الفصل 2

قد تكون فيكتوريا حب ألكسندر في الطفولة، لكنها تخلت عنه عندما واجه قطيعنا أزمة مالية.

قبل ست سنوات، كان القطيع على وشك الانهيار. تعرضت أراضينا للهجوم، وتم تدمير أعمالنا التجارية.

كانت عائلة فيكتوريا أول من هرب، وأخذوا أموالهم معهم.

لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء توديعنا. اختفوا في ليلة واحدة.

كان ألكسندر محطّمًا. لقد كان يخطط للتزاوج مع فيكتوريا ذلك الشهر.

أنا من سدد ديون القطيع البالغة 500,000 دولار. كانت عيادتي العلاجية مزدهرة حتى في ذلك الوقت.

قبل ألكسندر بي كرفيقة له بدافع الامتنان فقط.

سخر منه المحاربون الآخرون بسبب ذلك. أطلقوا عليه لقب "الباحث عن المال".

لكنني لم أكترث. كنت أعتقد أن الحب سينمو بيننا مع الوقت.

في النهاية، كان القطيع مدينًا لي بكل شيء.

كانت إيما تحت مسؤوليتي منذ أن كانت في العاشرة من عمرها. كنتُ أطبخ لها وجباتها، وأغسل ملابسها، وأوصلها إلى التدريب.

دفعتُ لها دروسًا خصوصية. خمسة آلاف دولار شهريًا فقط للدروس الإضافية.

اشتريتُ لها ملابس مصممة حتى لا تشعر بالدونية مقارنة بفتيات القطيع الأخريات.

الآن، وهي في الخامسة عشرة من عمرها، كنتُ قد ربيتها لمدة خمس سنوات.

قد أكون أختها حسب الترتيب الاجتماعي، لكنني كنتُ أقرب إلى كونها ابنتي.

أما بالنسبة لجيمس وسارة - فقد أعطيتهما كل شيء.

لم يكن لديهما أي مدخرات تقاعد عندما انضممتُ إلى القطيع. كانت معاشاتهما كمحاربين ضئيلة جدًا.

لذلك، كنتُ أعطيهما 8,000 دولار شهريًا من عائدات عيادتي العلاجية.

اشتريتُ لهما سيارة فاخرة لتسهيل تنقلهما.

دفعتُ تكاليف علاجهما الطبي - التهاب المفاصل لدى سارة، ومشكلة القلب لدى جيمس.

كنتُ أسدد الرهن العقاري للفيلا بقيمة 12,000 دولار شهريًا. كنتُ أتكفل بجميع نفقات المنزل وثلاث وجبات يومية.

وظّفتُ عمال نظافة، وبستانيين، ومساعدين لجعل حياتهم أكثر راحة.

كانت فاتورة الكهرباء للفيلا وحدها تصل إلى 1,000 دولار شهريًا. ومع ذلك، لم أشتكِ يومًا.

لم أكن رفيقة ابنهم بقدر ما كنتُ دعمهما المالي - ماكينة صراف آلي تطبخ وتنظف أيضًا.

حتى مبنى عيادتي العلاجية كان يساهم في دخل القطيع. كنتُ أؤجر مساحات لأعمال القطيع بأسعار مخفضة.

كانت قائمة عملائي تضم بعضًا من أقوى الذئاب في ثلاثة أقاليم.

كانت كل جلسة علاجية تدرّ عليّ 1,000 دولار. كنتُ أعمل ستين ساعة أسبوعيًا لإعالة هذه العائلة.

بعد كل ما فعلته لهذا القطيع، ما زالوا يعاملون الغريبة أفضل مني.

اقتربت مني فيكتوريا وهي تبتسم بسخرية. من المحتمل أن تكون ملابسها المصممة أغلى من راتب ألكسندر في شهرين.

"أنا آسفة جدًا، أختي سكارليت. لو كنتُ أعلم أن انضمامي سيجبركِ على السفر عبر أراضي قطيع الظل وحدكِ، ربما كنتُ سأرفض. كنتُ سأتنحى، لكن ألكسندر أصرّ على أنه وجد حلًا. عرضتُ أن أسلك الطريق الخطر بنفسي، لكنه لم يسمح لي بالسفر وحدي عبر الأراضي المعادية. أتمنى أن تتفهمي ذلك."

تعلقت إيما بذراع فيكتوريا وكأنها جرو جائع. إيما نفسها التي ربيتها وأغدقتُ عليها الرعاية لخمسة أعوام.

"بالطبع! ذئاب قطيع الظل خطيرة جدًا. ماذا لو استهدفوكِ؟ على عكس أختي - إنها تبدو شرسة جدًا، كذئبة غاضبة. حتى الذئاب الضالة ستهرب منها!"

