Share

ورث المليارات بعد الطلاق
ورث المليارات بعد الطلاق
Author: وو آي تشي رو

الفصل 1 الطلاق

Author: وو آي تشي رو
—— طنين ——

صوت إشعار رسالة على الهاتف.

"يرجى التوجه إلى المستشفى للتبرع بالدم في أسرع وقت." عندما رأت نور السالم هذه الرسالة، بقيت مذهولة للحظات، وكأن صدرها تلقى ضربة قوية.

مرسل الرسالة مسجل باسم "الزوج".

—— طنين ——

تلتها رسالة أخرى، تشير إلى تحويل مبلغ خمسين ألف دولار إلى الحساب البنكي.

عند مراجعة السجل السابق: "تذكر الذهاب إلى المستشفى."

تحويل خمسين ألف دولار.

"تذكر أن تأتي إلى المستشفى للتبرع بالدم."

تحويل خمسين ألف دولار.

"يرجى التوجه إلى المستشفى فوراً."

تحويل خمسين ألف دولار.

......

ثلاث سنوات من الزواج، والاتصال المستمر من فهد ياسر، كان كله من أجل أن تذهب إلى المستشفى للتبرع بالدم، لا، بل لبيع دمها، بيعه لـلانا جمال.

أما معاملته لها، فكانت دائمًا كما لو أنها غريبة عنه.

هذا الشهر، حدث ذلك ثلاث مرات، ما تجاوز قدرة جسدها على التحمل.

جلست نور السالم على الأريكة، وعيناها مغمورتان بالدموع دون أن تشعر. بالأمس، انتظرته في المطر أمام الباب لأكثر من ساعة، واليوم شعرت بالتعب والدوار الشديد، لذا لم تذهب إلى الشركة. فهد ياسر... ربما لم يكن يعرف حتى أنها مصابة بالحمى.

"كح كح..."

أمسكت نور السالم هاتفها، مترددة في كيفية الرد، وفجأة، جاءت رسالة نصية من رقم مجهول هدمت آخر ما تبقى من صبرها وكرامتها.

"حتى لو كنتِ السيدة ياسر، فأنت مجرد واجهة. لقد استوليتِ على هذا اللقب بلا خجل لمدة ثلاث سنوات، هل ألقى فهد ياسر عليكِ نظرة واحدة؟ لقد كان يقضي ليلته في منزلي أمس. لو كنت مكانك، لربطت حبلاً حول رقبتي وأنهيت حياتي. أنت مجرد عشيقة!"

عشيقة؟

شعرت نور السالم بضغط هائل وكآبة تسيطر عليها. كيف؟ وهي السيدة ياسر الشرعية، التي ضحت بأهلها وأصدقائها، وأمضت ثلاث سنوات في هذا الزواج، تُوصَف بهذه الكلمات المهينة؟

وكأن صدرها قد تلقى ضربة قوية، تلك المشاعر التي تراكمت خلال الأيام المتواضعة تحطمت فجأة إلى أشلاء.

وبعدها مباشرة، وصلت صورة إلى هاتفها، صورة لوجه فهد ياسر وهو نائم بهدوء، ملامحه الوسيمة كأنها منحوتة بعناية، الوجه الذي جعلها مفتونة بجنون كما لو كانت فراشة تهرع نحو النار. وكأن الصورة جاءت لتؤكد صحة الكلمات التي قرأتها للتو.

والمرأة التي كانت متكئة على كتفه هي لانا جمال، ورغم أنهما كانا يغمضان عينيهما، إلا أن ابتسامة لانا جمال التي ارتسمت على شفتيها كشفت عن وعيها التام.

يبدوان كزوجين حميمين!

رن الهاتف فجأة، وكان الاتصال من منزل عائلة ياسر القديم.

بلا وعي، أجابت المكالمة، لتسمع صوت والدة فهد ياسر، ليلى شمس، وهي تعطي الأوامر بلا أي لطف:

"نور السالم، هل نسيتِ ما هو اليوم؟ الخادمة في إجازة اليوم، تعالي فوراً واطبخي الطعام!"

ابتسمت نور السالم ببرود وأغلقت الهاتف دون أن تنطق بكلمة واحدة!

لطالما تعاملت مع فهد ياسر بحذر، محافظة على زواج هش.

في الشركة، كان الجميع يستخفون بها، لكنها رغم ذلك لعبت دور السكرتيرة بإخلاص واجتهاد.

