Share

الفصل4

Author: أسامة الفاخري
اكتسب مُراد قوة لا مُتناهية بعد عودته للحياة، وبالرغم من أنه حينذاك لم يتمكن من السيطرة عليها، إلا أن مواجهته لقاتلين عاديين كان أكثر من كافٍ، لذلك استغّل مُراد هروب القاتل الآخر قبل مُواجهته، وأمسكه بقوة، ثم تدحرجا إلى الماء بينما يتضاربان.

هل سيكون مصيرهما الموت؟

ظهر في عينّي لؤلؤة تعابير مُعقدة، بالرغم من أن ذلك الرجل كان مزعجًا للغاية، إلا أنهما التقيا بمحض الصدفة، فلماذا يُضحي فجأة بنفسه

متعمدًا لأجلها؟

لم تحملها قدميها في تلك اللحظة، فزحفت إلى جانب الماء، وشعرت بمشاعر مُعقدة، فكانت تريد أن يخرج مُراد، وأرادت ألا يخرج أيضًا، لأنه رأى جسدها الشريف والحساس ولمسه، كما أنه قبّلها.

أخذت لؤلؤة تعض على شفتيها منتظرةً إياه لفترةٍ طويلة، ولكنه لم يخرج، ولم تعرف لوهلة إن كانت تريد أن يعود ذلك الرجل مجهول المصير، أم تريده أن يموت.

ولكن دموعها انهمرت لا إراديًا، ولم تتمكن من إيقافها…

لم يمضِ الكثير.

ارتفع صوت بوق سيارة، حيث تعقب العديد من الحرس الشخصي لعائلة لؤلؤة مسارها وأتوا.

كانت تضع ملابس مُراد وانتظرت طويلًا وبعدما تأكدت من أنه لن يخرج، قالت بلطفٍ للنهر: "اسمي لؤلؤة، فلتبحث عني..."

استدارت لؤلؤة مُغادرةً، ولكنها لم تعلم أن مُراد قد سمع اسمها وهو بالماء.

لؤلؤة؟

يا له من اسمٍ جميل!

يبدو أن لؤلؤة فقدت صوابها بعد عودتها للمنزل، وأمرت مجموعة من حرسها أن ينزلوا للنهر بحثًا عن مُراد، إلا أنهم لم يجدوا شيئًا.

علمت فقط أنه يُدعى مُراد.

وأنه يعيش في منزل أهل زوجته.

وجد أحد أتباعها هويته الشخصية، وقال أنه وجدها بنقطة التخلص من المهملات.

هذا حقًا غريب!

......

أما خارج قطاع الأحوال المدنية.

كان كلًّا من مها وليلى الهنداوي منتظرتان.

أخذت مها ترفع يدها لتنظر في ساعتها من حينٍ لآخر، وتكاد تستشيط غضبًا.

لقد اتفقت مع مراد ليلة أمس أن يستخرجا وثيقة الطلاق صباح اليوم.

والآن أوشك الظهر أن يحل ولم يظهر بعد.

كما أنه لم يعد ليلة أمس، وحاولت الاتصال به ولكن هاتفه مغلق ولا تعرف إلى أين ذهب، وتعجز عن الوصول إليه.

وبينما تنتظر مها بفارغ الصبر، ظهر مُراد أخيرًا، وأخذ يركض لاهثًا من بعيد.

كانت ملابسه مُمزقة، وبدا في حالة مزرية للغاية.

عامل مُراد لؤلؤة بهذا الشكل ليلة أمس، وكان يعلم أنها من عائلة ثرية، مما جعله لا يجرؤ على الصعود من الماء، واختبأ بالماء فترة طويلة، وبعد أن سمع اسمها وعلم بوجود حُراسها الشخصيين لحمايتها، قرر أن يندفع مع تيار النهر، ولأنه مر بالكثير من الأمور، فقد وعيه مباشرةً في الماء.

وعندما أفاق، كان الوقت متأخرًا بالفعل.

ثم تذكر أمر طلاقه من مها وأراد التخلص من ذلك الأمر بأقرب وقتٍ ممكن، لذلك هرول إليها.

صوت صفع!

ذهبت إليه مها فورًا، وصفعته على وجهه بفظاظة.

