طرقنا تفترق بعد الزواج

طرقنا تفترق بعد الزواج

By:  رنا الخالدUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
14views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

كان مراد سعيد مقبلًا على الزواج من حبيبته الأولى، بينما سارة كنان، التي قضت سبعة أعوام إلى جانبه، لم تذرف دمعة، ولم تثر، بل تولّت بنفسها إعداد حفل زفافه الفاخر. وفي يوم زفافه، ارتدت سارة كنان هي الأخرى فستان زفاف. وعلى امتداد شارع طويل يقارب خمسةَ عشر ميلًا، مرّت سيارتا الزفاف بمحاذاة بعضهما. وفي لحظة تبادلت العروسان باقات الورد، سمع مراد سعيد سارة كنان تقول له: "أتمنى لك السعادة!" ركض مراد سعيد خلف سيارتها مسافة عشرة أميالٍ كاملة، حتى لحق بها، وتشبث بيدها، والدموع تخنق صوته: "سارة، أنتِ لي". فترجّل رجل من سيارة الزفاف، وضمّ سارة إلى صدره، وقال: "إن كانت هي لك، فمن أكون أنا إذًا؟"

View More

Chapter 1

الفصل 1 انتظرتك سبع سنوات

أنهت سارة كنان كتابة تقرير استقالتها، ثم رفعت رأسها ونظرت عبر النافذة. كان هناك شاشة إلكترونية ضخمة تعرض خبر زفاف مراد سعيد ونورة حمد، حيث استمر عرض الخبر لمدة سبعة أيام.

الجميع يقول: "إن مراد سعيد يحب نورة حمد حبًا جمًّا، لكن لا يعلم أحد أن سارة رافقته طوال سبع سنوات كاملة".

من سنّ الثامنة عشرة وحتى الخامسة والعشرين، أهدته أجمل سنين عمرها.

لكن حين استدار لينوي حياة جديدة مع امرأة أخرى، كان عليها أن تخرج من حياته.

في يوم زفاف مراد سعيد، لن يكون هناك مكان لسارة في عالمه بعد الآن.

سحبت سارة نظرها، وطوت خطاب الاستقالة بعناية، وأدخلته في ظرف أبيض، حينها اندفع باب المكتب من الخارج.

دخل مراد سعيد مرتديًا قميصًا أسود ذا ياقة نصف مفتوحة، وبنطالًا أسود يغطي ساقيه الطويلتين. خطواته كانت واثقة، وهيبته واضحة.

ما زالت سارة تتذكر جيدًا أول لقاء بينهما، حيث كان يرتدي قميصًا أسود أيضًا، جالسًا في ركن الحانة يشرب الخمر، محطمًا ككلبٍ ضال.

في ذلك الوقت، كانت عائلته قد أفلست، حتى ثمن الشراب دفعه مقابل ساعة رهنها.

استردّت سارة تلك الساعة، وأخذت معه قلبه أيضًا.

لكن حتى التنين، وإن غاص في الوحل، لا بد أن يحلّق عاليًا. وقد نهض من جديد، ليصبح اليوم أحد النبلاء البارزين في عاصمة الإمبراطورية.

"لم لا تردين على رسائلي؟"، قالها وعيناه تقعان على الظرف الذي في يدها.

أشارت سارة بالظرف نحو النافذة وقالت:

"كنت أشاهد إعلان زفافك أنت والآنسة نورة حمد".

انطفأ شيء من بريق عيني مراد سعيد، وقال:

"ألم تكوني أنتِ من أعدَّ الإعلان؟ ما الحاجة لمشاهدته الآن؟"

نعم، إعلان زفافه كان من إعدادها.

كل صورة له مع نورة حمد، وكل لحظة دافئة بينهما، بل وحتى كل جملة حب نُسجت فيه، كانت من اختيارها، ومن كلماتها.

