Mag-log inجاء صوت طفولي ناعم فجأة، واشتدت قبضة صغيرة على بنطال خالد، تساقطت لكمات صغيرة كقطرات المطر.نظر خالد ونورة إلى الأسفل في نفس الوقت، فوجدا دمية ناعمة ككرات الأرز واقفة بجانبهما، عيناها الكبيرتان تحدقان، ووجهها المدور منتفخ من الغضب."أنيسة.""أنيسة."ما إن رأتها نورة حتى انفرجت أساريرها بابتسامة فرح، وقفزت عن خالد.عندما رأت أنيسة وجه نورة بوضوح، توقفت للحظة، وعندما مدت نورة يديها نحوها بحماس، تراجعت أنيسة خطوة لا إراديا.العينان الصغيرتان امتلأتا بالحيرة."أنيسة،" جعل تراجع أنيسة نورة تشعر بالأسى، جلست القرفصاء ومدت يديها نحوها، وقالت بصوت مرتجف: "أنا ماما."كلمة "ماما" جعلت أنيسة تعود إلى واقعها، رفعت رأسها نحو أبيها، فرأته يبتسم لها بلطف ويومئ برأسه.عضت شفتيها قليلا، ثم اندفعت أنيسة فجأة متجاوزة نورة إلى غرفتها."بااا!"صوت إغلاق الباب هز نورة وأوقف أنفاسها للحظة."أنيسة."مشت نورة إلى باب غرفتها، وحاولت الدخول فوجدت الباب مقفلا من الداخل.احترقت مقلتاها، ومفاصل يدها الممسكة بمقبض الباب ابيضت."أنا ماما، أنيسة، عدت، آسفة، لقد تركتك كل هذه السنوات."كان صوت نورة يرتجف، ولم يصدر أي صو
"لا تقلقي، سأخرج بين الحين والآخر لأطمئن عليه." وضع خالد يده على كتفها واتجها نحو الغرفة: "في المنزل غرفتان فقط، أنيسة كبرت الآن وغرفتها مملكتها الخاصة، لا يحق حتى لأبيها الروحي، بل ولا لأبيها الحقيقي، أن يستلقي على سريرها كما يشاء، وغرفتنا أيضا لا يمكن، فأين سينام غير الأريكة؟"لمست كلمات خالد شغاف قلب نورة، والتفتت بنظرها إليه."ماذا هناك؟" شعر خالد بنظرها فخفض عينيه نحوها.عكست الإضاءة بريقا متناثرا في أعماق عينيه.لم يتجاهل مشاعر أنيسة لمجرد صغر سنها، بل منحها الاحترام الكافي، فكلما كبر الطفل زادت ضرورة الحفاظ على حدود الاحترام، لكن للأسف كثير من الآباء يعتبرون الطفل ملكية خاصة لهم، يسيطرون على كل شيء في حياته.انحنت شفتا نورة قليلا: "أشعر فحسب...أنك وسيم جدا."ضيق خالد نظره، ثم التفت لينظر إلى باسم الذي كان يشخر على الأريكة، وهمس في أذنها: "هل نستحم معا؟ لنوفر فاتورة المياه."ذكرتها هذه الكلمات فورا بفترة ما بعد زواجهما بوقت قصير، حين كان يختلق حججا مثل توفير الكهرباء لينام في غرفتها.كم من الوقت مضى، وأسلوبه ما زال قديما إلى هذا الحد.احمر وجهها، ودفعته بيدها: "لا تفعل أشياء غير
تذمر باسم على الفور: "أنا أعاني من حب فاشل وأنتما ما زلتما تسيئان معاملتي، لو كانت أنيسة حاضرة لكان أفضل، أنيسة لن تزدري أباها الروحي."تشاركت نورة وخالد نظرة."هل أعطيه ذراعي ليحتضنها؟" مدت ذراعها بشكل استطلاعي.سحبها خالد إلى الجانب، ومد ذراعه بوجه عابس.احتضن باسم ذراعه على الفور."..."كانت هذه الصورة صادمة جدا، لولا أن أحدهما هو زوجها، لكادت تشعر بالحماس لهذا المشهد.اسود وجه خالد تماما عندما رأى ملابسه مبتلة بدموعه.وضعه على المقعد بيده وأمره: "اجلس بشكل صحيح."كان باسم ينتحب، محدقا فيه بعينين محمرتين، كرفض صامت.شعرت نورة فجأة وكأن خالد يخرج مع ابنه."جائعة؟ كلي شيئا." بعد أن أنهى خالد التعامل مع باسم، كان صوته ألطف بكثير عندما تحدث إلى نورة.جلست نورة بجانبه، وتناولت قليلا من الطعام الذي وضعه خالد لها.رأت باسم منكمش الكتفين يشرب بصمت، فسألته نورة بفضول: "الطبيب باسم، لماذا وقعت في حب الطبيبة لوبنا؟"فتح هذا السؤال باب الحديث لدى باسم."قبل عدة سنوات، نظم بعض الزملاء في المستشفى مشاهدة فيلم سويا، بكيت أثناء المشاهدة، لم تعطني الطبيبة لوبنا منديلا لتجفيف دموعي فحسب، بل سألتني إن
