Share

الفصل 10

Author: أسامة الفاخري
بعد سلسلة من الأفكار العشوائية، عاد مُراد إلى وعيه سريعًا

اقترب من لؤلؤة وجذب ذراعها برفق، ثم قال بصوتٍ منخفضٍ: "لؤ... لؤلؤة، دعكِ من هذا، فقد اعتدت الأمر على أي حال..."

شعرت لؤلؤة بألمٍ في قلبها، فقد أحست بالحزن والعجز في كلمات مُراد وشعرت بانكساره أيضًا.

"آنسة لؤلؤة، كل هذا بسبب خطأ نسمة، أعدُكِ أنني سأؤدبها بشكلٍ جيدٍ لاحقًا. أرجوكِ، كوني كريمة وامنحيها فرصة لتصلح أخطاءها"

قال أدهم بصدق.

بدأت الأفكار تتصارع في ذهنه، وعزم في قرارة نفسه أنه مهما حدث، لن يسمح لنسمة بمواصلة تصرفاتها الطائشة، وإلا فحتى لو نجا هذه المرة، فسيأتي اليوم الذي ستدمره فيه!

"انهضي!"

"بما أن صديقي قد شفع لكِ، سأعطيكِ فرصة واحدة، آمل أن تحسني التصرف في المستقبل!"

قالت لؤلؤة بنبرة باردة.

العفو أفضل عند المقدرة.

لطالما كانت تفضل عدم استغلال مكانتها لإذلال الآخرين، ولا ترغب بالنزول إلى مستوى الأشخاص العاديين.

"شكرًا لكِ يا آنسة لؤلؤة، وشكرًا لك أيها السيد..."

شعرت نسمة وكأنها نالت عفوًا كبيرًا، فنهضت، لكن ملابسها من الخلف كانت قد ابتلت تمامًا بالعرق دون أن تدرك.

في تلك اللحظة، انتبه العديد من الزبائن في المكان لما يحدث.

وعندما علموا أن هذه السيدة النبيلة والجميلة هي لؤلؤة، الأولى بين أجمل أربع نساء في المنصورة، لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم، وظهرت نظراتهم المتلهفة.

بدأ البعض يخرجون هواتفهم بهدوء لالتقاط صور لها، لتوثيق مظهرها الفاتن والآسر.

"مُراد، لنذهب"

سرعان ما أدركت لؤلؤة أن الوضع أصبح غير مناسب، فسحبت مُراد على عجل وغادرت الفندق.

الفنادق أماكن حساسة.

وبوضعها الاجتماعي، اصطحابها لمُراد إلى غرفة قد يثير شائعات أو سوء فهم، وهو أمرٌ لا يصب في مصلحتها أو مصلحة مُراد.

بالطبع، هي واثقة من نفسها ومن نزاهتها، لكنها تعلم أن لديها العديد من المعجبين من أبناء العائلات الثرية والنفوذ.

وأي سوء فهم قد يثير مشكلات غير ضرورية لمُراد، وهو أمر لا تريد أن يحدث أبدًا.

......

فيلّا التجمع

تُعد واحدة من أرقى وأشهر مجمعات الفيلّات في المنصورة، تحيط بها الجبال والمياه، وتتمتع بمناظر خلابة.

كل من يعيش هناك إما من الأثرياء والشخصيات المؤثرة، أو من النخبة التجارية، فلا يسكنها إلا أصحاب المال والسلطة.

اشترت لؤلؤة لمُراد ملابس فاخرة من مركز تجاري قريب، ثم عادت به إلى الفيلّا.

"مُراد، من غير المناسب أن نذهب إلى فندق الآن، لذا يمكنك البقاء هنا لمدة يومين، وغدًا سأشتري لك منزلًا، وبعد الانتهاء من الإجراءات يمكنك الانتقال إليه"

احمرَّت وجنتا لؤلؤة قليلاً، فقد اعتادت على الحفاظ على مسافة بينها وبين الرجال ولم تسمح لرجلٍ من قبل بزيارة منزلها، ناهيك عن البقاء فيه طوال الليل.