"أيها الحثالة، أين كنت طِوال الليل؟"

"اتفقنا أن ننفصل صباح اليوم، أوشك الظهر أن يحين الآن، إنك تُهدر وقتي"

وبخته مها بغضب.

"كنت أُسوّي بعض الأمور ليلة أمس..."

غطّى مُراد وجهه، ورغب كثيرًا أن يرد لها الصفعة، ولكنه لم يجرؤ كالمعتاد، فلم يسعه سوى أن يعض على أسنانه ويتحمل تلك الإهانة.

"أي أمورٍ هامة تلك التي تُسويها يا عديم الفائدة؟"

"ماذا؟ أيُمكن أن تكون شعرت بالحزن ليلة أمس فذهب لإيجاد امرأةٍ أخرى؟"

ثم قالت مها بضحكةٍ ساخرةٍ: "أمي، أنتِ تقدّرينه أكثر مما يستحق!"

"شخص عديم القيمة مثله، أي فتاة مغفلة يمكنها أن تعجب به؟"

"حتى ولو هناك فتاة أخرى، فهو لا يملك ما يكفي من المال"

شعر مُراد بالإحراج إلى حدّ أنه لم يستطع رفع رأسه، فقد تحوّل وجهه بين اللونين الأحمر والأخضر من شدة الإهانة التي شعر بها من سخرية مها ووالدتها.

وقالت مها بازدراء: "دعك من ذلك، فأنا أشعر بالاشمئزاز بمجرد النظر إليك"

"دعنا ندخل الآن لننهي إجراءات الطلاق!"

وبتنهيدة باردة، استدارت بكل فخر متوجهة نحو قسم السجل المدني.

لكن مُراد ارتبك في هذا الوقت، وتمتم قائلاً: "هويتي الشخصية ضاعت، فلا يمكننا إتمام إجراءات الطلاق اليوم"

"عندما طردتماني من المنزل أمس، رميتما كل أغراضي في القمامة وكان من بينها هويتي الشخصية، دون أن تلاحظاها، والآن بعد مرور هذا الوقت، من المحتمل أن تكون حُرقت بالفعل، ولا يمكننا العثور عليها"

توقفت مها للحظة، ثم استدارت وحدّقت في مُراد وملامح وجهها تحمل سخريةً واضحةً: "أنت تحاول التهرب من الطلاق، أليس كذلك؟"

"فقدت هويتك الشخصية، من الذي تحاول خداعه؟"

ثم صاحت مستهزئة: "أنتَ حتى لا تستحق أن تُسمى رجلاً!"

وأضافت والدتها ليلى الهنداوي بسخرية: "إذا كنت لا تريد الطلاق، فقط قل ذلك مباشرةً"

"هل الحياة مع زوجة خائنة أعجبتك؟"

"أم أنكَ تستمتع بتربية طفل ليس من صلبك؟"

أحكم مُراد قبضته غضبًا، واحمرّت عيناه غيظًا، وقال بصوتٍ متهدّج: "الأمر ليس هكذا، لقد ضاعت هويتي حقًا، وأنتما السبب في ذلك، فما شأني بالأمر؟"

كان مراد يتمنى بشدة إنهاء الزواج بأسرع وقتٍ ممكن، لكنه كان عاجزًاعن ذلك بدون هويته الشخصية.

وبينما كان يتجادل معهما، توقفت فجأة أمامهم سيارة بورش فاخرة جدًا، تليها سيارة أودي سوداء.

خرج من باب البورش الفاخرة شاب في منتصف العشرينات، يرتدي نظارات شمسية وملابس فاخرة باهظة الثمن ذات علامة تجارية معروفة.

وبعد ذلك مباشرةً، خرج حارسان شخصيان ببدلات رسمية وأحذية جلدية من سيارة أودي سوداء، وتبعاه بخطواتٍ مدروسة، مما أضفى عليه هالة من القوة والنفوذ.

وسرعان ما جذب هذا المشهد انتباه العديد من المارة الذين ألقوا نظرات إعجاب ودهشة.

فمن الواضح أن الشاب ينتمي إلى عائلة ثرية.

"شاهين، لقد جئت!"

أسرعت عائلة مها بمقابلة الشاب بوجوه مشرقة وابتسامات متملقة، وكأنهم تحوّلوا إلى أشخاص آخرين بمجرد رؤيته.

