LOGINهذا الخاطر اجتاح عقلي بالكامل، يعذبني حتى أكاد أفقد صوابي. لا، لا، المنطق يصرخ بي أن هذا مستحيل تمامًا.أردت أن أدفعه عني، لكن بلا جدوى.«ندى، ألستِ راغبة حقًا؟ يمكننا ببساطة حذف هذا الجزء من الفيديو، ولن يراه زوجك…» قالها ببطء، مستمتعًا بإثارتي.كانت كلماته مليئة بالإغواء، حتى انهرت تمامًا.اقتربت منه لأقبّله، فاستسلمت لشغفه العنيف، وتلاشى حيائي كله، ولم يبقَ سوى الجنون.فجأة دوّى في أذني وقعُ خطوات مسرعة. ارتجف جسدي، وحين رفعت رأسي رأيت زوجي يقف هناك.كان يحمل هاتفه، وقد صوّر بالفعل كل اللحظات المخزية بيني وبين بهاء."ندى، يا لكِ من امرأة وضيعة! تخونينني من وراء ظهري! أخيرًا أمسكتُ بك. الطلاق… لا بد منه!"ارتبكتُ بالكامل. كيف عرف زوجي هذا المكان؟ أردت أن أشرح له، لكن لم أجد فرصة، فقد غادر وهو يصفق الباب بقوة.سالَت دموعي بلا حول ولا قوة. كل ما أردته هو تصوير مقاطع تدليك صغيرة لأثير اهتمام زوجي، لكنني لم أقاوم إغواء بهاء، وانتهى بي الأمر إلى الخيانة، بل وقُبِض عليّ متلبسة."دكتور بهاء، أرجوك، يجب أن تذهب لزوجي وتشرح له!"ابتسم بهاء ابتسامة ماكرة، لم يخفِ فيها رغباته. «ندى، أأنتِ ساذجة
اهتزّ كتف زوجي قليلًا، وبحكم معرفتي به أدركتُ أنه غاضب.لكنّه ربما تذكّر أن بهاء ضيف في بيتنا، فكتم غضبه ولم ينفجر.فهو رجل شديد التملّك؛ لا يسمح لأحد أن يلمس أشياءه الخاصة، فكيف برجلٍ آخر؟ذهبتُ أنا إلى المطبخ لأعدّ الطعام، وتركتُ بهاء جالسًا على الأريكة يتجاذب أطراف الحديث مع زوجي، بينما أطلّ برأسي بين الحين والآخر لأراقب ما يجري.كنتُ أظنّ أن بهاء، حين يردّد الكلام الذي اتفقنا عليه، سيدفع زوجي إلى شجار عنيف ويجعله يغار، لكن زوجي لم ينبس ببنت شفة. كان هذا غريبًا حقًّا؛ هل تغيّر طبع زوجي الغيور فجأة؟وعلى مائدة العشاء لم يبدُ على أيٍّ منهما شيء غير عادي، واكتفى بهاء ببضع لقَمات ثم استأذن وانصرف.بل إن زوجي لم يفتح الموضوع أصلًا، ولم أجد من اللائق أن أبدأ أنا بالكلام.ظلّ في قلبي شعور غامض بأن هناك شيئًا غير طبيعي، لكنني لم أستطع أن أمسك بطرف الخيط.وعند منتصف الليل وجدت أخيرًا وقتًا لأتحدّث مع بهاء عبر وي تشات وأسأله عمّا حدث اليوم.تنفّس بهاء بضيق وقال: "ندى، زوجك صعب المراس فعلًا. الكلام الذي قلته أمامه لا يحتمله أيّ رجل دون أن ينفعل، لكنه لم يتأثّر إطلاقًا. أظنّه قد أصبح مفتونًا ب
فجأة عادت إلى ذهني مشاهد الحافلة، ذلك الرجل الذي كان يفيض هرموناً، وتلك البطاقة المجعدة…يبدو أنّه كان طبيباً، وإن طلبتُ مساعدته فربما يتعاون معي بانسجام.كلما فكرت في الأمر ازددتُ اقتناعاً بأنه فكرة جيّدة. أخرجتُ بطاقته، وأضفتُ رقمه على تطبيق واتساب ثم سلمت عليه، وأنا أترقّب بقلق شديد.في الحقيقة كان الليل قد انتصف، ومن المحتمل أنه كان نائماً، وانتظاري بلا جدوى.لكنّ الأرق كان يلازمني، وما كان بوسعي سوى الانتظار.وبعد دقائق أضاءت شاشة الهاتف، وقد رد على تسليمي.سألني بهاء: "جميلتي، ما الذي يدفعك للبحث عني في هذا الوقت المتأخر؟ ذلك اليوم رحلتِ بسرعة وكأنك لا تكنّين لي أي اهتمام!"كانت كلماته تنضح بمشاعر دفينة، فعضضتُ شفتي كي أتمالك نفسي. أنا لم أتواصل معه لإحياء ما حدث في الحافلة، بل لأطلب مساعدته!والآن وأنا بحاجة إليه، رويت له ما حدث بيني وبين زوجي، ثم طرحت عليه طلبي مباشرة.زوجي ليس غبياً، ولو أحضرتُ أي رجل من الشارع فلن يصدّق.صمتَ بهاء نصف ساعة كاملة، فظننتُ أنه نام، ولم أجرؤ على استعجاله، فأنا من يلتمس المساعدة.لكنّ المفاجأة أنه وافق أخيراً وقال: "كنت أظنك امرأة غير متزوجة، وراو