لكن، لتقديرها لإنقاذه حياتها، استثنته هذه المرة وجلبته إلى منزلها.

بالطبع، كان سبب ثقتها في مُراد هو معرفتها بأخلاقه، فبعد أن خاطر بحياته لإنقاذها الليلة الماضية، كانت واثقة أنه شخص مستقيم، ولا يمكن أن يكون خبيث النية.

"أشكركِ، لكن ليس هناك حاجة لشراء منزل..."

أجاب مُراد بسرعة، ملوحًا بيديه.

ثم أدرك بسرعة أن هناك خطأ ما في كلامه، كما لو كان يريد البقاء في منزل لؤلؤة.

"لا.... لا أقصد هذا"

"أقصد أنه يمكنك استئجار غرفة صغيرة لي في مكانٍ ما، وسأرد لكِ الإيجار لاحقًا عندما تتيسر أموري..."

قال مُراد هذا الكلام واختتمه بابتسامة خجولة.

ابتسمت لؤلؤة ولم تعر الأمر اهتمامًا كبيرًا، ثم أخرجت بطاقة هوية وأعطتها لمُراد، قائلة: "مُراد، هذه هويتك الشخصية، وجدها رجالي في مكب النفايات، ولكن كيف وصلت هويتك هناك؟"

"هذا رائع!"

أخذ مُراد هويته وفرح للغاية.

كان في حالة صعبة تمامًا، وبفضل بطاقة الهوية سيتمكن على الأقل من العثور على وظيفة في أسرع وقت لتأمين احتياجاته الأساسية.

لكن حين فكر في كيفية وصول هويته إلى مكب النفايات، احمر وجهه خجلًا، لم يكن يريد أن يشرح حياة العار التي عاشها كصهر مُعالٍ سابقًا، ففضل التهرب من السؤال بتغيير الموضوع.
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 30

    شعر مُراد بألمٍ حاد على خده، فغطى وجهه بيده وهو يشعر بالغضب الشديد، كان متأكدًا أن خالد قد فعل ذلك عمدًا!ومع ذلك، فقد اعتاد على السخرية والإهانة خلال السنوات الثلاث التي قضاها متزوجًا في عائلة عامر، وقد طمست مها كل الحدة في شخصيته.اختار في النهاية أن يكتم غضبه ويتحمل مضايقات خالد.صرخ خالد بغضب: "ماذا تنتظر!""قم بجمع كل القطع المكسورة ونظف المكان!"مُراد حاول كبت غضبه، وركع ليجمع القطع الخزفية المكسورة من على الأرض.ضحك خالد بسخرية وقال: "أتريد أن تتحداني؟ أنت مجرد كلب أعمى، ما زلت صغيرًا جدًا لتلعب هذه اللعبة!"ثم داس بقوة على ظهر يد مُراد وأدار قدمه بقسوة.كانت يد مُراد مليئة بالقطع الحادة من الخزف، وتدفق ألم شديد عبرها، مما أدى إلى تمزق جلده فورًا وسال دمه بغزارة. شهق مُراد من الألم وسحب يده بسرعة، مسببًا انزلاق قدم خالد المفاجئ، ما أدى إلى سقوطه أرضًا وارتطامه بشدة، لينتهي به الأمر مستلقيًا على ظهره.صرخ خالد غاضبًا: "أيها الحقير، سوف أقتلك!"أمسك خالد بقطعة من سيجارته، محاولًا أن يحرق بها وجه مُراد.تفاجأ مُراد ورفع يده ليتصدى للهجوم، لكن قطعة السيجارة لامست جرحه ا

