الفصل 3

لا أستطيع أن أتحرك بصخب شديد؛ لو أيقظتُ الزملاء في الخيام الأخرى فلن أستطيع تبرير نفسي مهما حاولت.

عضضتُ على أسناني وطوّقتُ خصر علاء النحيل بذراعيَّ لأستند إليه وأقف.

كانت هذه أول مرة ألتصق فيها بجسد رجل عن قرب إلى هذا الحد.

لم أعد أفكر حتى في صدري الممتلئ، وأنا أتحرك ملاصقةً له من خصره حتى عضلات بطنه.

أسندت جسدي كله إليه ملتصقةً به، وشعرتُ أن عقلي يكاد يتوقف عن العمل.

سندني علاء بيده وسار بي حتى منصّة الاستراحة عند حافة الينبوع الحار.

جلستُ على الصخرة، ثم حاولتُ أن أدفعه بعيدًا عني بكل ما تبقّى لي من قوة.

لكن ردود فعل جسدي المتلاحقة كانت قد استنزفت قوتي منذ زمن.

فجأةً، انبعث من الخيمة غير البعيدة خلفنا أنينٌ خافت متقطّع.

رفعت يدي إلى جبهتي وفكّرت في قلبي: الوضع سيّئ.

كنت قد بدأت أهدأ قليلًا، وها هو هذا يحدث في هذه اللحظة بالذات.

يبدو أن مسؤولة الحسابات وزوجها قد بدآ تمرينهما الليلي.

نظر إليّ علاء نظرة سريعة، ثم جذبني معه لنختبئ خلف الشجيرات غير البعيدة.

تحت ضوء النجوم الخافت، نظرتُ من خلال الأغصان فرأيتُ مسؤولة الحسابات جاثيةً على الصخرة التي كنا نجلس عليها قبل لحظات، وقد رفعت أردافها إلى الأعلى.

وكان زوج مسؤولة الحسابات يدخلها من الخلف، بينما تحاول كتم صوتها قدر ما تستطيع.

كان ذلك المشهد كأنه سلسلةٌ تخطف الروح، تلتفّ حولي وتخنقني بقوة.

جسدي الذي هدأ بصعوبة عاد يتفاعل بعنف أشدّ.

كنتُ أنا وعلاء نختبئ خلف الشجيرات، لا نجسر حتى على التنفّس بصوت مسموع.

وصارت رائحته الخاصة المميّزة منقوشةً بعمق في ذاكرتي.

لا، لا يمكن أن يستمر هذا.

صرت أدعو في سري أن تنتهي مسؤولة الحسابات وزوجها بسرعة.

لكن زوجها كان حقًا طويل النَّفَس.

وبدأتُ أشعر تدريجيًا بحرارة جسد علاء وهي تمتدّ إلى الخارج.

وبلا أي إرادةٍ مني، بلغتُ الذروة مرة أخرى.

ولم أتنبه إلى أنني أصدرتُ صوتًا خافتًا.

امتدّ ذراع علاء الطويل من خلف رأسي.

ليُطبق كفَّه على فمي.

"مم..."

سحبتُ نفسًا عميقًا.

كاد يضمّني بكامل جسدي إلى صدره.

صوت نبضات قلبه وعضلات صدره القريبة ولّدت في رأسي رغبةً ملموسة واضحة المعالم.

"هس..." أشار إليّ علاء ألا أُصدر أي صوت.

هززتُ رأسي موافقةً بلا قوة، وسرعان ما بدأتُ أرتجف بين ذراعيه.

وبنور القمر رأى علاء نظراتي الزائغة.

وتذكّر كيف لمح للتوّ ملابسي الداخلية المبتلّة.

ففهم كل شيء.

حاولتُ بكل ما أملك أن أتحرّر من قيود علاء، لكنني كنت أخشى في الوقت نفسه أن تكتشفنا مسؤولة الحسابات.

وكان جسدي في مقاومته يدفعني مرة بعد أخرى نحو الذروة.

تحت هذا النوع من الإثارة العنيفة، كدتُ أفقد الوعي.

لا أدري كم من الوقت مرّ قبل أن تعود مسؤولة الحسابات وزوجها إلى الخيمة وهما في غاية الرضا.

أخيرًا أرخى علاء يده التي كانت تغلق فمي.

وأخذتُ ألهث وأتنفّس بعمق.

كان عليّ في الأصل أن أبتعد عن علاء فورًا.

لكن رأسي كان ممتلئًا به بالكامل؛ لا أريد أن أبتعد عنه، ولا أملك القوة على ذلك.

"رانيا، هل ترغبين في ذلك؟"

ما إن وجّه إليّ علاء هذا السؤال حتى أسرعتُ مذعورة أفرّ من بين ذراعيه.

لكن يدي لامست دون قصد تلك الكتلة الصلبة أسفل بطنه.

ولم أكن بحاجةٍ إلى التلمّس أكثر لأدرك حجمه المدهش.

"أ... أنا... لا، لا أريد." سارعتُ إلى الإنكار في ارتباك شديد.

قطّب علاء حاجبيه، ومن غير أن ينطق بكلمة، مدّ يده إلى داخل تنورتي.

"حقًّا؟" كان صوته الخفيض ونبرته التي ترتفع قليلًا في آخر الجملة يثيرانني بلا توقف.

كانت أنامله الخشنة تمرّ ببطء على بشرتي شبرًا بعد شبر.

وكل موضعٍ يلمسه منها كان كأن النار تلسعه.

انثنت ساقاي لا إراديًا.

لكن علاء أعادهما إلى الانفراج بقوة.

مرّت أصابعه أولًا بخفة فوق ملابسي الداخلية.

شعرتُ كأن صاعقة أصابتني.

استيقظت حواسي كلها في جسدي؛ حِكّةٌ في روحي، وفي قلبي، وهناك أشدّ من كل موضع آخر.

كنتُ أدفعه بعيدًا عني، بينما أعماقي تتوق إليه بشدة لا توصف.

دون وعيٍ مني قبضتُ بقوة على قميص علاء وأنا ألهث.

"مم... علاء..." بدأ صوتي يحمل شيئًا من الأنين، حتى إنني شعرتُ بالغربة عن هذا الصوت الخارج مني.

اشتدّ الاضطراب في داخلي؛ أريده أن يمضي أبعد، وفي الوقت نفسه أريد أن أرفضه.

كان المَلَك والشيطان يتجادلان في رأسي بلا توقف.

وكاد ذلك يودّي بي إلى الجنون.

وفجأةً، رفع علاء طرف ملابسي الداخلية بحركة سريعة، ودخلت أصابعه إلى الداخل.