وفي عائلة ياسر، كانت والدة فهد ياسر وشقيقته ينظران إليها بازدراء، ويعاملانها بسخرية ولوم دائم. كانتا تُحملانها كل الأعمال المنزلية من الطبخ والغسيل وحتى التنظيف، مما جعلها تعيش في تواضع يشبه خضوع الخدم. ومع ذلك، لم تخبر فهد ياسر يومًا بما يحدث لتجنب إزعاجه أو إحراجه.

لقد اعتادت على التحمل والصبر حتى أصبح الأمر طبيعيًا بالنسبة لها.

بغض النظر عن مدى ازدراء الآخرين لها، كانت نور السالم مستعدة دائمًا للتحمل من أجل فهد ياسر.

في السنوات الثلاث الماضية، لم يبدو أن فهد ياسر تذكرها أبدًا كزوجته، باستثناء إعطائها تعليمات في الشركة، طلب التبرع بالدم، وتحويل الأموال إليها.

في هذه اللحظة، شعرت بالإرهاق الشديد، وكأنها لم تعد قادرة على الاستمرار.

هذه لم تكن المرة الأولى التي تستفز فيها لانا جمال السيدة ياسر. الكلمات القاسية السابقة كانت تتجاهلها بابتسامة عابرة، لكن هذه الصورة دمرت كرامتها بالكامل.

الشعور بالإهانة، البرود، ووحشة الوحدة اجتاحت كيانها بالكامل.

ثلاث سنوات من الزواج؟ هل كانت مجرد نكتة؟

في هذه اللحظة، بدا وجهها شاحبًا للغاية، لكنها اتخذت قرارًا حاسمًا.

حسنًا، هذه النكتة يجب أن تنتهي الآن.

فتحت نور السالم نافذة المحادثة مع فهد ياسر، وكتبت دون تردد: "دعنا ننفصل."

رغم أن رأسها كان مثقلًا بالدوار، كانت تعرف أن قرارها هذا كان صحيحًا.

رن هاتف فهد ياسر على الفور. وكانت تتوقع غضبه في تلك اللحظة، وكان صوته باردًا وجافًا:

"نور السالم، ماذا تفعلين؟ كم تريدين من المال؟ حددي المبلغ، الطبيب يقول إن حالة لانا خطيرة للغاية..."

نور، رغم الدوار الذي كانت تحاول مقاومته، قاطعته وسحبت ابتسامة باردة على شفتيها، بينما كان صوتها أجشًا ومنخفضًا: "فهد ياسر، بعد ساعة سنلتقي في مكتب الأحوال المدنية، وإلا دَعْها تواجه مصيرها."

أنهت المكالمة فورًا. بعدها مباشرة، ظهرت رسالة جديدة على هاتفها:

تم استلام تحويل بمبلغ مليون.

"هاها……"

ضحكت نور السالم بصوت خافت، لكنها لم تستطع كبح دموعها التي تدفقت بغزارة. حقًا، كم هو مثير للسخرية، مثير للسخرية للغاية……
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (2)
goodnovel comment avatar
Bensaid Derrouiche
المراه هي نور الحياه
goodnovel comment avatar
Bensaid Derrouiche
انها قصه مشوقه شكرا
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • ورث المليارات بعد الطلاق   الفصل 30 فخ

    الصباح الباكر. فتحت نور السالم عينيها مع أشعة الصباح الدافئة،وهي تشعر بالدفء والسكون. ارتسمت ابتسامة على شفتيها، وسمعت طرقًا خفيفًا على الباب، صوت الخادمة يسأل بلطف: "آنسة، هل استيقظتِ؟" ردت نور السالم بصوت متكاسل: "همم... ادخلي." أمس، السائق الذي أرسله زايد السالم أوصلها مباشرة إلى قصر عائلة السالم. دخلت خادمتان تدفعان حمالة ملابس ضخمة، وقفتا باحترام وقالتا: "آنسة، هذه الملابس التي تم تجهيزها لك، السيد الكبير والسيد زايد بانتظارك في غرفة الطعام." شعرت نور السالم ببعض الدهشة، هل والدها يتصرف بهذه المبالغة؟ وكأنه يريد شراء العلامات التجارية المفضلة لديها بالكامل خصيصًا لها! كان لكل قطعة عدة ألوان من نفس التصميم، وبالرغم من عدم وجود شعارات على الملابس، إلا أن الحياكة والأقمشة الفاخرة تفضح أنها من مجموعة خاصة بـ Prada، كلها قطع محدودة الإصدار، لا تُقدر بثمن. يبدو أنه يجب عليَّ التكيف مع هذه الحياة الفاخرة. "حسنًا، اخرجوا الآن." نهضت وبدأت بالاستعداد، ثم اختارت عشوائيًا فستانًا أسود بسيطًا وأنيقًا، وارتدت فوقه سترة بيضاء رسمية، ثم خرجت. في غرفة الطعام، ك

