LOGINمن المقدر أن يجد الشخص المولود بإعاقة صعوبات في الحصول على الحب. كانت سمية تعاني من ضعف السمع عندما ولدت وهي مكروهة من قبل والدتها. بعد زواجها، تعرضت للسخرية والإهانة من قبل زوجها الثري والأشخاص المحيطين به. عادت صديقة زوجها السابقة وأعلنت أمام الجميع أنها ستستعيد كل شيء. والأكثر من ذلك، إنها وقفت أمام سمية وقالت بغطرسة: "قد لا تتذوقين الحب أبدا في هذه الحياة، أليس كذلك؟ هل قال عامر إنه أحبك من قبل؟ كان يقوله لي طوال الوقت. ولم تدرك سمية أنها كانت مخطئة إلا في هذه اللحظة. لقد أعطته محبتها العميقة بالخطأ، عليها ألا تتزوج شخصا لم يحبها في البداية. كانت مصممة على ترك الأمور ومنحت عامر حريته. " دعونا نحصل على الطلاق، لقد أخرتك كل هذه السنين." لكن اختلف عامر معها. " لن أوافق على الطلاق إلا إذا أموت!"
View Moreعامر كان قد اطلع على تقارير فحوصات سمية من قبل، وكان يعلم أنها كانت تعاني من اكتئاب حاد. وقد درس هذا المرض جيدًا، وعرف أنه يؤدي إلى ضعف في الذاكرة، لكن لم يُذكر قط أنه يجعل الشخص ينسى أحدًا بالكامل!لقد كانا يعرفان بعضهما منذ أكثر من عشر سنوات!عندما لاحظت سمية أن عامر لم يتحدث، نظرت إليه وسألته: "هل من الممكن أن تكون شخصًا آذاني في الماضي؟ وإلا لماذا لا أتذكرك؟"كانت كلماتها كالسهم الذي غرز في قلب عامر.فتح شفتيه برفق، وصوته كان باردًا: "تبدو الآنسة سمية متوهمة، نحن مجرد غرباء التقينا صدفة."عامر قرر في تلك اللحظة، بما أن سمية ترغب في التظاهر بالنسيان، فليتركها تفعل. فهو لم يشعر في أي وقت من الأوقات أن بينهما كان هناك شيء أكبر.قبل أن يغادر، جعل عامر موظفيه يوقعون عقد الشراكة مع سمية.عاد إلى مكتبه.وبدأ مرة أخرى يدخن بلا توقف.كلما تذكر كلمات سمية: "هل من الممكن أن تكون شخصًا آذاني في الماضي؟ وإلا لماذا لا أتذكرك؟" كان يشعر وكأن شيئًا يثقله على صدره، ضيقًا وعدم ارتياح عميق.عندما دخل سامي، كان المكتب مليئًا بالدخان.منذ أن اختفت سمية قبل أربع سنوات، أصبح السيد عامر مدمناً على التدخين
شعر عامر بضيق في حلقه، ووميض غير معتاد ظهر في عينيه العميقتين.لم يقل شيئًا، ففهم سامي الإشارة وغادر بهدوء.في قسم الأعمال التابع لمجموعة عامر، تم تداول خبر عن قدوم شخصية مهمة ستوفر تمويلًا ضخمًا لدعم مشاريع الخير، وهو ما يعني أعمالًا خيرية دون مقابل.بدأ الموظفون في الشركة يتحدثون فيما بينهم:"من هذا الشخص الكبير الذي سيأتي لينفق هذه الأموال دون مقابل؟""من يدري؟ ربما لديه الكثير من المال ولا يعرف أين ينفقه!""سمعت أنه قادم من الخارج..."في تلك اللحظة، كانت سمية جالسة في السيارة، متجهة نحو مقر مجموعة عامر.نظرت إلى ناطحات السحاب الشاهقة، ولاحظت كيف نمت المجموعة بشكل أسرع وأكبر مقارنة بأربع سنوات مضت، وكل ذلك بفضل قبضته الحديدية وأصول عائلته العريقة.