Share

الفصل 2

Author: الريحان الحارّ
لم يمر وقت طويل حتى بدأ جسدي يرتجف ارتجافًا خفيفًا، وشعرت بحرارة لطيفة تتسلل من بين ساقي إلى الخارج.

دفنتُ رأسي بين ركبتيَّ، محاوِلةً قدر الإمكان ألا أنظر إلى علاء.

لو اكتشف أحدٌ طبيعتي هذه، لأشاروا إليّ بازدراء واتهموني بالانحلال ووصفوني بالمرأة الفاسدة.

وعندها لن أستطيع أن أرفع رأسي في الشركة، ولن أقدر على البقاء فيها بعد ذلك.

أما زميلي الآخر في الخيمة، مروان، فكان قد بدأ يشخر بصوت عالٍ.

قبضتُ يدي بقوة حتى انغرست أظافري عميقًا في راحة كفي.

ذلك الألم الخفيف ساعدني على أن أستعيد قليلًا من هدوئي.

شرحتُ لعلاء قائلةً: "علاء، لستُ أتجنّبك، إنما جسدي لا يشعر بحالة جيدة."

لم أكن أتوقع أن يقترب علاء دون أن ينطق بكلمة، ويمد يده العريضة ليضع كفَّه فوق جبهتي.

ظلّت راحة يده الدافئة تستقر على جبيني.

امتلأ مجال بصري كله بصدر علاء القريب مني.

رأيتُ عظام ترقوته البارزة تحت القميص، وخطوط عضلات صدره المرسومة.

وفي اللحظة التالية انقبض جسدي كله، وبلغتُ أول ذروة لي وسط شعور هائل بالخزي.

حبستُ أنيني في حلقي قدر ما أستطيع.

وكانت الرجفة التي تلت تلك الذروة تجعلني أرتعش أكثر فأكثر.

ومن الواضح أن كفَّ علاء شعر بارتجافي.

قال مستغربًا: "لماذا احمرّ وجهك هكذا؟ لا تبدين مصابة بالحمّى، غريب…" ثم مد يده من جديد ليلمس جبيني وخدي.

فارتجفتُ حينها بصورة أشد.

أدرت وجهي بعيدًا محاوِلةً أن أُفلت من يده، لكن خلفي لم يكن سوى قماش الخيمة، فلم يكن هناك مجال للهروب.

عضضتُ على أسناني بقوة، ولم أجرؤ على التفوّه بكلمة.

خوفًا من أن يخرج من فمي أنينٌ بمجرد أن أتكلم.

كنتُ أدرك أنني لم أعد أحتمل البقاء في هذا الحيّز المغلق.

كان أنفي ممتلئًا برائحة علاء.

هو لا يدخّن، لذلك كانت رائحته واضحة؛ عطر صابون خفيف لطيف، تمتزج به نكهةٌ خاصة تنتمي إلى جسده وحده.

كانت مسام جسدي كلّها كأنها قد انفتحت الآن، وجعلتني تلك الذروة شديدة الحساسية لكل شيء.

دفعتُ علاء على عجل، فارتدّ إلى الخلف وجلس.

وترنّحتُ خارج الخيمة بلا توازن، غير عابئة بأنني أرتدي تنورة قصيرة جدًا، وأن ملابسي الداخلية المبللة ظهرت أمام عينيه بوضوح.

فأطرق رأسه على عجل متجنبًا أن ينظر إلى تلك الجهة من جسدي.

لكنه لم يكن صبيًّا ساذجًا؛ بدت عليه علامات التفكير، ثم تبعني إلى الخارج.

كنتُ قد فقدت السيطرة على جسدي تمامًا.

كانت نارٌ حارقة تشتعل في أسفل بطني بقوة، ولم أختبر في حياتي رغبةً بهذه الحدة من قبل.

امتلأ رأسي بصور ترقوة علاء تحت القميص الأبيض، وتفاحة حنجرته، وثنيتي ذراعيه بلونهما المائل إلى القمح.

