LOGINاحمر وجهها، ومدت يديها لتدفعه بعيدا."لا تتحركي."أخذ خالد نفسا عميقا، والنار في عينيه كأنها ستلتهمها.كادت دموع نورة أن تذرف، قائلة بمزاج مكسور: "أنت من يجب ألا يتحرك."بالرغم من أنها تحب ممارسة هذا الأمر مع خالد، لكن قدرته على التحمل قوية، وكلما صرخت بأنها لا تستطيع، يزداد حماسه، ولا تدري من هو "العجوز" حقا.ضغط خالد ببصمة إصبعه على شفتها السفلى."هل ستنادينني بالأب العجوز؟"هزت نورة رأسها كالمرجحة."هل تريدين أن ينتهي هذا مبكرا؟"أومأت نورة برأسها بسرعة."ماذا يجب أن تنادينني؟"لم تتردد نورة تقريبا."زوجي.""زوجي.""زوجي."صوت ناعم كمواء القطة، مع رعشة خفيفة.تحركت تفاحة آدم خالد، وصوته أجش: "قريبا."في هذه الليلة، اكتسبت نورة فهما جديدا لكلمة "قريبا"، وأدركت لأول مرة بوضوح أن كلام الرجال على السرير كله كذب.في اليوم التالي، وبساقين متعبتين، وصلت إلى القسم، وسألها زميلها بفضول: "الطبيبة نورة، ماذا حدث لساقيك؟"شعرت نورة بالحرج على الفور، وأسرعت تلوح بيديها: "لا شيء، لا شيء."تحملت الألم بجهد، ومشت بشكل طبيعي لتجنب أن يلاحظ الآخرون أي شيء غير عادي.عندما دخلت المكتب، وجدت أن ضياء هو
تذكر خالد شيئا: "قلت للتو إن سماعتك الطبية تحطمت، كيف تحطمت؟"عندما سمعت نورة هذا، تجنبت نظراته، وتلعثمت في الكلام.خالد، بما أنه كان كذلك، أدرك على الفور أنها كانت تخفي شيئا عنه."قولي الحقيقة."كلمتان قصيرتان جعلتا نورة تشعر وكأنها تحت التعذيب.همست: "أهل المريض الذي توفي البارحة جاءوا إلى القسم وأثاروا مشكلة، حدث بعض الجدال، ودست على السماعة الطبية فتحطمت."تصلب فك خالد بشكل ملحوظ: "هل أصبت بأذى؟""فقط...أصابعي بها كدمات بسيطة،" مدت نورة يدها ببطء: "سقطت السماعة الطبية على الأرض، حاولت التقاطها، فدست على أصابعي معها."تثبتت نظرات خالد عندما رأى الكدمات على أطراف أصابعها، فمد يده وأمسك بيدها ووضعها قرب شفتيه لينفخ عليها برفق.شعرت نورة ببعض الذهول من حركته، حتى أنها تستطيع تخيل كيف كان يعزي أنيسة."هاتان اليدان مخصصتان لعلاج المرضى وإنقاذ الأرواح، كيف يمكنك التصرف بهذه الطريقة." كان صوت خالد يحمل عدم موافقة."عندما رأيت السماعة الطبية تسقط على الأرض، حاولت التقاطها تلقائيا، لم أفكر كثيرا في ذلك الوقت.""يمكن شراء سماعة طبية جديدة، لكن ماذا لو آذيت يدك؟"كانت نورة متقبلة لخطئها جيدا،
تجمدت للحظة، ثم نظرت نحو خالد.كانت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه، ونظراته تبدو موافقة."سماعة طبية؟" تألقت عينا نورة قليلا: "لي؟"ابتسم خالد: "بخلافك، لمن يمكن أن أهديها؟"مدت نورة يدها على الفور.كانت تعلم أن السماعة الطبية المفقودة لن تعود، حتى لو اشترت واحدة مماثلة جديدة، لن تحل محل المعنى الذي تمثله لها تلك السماعة.ما أسعدها حقا هو أن خالد دائما يهتم بمشاعرها، فعندما علم بفقدان سماعتها الطبية، لم يهدئ مشاعرها بكلمات رومانسية جميلة فحسب، بل اشترى أيضا سماعة طبية جديدة.الأفعال غالبا ما تكون أكثر تأثيرا من الكلمات.شعرت نورة أن ندمها يمتلئ تدريجيا.فتحت الصندوق، كانت سماعة طبية جديدة موضوعة بداخله، لمستها نورة بأطراف أصابعها، وشعرت ببرودة الملمس."ظننت أنك ستشتري نفس النوع السابق." قالت نورة."خالد رقم ١ رافقك كل هذه السنوات وأكمل مهمته، الآن سيصحبك خالد رقم ٢، وقد يكون هناك في المستقبل خالد رقم ٣، خالد رقم ٤..."استغرقت نورة لحظة حتى استوعبت، ولم تستطع كتم ضحكتها.وبينما كانت تضحك، أصبحت عيناها رطبتين قليلا، فمدت ذراعيها واحتضنته، وضغطت خدها على صدره."كيف يمكنك أن تكون بهذا اللطف.