في هذه السنوات الأربع، لم تهمل سمية نفسها. بمساعدة ليث، أسست شركتها الخاصة وحققت بعض النجاح المالي.قبل عودتها إلى مدينة النور، قامت بتحضيرات كثيرة، وعلمت أن مجموعة عامر تخطط للاستثمار في مشاريع خيرية على مستوى البلاد، فقررت الاستثمار والتعاون تحت هذه الذريعة للاقتراب من عامر.ظهورها في مزاد الأمس كان لجذب انتباهه.لكن كونها مستثمرة لا يعن
جاء صوت ضعيف متدلل من الطرف الآخر من مكالمة الفيديو، وكان الطفل الصغير الذي يشبه تمامًا أخاه الأكبر، عادل، مستلقيًا على السرير في المستشفى، ووجهه شاحب. نادى بنبرة رقيقة على سمية.شعرت سمية بلحظة حنان دافئة تسري في قلبها."سعيد، قبلة لك!"رفع سعيد حاجبيه بملامح حزينة: "مامي، لم تتصلي بي الليلة الماضية لتقولين لي 'تصبح على خير'".على عكس ابنها الأكبر عادل، الذي كان دائمًا يتحدث بإسهاب وكان حنونًا، فإن سعيد كان طفلًا عاديًا يحب الدلال ويشعر بعدم الأمان، أو هكذا كانت ترى سمية الأمر."أنا آسفة، مامي نسيت. قبلة لك، سعيد، لا تغضب مني، حسنًا؟"بما أن سعيد كان ضعيفًا منذ ولادته، وقد اكتشفوا مؤخرًا أنه مصاب بسرطان الدم، كانت سمية تعامله بعناية خاصة.أدار سعيد شفتيه بطفولية: "سأسامحك هذه المرة فقط.""لن يتكرر الأمر مرة أخرى، أعدك."عندما رأت سمية طفلها الصغير وهو يدللها بنعومة، شعرت بأن كل الغيوم التي كانت تثقل قلبها قد اختفت، وبدأت تومئ برأسها باستمرار."أين الجدة وأخوك؟" سألت سمية.عندما سمع سعيد السؤال، تصنع الغضب: "كنت أعلم أنك ستسألين عنهما، لهذا لم أبحث عنك!"ضحكت سمية بخفة، ولم تستطع إلا أ
بدون أن ترغب في المزيد من الجدال، أخرجت سمية شيكاً ودسته إليه مباشرة. "دفعت المال، وسآخذ الشيء الذي اشتريته."عامر أمسك بالشيك، وهو يشاهد سمية تغادر دون أن تلتفت خلفها، وأمر قائلاً: "راقبوها جيداً."...في فيلا رقم 9، عادت سمية وجلست على الشرفة، تتناول كأسًا بعد الآخر من النبيذ. لم تكن لديها عادة شرب الكحول من قبل، لكن منذ أن غادرت إلى الخارج، كانت تلجأ إلى الكحول لتخدير مشاعرها عندما تجد نفسها غير قادرة على التحمل.بعد ولادة طفليها، وبوجودهما بجانبها، بدأت سمية تدريجياً في التخلص من هذه العادة السيئة. ولكن اليوم، بعد أن قابلت عامر، لم تستطع التحكم في نفسها مرة أخرى...عندما تتحدث عن فقدان الذاكرة، لم تكن تكذب. بعد مغادرتها البلاد، خلال تلك الفترة كانت تعاني كثيراً جسدياً. فبسبب الاكتئاب وحملها، تأثرت ذاكرتها، وفي مرات عديدة كانت تنسى حتى الأم زينب، زهراء بشكل متقطع.كانت تلك الفترة مؤلمة جداً بالنسبة لها، حيث كان وعيها يتنقل بين مراحل مختلفة من حياتها: أحيانًا تعود إلى طفولتها قبل وفاة والدها، وأحيانًا تعود إلى أيام دراستها، وأحيانًا إلى لحظة زواجها من عامر.في إحدى المرات، نسي






reviewsMore