وبراحة يده الدافئة تلك.

لم أستطع أن أخطو سوى خطوات قليلة قبل أن أركع على الأرض.

وكانت الاستجابة العنيفة في جسدي تمنعني حتى من الإحساس بألم ركبتيّ.

لحق بي علاء وحاول أن يساعدني على الوقوف.

"رانو، ما الذي يحدث لك؟"

كنتُ أعلم أنه لو كان أي شخصٍ آخر هو المريض اليوم وانهار راكعًا على الأرض، لكان سيسارع إلى مساعدته من دون تردد.

مع أنه قليل الكلام في الشركة عادةً، إلا أنه دائمًا مثالٌ على الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه.

لكن كلما حاول الآن أن يمدّ يده لمساعدتي ويقترب بجسده مني، ازدادت استجابة جسدي قوة.

كانت المنطقة بين ساقي تنقبض بلا توقف، وموجات الحساسية المتلاحقة تكاد تسلبني القدرة على الوقوف.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • أنت دوائي   الفصل 8

    لم تكن قوتي تعادل قوته، فلم أتمكن من التحرر.كان يفك حزامه بينما يضغطني على طاولة الغسيل: "ألم تكن الليلة الماضية تغرين علاء؟""دعيني اليوم أشبعكِ."أردت الصياح بصوت عالٍ، لكنه سد فمي ليمنعني من إصدار صوت."ادخري قوتكِ، الآن غادر جميع أفراد الشركة، حتى الحارس غير موجود، صراخكِ لن يفيد.""من الأفضل أن تمنحيني بعض المتعة."كنت أقاوم ودموعي تسيل.مزق مروان حمالتي، وضغط على حلماتي، فشعرت بتيار كهربائي يسري في جسدي، ورد فعلي شديد.ضغط مروان على مؤخرتي، فأغلقت عينيّ يائسة.في اللحظة التي كاد مروان ينجح فيها، اندفع علاء داخلًا، وركل مروان في جانبه.سقط مروان عاريًا هكذا."علاء!" صرختُ باكية واندفعت إلى حضنه.حمَاني علاء في صدره، ورأيت قبضته مشدودة وعروقه بارزة."رانيا، لا بأس، أنا هنا."لولا أن علاء يحتضنني، لكان قد اندفع ليضرب مروان."علاء أيها الفتى، الليلة الماضية شبعت أنت، والآن لا تتركني أشبع." وقف مروان يشتم."لا تصور، ماذا تصور؟" جذب مروان بنطاله، وغطّى وجهه.أمسك علاء بهاتفه، وبدأ يصوره بكثرة."علاء، ماذا تفعل؟ نحن إخوة منذ سنوات، هل يستحق الأمر امرأة رخيصة هكذا؟"لم يلتفت علاء إليه أ

  • أنت دوائي   الفصل 7

    كنت أريد الهرب من يد علاء بشدة.لكنني كنت أتوق إلى شعور لمسه لي بلا حدود.شعرت ببعض الإحراج، عضضت أسناني وقلت: "أختي، أنا بخير، لم أنم جيدًا الليلة الماضية، سأنام قليلاً وأتحسن."لم تستمر مسؤولة الحسابات في إقناعي، وقالت لعلاء: "علاء، أظهر بعض اللياقة الرجولية، اعتنِ برانو قليلاً."نظر علاء إليّ نظرة، وبقي وجهه هادئًا، بينما استمرت حركة أصابعه."حسنًا، أختي." أجاب علاء مسؤولة الحسابات كأن شيئًا لم يكن.لكن قوة يده ازدادت فجأة.ارتعش جسدي كله، شعر علاء بانقباضي، فتقدم إلى أعماق أكثر.في الثانية التالية، عضضت أسناني وبلغت الذروة في يده.رأيت بوضوح ابتسامة شريرة على وجه علاء.لكنه سرعان ما عاد إلى جديته.واستمرت يده دون توقف.بدأت أتوسل إليه، لا، لا أريد المزيد.لكنه أمسك بيدي وضغطها على فخذه.فهمت قصده.في أعقاب الذروة، نظرت إليه بعينين ضبابيتين، وجسدي مسترخٍ يعتمد عليه.لحسن الحظ كنا في الصف الأخير، فلم يرَ أحد ما نفعله.تحت إغرائه الجنوني، بدأت أريد مرة أخرى.ضغط بقوة على كل نقاط حساسة في جسدي.تحت المعطف، فتحت سحاب بنطاله.رأيت ذلك الشيء الكبير ينطلق خارجًا، حارًا يغريني.زاد من سرعة