حين طلب منها ذلك، قال لها بالحرف الواحد:

"سارة، هذه المهمة لكِ، نورة حمد لن تطمئن إن أنجزها أحد غيرك".

بدأت علاقته مع نورة حمد قبل ثلاثة أشهر، غير أن جذور تلك العلاقة امتدت إلى أيام الدراسة.

إلا أن الحظ لم يكن حليفهما، فقبل سبعة أعوام، سافرت نورة حمد إلى الخارج، وأعلنت عائلة مراد سعيد إفلاسها، فافترق الحبيبان.

قبل ثلاثة أشهر، عادت نورة حمد مع أسرتها إلى البلاد، فأعاد مراد سعيد إحياء ما مضى، وتقدّم إليها بخطبة علنية.

رافقت سارة مراد سعيد لسبع سنوات، وكان كل من حوله يظن أنّه سيتزوجها، بل هي ذاتها لم تشك في ذلك.

حتى قبل ثلاثة أشهر، حين طلب منها أن تختار خاتمًا يعجبها، اختارته على مقاس إصبعها.

لكن في تلك الليلة، حين أضاءت الألعاب النارية أرجاء المدينة، استدار نحوها وقال:

"سارة، أعطني الخاتم."

تناول منها الخاتم الذي انتقته بعناية، ثم استدار، وجثا على ركبة واحدة، ليضعه في إصبع نورة حمد.

تحت وهج السماء المتلألئة، سمعت سارة صوته يخاطب نورة حمد:

"انتظرتك سبع سنوات، ألفين وخمسمائة يومٍ وليلة، لم يكن أيٌّ منها يحمل حضورك، لكن لم يخلُ أيٌّ منها من طيفك."

في تلك اللحظة، تحطّم قلب سارة كما تحطّمت الألعاب النارية في السماء، إلى شظايا لا يمكن جمعها من جديد.

ألفان وخمسمائة يوم وليلة لم تخلُ من طيف نورة حمد، فمن كانت بجانبه كل ذلك الوقت؟

من كانت تسانده في العمل؟

من كان يناديها وهو ثمل؟

ومن كان يضمها في نومه؟

ما كان كلّ ذلك؟

سؤال ظلّ حبيس صدرها، لم تنطق به.

لأن زواجه من نورة حمد كان الجواب الكافي، فكل تلك السنوات السبع التي قضتها بجانبه، مهما كانت، فهي لا تضاهي شرارة الحب الأول الذي شبّ في قلبه أيام دراستهما.

وعلى أي حال، طّوال هذه السنوات السبع، لم يعدها بشيء.

من البداية وحتى النهاية، كانت الآمال التي عقدتها عليه أمنيات من طرف واحد، والآن بعد أن خابت، لا مجال للعتاب.

استعادت سارة شتات أفكارها، وألقت نظرة هادئة نحو الرجل الذي أسكنته قلبها لسبع سنوات، وقالت: "هل هناك أي ترتيبات، سيد مراد سعيد؟"

أجاب بنبرة رسمية: "هذا المساء، سترافقينني إلى منزل عائلة نورة حمد. تعرفين جيدًا ما الهدية المناسبة".

ردّت: "حسنًا!" فهي مساعدته، لا ترد له طلبًا أبدًا.

اتجهت عينا مراد سعيد نحوها، خالجته مشاعر لم يُسَرّ بها، فقال: "سارة، أنتِ..."

توقف بعد أربع كلمات، فلم يستطع التعبير عن الشعور الذي اجتاحه.

وفي النهاية قال: "لم أعد أراكِ تبتسمين".

نادرًا ما ينتبه لمثل هذه التفاصيل، رغم انشغاله التام بنورة حمد، لكنه لاحظ اختفاء ابتسامتها.

ابتسمت ابتسامة باهتة، وقالت: "سأنتبه فيما بعد، يا سيد مراد سعيد".

