Share

الفصل 6

Author: شاو تساي جين باو
رفع سمير نظره، انعقد حاجباه قليلاً، فارتسمت على ملامحه هيبة دون أن يغضب. قال بنبرة منخفضة: "نعم؟"

رد سعد، وهو يعض على أسنانه: "حسنًا، من أجل سعادتك، سأتحمل ذلك."

نظر سمير إليه بعينين عميقتين، سوداوين وهادئتين، وقال بصوت حازم: "لنذهب."

سعيد أدار المحرك، وتحركت السيارة. أما سعد، فشعر بحاجة للقيام بشيء من أجل مايا. فاستدار ليبحث عنها، لكنه وجدها قد خرجت بالفعل.

"مايا." ناداها وهو يتقدم نحوها.

ابتسمت له قائلة: "عليّ أن أعود الآن."

نظر إليها سعد وشعر بشيء من الضيق في قلبه. قال بتردد: "بالنسبة لموضوع البحث عن قلب متوافق لوالدتك، سأبذل قصارى جهدي لأساعدك بأسرع وقت ممكن."

تذكرت مايا والدتها، فاختنق قلبها بالألم. حاولت جاهدة أن تخفي مشاعرها، لكن صوتها خانها واهتز قليلًا وهي تسأل: "حقًا؟"

القلب ليس كأي عضو آخر، العثور عليه أمر صعب للغاية. بعض الناس ينتظرون طويلاً، ولا يجدونه أبدًا حتى الموت .

قالت مايا: "أشكرك كثيرًا يا أخي ." لم تكن تعرف كيف تعبر عن امتنانها. احمرت عيناها قليلًا من التأثر.

رد سعد بارتباك: "علاقتنا لا تستدعي الشكر."

كان يشعر بأنه إذا لم يكن سمير هو من استخدم الواسطة، لكانت اقتربت خطوة أخرى من حلمها.

قال لها: "سأوصلك إلى منزلك."

لكن مايا رفضت بسرعة: "لا داعي."

لم تكن عائدة إلى منزل عائلة العمر، ولذلك رفضت عرضه.

احترم سعد رغبتها ولم يصر.

...

بعد أن افترقا، استقلت مايا سيارة أجرة عائدة إلى الفيلا. شعرت بشيء من الراحة وهي تتذكر أن سمير لن يطأ هذا المكان أبدًا. حتى العمة هند لاحظت أنها أصبحت أكثر ارتياحًا مما كانت عليه عند قدومها. سألتها مبتسمة: "ما الذي يفرحك اليوم؟ أراك سعيدة."

انحنت مايا لتبديل حذائها عند المدخل وقالت: "أحب العيش معك يا عمة هند، فقط نحن الاثنتان."

العمة هند .....

إذن، أنا الزائد هنا؟"

هذا الصوت ...

رفعت مايا رأسها بسرعة، لترى الرجل الذي يقف هناك. كان يمتاز بهيبة باردة، ونظرته المتعالية تتسلل فيها لمحة من الاشمئزاز.

لم تكن لتتعرف عليه لولا أنها رأته في المجلات الاقتصادية وعلى شاشات التلفاز. إنه زوجها، سمير.

لم تتوقع أن يعود إلى هنا.

"كيف... عدت؟"

لم تستطع استيعاب ما الذي يريده. ألم يكن يكره هذا الزواج؟ أليس من المفترض أنه لا يريد رؤيتها أبدًا؟

تغيرت ملامح سمير وارتسمت عليها البرودة، وقال بصرامة: "هل يجب أن أستأذنك قبل أن أعود؟"

أطرقت مايا رأسها. بالفعل، هي التي اقتحمت أرضه.

رمى سمير وثيقة على الطاولة قائلاً: "وقّعي."

ألقت مايا نظرة على الوثيقة، ولم تُفاجأ. طلبه الطلاق كان متوقعًا. لكنها لا تستطيع التوقيع الآن، عليها الانتظار حتى تُجري والدتها الجراحة.

قالت بتردد: "سمير... أيمكننا..."

قاطعها سمير قبل أن تكمل حديثها: "لا تريدين الطلاق؟"

لم يكن يبدو متفاجئًا من رد فعلها. كان يدرك أنها لو كانت ستقبل الطلاق بسهولة، لما طلبت منه زواجًا بهذه الطريقة الملتوية.

