحمل طفلهما، وتعيش معه حياة سعيدة.غاص في ذلك الحلم لدرجة إنه لم يرغب في الاستيقاظ، إلى أن ظهرت فجأة لينا أخرى، عيناها خاويتان، وتتجه نحوه بيد مرتجفة.داعبت بطنها، محدقة به طوال الليل وهي تبكي: "أنس، أفتقدك كثيرًا، متى ستأتي لأخذي؟"التفت ونظر إلى لينا التي كانت تحمل الطفل وتبتسم له، ثم إلى لينا التي كانت واقفة في الضباب تبكي حتى كادت تفقد بصرها.لم يستطع تمييز لينا الحقيقية، فغرق في هذه المعضلة، يصارع باستمرار بين السعادة وحزن القلب...وأخيرًا، اختار السير نحو لينا التي أنهكت قلبه من شدّة الألم، وكلما اقترب منها، زاد شعوره بأنها لينا الحقيقية.بينما وضع يده على خدها، محاولًا مسح الدموع من عينيها، اختفت فجأة، كأنها لم تكن.وتلاشى المشهد من حوله بسرعة، حتى صورة لينا وهي تحمل الطفل وتبتسم له انهارت أيضًا.دار به الكون، تلاشى كل شيء، ولم يبقَ سوى اسمه يصرخ بها: "لينا!"بينما نطق ه

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 540

    مدينة اللؤلؤة، مشفى منى.مرّ شهران على دخول أنس في الغيبوبة.الرجل المستلقي على السرير، وجهه شاحب كأنه ضبابي، مائل إلى أبيض شفاف، وعيناه مغمضتان بإحكام، لا يظهر منهما إلا رموش كثيفة وطويلة.يرقد بهدوء على سرير أبيض ناصع، صامت تمامًا، كأنه قد غادر هذا العالم، ولم يبقَ منه سوى جسد بلا روح.أخذ سعيد قطعة القطن التي أعطاها له سامح، وغمسها في ماء دافئ، وبلل شفتي الرجل اللتين أصبحتا جافتين وباهتتين.بعد أن انتهى، أحضر منشفة نظيفة ومسح جبين الرجل، وسأل قائد الحرس الواقف خلفه: "ألم تجدوها بعد؟"أخفض قائد الحرس رأسه نصف انحناءة، ووجهه يملؤه الشعور بالذنب: "آسف، لم نعثر عليها في بريطانيا أيضًا..."استدار سعيد، ممسكًا بالمنشفة بيده، وضرب قائد الحرس على رأسه: "يا لك من شخص عديم الفائدة! لا يمكنك حتى العثور عليها!"لم يجرؤ قائد الحرس على التحرك، مما أثار غضب سعيد: "قبل ثلاثة أشهر، رآها أحدهم بوضوح وهي تستقل تلك الطائرة الخاصة المتجهة إلى بريطانيا، لماذا لا نستطيع العثور عليها بعد؟!"تحول وجه سعيد إلى اللون الأزرق من الغضب، وأشار إلى قائد الحرس، ووبخه بكلمات عديدة عن العجز: "لدينا أدلة، ولم تعثروا ع

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 539

    ما زالت لينا صامتة، ولم يُجبرها جورج، لكنه ظل في الأيام التالية، يزور غرفتها حاملًا معه الطفلة جنة.خلال النهار، كانت جنة تستلقي بجانب سرير لينا، تُداعب خديها بأصابعها الصغيرة الممتلئة."خالتي، تبدين كالدمية التي اشتراها لي أبي، إنها جميلة مثلكِ تمامًا، لكنها لا تتكلم أيضًا..."لا أحد يعلم كيف أقنعها جورج، لكنها، بعد أن نادتها "أمي" في أول لقاء، صارت بعدها تناديها بـ"خالتي".وكانت كل "خالتي" تخرج من فم الطفلة، تُدفئ قلب لينا شيئًا فشيئًا، حتى أنها عند النوم، كانت تعانقها دون أن تشعر.كان الأمر أشبه بالعثور فجأة على قارب وحيد، يحملها عبر العالم الفاني، ويسمح لها برؤية مشهد مشرق.أخفضت لينا رأسها، تنظر إلى الطفلة بين ذراعيها، متشوقة لرؤية شكلها...لكنها اكتشفت أنها ما زالت لا تبصر، وغمرها شعور بالندم...هل ستتمكن من استعادة بصرها بعد الموت؟وإن لم يكن، ألن تتمكن حتى من رؤية وجه أنس بعد الموت؟احتضنت لينا جنة، تنظر بعينين خاليتين من الروح إلى مكان بعيد...أنس، هل تعلم؟ أنا حامل بطفلك، لو كنت ما زلت حيًا، لفرحت بهذا الخبر كثيرًا، أليس كذلك؟لكن للأسف، أنت رحلت، لقد سلبت مني أملي في البقاء،

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status