خاطبها بنبرة هادئة: "سارة، منصبك كمساعد تنفيذي لن يتغير، وسأرشّحك العام المقبل لمنصب نائب الرئيس."

من سكرتيرة إلى مساعد تنفيذي، ثم إلى نائب الرئيس. هكذا كانت الترقيات التي منحها إياها طوال السبع سنوات. لكنه لم يدرك أن ما كانت تريده لم يكن سلطة. ما كانت تريده فقط هو أن تكون زوجته.

لكن ذلك لم يكن إلا حلمًا جميلًا، كصورة القمر على سطح الماء…بديع المظهر، لكنه بعيد المنال.

قالت بابتسامة خفيفة تقبل بها وعده: "حسنًا".

سبعُ سنواتٍ مضت، قبِلت منه كل ما قدّمه، ولم تطلب يومًا ما لم يمنحه، ولا نطقت برجاء.

راح ثقلٌ غامض يتنامى في صدر مراد سعيد، وتغيرت نظرته إليها فغدت أكثر برودًا، وقال: "الشرط ألا يحدث أي خطأ، وبالأخص في حفل الزفاف".

طمأنته بثقة: "سيكون حفلًا رائعًا، أنا مستعدة لتنفيذ كل ما تطمح له أنت والسيدة نورة حمد".

ظل مراد سعيد يحدق فيها لثوانٍ، ثم استدار ليمضي، غير أن طرف عينه لمح الظرف الذي بيدها، فتوقف فجأة وقال: "ما الذي تمسكينه بيدك؟"