"حسنًا، آمل ألا تندمي." قال سمير ذلك وغادر الغرفة بخطوات سريعة.

أدركت مايا أنه قد أساء فهمها. حاولت اللحاق به لتوضيح الأمور. لكن في عجلة من أمرها، تعثرت عند العتبة، وسقطت الحقيبة التي كانت تحملها على الأرض، وتبعثرت محتوياتها.

ركعت على الأرض لتجمع أغراضها، لكنها لاحظت أن شيئًا ما قد سقط بالقرب من قدم سمير. دون تفكير، مدت يدها لتأخذه وتحاول إخفاءه.

لكن سمير سبقها. داس على العلبة قبل أن تصل إليها.

رفعت رأسها لتنظر إليه. لم تكن تعابير وجهه تُظهر أي مشاعر، لكنه بدا مهتمًا. انحنى ليأخذ العلبة من الأرض.

نظر إلى ما تبقى بداخلها: حبتان. واحدة منهما قد استُهلكت، وبقيت الأخرى.

قلّب العلبة بيده، وقرأ المكتوب عليها: "حبوب منع الحمل". ربما لم يكن يعرف في البداية ماهية هذا الدواء، لكن السطر السفلي أوضح الأمر: "مانع حمل طارئ خلال 72 ساعة".

إذا لم يفهم الأمر الآن، فهو بلا شك أحمق.

نظر إليها سمير بنظرة باردة مشحونة بالاشمئزاز. قال بلهجة ساخرة: "ليلة زفافنا، كنتِ مع رجل آخر؟"

في تلك اللحظة، شعرت مايا أنه ازدرى وجودها بالكامل.

شعرت بيدها ترتجف ببطء، لكنها أجبرتها على الثبات. وقفت وواجهته دون أن ترد على إهاناته. لم يكن لديها ما تقوله.

قالت بصوت مرتجف: "لم أكن أريد الزواج منك."

بدت وكأنها تقول عكس ما تقصده. كان ذلك مثيرًا للاشمئزاز بالنسبة لسمير. رمى العلبة في وجهها، فخدشت زاوية علبة الدواء وجهها وتركت أثرًا صغيرًا من الدم.

أغمضت مايا عينيها للحظة. الألم الذي شعرت به في وجهها لم يكن شيئًا مقارنة بالإهانة التي تعرضت لها. قبضت على العلبة بيدها، وهي تحاول جاهدة كتم دموعها.

قال سمير ببرود: "تحبين الرجال أليس كذلك؟ سأحقق لك ذلك ." ثم استدار وغادر المكان.

ولكن لم يمر سوى ليلة واحدة حتى أدركت مايا تمامًا معنى كلماته تلك.

في صباح اليوم التالي،

بينما كانت تستعد للذهاب إلى العمل، ظهر سعيد في الفيلا.

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 100

    كان ما فعله جواد تحديًا صارخًا واستفزازًا واضحًا لسمير! شعرت مايا فجأة ببعض الاضطراب.دون أن تفهم السبب لهذا الشعور.اليوم دعا جواد نخبة المجتمع الراقي، جميعهم من الشخصيات البارزة وأصحاب النفوذ!المكان كان فاخرًا للغاية!لكن عادةً لا تُقام معارض الرسم إلا للرسامين المشهورين. أما الشخصيات المغمورة فلوحاتهم لا تجد من يقدرها أو من يدفع أموال طائلة لاقتنائها.لم تكن هناك توقيعات على اللوحات، فسأل أحدهم متعجبًا: "جواد، من أين أتيت بهذه اللوحات؟ لا يوجد عليها أي توقيع؟"ابتسم جواد وقال: "لا تستعجل، سأريكم قريبًا قيمة هذه اللوحات." "أتمنى ألا تخيب أملنا. اللوحات جميلة ولها عمق، لكنها بلا توقيع، وبالتالي لا قيمة لها."ضحك جواد وقال: "سواء كانت ستشتهر أم لا، فهذا ما سنراه..."ثم التفتت نظراته نحو سمير.لكن سمير لم ينظر إليه.كان ينظر إلى اللوحات المعلقة على الجدار.رغم أنه لا يفهم في الفن، إلا أنه كان معجبًا بتلك اللوحات.كأنها تخاطب الروح.عندما اكتمل حضور الجميع، تقدم جواد إلى المنصة، وقال بنبرة غامضة: "لدينا لوحتان رئيسيتان في هذا المعرض. الأولى يمكنكم شراؤها بالمزاد، والثانية هي جوهرة هذ