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 29

    على الأقل ضميره لن يسمح له أن يمر بهذا الموقف بسهولة.صرخ خالد: "لا يهمني من تكون، غادر فوراً وإلا لن أكون لطيفًا معك!"كاد خالد أن ينفجر من الغضب، ونظراته كانت مليئة بالكراهية تجاه مُراد.كان مُراد مترددًا.لكن لؤلؤة كانت في ظهره وتدعمه، ولذلك لم يكن يخشى تهديدات خالد.ولكن لؤلؤة أوضحت له من قبل أنها لا تريد الكشف عن العلاقة بينهما، ولا ترغب في أن يستغل مُراد هذه العلاقة في الشركة.إضافة إلى ذلك، خالد كان رسميًا رئيسه المباشر وأحد الشخصيات المؤثرة في الشركة، ممثلًا لمصالح العديد من القيادات العليا.إذا دخل في مواجهة مع رئيسه في أول يوم له في العمل، فلن يكون ذلك في صالحه.وإذا تفاقمت الأمور ونتج عنها آثار سلبية داخل الشركة، فإن صورة مُراد أمام لؤلؤة ستتدهور كثيرًا.رأى خالد أن مُراد التزم الصمت، فظن أنه خائف وضحك ساخرًا: "ماذا تنتظر؟ غادر فوراً!"مُراد، وقد قرر أخيرًا، قال: "أيُها المدير خالد، جئت لأقدم نفسي لك حسب القواعد والإجراءات، وإن طلبت مني المغادرة، فهذا لا يبدو مناسبًا أليس كذلك؟"لقد اتخذ قراره النهائي.عندما أنقذ السيد عامر دون تردد وقبل أيام خاطر بحياته لإنقاذ ل

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 28

    "أيُها المدير خالد، أرجوك دعني وشأني..."قالت سلمى بنبرةٍ يائسة وملامحها تعكس حيرة عميقة، إذ لم تكن تعرف ما الذي يجب أن تفعله.رد خالد مبتسمًا بخبث: "يا سلمى، النساء الجميلات مثلكِ خلقن ليُعجب بهن الرجال. يجب عليكِ استغلال هذه الميزة جيدًا!""لا تقلقي، طالما أنكِ ستكونين معي، أضمن لكِ الترقية وزيادة الرواتب. ستحصلين على كل ما تريدين في الشركة!"ضحك خالد ضحكة شيطانية وانتهز لحظة انهيار دفاعاتها النفسية ليحتضنها ويبدأ في محاولة تقبيل وجهها الجميل.حاولت سلمى المقاومة ولكن كلما تذكرت صورة والدتها المريضة في السرير، وحاجات شقيقها الدراسية، شعرت بالعجز عن المقاومة، وفقدت كل الشجاعة.في لحظة من اليأس الشديد، استسلمت تمامًا وامتلأ وجهها بالحزن.ثم فجأة، سمعوا طرقًا على الباب ودخل مُراد وهو يحمل بعض أوراق الانضمام للشركة من قسم الموارد البشرية.تجمد مُراد للحظة عند رؤية المشهد في المكتب، غير قادر على فهم ما يحدث.استفاقت سلمى فجأة ودفعت خالد بعيدًا، وقد احمرّ وجهها خجلًا.كان خالد على وشك تحقيق هدفه، ولكن مُراد قاطع المشهد، مما أشعل غضبه. نظر بغضب شديد إلى مُراد وقال: "من أنت أيها ال

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 27

    في المكتب.جلس خالد، الذي يبلغ من العمر حوالي خمسين عامًا، ذو الرأس الأصلع والجسم الممتلئ قليلًا، خلف مكتبه.أمام مكتبه كانت تقف فتاة شابة ملامحها تبدو عليها علامات التوتر، ويديها متدليتين بجانبها.كانت الفتاة بالواحد والعشرين أو الثانية والعشرين من عمرها، ملامح وجهها دقيقة وجميلة، تبدو هادئة وعلى وجهها نظارة سوداء كبيرة تخفي جمال ملامحها.جسدها صغير وملابسها بسيطة، لكن ذلك لم يخفِ جمالها الطبيعي.اسم الفتاة التي تقف أمامه هو سلمى، وهي إحدى سكرتيرات الرئيس التنفيذي الثلاث في الشركة، مكانتها الوظيفية مثل مُراد، حيث كان مُراد سكرتيرًا إداريًا وهي سكرتيرة شخصية.بالإضافة إلى ذلك، فإن سكرتير الرئيس التنفيذي له رئيسان مباشران، الأول هو الرئيس التنفيذي نفسه والثاني هو مدير مكتب الرئيس التنفيذي.قال خالد وهو ينظر إليها بعينين ضيقتين ووميض خبيث في عينيه: "أيتُها السكرتيرة سلمى، لقد مر شهر منذ انضمامكِ إلى الشركة. صحيح أن أداؤك في العمل جيد، لكن ردود أفعالك ليست سريعة بما يكفي.""لستُ راضيًا تمامًا عن أدائكِ!""برأيكِ، كيف يمكننا حل هذا الأمر؟"شعرت سلمى بالصدمة وانحنت بسرعة قائلة: "أ