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1 انتظرتك سبع سنوات
أنهت سارة كنان كتابة تقرير استقالتها، ثم رفعت رأسها ونظرت عبر النافذة. كان هناك شاشة إلكترونية ضخمة تعرض خبر زفاف مراد سعيد ونورة حمد، حيث استمر عرض الخبر لمدة سبعة أيام.الجميع يقول: "إن مراد سعيد يحب نورة حمد حبًا جمًّا، لكن لا يعلم أحد أن سارة رافقته طوال سبع سنوات كاملة".من سنّ الثامنة عشرة وحتى الخامسة والعشرين، أهدته أجمل سنين عمرها.لكن حين استدار لينوي حياة جديدة مع امرأة أخرى، كان عليها أن تخرج من حياته.في يوم زفاف مراد سعيد، لن يكون هناك مكان لسارة في عالمه بعد الآن.سحبت سارة نظرها، وطوت خطاب الاستقالة بعناية، وأدخلته في ظرف أبيض، حينها اندفع باب المكتب من الخارج.دخل مراد سعيد مرتديًا قميصًا أسود ذا ياقة نصف مفتوحة، وبنطالًا أسود يغطي ساقيه الطويلتين. خطواته كانت واثقة، وهيبته واضحة.ما زالت سارة تتذكر جيدًا أول لقاء بينهما، حيث كان يرتدي قميصًا أسود أيضًا، جالسًا في ركن الحانة يشرب الخمر، محطمًا ككلبٍ ضال.في ذلك الوقت، كانت عائلته قد أفلست، حتى ثمن الشراب دفعه مقابل ساعة رهنها.استردّت سارة تلك الساعة، وأخذت معه قلبه أيضًا.لكن حتى التنين، وإن غاص في الوحل، لا بد أن يحل
Read more
الفصل 2أنتِ محترفة
"خطاب الاستقالة!"قالت سارة ذلك بصدق، فهي لم تكذب عليه قط.لقد أخبرها سابقًا أن أكثر ما يكرهه هو الكذب، حتى وإن كان بدافع حسن النية.تجهم وجه مراد أكثر، وقال بلهجة صارمة:"من الآن فصاعدًا، أي استقالة تُسلَّم مباشرة إلى قسم الموارد البشرية. لا تتدخلي في أمور لا تخصك، وإذا كان لديك وقت فراغ، من الأفضل أن تذهبي لزيارة جدتك."ثم أغلق الباب خلفه بعنف، فتلاشت الابتسامة عن وجه سارة تدريجيًا، وكأن شيئًا انكسر فيها."مراد، هذه استقالتي أنا."رافقت سارة مراد إلى منزل عائلة نورة. وبمجرد أن توقفت السيارة، هرعت نورة وهي تحتضن كلبها الأبيض نحوهما، وكانت عيناها مليئتين بالفرح والخجل وهي تنظر إلى مراد.لكن الكلب الذي في حضنها لم يبدُ سعيدًا برؤية مراد، فقد أخذ ينبح عليه بصوت عالٍ."ريكس، لا تكن مشاغبًا، هذا والدك."عند سماعها هذه الكلمة، ظهرت على وجه سارة علامات استغراب واضحة، والتفتت نحو مراد.هو لا يحب الكلاب والقطط، لأنه يعاني من حساسية تجاه فروها.ولم تمضِ سوى لحظة، حتى مدّ يده وربت على رأس الكلب قائلًا:"ريكس، صحيح؟ إن واصلت التصرف معي بعنف، سأجعل والدتك ترسلك بعيدًا."تجمدت سارة في مكانها، تنظر
Read more
الفصل 3 من قال إنكِ خرجتِ من حياتي
"سيد مراد، من الأفضل أن تستدعي الطبيب!"رفضت سارة طلبه بنبرة قاطعة.كانت تلك المرة الأولى التي يسمع منها كلمة لا.تجهم وجه مراد، وزادت حدة التجاعيد بين حاجبيه، ثم دون أي نقاش، أمسك بمعصمها بقوة، وجذبها عنوة إلى داخل فيلّته. وعند دخولهما، أغلق الباب بركلة قوية أصدرَت صوتًا مدوّيًا.قال وهو يحدّق فيها بعينين متجمدتين:"سارة، لا تظني أنني لم ألاحظ أنكِ تفتعلين نوبة غضب."إذًا، هو يعلم…ومع ذلك، لم يتردد في إيذائها.