ضحكتا معًا.

كان القطيع يعلم أن أراضي قطيع الظل مميتة. قُتل ثلاثة ذئاب وحيدة الشهر الماضي. واختفى اثنان آخران.

لكنهم لم يترددوا في إرسال معالجة القطيع، ومعيلتهم، إلى ذلك الخطر دون تفكير.

رأى ألكسندر تعابيري المتجهمة، فليّن صوته. "اسمعي، أعلم أن هذا ليس مثاليًا، لكن ما الخيار الذي لدينا؟ ذلك المكتب العلاجي الفاخر الذي كنتِ تفكرين في استئجاره - امضِي قدمًا واستأجريه. لا تقلقي بشأن التكلفة."

مددتُ يدي. "خمسون ألف دولار. الآن."

"هذا المبلغ كله! عليكِ أن تكوني ممتنة لأنني أسمح لكِ بإنفاق أموالكِ الخاصة. لا تدفعي حظكِ أكثر من اللازم!"

ابتسمتُ بسخرية. "منذ متى أحتاج إلى إذنك لإنفاق أموالي الخاصة؟ كم تجلب لهذا المنزل كل شهر؟"

احمرّ وجه ألكسندر. "هذا ليس في محله."

كان مساهمته الشهرية 3,000 دولار. أما مساهمتي فكانت 50,000 دولار.

لم يدفع مهر التزاوج - باستثناء الديون البالغة 500,000 دولار التي سددتها عن القطيع.

أحضرتُ معي 400,000 دولار والفيلا عند زواجنا. الفيلا وحدها كانت تساوي 2 مليون دولار.

حياة هذه العائلة المريحة كانت بفضل عملي في العلاج النفسي.

رأى أفراد القطيع الآخرون ذلك. كانوا يتهامسون عن المحارب الذي يعيش على أموال رفيقته.

بما أنهم جميعًا يفضلون فيكتوريا كثيرًا، فربما يجب أن تعيلهم هي بدلًا مني.

لنرَ كم سيصمدون على دخل معالجة فاشلة.

"سكارليت، ابدئي بإعداد العشاء! الجميع جائع!" نادت سارة.

"فيكتوريا، كنتِ تتناولين الطعام مع ألكسندر عندما كنتما جراء، أليس كذلك؟"

"أوه نعم، كنا نصطاد معًا ثلاث مرات يوميًا حينها. يا لها من ذكريات رائعة!"

"لا بد أنكِ افتقدتِ طبخ سارة بعد غيابكِ الطويل." التفتُ إلى سارة. "سارة، لماذا لا تعدين العشاء لفيكتوريا؟"

ثم جلستُ على أريكتنا الإيطالية الجلدية وبدأتُ بتمشيط فروي.

كانت الأريكة تكلف 15,000 دولار. اشتريتها الشهر الماضي من أرباح عيادتي العلاجية.

اقترب ألكسندر. "كيف تجرؤين على جعل سارة تطبخ! التهاب مفاصلها يزداد سوءًا. انهضي وابدئي بإعداد العشاء!"

نفس التهاب المفاصل الذي أدفع 3,000 دولار شهريًا لعلاجه.

تظاهرتُ بالمفاجأة. "سارة، هل أنتِ مريضة؟ لماذا لم تخبريني؟ كنتُ سأعالجكِ!"

انتفضت سارة. "من قال إنني مريضة؟ أنا بخير تمامًا. لا تلعنيني!"

"إذا كنتِ بخير، فلماذا لا تطبخين لفيكتوريا؟ ألا ترغبين بذلك؟"

عبست سارة. "من قال إنني لن أطبخ؟"

أمضت ساعتين في المطبخ قبل أن تقدم العشاء أخيرًا.

سحبت إيما فيكتوريا إلى مقعدي المعتاد على الطاولة. "أختي، فيكتوريا ضيفتنا. لا تمانعين في التخلي عن مكانكِ، صحيح؟"

سكبت سارة الحساء. "إذا كنتِ غير مرتاحة في الحافة، خذي وعاءكِ إلى المطبخ. ونظفي بعد ذلك."

لا يُصدق. لم يسمحوا لي حتى بتناول الطعام على طاولة العائلة.

"لا حاجة. أحد عملائي ينتظرني. سأتناول العشاء في الخارج."

زمجر ألكسندر. "نغادر غدًا. إلى أين تذهبين؟ هل جهزتِ أغراضكِ حتى؟"

"ماذا، ألا تستطيع تلك الكفوف المحاربة العظيمة التعامل مع التعبئة؟"

حدق ألكسندر بدهشة بينما غادرتُ.