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 99

    عاد سمير بملامح باردة. سألها: "أتشعرين بالبرد؟"ردت مايا بإيجاز: "لا."كأنها لا ترغب في قول أكثر من ذلك.شعر سمير برود نبرتها، وشعر في أعماقه بالإحباط، لكنه كان أكثر ميلًا للتسامح والتفهم.لقد فقدت طفلها، والآن هي في فترة النفاس، بالإضافة إلى أنني دفعتها للسقوط من الطابق الثاني.إنها تكن له الكراهية، وهو يتفهم ذلك.قرر أن يمنحها مزيدًا من الوقت لتدفئة قلبها.صعد إلى السيارة من الجهة الأخرى....وصلت السيارة إلى العنوان. ترجل السائق من السيارة وأخذ الكرسي المتحرك من صندوق السيارة.خرج سمير أولاً من السيارة، ثم حمل مايا ووضعها على الكرسي المتحرك، ووضع بطانية خفيفة على ساقيها.رفعت مايا رأسها ونظرت حولها. المكان كان البوابة القديمة لمدينة السحاب، وهو مبنى أثري محمي ومحافظ عليه جيدًا. فقط بالوقوف هنا، تشعر بعبق التاريخ!دفعها سمير إلى الداخل.اصطفت العديد من السيارات عند المدخل.يبدو أن جواد دعا الكثير من الناس اليوم.سرعان ما دخلوا إلى قاعة العرض. عندما رأت مايا اللوحات المعلقة على الجدران، توقفت للحظة، وكأنها فجأة فهمت سبب إقامة جواد لهذا المعرض.كان لديها مرسم صغير في مدينة السلام، وال

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 98

    عقدت مايا حاجبيها لأن اسم جواد كان هو الموقّع على الدعوة.جواد سيقيم معرضًا للرسم، إقامة المعرض في حد ذاتها ليست غريبة، لكن أن يرسل لها دعوة خاصة؟ماذا يقصد؟ ما الذي ينوي فعله؟ لم تستطع مايا فهم نواياه. "بماذا تفكرين؟" دخل سمير إلى الغرفة بعد أن دفع الباب، رأى الورقة التي تحملها مايا في يدها، مدّ يده وأخذها منها، وقال: "ما هذا؟"لم تخفِ مايا شيئًا وقالت: "أرسلها جواد."بمجرد أن سمع سمير اسم جواد، تبدلت ملامحه على الفور.فتح الدعوة وقرأ محتواها ثم سألها: "هل تريدين الذهاب؟"في الحقيقة، لم تكن مايا تنوي الذهاب، علاقتها بجواد ليست مقربة إلى هذا الحد.لكن...لإزعاج سمير ودفعه للموافقة على الطلاق وإطلاق سراحها، قالت عن عمد: "أريد الذهاب."ضغط سمير شفتيه بإحكام، لم يستطع فهم مايا، لكنه بالطبع لم يكن يريدها أن تذهب.لم تكن هذه المرة الأولي التي يحاول فيها جواد السيطرة عليها.والآن يقيم معرضًا فنيًا؟ يبدو أنه أقام المعرض خصيصًا من أجل مايا.جواد، رغم كونه خريج جامعة مرموقة وليس جاهلًا، إلا أنه يعتبر غير متخصص في مجال الفن! سمير يشعر أن لهذا المعرض نوايا خفية.قال محاولًا التهرب: "أنتِ ما زلت

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 97

    ابتسمت رنا بخفة وقالت: "لا داعي للتكلف بيننا، عامِليني كما تعاملين مايا."كانت ليلى تحتضن الطفل، تهزه برفق لتحاول تهدئته، بينما نظرتها ثابتة على رنا: "مايا أصبحت أمًّا. وأنتِ أيضًا يجب أن تفكري في الزواج. زواج حقيقي، وليس مجرد شكلي."لمعت الدموع في عيني رنا، لم تشعر أن ليلى تتدخل في حياتها، بل على العكس شعرت بالامتنان.عندما كانت والدتها على قيد الحياة، كانت تقول لها نفس الكلمات. لكنها لم تعد قادرة على سماع صوت أمها بعد الآن. اكتفت بابتسامة هادئة دون أن ترد.…وصل سعد إلى مدينة السلام بسرعة قياسية. لم يكن الفجر قد بزغ بعد، انتظر حتى شروق الشمس، ثم توجه مباشرة إلى المكان الذي حدده مع رنا.عندما حان الموعد، ظهرت رنا وهي تحمل هادي بين ذراعيها.سعد الذى لم ينم طوال الليل، كانت ملامحه شاحبة، وبدت الهالات الداكنة تحت عينيه بشكل واضح.لكن عندما رأى رنا تحمل الطفل، لم يتوقع أبدًا أن الطفل قد يكون له علاقة بها. كل تركيزه كان منصبًا على رنا.لقد تغيرت. أصبحت أنحف مما كانت عليه.نهض سعد من على الكرسي، ونظر إليها بحنين وقال بصوت هادئ: "رنا..."جلست رنا أمامه.ارتسمت ابتسامة على وجه سعد، وكأنه شع