اجتاح صدر سارة شعور مرير مفاجئ، كأن شيئًا ثقيلًا ارتمى على قلبها. ثم تسللت المرارة شيئًا فشيئًا حتى وصلت لأنفها، وقالت بصوت متهدّج:"مراد، نمتَ معي لسبع سنوات، والآن تُقصيني من حياتك دون حتى أن تخبرني… ألا أملك حق الشعور بالحزن؟" هو يريد أن يكون مع نورة، لكنه لم يرسل إليها حتى كلمة وداع. حتى لو كانت مجرد علاقة عابرة، وزواجه حتمي، كان من حقها أن تسمع منه شيئًا، لكنه اختار الصمت، تاركًا خلفه جرحًا أعمق من أي كلام.لكن مراد لم يفعل ذلك. بدلًا من ذلك، أظهر حبه وحنانه لنورة أمام عينيها، كأن سارة لم تكن سوى موظفة عادية في حياته. قالها وهو يختنق بالألم: "من قال إنكِ خرجتِ من حياتي؟"
Read more
الفصل 4 إن لم تَفي، لا تعِد
"سارة، هذا مهرٌ جمعته لك جدّتك. أنت ومراد ستتزوجان أخيرًا، خذي هذا المال لترتبي ما تحتاجينه."أمسكت جدّتها يدها ووضعتها في يد مراد، ثم دست البطاقة المصرفية في أيديهما المتشابكة.انهمرت دموع سارة، ولم تجرؤ على النظر في عيني جدّتها.خبر زفاف مراد اجتاح الدنيا، وبالطبع جدّتها، رغم ضمور عقلها ظنت أن العروس هي حفيدتها."مراد، عدني أن تعتني بسارة."أمسكت جدّتها يده بتوسل."جدّتي، لا تقلقي، سأبقى معها طوال حياتي، ولن أتركها أبدًا."لكن هذه الكلمات جرحت قلب سارة كما لو أنها طعنة.قبل أربع سنوات، رافقت سارة مراد في رحلة عمل، وأخذها معه إلى جبل كاترين. هناك، أمام صخرة العهود الثلاثة، تبادلا الوعد الأبدي. قال لها مراد حينها إنه لا يريدها في هذه الحياة فقط، بل في الحياة التالية، وفي كل حيواتهم القادمة، إلى الأبد.لكن الآن، حتى هذه الحياة لم تُمنح لهما.لقد اتضح أن الوعود خُلقت لتُكسر، وأن العهود ليست سوى كلمات تُقال لتُخان.قالت الجدة وهي توصيهما:"سارة، مراد، في يوم زفافكما لا بد أن تأتيا لأخذي، فأنا أرغب في أن أرى بعيني لحظة ارتباطكما."فأجابها مراد بنبرة حنونة:"جدتي، سنأتي حتمًا، بل وسنركع أما
Read more
الفصل 5 كيف له أن يُهينها؟
"بشير راشد، النبيل الأول في العاصمة، سيتزوج!""حقًا؟ لقد أُعُلن عن الخبر منتصف الليل، لم أستطع النوم من فرط الحماس. من هي المرأة التي استطاعت أن تنال قلبه؟"كانت سارة في استراحة العمل عندما سمعت زميلاتها يتحدثن بلهفة في غرفة الشاي.كانت تعرف بشير راشد، وقد التقت به في مواقف متفرقة، كلها كان فيها عونًا لها.في إحدى المرات، تعطّلت سيارتها على الطريق، فصادف مروره وساعدها في تغيير الإطار.وفي مناسبة أخرى، أثناء عشاء عمل، حاول أحد العملاء التعدي عليها بعد أن أكثر من الشراب، فأنقذها بشير من الموقف، محافظًا على كرامتها ومهنيتها.مواقف أخرى تكررت، لم تعد تذكر تفاصيلها، لكنها تدرك أنها مدينة له.فإن كان سيتزوج، فمن اللائق أن ترسل له هدية، حتى وإن لم يتذكرها.سألت بهدوء أثناء إعداد قهوتها:"ومتى سيُقام الزفاف؟"أجابت إحداهن بحماس:"الأسبوع المقبل، في نفس اليوم الذي سيتزوج فيه مديرنا مراد."اهتزّت يد سارة، وانسكبت القهوة على يدها، فأحسّت بحرارة السائل يحرق بشرتها.قالت بهدوء:"تابعن الحديث." ثم خرجت.لكنها لم تُفلِت من كلماتهن التي جاءت من خلفها:"لماذا نربط بين زفاف مراد وزفاف بشير راشد؟ ألا ندر
Read more
الفصل 6 لا بد أن تهديني عريس
