اكتمل العمل أخيرًا!لكن قبل أن تكمل ثلاث ثوانٍ من الابتسام، تبعتها من الخلف سيارة مرسيدس.اقتربت منها بإصرار.زادت سرعتها. كان الطريق مليئًا بالسيارات حينها، وحينما زادت سرعتها، ازدادت المرسيدس التصاقًا بها.طاردتها بجنون.أما السائقة، فكانت تريد حياتها، لم تجرؤ أن تُسرع أكثر، فاحتمال الحادث كان شديدًا.لاحقتها المرسيدس حتى تجاوزتها.طالت المُطاردة، وضغطت عليها السيارة التي تُطاردها عند جسر. حتى كادت أن تهوي سيارتها في النهر.لم يكن أمامها إلا أن تضغط على المكابح فجأة، فتوقفت.انزلقت المرسيدس أمامها بحركة حادة، لتغلق الطريق وتمنع هروبها.ترجّل حازم من سيارته دون تردد.وبعد أن ضبطت نفسها قليلًا، فتحت المرأة صاحبة الشعر الأحمر بابها، وسألته: "لماذا لحقت بي؟ ألم تقل إن لديك أمرًا عاجلًا؟ أنت دائمًا منضبط، لا تتأخر ولا تسبق، أم أنك مستعجلٌ أكثر مني؟"نظر حازم إلى المرأة صاحبة الشعر الأحمر، وضيّق عينيه بنظرة تحمل الخطر وسألها: "هذه هي الحامل التي ذكرتِها؟"مررت المرأة الحمراء أصابعها في شعرها المبعثر بسبب القبعة، وقالت: "هل تقوم بالتحقيق معي؟"حدّق حازم في نور المغمى عليها داخل السيارة، و
قالت نور: "لا تُعدُّ هذه مساعدة، فأنت تملكين هذه القدرة، ونحن ابتكرنا هذه الفكرة معًا. ولو كان غيرك مكانك، وكنت تملكين هذه الفكرة، لكان الأمر سواء. ثم إن مساعدتك هي في النهاية مساعدةٌ لنفسي أيضًا".ابتسمت سيرينا وقالت: “حتى الجواد الأصيل يحتاج إلى مكتشفه، وهذا هو القدر. حسنًا، عليّ أن أنشغل الآن، لنتواصل لاحقًا".أجابت نور: "حسنًا".أنهت المكالمة، فأسندت عائشة كفيها إلى الطاولة، وغمزت نور بعينها، وقالت: "أرى أنكِ بارعة في كل ما تفعلينه، حتى إنك تصلحين لأن تكوني مديرة أعمال سيرينا".تواضعت نور وقالت: "هذا إطراء لا أستحقه. نجاحها كان أمرًا حتميًّا، ربما الإعلام التقليدي يعجز عنه، لكن المقاطع القصيرة قادرة على ذلك".ففي هذا الزمن، لم يعد المرء بحاجةٍ إلى الإعلام كي يشتهر.إن من يكون سبَّاقًا في مجالٍ ما، يبقى عالقًا في ذاكرة الجميع.حلّ وقت الانصراف، فقالت نور لعائشة: "انتهى الدوام، عودي إلى بيتك".أجابت عائشة وهي تجمع أغراضها: "حسنًا، لو لم نكن في طريقين مختلفين، لكنت رغبت في مرافقتك إلى البيت".ابتسمت نور وقالت: "أراكِ غدًا".لوّحت عائشة بيدها قائلة: "أراكِ غدًا".افترقتا، وسارت نور وحي
قالَ حازم: "لنؤخر المعاد قليلًا، ولنجعله في المكان القديم".ظهَرَت على وجه المرأة ذات الشعر الأحمر ابتسامة ذات معنى، وقالت: "حسنًا، سأنتظرك في الموعد المحدد".غادَرَت بسرعة بعد قولها، تاركةً المكان الخاص بحازم.بعد رحيلها، أعادَ حازم قلب الحيوان إلى مكانه في هدوء.خاطَهُ ببطء.مهما كانت الجراحة دمويَّة سابقًا، في هذه اللحظة بدأ القلب ينبض مجددًا.بعد إنهاء كل شيء، خلَعَ حازم القفازات الملطخة بالدم، وغسَلَ يديه مرارًا باستخدام مطهّر وصابون، حتى زالت الرائحة تمامًا، ثم غادَر المكان.قادَ سيارته إلى المزرعة.كان هناك شخصٌ يراقب البوَّابة، وعند رؤية سيارة حازم، فتح له الباب ليدخله.زرَعَت في المزرعة بعض الزهور للزينة، وكانت تحتوي على الفراولة فقط.لم تُقطَف الفراولة بعد، وتعفن كثير منها على الأرض.نزلَ حازم من السيارة، وابتسمَ وهو ينظر إلى حقول الفراولة المزروعة بعناية، وتحسَّن مزاجه.أخذَ الحارس السلة وأعطاها له.أخذَ حازم السلة ومشى إلى وسط حقل الفراولة.كان الحقل كله فراولة ناضجة حمراء تميل إلى السواد.قطفَ كل حبة بعناية ووضعها في السلة، لم يُتلف أي واحدة، وكانت كلها طازجة وملساء بالند