خلع شاهين نظارته الشمسية، ووقف متعاليًا متغطرسًا، ثم قال بتكبرٍ واضحٍ: "يا مها! ألم تقولي أنكِ ستتطلقين من زوجكِ الفاشل هذا صباحًا؟"

"ما الأمر؟ ألم تنتهيا من إجراءات الطلاق حتى الآن؟"

"دعك من هذا، فهذا الفاشل تأخر عن الموعد صباحًا عن قصد، ولم يكتفِ بإصراره على عدم الطلاق، بل ويدّعي أيضًا أن هويته الشخصية مفقودة"

قالت مها بغضبٍ وهي ترمق مراد بنظرةٍ حادةٍ: "يا لها من نكتةٍ سخيفة!"

"ومن قال إنه لا يمكن الطلاق دون هوية شخصية؟"

"أنا على معرفة بالمسؤول في المكتب هنا"

"لنذهب معًا لإتمام الإجراءات"

ثم اقترب شاهين من مها بحميمية وهو يلف ذراعه حول خصرها النحيف، وألقى نظرةً باردةً على مُراد، وقد لمعت في عينيه شرارة تهديد قائلاً: "أيها الفتى! أحذرك من ألّا تقوم بإجراءات الطلاق كما يجب، فإذا حاولت التلاعب بأي حيلةٍ أو التقرب من مها، سأجعلك تندم بالتأكيد!"

"أيها الفاشل! هل سمعت؟ حتى ولو لا تملك هويتك الشخصية، فإن زوجي لديه القدرة لإتمام الإجراءات!"

"أظن أنك لا تملك ما تقوله الآن"

قالت مها بابتسامة مليئة بالتحدي وهي تنظر إلى مُراد، ثم قبّلت وجه شاهين بينما يتبادلان العبارات الغزلية، ويسيران معًا نحو مكتب السجل المدني.

"يا لهما من ثنائي حقير!" تمتم مُراد بغضبٍ وهو يحكم قبضته بشدة مفعمًا بالغضب.

لم تكتفِ مها بخيانته ووضعه في موقفٍ مُذلّ، بل أيضًا تعمدت إظهار مشاعرها مع عشيقها أمامه بكل وقاحة!

لكن سرعان ما هدأ من روعه عندما تذكر أن الطلاق سيمنحه أخيرًا الحرية، ثم اتبعهما بخطوات واسعة نحو مكتب السجل المدني.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 30

    شعر مُراد بألمٍ حاد على خده، فغطى وجهه بيده وهو يشعر بالغضب الشديد، كان متأكدًا أن خالد قد فعل ذلك عمدًا!ومع ذلك، فقد اعتاد على السخرية والإهانة خلال السنوات الثلاث التي قضاها متزوجًا في عائلة عامر، وقد طمست مها كل الحدة في شخصيته.اختار في النهاية أن يكتم غضبه ويتحمل مضايقات خالد.صرخ خالد بغضب: "ماذا تنتظر!""قم بجمع كل القطع المكسورة ونظف المكان!"مُراد حاول كبت غضبه، وركع ليجمع القطع الخزفية المكسورة من على الأرض.ضحك خالد بسخرية وقال: "أتريد أن تتحداني؟ أنت مجرد كلب أعمى، ما زلت صغيرًا جدًا لتلعب هذه اللعبة!"ثم داس بقوة على ظهر يد مُراد وأدار قدمه بقسوة.كانت يد مُراد مليئة بالقطع الحادة من الخزف، وتدفق ألم شديد عبرها، مما أدى إلى تمزق جلده فورًا وسال دمه بغزارة. شهق مُراد من الألم وسحب يده بسرعة، مسببًا انزلاق قدم خالد المفاجئ، ما أدى إلى سقوطه أرضًا وارتطامه بشدة، لينتهي به الأمر مستلقيًا على ظهره.صرخ خالد غاضبًا: "أيها الحقير، سوف أقتلك!"أمسك خالد بقطعة من سيجارته، محاولًا أن يحرق بها وجه مُراد.تفاجأ مُراد ورفع يده ليتصدى للهجوم، لكن قطعة السيجارة لامست جرحه ا