"مساعدة سارة، هل تدركين حقًا ما أصبحتِ عليه؟"حينما جلسوا لتجربة فساتين الزفاف، خلعَت نورة قناع البراءة الذي طالما ارتدته، وأظهرت وجهها الحقيقي أمام سارة.شعرت سارة ببرود في قلبها، وأجابت بلا مبالاة: "نورة، أنتِ تركتِ مراد حين كان في أسوأ حالاته، والآن بعد أن استعاد قوته، فهل تعتقدين أنكِ تستحقينه؟"ابتسمت نورة بثقة وبتعجرف: "هو يحبني، وسيتزوجني، أما أنتِ فلم تستحقيه رغم كل ما قدمته."لم تجب سارة، بل سألت بصوت ثابت: "لماذا تقولين لي هذا؟"قالت نورة بحزم: "لا أريد أن أراكِ بعد الزفاف".ضحكت سارة ضحكة حادة وقالت: "لمَ لا تخبرين مراد بنفسك؟"حدقت بها نورة بعينين مليئتين بالاحتقار: "هل ما زلتِ تأملين أن يحبك مراد؟"كان الجواب واضحًا بالنسبة لسارة: انتهى كل شيء حين خلع مراد خاتمها وألبسه لنورة.قالت سارة وهي تغادر غرفة تبديل الملابس: "فستانك جميل يا سيدة نورة، ستكونين متألقة يوم زفافك."كان مراد قد ارتدى بدلة العريس الداكنة التي أظهرت وسامته وطول قامته، ونظارته الأنيقة بلا إطار زادت من هيبته، تمامًا كما كان في ذاك اللقاء الأول الذي لم تنسَه سارة.كانت حينها تتساءل: هل يوجد رجل بهذا الجمال ح
Read more
الفصل 7 لا أستطيع سوى انقاذ شخص واحد
كانت سارة محظوظة، فرغم سقوطها العنيف، لم تُصب بارتجاج في الدماغ.لكن الورم الكبير الذي تكوَّن في مؤخرة رأسها كان حقيقيًّا، يمكنها لمسه بسهولة بيدها.خرجت من محل الزفاف تمسح على الورم، غير منتبهة للطريق، فاصطدمت بأحدهم دون قصد.همّت بالاعتذار، لكنها ما إن رفعت رأسها حتى وقعت عيناها على وجه بدا مألوفًا لها:"...السيد بشير؟"كان بشير يرتدي قميصًا من حرير رمادي اللون، وسرواله المصمم خصيصًا له كان ينساب بانسجام على جسده من الكتفين حتى الخصر، كان أنيقًا بشكل لا يُخفى.نظر إليها وقال بصوت منخفض:"هل أصبتِ؟"كان طويل القامة، ورأس سارة لم تكن لتصل إلا إلى مستوى ذقنه، وقد لاحظ الورم على رأسها فورًا."لا بأس." قالت وهي تتراجع خطوة إلى الوراء وتسحب نفسها من بين يديه.أعاد يديه إلى جيبيه بهدوء، وبقي ينظر إلى عينيها."هل تحتاجين إلى مساعدة؟""لا، لا داعي." أجابت مجددًا بالنفي، ثم تذكرت فجأة، فقالت:"مبارك زفافك، يا سيد بشير."تلاشت نظرته المتفحّصة من رأسها وانتقلت إلى عينيها، تحمل نظراته شيئًا غامضًا يصعب تفسيره."مبارك لكِ أيضًا."مبارك؟على ماذا؟على خذلانها؟ على أن من أحبت سبع سنوات تزوج غيرها؟ل
Read more
الفصل 8 لن تأتي غدًا
طلب مراد من سارة أن تأخذ قسطًا من الراحة، لكنها لم تفعل. لا يزال لديها الكثير لتُنجزه.قضت يومًا كاملًا في الشركة، أتمّت جميع عمليات التسليم، رتّبت الأوراق التي تحتاج للتوقيع، جمعت العقود، وأنهت تنظيم دفتر المهام اليومي الخاص بمراد.في غرفة الاستراحة، سمعت من زملائها حديثًا عن شائعات، تقول إن مراد اشترى جميع شاشات الإعلانات الإلكترونية في العاصمة ليبث حفل زفافه.في يوم راحتها التالي، جمعت كل أشيائها من منزل مراد، ووضعتها في حقائب وسلمتها للمتطوعين ليقدموا المحتويات لمن هم بحاجة إليها.