  • ورث المليارات بعد الطلاق   الفصل 29 إذلال لا يُنسى

    ارتجف مالك قاسم واستعاد وعيه فجأة، فأمسك بالملابس وغطى وجهه قبل أن يندفع إلى السيارة. صرخ وهو يرتبك في ارتداء ملابسه داخل السيارة: "انطلق بسرعة! اللعنة! اليوم انتهيت تمامًا بسبب زوجتك السابقة!" بينما كان يثرثر بلا توقف وهو يحاول ارتداء ملابسه، أضاف: "زوجتك السابقة حقًا عقرب سام، إنها قاسية، قاسية جدًا، لا أستطيع التغلب عليها!" تمتم بهذه الجملة بصوت منخفض لم يسمعها سوى فهد ياسر. كان وجهه بارداً وكأنه ماء ساكن، فأخرج سيجارة وأشعلها. تمايل الدخان بين أصابعه الطويلة، مما أضفى غموضاً على نظراته المظلمة. خرج أمين فاروق برفقة ندى جميل وهدى زيدان، وكانوا يراقبون الشخصين داخل السيارة بنظرات مليئة بالانتصار. تقدم أمين فاروق بضع خطوات إلى الأمام، وعندما وصل إلى النافذة، ارتسمت على زاوية فمه ابتسامة ساخرة مليئة بالتهكم، وقال: "سيد عامر، الأمر مجرد رهان، من يخسر عليه أن يتحمل ويترك الأمر، سنبقى أصدقاء عندما نلتقي في المستقبل، أليس كذلك؟" ارتجف مالك قاسم من الغضب حتى كاد أن ينفجر، ما هذا الكلام السهل؟ يقول ذلك وكأنهم لم يجبرونه على الركض عاريًا! اسم مالك قاسم الآن سيكون على ك

  • ورث المليارات بعد الطلاق   الفصل 28 الاعتذار لا يكفي

    رفع فهد ياسر قدمه ليغادر، تاركًا وراءه مالك قاسم المصدوم والمُحاصر من قِبَل مجموعة من "الذئاب المفترسة". في تلك اللحظة، شعر مالك قاسم وكأن شيئًا انكسر بداخله. كانت نظرات ندى جميل ومن معها كافية لإخافته؛ بدا وكأنهم على وشك التهامه. والأدهى، أن فهد ياسر رحل دون أن ينظر إلى الوراء! "أين الصداقة؟ أين الأخوة؟" كاد أن يبكي وهو ينظر إليهم، متوسلًا: "ألا يمكن أن تسامحوني هذه المرة؟" لكنهم ردوا بصوت واحد: "مستحيل!" الطابق السفلي. خرجت نور السالم من الباب الجانبي، بعيدًا عن الأنظار. أرسلت رسالة نصية لأخيها الكبير، وكان من المفترض أن يصل السائق قريبًا. ثم أرسلت رسالة أخرى إلى ندى جميل. فجأة، قطع صوت عميق أفكارها: "نور السالم..." كان صوت فهد ياسر خافتًا، لكنه واضح بما يكفي لجعلها تتوقف. عند الباب الجانبي، وقف ظل طويل في الظلام. توقفت نور السالم للحظة، وبشكل لا إرادي، ظهرت على وجهها ملامح الحذر والبرود. لاحظ فهد ياسر هذا التغير، فانعكست في عينيه نظرة معقدة. "هل هناك شيء، الرئيس ياسر؟" كانت الإضاءة عند الباب خافتة، تاركة ظلهم يمتد طويلًا. كلما خطا