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 29

    على الأقل ضميره لن يسمح له أن يمر بهذا الموقف بسهولة.صرخ خالد: "لا يهمني من تكون، غادر فوراً وإلا لن أكون لطيفًا معك!"كاد خالد أن ينفجر من الغضب، ونظراته كانت مليئة بالكراهية تجاه مُراد.كان مُراد مترددًا.لكن لؤلؤة كانت في ظهره وتدعمه، ولذلك لم يكن يخشى تهديدات خالد.ولكن لؤلؤة أوضحت له من قبل أنها لا تريد الكشف عن العلاقة بينهما، ولا ترغب في أن يستغل مُراد هذه العلاقة في الشركة.إضافة إلى ذلك، خالد كان رسميًا رئيسه المباشر وأحد الشخصيات المؤثرة في الشركة، ممثلًا لمصالح العديد من القيادات العليا.إذا دخل في مواجهة مع رئيسه في أول يوم له في العمل، فلن يكون ذلك في صالحه.وإذا تفاقمت الأمور ونتج عنها آثار سلبية داخل الشركة، فإن صورة مُراد أمام لؤلؤة ستتدهور كثيرًا.رأى خالد أن مُراد التزم الصمت، فظن أنه خائف وضحك ساخرًا: "ماذا تنتظر؟ غادر فوراً!"مُراد، وقد قرر أخيرًا، قال: "أيُها المدير خالد، جئت لأقدم نفسي لك حسب القواعد والإجراءات، وإن طلبت مني المغادرة، فهذا لا يبدو مناسبًا أليس كذلك؟"لقد اتخذ قراره النهائي.عندما أنقذ السيد عامر دون تردد وقبل أيام خاطر بحياته لإنقاذ ل

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 28

    "أيُها المدير خالد، أرجوك دعني وشأني..."قالت سلمى بنبرةٍ يائسة وملامحها تعكس حيرة عميقة، إذ لم تكن تعرف ما الذي يجب أن تفعله.رد خالد مبتسمًا بخبث: "يا سلمى، النساء الجميلات مثلكِ خلقن ليُعجب بهن الرجال. يجب عليكِ استغلال هذه الميزة جيدًا!""لا تقلقي، طالما أنكِ ستكونين معي، أضمن لكِ الترقية وزيادة الرواتب. ستحصلين على كل ما تريدين في الشركة!"ضحك خالد ضحكة شيطانية وانتهز لحظة انهيار دفاعاتها النفسية ليحتضنها ويبدأ في محاولة تقبيل وجهها الجميل.حاولت سلمى المقاومة ولكن كلما تذكرت صورة والدتها المريضة في السرير، وحاجات شقيقها الدراسية، شعرت بالعجز عن المقاومة، وفقدت كل الشجاعة.في لحظة من اليأس الشديد، استسلمت تمامًا وامتلأ وجهها بالحزن.ثم فجأة، سمعوا طرقًا على الباب ودخل مُراد وهو يحمل بعض أوراق الانضمام للشركة من قسم الموارد البشرية.تجمد مُراد للحظة عند رؤية المشهد في المكتب، غير قادر على فهم ما يحدث.استفاقت سلمى فجأة ودفعت خالد بعيدًا، وقد احمرّ وجهها خجلًا.كان خالد على وشك تحقيق هدفه، ولكن مُراد قاطع المشهد، مما أشعل غضبه. نظر بغضب شديد إلى مُراد وقال: "من أنت أيها ال

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 27

    في المكتب.جلس خالد، الذي يبلغ من العمر حوالي خمسين عامًا، ذو الرأس الأصلع والجسم الممتلئ قليلًا، خلف مكتبه.أمام مكتبه كانت تقف فتاة شابة ملامحها تبدو عليها علامات التوتر، ويديها متدليتين بجانبها.كانت الفتاة بالواحد والعشرين أو الثانية والعشرين من عمرها، ملامح وجهها دقيقة وجميلة، تبدو هادئة وعلى وجهها نظارة سوداء كبيرة تخفي جمال ملامحها.جسدها صغير وملابسها بسيطة، لكن ذلك لم يخفِ جمالها الطبيعي.اسم الفتاة التي تقف أمامه هو سلمى، وهي إحدى سكرتيرات الرئيس التنفيذي الثلاث في الشركة، مكانتها الوظيفية مثل مُراد، حيث كان مُراد سكرتيرًا إداريًا وهي سكرتيرة شخصية.بالإضافة إلى ذلك، فإن سكرتير الرئيس التنفيذي له رئيسان مباشران، الأول هو الرئيس التنفيذي نفسه والثاني هو مدير مكتب الرئيس التنفيذي.قال خالد وهو ينظر إليها بعينين ضيقتين ووميض خبيث في عينيه: "أيتُها السكرتيرة سلمى، لقد مر شهر منذ انضمامكِ إلى الشركة. صحيح أن أداؤك في العمل جيد، لكن ردود أفعالك ليست سريعة بما يكفي.""لستُ راضيًا تمامًا عن أدائكِ!""برأيكِ، كيف يمكننا حل هذا الأمر؟"شعرت سلمى بالصدمة وانحنت بسرعة قائلة: "أ