في ذلك اليوم، سمعت المتطوعين يتحدثون عن عائلة راشد التي أقامت مأدبة ضخمة للاحتفال بزفاف بشير، دعا فيها أهل العاصمة بأكملها دون طلب أي هدايا.وفي اليوم الثالث من إجازتها، توجهت إلى جبل كاترين، قضت ست ساعات كاملة تمسح اسمها هي ومراد المنقوشان على صخرة العهود الثلاثة، حتى نزفت أصابعها من شدّة المجهود.وفي أثناء هذا، شاهدت على التلفاز مقابلة مشتركة بين مراد ونورة، حيث قال مراد إنه سيقدم حفل زفاف مبهرٍ وفريدٍ للجميع.أما عن اليوم الرابع من إجازتها، وهو اليوم السابق لحفل الزفاف، ذهبت إلى مكان الحفل ورأت بروفة م
Read more
الفصل 9 آخر دمعة أذرفها لأجلك
في ساعة متأخرة من الليل، وبينما كان كل شيء غارقًا في الصمت، تلقت سارة رسالة على هاتفها."هل ما زال الزفاف قائمًا غدًا؟"نظرت إلى جدتها النائمة بجانبها، وقالت:"سأرسل لك العنوان... تعال غدًا لتأخذني أنا وجدتي. وإن كنت قد تراجعت، فلا بأس... لا تأتِ.""أراكِ غدًا، عروستي!"نظرت سارة إلى هذه الرسالة، وشعرت بغصة في صدرها.هي على وشك أن تصبح عروسًا... لكن الرجل الذي سترتبط به لم تره يومًا في حياتها.ليس لأنها فقدت عقلها بعد خذلان الحب، بل لأنها لا تريد أن ترى خيبة في عيني جدتها، ولا تريد أن تكون مصدر قلق لها.أما ذلك الشاب الغريب... فقد ربطته بها علاقة صداقة عبر الإنترنت دامت عشر سنوات.ومن يمنحك عقدًا من الزمن من حياته، لا بد أن يحمل من الوفاء ما يكفي لتثق به.وقبل أن تغفو، رن هاتفها من جديد... هذه المرة كان الاتصال من مراد.كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل.خرجت سارة من الغرفة بصمت كي لا توقظ جدتها، وردّت على الهاتف بنبرة معتادة:"أستاذ مراد... هل هناك شيء آخر تود ترتيبه؟"على الطرف الآخر من الخط، كان مراد يفرك جبينه بيده، ولم تعد تلك الكلمات غريبة عليه، فقد اعتاد سماعها في الآونة الأخيرة.
Read more
الفصل 10 التقاء سيارتّي الزفاف
كانت نجوم الليلة الماضية ساحرة بجمالها، واليوم جاءت الشمس مشرقة بنفس القدر من البهاء.استيقظت سارة على ضوء الشمس، وما إن فتحت عينيها حتى وجدت ابتسامة جدتها تحت وهج الضوء، تقول لها مداعبة:"يا صغيرتي، قلبك كبير! اليوم عرسك، وما زلتِ تنامين بهذا العمق!"دفنت سارة وجهها في كف الجدة، وهمست بصوت كسول:"جدتي... ما زلت أشعر بالنعاس."ضحكت الجدة وقالت:"لا مزيد من النوم، سيارة العرس وصلت لتأخذك!"رفعت سارة رأسها، ونظرت من النافذة حيث أشارت الجدة،فرأت صفًا من السيارات السوداء الفاخرة تصطف أمام مركز العلاج.أهو ذلك الشاب من الإنترنت فعلًا؟ هل جاء ليأخذها للزواج كما وعد؟خرجت من الغرفة، وبخطوات بطيئة تقدمت نحو الباب،فرأته هناك... رجل يقف متوهجًا تحت أشعة الشمس، كأنه نزل من مشهد سينمائي.بذلة داكنة مصممة خصيصًا على جسده، وأزرار الأكمام تلمع كالألماس تحت أشعة الشمس.من رأسه حتى قدميه، كان تجسيدًا حيًّا للفخامة والنفوذ.قالت الجدة من خلفها:"أما آن لكِ أن تذهبي إليه؟"عندها التفت الرجل، ووقع نظر سارة على وجهه،فتسارعت دقات قلبها، وكأن الزمن توقف لثانيتين."أ... أنت؟!"في الساعة التاسعة وتسع وخمسين
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status