"أعتقد أنك على حق، بالمقارنة بين الاثنين، أنا أفضِّل مقطع سيرينا القصير، أحب هذا الدور الذي قامت به في المسلسل جدًا!"احمرَّت وجنتا شهد من الغضب.ماذا يقول هؤلاء الناس!يقولون إن مقطع سيرينا أفضل؟كيف يكون هذا ممكنًا!من الواضح أنها أجمل من سيرينا.نظرت مساعدتها الواقفة بجانبها، وبمجرد أن رأت تجاوز إعجابات المقطع القصير عشرة ملايين، بدأت بالسخرية قائلة: "ما هذه التعليقات من الجمهور؟ من الواضح أن شهد أجمل، سيرينا تبيع الحنين لا غير، ولا تملك أي موهبة حقيقية، وتقوم بنشر مقطع قصير؟ هذا شيء يفعله الناس العاديين فقط، كيف يمكن لمشهورة القيام بمثل هذا؟ يا للوضاعة!"ازدرت مساعدتها هذا الفعل بشدة.أغلب المشاهير الذين يظهرون في المقاطع القصيرة، لم يحققوا شهرة بعد، ويريدون جمع بعض المتابعين معتمدين على هذ ه المقاطع.لكن هؤلاء لا ينظرون لمثل هذه الأمور."آه!" صرخت شهد، ثم حطمت الهاتف على الأرض!حاولت مساعدتها تهدئتها، لكنها خافت عندما رأتها تحطِّم هاتفها، وشحب وجهها وهي تناديها: "أخت شهد".لكنها لم تلتفت، قالت وعينيها حمراوان من الغضب: "لماذا حصلت على عشرة ملايين إعجاب؟ لماذا يحبها كل هؤلاء؟ لم تم
في الجهة الأخرى، كانت شهد تقوم بجلسةِ تصويرٍ هي الأخرى.هي وسيرينا من نفس النمط، كلتاهما ترتديان زيًّا إمبراطوريًا.قال المصوّر وهو يلتقط الصور من زوايا مختلفة: "رائع يا شهد، جميلة جدًا!""هذا الجانب بديع، ستخرج الصور مذهلة!"أخذ المصور يصوِّرها، ويمدحها في نفس الوقت.كانت شهد واثقة من نفسها، وأخذت تقف أمام الكاميرا بجدية.فجمالها، الذي يفوق جمال سيرينا، ظلّ في نظرها ميزة كبرى، ففي عالم الترفيه، يكفي الوجه الحسن أحيانًا ليصنع شهرة جارفة.أما هي فاجتمع فيها الحسن مع الموهبة في التمثيل، لذا فلا يمكن مقارنتها بسيرينا.لكنها لم تكن تستهدف سيرينا، بل نور.سيرينا هي من جلبت ذلك على نفسها بتعاونها مع نور.وإسقاطها هذه المرة يعني إسقاط نور معها.وما دامت قد ربحت هذه المرة، فستربح المرة القادمة أيضًا.حين رأت الصور الملتقطة، شعرت بالرضا، وكانت متأكدة أنها ستتصدر قوائم البحث.قالت شهد: "عجّلوا بنشرها قبل أن تفتر حرارة الحدث"."بالتأكيد، ستُنشَر مساءً!"ارتسمت على وجهها ابتسامة خفيفة، النصر محسومٌ لها بالفعل.وبالفعل، مع حلول الليل، اندفعت الحسابات لنشر الصور.كل من شارك في الحدث، كان يشتري بعض ا
ستبقى شهد دومًا ابنةً لشركة سمير.وإن وقعت في مأزق، فستبادر الشركة إلى حمايتها.كما انتشرت في هذه الأيام مقالاتٌ كثيرة تُلمّع صورتها وتُبرّئها.رمقت نور ملابسها وقالت: "أيعجبكِ أن تُقلدي الآخرين، فتخرجين بصورةٍ مضحكة؟"وخزت كلماتها كبرياء شهد، لكنها لم تتراجع هذه المرة، فهي تريد أن تفوز، فابتسمت بتحدٍّ وقالت: "نور، ما دمتِ لم تدخلي عالم الترفيه، فكيف تعرفين ما يريد الجمهور رؤيته؟ من كانت أجمل علت شهرتها، أتظنين أني بحاجة لتقليد غيري؟"كانت بكلامها تلمِّح إلى أن سيرينا لم تكن بجمالها.لكن سيرينا امتلكت موهبةً التمثيل. ولأنها صاحبة موهبةٍ حقيقية، فهي في غنى عن صراع الوجوه.وقفت سيرينا ببرود صامت، لم ترد بكلمة.وكأنها لا ترى في الخصام مع شهد ما يستحق.لم ترد نور كذلك أن تتشاجر مع شهد، بل قالت لتُثبت لها أن الاستقواء بالآخرين لا ينفع: "إن أعجبكِ المكان فخُذيه، لن تموت سيرينا بدونه".رأت شهد انسحابها، فابتسمت بشماتة وقالت: "من الجيد أنكِ تعلمين قدرك يا نور. فزتُ عليكِ اليوم، وسأفوز غدًا أيضًا. كوني عاقلة ولا تُنافسيني".سارت نور إلى جانبها، التفتت تنظر إليها وقالت: "أتظنّين أنكِ فزتِ حقًا؟