أدرك خالد بمجرد رؤية الرسالة: يبدو أنها ليست أخبارا جيدة.عندما عادت نورة إلى القسم، صادفت لوبنا، فشرحت لها: "لقد رأيت الطبيب باسم يتحدث معك للتو، فلم أذهب إليكما."ابتسمت لوبنا لها: "أسمعت محادثتنا كاملة؟"أومأت نورة برأسها بصراحة."هل رفضت بشكل مباشر أكثر من اللازم؟ كان علي أن أكون أكثر لباقة مراعاة لموقعك."هزت نورة رأسها على الفور: "هذا شأنك، لا داعي للتفكير بي."نظرت إليها لوبنا بنظرة ترف على حافتها ابتسامة غير مكتملة.تلكأت نورة قليلا ثم قالت: "حسنا، أعترف أنني كنت أتمنى حقا أن تمنحيه فرصة، لكن 'لا يمكن إجبار القلوب على ما لا تريد'، ولا يمكنني إجبارك على ذلك."أومأت لوبنا برأسها: "هذا صحيح."نظرت إليها نورة بتوقع واضح: "حقا لا توجد أي فرصة؟"عندما همت لوبنا بالكلام، خرج ضياء من المكتب.مرت نظراته بخفة على لوبنا، ثم توقفت عند نورة لبضع ثوان.لاحظت لوبنا تعابيره الدقيقة، ثم قالت لنورة بنبرة موحية: "من الأفضل أن تشغلي نفسك بمشاكلك أنت."ثم غادرت بعد أن قالت ذلك.نظرت نورة إلى ظهرها في حيرة.أي مشاكل يمكن أن تكون لديها؟في هذه الأثناء، اقترب منها ضياء وقال وكأن الأمر عابر: "لقد طلب ق
لعل السبب كان الحماس، كان صوت باسم مرتفعا بعض الشيء، ما جذب فضول من حولهما لينظروا.شعرت لوبنا بالحرج فورا، وخفضت صوتها وهي تتحدث إليه بقلق: "اخفض صوتك."بدلا من ذلك، بدا باسم غير مكترث: "مما نخاف؟ من في المستشفى لا يعرف أني أحبك؟""..."حتى لوبنا التي تعتبر نفسها هادئة، لم تستطع مقاومة اعتراف صريح كهذا، لكنها حقا لا تحمل مشاعر تجاه باسم، فصاغت كلماتها بعناية وقالت: "الطبيب باسم، قد عرفت شعورك، لكن عذرا، أنا لا أحمل ذلك النوع من المشاعر تجاهك، لا تضيع اهتمامك علي."ظنت أن باسم سيرتدع عند الصعوبة، لكنه قال بدلا من ذلك: "انطباعك عني كان دائما أني أحب الرجال، لم تعرفيني حقا قط، فكيف تعرفين أنك لا تحملين مشاعر تجاهي؟"توقفت لوبنا للحظة."أحببتك من قبل، قلت إنك حديثة الانفصال ولا ترغبين في علاقة، سمعت أنك تشاركين في مقابلة للتعارف مؤخرا، مما يعني أنك تخطيت الأمر، أنا أنتظر منذ سنوات، أليس لي أولوية أكثر من أولئك الرجال الذين تواعدينهم؟"أصيب رأس لوبنا بالألم: "قلت لك إنني لا أحمل مشاعر تجاهك، لست نوع الرجل الذي أحبه.""أي نوع تحبين؟""أحب الناضجين الواثقين."لم يتوقع أن يرد باسم بوقاحة: "إذ
"الأستاذ خالد، حان وقت الغداء، ألا تخلع كمامتك؟" قال نديم الذي كان يجلس مقابل له بينما يفتح طلبه الخارجي.كانت الكمامة ملتصقة بوجهه طوال الصباح، حتى الماء لم ير الأستاذ خالد يشربه كثيرا.رأى نديم نظرة خالد تلمع للحظة، ثم بدأ ببطء في خلع الكمامة.بمجرد خلع الكمامة، ظهر جرح زاوية فم خالد، وكأن نقطة ظهرت على جمال ملامح وجهه المتناسقة التي تشبه اليشم.لم يكن نديم وحده من يتناول الطعام، بل كان معه عدة طلاب آخرين من المختبر، وعندما رأوا الجرح، اقتربوا جميعا بنفس الوقت.تحت نظر كل تلك العيون، شرح خالد بتكلف: "ارتفعت حرارتي الداخلية.""أوه~""أوه~""أوه~"قالها الطلاب تقريبا بصوت واحد.كان نديم أيضا يبتسم بابتسامة ذات معنى: "يبدو الأمر 'حارا' حقا."ولكن كان هناك طالب ساذج لا ينتبه للموقف، نظر إلى جرح خالد لفترة ثم قال: "ليس صحيحا، هذا لا يشبه ارتفاع الحرارة، يشبه عضة...همم".لم يكمل كلامه، فدفعه زميله بالمرفق بجانبه، وبلهجة حادة: "إذا قال الأستاذ خالد إنه ارتفاع حرارة فهو ارتفاع حرارة، هل الأستاذ خالد يكذب؟""صحيح صحيح، هذا الشيء واضح أنه ارتفاع حرارة، وليس عضة من شيء.""قل لي، من يجرؤ على عض





![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)