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 96

    شعر سعد بارتباك واضح حين سمع هذا الصوت الذي لم يسمعه منذ فترة طويلة.أراد التحدث، لكن حلقه كان جافًا لدرجة أنه لم يستطع إصدار أي صوت.ظنت رنا أن مايا لم تسمعها، فنادت مرة أخرى: "مايا؟"حاول سعد أن يستعيد هدوءه، وقال: "أنا لست مايا."تجمدت رنا للحظة، ثم سارعت بإنهاء المكالمة.أمسكت هاتفها بارتباك، غير قادرة على التصرف.نظرت ليلى إليها، وشعرت أن رد فعلها كان مبالغًا فيه، فسألتها بقلق: "ما الأمر؟ هل مايا في خطر؟"لم تكن تعلم أن مايا قد أعادها سمير إلى مدينة السحاب، وكانت تظن أنها ما زالت في قبضة جواد.هزت رنا رأسها نافية."إذن، ما بكِ..."لم تكمل ليلى حديثها حتى رن هاتف رنا مجددًا.هذه المرة لم ترد، بل كانت تكتفي بالنظر إلى شاشة الهاتف التي كانت تضئ باستمرار.سألتها ليلى بتعجب: "لماذا لا تجيبين على الهاتف؟"قالت رنا: "إنها ليست مايا."وبعد قولها ذلك، نهضت وخرجت من الغرفة.مرت عبر غرفة المعيشة ووصلت إلى الشرفة، كان هاتفها لا يزال يرن، وقلبها ينبض باضطراب.من الجهة الأخرى، بدا سعد وكأنه لن يتوقف.إذا لم ترد، فسوف يستمر في الاتصال.فكرت رنا طويلاً، ثم قررت الرد على المكالمة.فور أن فتحت الخط

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 95

    ندم على أنه أخطأ في الحكم على مايا، وخسر طفله أيضًا.الثمن كان باهظًا. لم يعد قادرًا على تحمّله."طفلها... لم يعد موجودًا، لا تذكر موضوع الطفل أمامها بعد الآن، حتى لا تجرحها الكلمات وتثير حزنها."كان صوته منخفضًا، يخفي في أعماقه رجفة خافتة خشنة.أما سعد لم يبدُ عليه الاستغراب، تنهد بخفة، وقال: "فقدت أحد التوأمين، والآخر كان من الصعب الحفاظ عليه من البداية، رغم أنها فعلت كل ما بوسعها، لكن خطر الإصابة بالعدوى كان كبيرًا، حتى أمهر أطباء النساء والولادة لا يمكنهم ضمان سلامة الرحم في أثناء الإجهاض، عدم إنقاذه أمر طبيعي ، وفي الواقع هذا أفضل، كنت أنصحها منذ البداية ألا تُنجب، فهي لم تكن تعرف حتى من والد الطفل، ومع ذلك أصرت على أن تلده وتربيه وحدها. لا أعلم كيف كانت تفكر حينها."شعر سمير بألم يخترق قلبه، رغم أنه كان يكرهها، كانت لا تزال تحاول بكل ما لديها الحفاظ على الطفل.كم هي ثابتة وشجاعة.سعد تذكّر غايته فجأة وقال: "على كل حال، قلت لك كل ما يجب أن أقوله، فهل يمكنك الآن أن تخبرني أين وجدت مايا؟"لم يُجب سمير، ظلّ صامتًا لوهلة، حتى استعاد رباطة جأشه، ثم أخرج هاتفه ومدّه إلى سعد: "استعادة س

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status