  • أنت دوائي   الفصل 6

    كل شيء تم بسلاسة تامة.بعد الانتهاء، استندتُ إلى علاء مسترخية تمامًا، وأسفل جسدي مبلل تمامًا.اكتشفتُ أن جسدي أصبح أخفّ بكثير، تلك الرغبة الملتهبة التي كانت تحرقني قد خمدت بفضل علاء.كنت دائمًا أسيطر عليها بالأدوية فقط.لم أتخيل يومًا أن ممارسة الفعل الحقيقية ستكون بنفس فعالية الدواء.نزلتُ من فوق علاء، خافضة رأسي، خجلانة إلى درجة لا أجرؤ على النظر إليه."رانيا..." ناداني علاء بهدوء."هل ترغبين في أن تكوني حبيبتي؟"سؤال علاء المفاجئ جعلني أفقد القدرة على الرد.لم أكن أنوي أن أحمّله أيّ مسؤولية.بل على العكس، كنت أريد شكره لمساعدته إياي في نوبة المرض."أنا... أنا..." ترددتُ بخجل.أمسك علاء بيدي وسأل مجددًا: "ألا تنوين تحمل المسؤولية؟"اكتشفتُ أنه كلما تحدث إليّ بصوته الخافت العميق،أفقدُ تركيزي تمامًا.بدأ الشعور يعود مجددًا في أسفل جسدي.أصبحتُ في غاية الارتباك.: "لا أعرف..."“ألا تشمئز من جسدي؟" سألته بحذر شديد.ضحك علاء فجأة: "شمئز؟""صراحة، جسمكِ هو الأفضل الذي رأيته في حياتي."كنت أعلم أن علاء لم يفهم قصدي من السؤال.كنت أخشى أن ينفر من طبع جسدي هذا.رآني صامتة فسألني مجددًا."راني

  • أنت دوائي   الفصل 5

    "ظننتُ أنكِ..." لم يكمل علاء كلامه.لكنني كنت أعرف ما أراد قوله، بالتأكيد كان يعتقد أنني امرأة جريئة متعمدة في إغرائه.علاء أكبر مني بسنوات عدة، رجل ناضج تمامًا.لم يسبق له أن فشل مع امرأة قط.لكن هذه الليلة كان تقديره خاطئًا."آسف، رغم أنني لا أبالي بكون المرأة بكرًا أم لا، إلا أن عليكِ أنتِ التفكير جيدًا." توقف علاء عن كل حركة.لم تنقص الرغبة في جسدي بسبب توقفه.بل على العكس، كأنها تنتقم مني فتزداد اشتعالًا.كنت أعلم أن علاء قد تهيج أيضًا.كان منتصبًا طوال الليلة، بالتأكيد وصل إلى أقصى درجات الاحتقان.ومع ذلك توقف، ورأيته يتنفس بعمق ليسيطر على انفعالاته.كان جسدي يرسل إليه دعوات لا إرادية باستمرار.لم أكن متأكدة إن كان ذلك رد فعل فسيولوجي فقط، أم أنني بدأت أحبه حقًا.مظهر علاء وهو يكبح نفسه كان بمثابة سمّ قاتل.كنت مستعدة أن أموت بين ذراعيه.لم أعد أحتمل، فبكيت متأثرة بالمظلومية والخجل معًا.لم يتوقع علاء أن أبكي على الإطلاق.أصبح مرتبكًا تمامًا: "لا، لم أقصد، آسف... لم أتعمد أن أعاملكِ هكذا."علاء الذي اعتاد الصمت، أظهر نادرًا حالة من الارتباك.ظن أنه اعتدى عليّ.لكنني لم أستطع النط