  • ورث المليارات بعد الطلاق   الفصل 27 لا تستطيع تحمل الخسارة

    "بدون رهان؟ ما هذا الملل؟" فهد ياسر وبنظراته العميقة، ركز على ملامح نور السالم الهادئة وقال: "ماذا تقترحين؟" قبل أن تفتح نور السالم فمها، تدخّل مالك قاسم بابتسامة ساخرة وقال: "إذا خسر فهد، سأخرج من هنا عارياً تماماً. لكن إذا خسرتِ أنتِ، يا نور السالم..." تجولت نظراته باستخفاف بين أمين فاروق ويوسف فاروق، قبل أن يكمل بنبرة استهزاء: "عليكِ أن تعترفي علناً أنكِ تزوجتِ من عائلة ياسر فقط من أجل المال، كما عليكِ أن تتعهدي بعدم الظهور مرة أخرى في مدينة أيه. هل تجرؤين؟" تفاجأ أمين فاروق ويوسف فاروق من الجرأة في الاقتراح، بينما غضبت ندى جميل ووقفت لتحاججه، فأمسكت هدى زيدان بذراعها ومنعتها قائلة: "لا تتسرعي." عقد فهد ياسر حاجبيه بوضوح، مستاءً من كلمات مالك قاسم، وهمّ بمقاطعة الحديث، لكن نور السالم قطعت الجو بضحكة باردة ورفعت حاجبها بتحدٍ: "حسناً، أنا موافقة." كانت ملامحها تحمل ازدراء، وكأنها لا تولي أي اهتمام للمنافس أمامها. ضحك مالك قاسم، ساخرًا من ثقتها المفرطة، وكأنه يرى شخصًا لا يعرف حجمه الحقيقي. في مدينة أيه بأكملها، لم يكن هناك من ينافس فهد ياسر في لعبة النر

  • ورث المليارات بعد الطلاق   الفصل 26 على من تكون الرهانات

    غادر الشيخ الكبير والعفريت الكبير الأداء بصحبة نور السالم، ابتسمت نور السالم بهدوء، وانحنت قليلًا لتحية الجمهور قبل أن تغادر المسرح. "الحمد لله، لم أنسَ أساسياتي. الأداء كان مقبولًا، بل ربما أفضل مما توقعت." تبعها الشيخ الكبير والعفريت الكبير إلى الخلف. اقترب العفريت الكبير وربت على كتفها مازحًا: "نور السالم، يا أختي الصغيرة، لماذا لا تنضمين إلينا بشكل دائم؟ نحن مستعدون لطرد الساحر الكبير من الفريق من أجلك!" ضحكت نور السالم بهدوء وقالت: "لو سمع الساحر الكبير هذا الكلام، لنهض من سريره وقاتلك، حتى لو كان مريضًا." انضم إليهما الشيخ الكبير بحماس وقال: "اليوم كان مميزًا للغاية! هذه المقطوعة تحديدًا كانت من تأليفك، ولا أحد سواك أو الساحر الكبير يمكنه تقديمها بهذا الإبداع. نور السالم، لقد أعدتِ إليّ ذكريات السنوات الثلاث الماضية!" امتلأ قلب نور السالم بمشاعر متناقضة من الحنين و الحزن، لأنها شعرت بأنها أضاعت ثلاث سنوات من حياتها بعيدًا عن أشياء كانت تُدخل الفرح إلى قلبها. لكن على الأقل، شعرت أن الوقت لم يفت لتستعيد بريقها. لم ييأس الشيخ الكبير واستمر في محاولة إقناعها:

  • ورث المليارات بعد الطلاق   الفصل 25 إنها مختلفة

    رغم اختلاف الدوائر الاجتماعية، إلا أن هناك دائمًا تقاطعات بينهم، لذلك مالك قاسم وأمين فاروق يعرفان بعضهما بشكل جيد. عندما رأى أمين فاروق مالك قاسم، لاحظ بالطبع فهد ياسر الذي كان خلفه، لكنه اكتفى برفع كأسه قائلاً باستخفاف: "صدفة جميلة، السيد عامر." مالك قاسم نظر حوله، ورأى أن نور السالم وندى جميل يجلسون مع أمين فاروق ورفاقهم، مما جعله يدرك أنهم جاؤوا معًا. لم يفوت الفرصة، وسحب فهد ياسر قائلاً: "لننضم للجلسة، لن يكون لديك اعتراض، أليس كذلك، سيد فاروق؟" لم يرد أمين فاروق عليه مباشرة، بل التفت إلى نور السالم بابتسامة ساخرة وقال: "يا ملكتي، هل لديك اعتراض؟" وقفت نور السالم برزانة وقالت ببرود: "كما تريد، أنا سأذهب للأسفل لمشاهدة الفرقة الموسيقية." قفزت ندى جميل فورًا وقالت: "فلنذهب! هذا المكان أصبح خانقًا للغاية، يبدو أن بعض الأرواح المزعجة لا تزال تطاردنا." حملت هدى زيدان معها ثلاث زجاجات من النبيذ وقالت بحماس: "وأنا أيضًا!" تابع فهد ياسر نور السالم بعينيه حتى اختفت من مجال رؤيته، ثم أعاد النظر إلى أمين فاروق وسأله بجدية: "ما علاقتك بـ نور السالم؟" التفت أمين

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status