كانت شخصيته أنيقة ومهذبة، وبعد أن شعر بنظراته الموجهة نحوه، واجهه بنظرة صريحة لبضع ثوان ثم حولها بهدوء.في هذه اللحظة، أشار صاحب المحل إلى اتجاه: "السماعات الطبية هناك، اختارا بأنفسكما.""شكرا لك." أجاب خالد وذهب نحو الاتجاه الذي أشار إليه الصاحب.بالمقابل، أخرج ضياء هاتفه، ووجد صورة وعرضها أمام الصاحب: "يا سيدي، هل لديكم في المحل هذا النوع من السماعات الطبية؟"كانت الصورة لنورة، هذه الصورة وجدها في مجموعة الدردشة. في السابق، قدم مريض راية شكر لنورة، وللأغراض الدعائية، التقط القسم صورة لها مع المريض وهي تحمل الراية. في الصورة، كانت نورة قد انتهت للتو من العمل، وعلى عنقها كانت تتدلى تلك السماعة الطبية.كبر الصاحب الصورة ونظر إليها بعناية: "نعم، سأحضرها لك."تنفس ضياء الصعداء عند سماع ذلك.في هذه الأثناء، اختار خالد بعناية سماعة طبية وأعادها إلى المنضدة، وكان الصاحب يغلفها ويتحدث مع الرجل الآخر."هل تلك الصورة هي لحبيبتك؟ هل هذه هدية لها؟"تمايلت نظرات ضياء، وبعد فترة قال: "لا.""إذا لم تكن حبيبتك، فهي التي تريد خطبها؟ يجب أن تبذل جهدا أكبر."لم ينكر ضياء.اتجهت نظرات خالد نحو السماعة ال
عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع، يصبح نديم خبيرا في الحديث. قال بحماس: "قبل بضعة أيام، عندما تسلقنا الجبل مع أستاذكم خالد وزوجته، كدت أفقد بصري من شدة الحب، كان الأستاذ خالد وزوجته لا يفترقان، حتى أنه كان يفتح غطاء الزجاجة ويسقيها بنفسه. وكانت حقيبته مليئة بالأشياء خشية أن تجوع زوجته، يا للروعة، حتى أنه أحضر مروحة وقدم خدمة الترويح.""واو." كان تعبير الطلاب جميعا مذهولا.لم يكترث خالد لتعليقاتهم، وفتح باب المختبر وغادر.كان الليل قد حل، وأصبحت السماء بنية داكنة، ويبدو أن هناك ضوءا خافتا في الأفق.في هذه اللحظة، اهتز هاتفه، وعندما أخرجه وجد أن المتصل هو نورة.انحنت شفتاه، وكان صوته حنونا جدا وهو يرد على المكالمة: "نورة، سأغادر الآن من الجامعة، انتظريني قليلا.""الأستاذ خالد."كان هناك صوت رياح عاصف في الهاتف، وصوت نورة المكتئب وصل بوضوح إلى أذنيه.تثبتت نظرات خالد: "ماذا حدث؟""إذا أخطأت، لا تغضب مني." كان صوتها ضعيفا.كانت متكئة على حاجز الشرفة، تنظر إلى الزحام في الشارع بالأسفل، والرياح الليلية تعصف بها."متى غضبت منك؟" كان صوت خالد صافيا.فكرت نورة مليا، ويبدو أنه لم يحدث بالفعل.لما
بمجرد وصول نورة إلى محطة النفايات ورؤيتها عشرات الأكياس من القمامة، شعرت بيأس لحظي. همت بالتقدم إلى الأمام، لكن يدا من الخلف أمسكت بذراعها بقوة."نورة، هل فقدت عقلك؟ ماذا تريدين أن تفعلي؟" جاء صوت ضياء."ماذا يمكنني أن أفعل؟" هزت نورة ذراعها من يده، وعيناها الغاضبتان تحدقان به: "بالطبع سأبحث عن شيئي."بدا ضياء غير مصدق لتصرفها، ففي ذاكرته كانت شخصية نورة دائما عقلانية."دعينا لا نتحدث عن إمكانية العثور عليها بين كل هذه القمامة، أنت تعلمين أكثر من أي شخص كم هذه النفايات قذرة، هل تريدين الإصابة بعدوى؟""وهل هذا من شأنك؟" صرخت نورة في وجهه.كان جسدها يرتجف، ربما من الغضب، أو ربما لسبب آخر.كان ضياء غاضبا أيضا، لكن عند رؤيته نورة بهذا الشكل، خمد غضبه. قال بعبوس: "إنها مجرد سماعة طبية، على أسوأ تقدير، سأشتري لك واحدة مماثلة."نبرته كانت دائما متعالية، وكأنه لا يهتم بأمور الآخرين، ويتصرف بأمورهم بحرية معتقدا أنه محق."من يحتاج إلى ما تشتريه."اسود وجه ضياء على الفور."نورة، لم أرم سماعتك الطبية عمدا، رأيتها محطمة، وقدمت لك سماعتي بلطف، لا ترفضي معروفا."وجدت نورة ذلك مضحكا: "أجل، لذا يجب أن