  • أنت دوائي   الفصل 4

    ضغطت أناملُه الخشنة على موضع حساسي."مم…" كان شعور الإثارة يكاد يخرج عن سيطرتي، فدفنتُ رأسي في صدر علاء وأطلقتُ أنينًا يشبه مواء قطة صغيرة.سحب علاء أصابعه، وتأمّل أمامي الخيوطَ الفضية التي خرجت معها.كان يفتح ويضمّ أصابعه، فتتموّج بينهما تلك الخيوط الفضية واللمعان الرطب على أصابعه.كانت تفضحني.تملّكني حنقٌ يختلط بلذة المتعة التي شعرتُ بها وبالانزعاج من انقطاعها المفاجئ."حقًا لا تريدين؟ هم؟" جاء صوت علاء عند أذني، ونبرته الصاعدة في آخر الجملة أثارتني من جديد.كانت أصابعه تنزلق ببطء على فخذي، وبرودة الآثار الرطبة تجعل جسدي يزداد ارتخاءً.لم تعد نبرته في الحديث نبرةَ من يهتم بحالتي الجسدية.بل صارت إغواءً صريحًا خلف ملامح جامدة.عضضتُ على أسناني، رافضةً أن أعترف برغبتي.مدّ علاء يده إلى الأسفل مرةً أخرى.أخذ يرسم ببطء حركاتٍ على ذلك الموضع من فوق ملابسي الداخلية.شعرتُ بحكّةٍ في أعماقي، وبأن الرطوبة في أسفل جسدي تكاد تفيض.كنتُ أستطيع حتى أن أشعر بالبلل ينحدر إلى داخل فخذيّ، في مشهدٍ من الفحش الصريح.توقّف علاء فجأة عن الحركة.وكأنه يتعمّد أن يلاعب أعصابي.ذلك التوقّف المفاجئ للمتعة دف

  • أنت دوائي   الفصل 3

    لا أستطيع أن أتحرك بصخب شديد؛ لو أيقظتُ الزملاء في الخيام الأخرى فلن أستطيع تبرير نفسي مهما حاولت.عضضتُ على أسناني وطوّقتُ خصر علاء النحيل بذراعيَّ لأستند إليه وأقف.كانت هذه أول مرة ألتصق فيها بجسد رجل عن قرب إلى هذا الحد.لم أعد أفكر حتى في صدري الممتلئ، وأنا أتحرك ملاصقةً له من خصره حتى عضلات بطنه.أسندت جسدي كله إليه ملتصقةً به، وشعرتُ أن عقلي يكاد يتوقف عن العمل.سندني علاء بيده وسار بي حتى منصّة الاستراحة عند حافة الينبوع الحار.جلستُ على الصخرة، ثم حاولتُ أن أدفعه بعيدًا عني بكل ما تبقّى لي من قوة.لكن ردود فعل جسدي المتلاحقة كانت قد استنزفت قوتي منذ زمن.فجأةً، انبعث من الخيمة غير البعيدة خلفنا أنينٌ خافت متقطّع.رفعت يدي إلى جبهتي وفكّرت في قلبي: الوضع سيّئ.كنت قد بدأت أهدأ قليلًا، وها هو هذا يحدث في هذه اللحظة بالذات.يبدو أن مسؤولة الحسابات وزوجها قد بدآ تمرينهما الليلي.نظر إليّ علاء نظرة سريعة، ثم جذبني معه لنختبئ خلف الشجيرات غير البعيدة.تحت ضوء النجوم الخافت، نظرتُ من خلال الأغصان فرأيتُ مسؤولة الحسابات جاثيةً على الصخرة التي كنا نجلس عليها قبل لحظات، وقد رفعت أردافها

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status