سجلّات التصفّح كانت أشدَّ وقعًا على نفسي: "أحب زوجتي، لكنني لا أشعر برغبة معها، بينما أستمتع بالتقرّب من زملائي الرجال…""تحوّل زوجي إلى مثلي بعد الزواج، كيف أخبر زوجتي؟""كيف أخفي عن زوجتي أنني أصبحتُ مثليًّا؟"عندما غادر سلام، بدأت أرتّب البيت، فوجدتُ في سلّة المهملات عدّة مناديل مستعملة، بل وحتى واقيين مستخدمين.ما إن خطر ذلك ببالي حتى شعرتُ بالخجل والغضب معًا، وبعجز لا أستطيع وصفه.كيف تغيّر زوجي فجأة إلى هذا الحال؟ لا شكّ أنه على علاقة بسلام، بل وربما حدث بينهما ما هو أكثر.والمضحك المبكي أنه لو كانت منافستي امرأة، لربما كان الأمر أهون على نفسي.هل يُعدّ خيانةً أن يخونني مع رجل؟ رحتُ أبحث في الإنترنت عن الموضوع، فوجدت نساءً كثيرات يعانين من المشكلة نفسها، بل قرأتُ آراء لعدد من الأطباء النفسيين. أغلبهم قال إن مثل هذه الميول الغريبة لا علاج لها، فهي فِطريّة.لكن بعض الأطباء رأوا أن الأمر قابل للعلاج، شرط تعاون الشريك، وأن يُوقظه الحب من جديد.وقد طرحوا خطة علاج كاملة؛ فهذه التحوّلات في الميول بعد الزواج غالبًا ما تكون بسبب رتابة الحياة وانعدام الشعور بالإثارة.واقترحوا خلق نوع من ال
فجأة أحسستُ أن هناك شيئًا غير طبيعي؛ كان أحدهم يلامس ساقي تحت الطاولة، وكلما سحبتُها بعيدًا عاد يتبعها، حتى صار أكثر جرأة واقترب تقريبًا من أعلى فخذي.كان زوجي يجلس عن يساري، وسلام عن يميني، ولم تكن اللمسات تطال إلا ساقي اليمنى.لم يكن على المائدة سوانا نحن الثلاثة، وبحسب أماكن الجلوس يستحيل أن يكون زوجي هو من يعبث بي تحت الطاولة، فلا يبقى إلا سلام.رمقتُه بنظرة ممتزجة بالحياء والغضب، فالتقت عيناي بعيني سلام، لكنه واصل استغلال الموقف غير آبه، متصنّعًا ملامح البراءة وكأن شيئًا لا يحدث.يا للمصيبة! زميل زوجي هذا رجل لعوب لا يحترم الحدود!ومع ذلك، بالنسبة إليّ كان الأمر مزيجًا من الألم والمتعة؛ فهو يبدو كأنه يفهم جسد المرأة جيّدًا، حتى كاد لمسه يصل إلى أخصّ موضع بين فخذيّ.لم يزدني ذلك إلا حرارة في جسدي، وإحساسًا مبهَمًا بالراحة ولذّةٍ سرّية كأنني أرتكب خيانة في الخفاء.قال زوجي وقد لاحظ احمراري: "عزيزتي، لماذا احمرّ وجهك هكذا؟ هل تشعرين بالحرارة؟"وبينما تملّكني التوتر خرج صوتي مرتجفًا: "نـ… نعم، قليلًا."لم أجرؤ بالطبع على كشف ما يجري أمامه، حتى لا أُحرجه؛ فهو في النهاية مدير رفيع في ال
حتى لو كانت زميلة في العمل، تبقى امرأة، فكيف يدخلها إلى البيت؟ولما دقّقت النظر، وجدت أن قوامها يشبه تلك التي رأيتها في الحافلة، فلا بد أنها هي نفسها.وقبل أن أفتح فمي، مدّت سلام يدها اليمنى نحوي، تحدّق بي مبتسمة: "تشرفنا يا أختي ، آسفة إن كنت أزعجتك بالعمل في بيتك."يقولون إن اليد الممدودة لا تُصفَع، لكني رأيتها وكأنها امرأة تخطف الأزواج، فتعمّدت ألا أصافحها، ثم التفتُّ إلى زوجي: "كيف تُدخل امرأة أخرى إلى البيت؟ هل استأذنتني؟"شعر زوجي بالحرج، بينما سلام وضعت يدها على فمها وابتسمت بخفة، وكأنها تستمتع بما يحدث، فزاد ذلك من غضبي."ممَّ تُضحكين؟" رمقتها بنظرة حادة، وكدت أن أهجم عليها.وبعد ثوانٍ تكلم زوجي: "حبيبتي، لقد أسأتِ الظن. سلام صديقي المقرب، ورغم ملامحه الأنثوية لكنه رجل بالفعل."ثم رفع زوجي ذقن سلام قليلًا، ليُظهر تفاحة آدم الصغيرة في عنقه.ولكي يثبت براءته أكثر، ناولني سلام هويته، عمره ستة وعشرون عامًا، وهو بالفعل رجل.كيف يمكن لرجل أن يبدو بهذا القدر من الرقة؟وهنا شعرت بالخجل يغمرني، وتمنيت لو أن الأرض تنشق وتبتلعني. لم يكن زوجي يخونني، بل أنا التي غِرت بلا سبب.وتوضحت لي أمو