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 26

    "لا أرى أنه سيء لهذا الحد..."احمر وجه لؤلؤة الجميل بشكلٍ ملحوظ لوهلة.ما كانت تتحدث عنه مع هيام قبل قليل كان مجرد حديث بين الصديقات.ولكن هيام قامت بشيءٍ غير متوقع، حيث ذكرت كل شيء أمام مُراد مباشرة.في تلك اللحظة، شعرت لؤلؤة بالحرج الشديد ولم تكن تعرف كيف تواجه مُراد.أما هيام، فقد كانت أكثر إحراجًا، فقد شعرت برغبة في البكاء بسبب خيبة أملها. لقد كانت تترقب ذلك الرجل بشدة، حتى أنها بدأت في الإعجاب بهذا الرجل المثالي في مخيلتها!لكنها لم تكن تتوقع أن الرجل الذي كانت تعتبره قويًا وشهمًا، كان في الحقيقة الرجل الخنيث الذي قابلته للتو!كانت تلك ضربة قاسية لها!لقد شعرت وكأن لؤلؤة قد وضعتها في مأزق!تنفست لؤلؤة بعمق وهدأت نفسها أولاً.ثم قالت، "مُراد، أنا بحاجة إلى سكرتير إداري بجانبي، أريد تعيينك في هذا المنصب، ما رأيك؟""إذا لم يعجبك المنصب، يمكنني تغيير الوظيفة لك!"قال مُراد بحماس، "بالطبع يعجبني! أنا سعيد جدًا."كان مُراد في غاية السعادة، إذ كانت الوظيفة التي عرضتها عليه لؤلؤة أفضل بكثير مما كان يتوقع، كما أنه سيكون بجانبها دائمًا ويتعلم منها الكثير من الأمور، وهذا شيء لم

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 25

    "أنا بخير، كل الفضل يعود لمُراد الذي أنقذني..."هزت لؤلؤة رأسها وأخبرت هيام بكل ما حدث بالتفصيل.كانت هيام زميلة الجامعة وأقرب صديقة للؤلؤة.لم يكن لدى لؤلؤة الكثير من الأصدقاء وكانت هيام صديقتها المقربة الوحيدة.بالطبع، الجزء المتعلق بمعاكسته لها لم تخبرها به؛ فمثل هذه الأمور لا تُقال حتى للأخوات."هل تقولين إن هذا الرجل الغريب عنكِ تماماً، لم يكتفِ بحمايتك بل تصدى لضربة سكين وحتى أنه كاد يفقد حياته لحمايتكِ!""هذا هو الرجل الحقيقي!""لابد أن التواجد بجانبه يُشعركِ بالأمان للغاية!"قالت هيام وعيناها تلمعان. لقد كانت معجبة بالرجال الأقوياء الذين يظهرون في المسلسلات العسكرية بسبب شعورها بعدم الأمان منذ صغرها.لكن للأسف، كانت تلك مجرد مسلسلات ولم تصادف يوماً رجلاً حقيقياً مثلهم.لكن الآن، ظهر أمامها مثال حي.من خلال وصف لؤلؤة، استطاعت هيام تقريباً أن تتخيل المشهد الخطر والشعور بالأمان لذي لطالما افتقدته."نعم، في المجتمع الآن أصبح الناس غير مبالين، من النادر جداً أن نجد مثل هذا الشخص الشجاع.""لو لم يحمِني في ذلك الوقت، كنت سأفقد حياتي بالتأكيد."قالت لؤلؤة وهي متأثرة.عند

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status