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 26

    "لا أرى أنه سيء لهذا الحد..."احمر وجه لؤلؤة الجميل بشكلٍ ملحوظ لوهلة.ما كانت تتحدث عنه مع هيام قبل قليل كان مجرد حديث بين الصديقات.ولكن هيام قامت بشيءٍ غير متوقع، حيث ذكرت كل شيء أمام مُراد مباشرة.في تلك اللحظة، شعرت لؤلؤة بالحرج الشديد ولم تكن تعرف كيف تواجه مُراد.أما هيام، فقد كانت أكثر إحراجًا، فقد شعرت برغبة في البكاء بسبب خيبة أملها. لقد كانت تترقب ذلك الرجل بشدة، حتى أنها بدأت في الإعجاب بهذا الرجل المثالي في مخيلتها!لكنها لم تكن تتوقع أن الرجل الذي كانت تعتبره قويًا وشهمًا، كان في الحقيقة الرجل الخنيث الذي قابلته للتو!كانت تلك ضربة قاسية لها!لقد شعرت وكأن لؤلؤة قد وضعتها في مأزق!تنفست لؤلؤة بعمق وهدأت نفسها أولاً.ثم قالت، "مُراد، أنا بحاجة إلى سكرتير إداري بجانبي، أريد تعيينك في هذا المنصب، ما رأيك؟""إذا لم يعجبك المنصب، يمكنني تغيير الوظيفة لك!"قال مُراد بحماس، "بالطبع يعجبني! أنا سعيد جدًا."كان مُراد في غاية السعادة، إذ كانت الوظيفة التي عرضتها عليه لؤلؤة أفضل بكثير مما كان يتوقع، كما أنه سيكون بجانبها دائمًا ويتعلم منها الكثير من الأمور، وهذا شيء لم

  • انتقام الزوج من طليقته   الفصل 25

    "أنا بخير، كل الفضل يعود لمُراد الذي أنقذني..."هزت لؤلؤة رأسها وأخبرت هيام بكل ما حدث بالتفصيل.كانت هيام زميلة الجامعة وأقرب صديقة للؤلؤة.لم يكن لدى لؤلؤة الكثير من الأصدقاء وكانت هيام صديقتها المقربة الوحيدة.بالطبع، الجزء المتعلق بمعاكسته لها لم تخبرها به؛ فمثل هذه الأمور لا تُقال حتى للأخوات."هل تقولين إن هذا الرجل الغريب عنكِ تماماً، لم يكتفِ بحمايتك بل تصدى لضربة سكين وحتى أنه كاد يفقد حياته لحمايتكِ!""هذا هو الرجل الحقيقي!""لابد أن التواجد بجانبه يُشعركِ بالأمان للغاية!"قالت هيام وعيناها تلمعان. لقد كانت معجبة بالرجال الأقوياء الذين يظهرون في المسلسلات العسكرية بسبب شعورها بعدم الأمان منذ صغرها.لكن للأسف، كانت تلك مجرد مسلسلات ولم تصادف يوماً رجلاً حقيقياً مثلهم.لكن الآن، ظهر أمامها مثال حي.من خلال وصف لؤلؤة، استطاعت هيام تقريباً أن تتخيل المشهد الخطر والشعور بالأمان لذي لطالما افتقدته."نعم، في المجتمع الآن أصبح الناس غير مبالين، من النادر جداً أن نجد مثل هذا الشخص الشجاع.""لو لم يحمِني في ذلك الوقت، كنت سأفقد حياتي بالتأكيد."قالت لؤلؤة وهي متأثرة.عند

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status