في اليوم السابق لحفل التخرج من الثانوية، استدرجني إيثان إلى الفراش. كانت حركاته خشنة، يقضي الليل كله في طلب المزيد مني. ورغم الألم، كان قلبي ممتلئا بالسكينة والسعادة. فلقد كنت أكن لإيثان حبا سريا منذ عشر سنوات، وأخيرا تحقق حلمي. قال إنه سيتزوجني بعد التخرج، وأنه حين يرث من والده زعامة عائلة لوتشيانو، سيجعلني أكثر نساء العائلة مكانة وهيبة. وفي اليوم التالي، ضمن ذراعيه، أخبر أخي بالتبني لوكاس أننا أصبحنا معا. كنت جالسة في حضن إيثان بخجل، أشعر أنني أسعد امرأة في العالم. لكن فجأة، تحولت محادثتهما إلى اللغة الإيطالية. قال لوكاس ممازحا إيثان: "لا عجب أنك الزعيم الشاب، من المرة الأولى، أجمل فتاة في صفنا تقدمت نفسها لك؟" "كيف كانت المتعة مع أختي في السرير؟." أجاب إيثان بلا اكتراث: "تبدو بريئة من الخارج، لكنها في السرير فاجرة إلى حد لا يصدق." وانفجر المحيطون بنا ضاحكين. "إذا بعد الآن، هل أناديها أختي أم زوجة أخي؟" لكن إيثان قطب حاجبيه وقال: "حبيبتي؟ لا تبالغ. أنا أريد مواعدة قائدة فريق التشجيع، لكنني أخشى أن ترفضني إن لم تكن مهاراتي جيدة، لذا أتمرن مع سينثيا أولا." "ولا تخبروا سيلفيا أنني نمت مع سينثيا، فأنا لا أريد إزعاجها." لكن ما لم يعلموه، أنني منذ زمن، ومن أجل أن أكون مع إيثان يوما ما، كنت قد تعلمت الإيطالية سرا. وحين سمعت ذلك، لم أقل شيئا. واكتفيت بتغيير طلبي الجامعي من جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا.
view moreعلى ما يبدو، لم يصغ إيثان إلى كلامي.خلال الأيام التالية، كنت أراه في كل مكان أذهب إليه.حتى بدأت أشك في أنه ربما يتعقبني.لكنني لم أكن أرغب في رؤيته، ورفضت جميع دعواته، وحتى الهدايا التي أرسلها كنت أعيدها كما هي.في ذلك الوقت، كنت قد أكدت للتو علاقتي العاطفية مع مايلز.مايلز أظهر عداء شديدا تجاهه.في كل مرة يراه فيها كان يسحبني بعيدا، ولا يخفي غيرته وشعوره بامتلاكي.إلى أن جاء يوم اعترض فيه إيثان طريق مايلز خارج الجامعة وضربه، عندها لم أعد أحتمل وذهبت لأتحدث معه بوضوح.حقا لم أفهم ما الذي يدور في رأسه؛ هو نفسه الذي لم يرد أن يحبني وحدي وذهب ليقيم علاقة مع فتاة أخرى.والآن يأتي ليتصنع الإخلاص ويعكر صفو حياتي.وحين علم بسبب مجيئي، انفلتت مشاعره فجأة."سينثيا، هل تظنين أنني من أمرت بضربه؟ لم أفعل؛ أحد رجالي فقط قرر أن يؤدبه بالضرب."حدقت في وجهه بجدية وقلت بصراحة."سواء كان ذلك بأمرك أو لا، النتيجة أثرت على علاقتي بخطيبي. لا أريدك أن تظهر أمامنا بعد الآن."بدا إيثان وكأن صاعقة ضربته."خطيبك؟ هل وافقت عليه فعلا؟ لماذا لا تعطينني فرصة أخرى؟ أعلم أنني خنتك حين كنت على علاقة بسيلفيا في الوقت
حتى يوم عيد الميلاد المجيد، فوجئت بإيثان يطرق باب منزلنا."خالتي، والداي خرجا من البيت، وسأقضي عيد الميلاد المجيد وحدي هذا العام، هل يمكنني أن أحتفل معكم؟"سأل بأدب، فلم يشأ والداي رفضه، فدعواه للدخول.وجلس تلقائيا إلى جانبي.أردت أن أبتعد، لكن ذلك سيكون فاضحا، فآثرت البقاء مكاني.السيدة التي جاءت لتقضي العيد معنا في البيت لم تكن تعلم بخلافنا، فبدأت تمزح معنا كما في السابق.كان إيثان يشارك في الأحاديث وهو مسرور.لكن عندما كنت أبتسم وأوضح الأمور واحدا تلو الآخر.ازداد وجهه عبوسا.وعندما انفض الجميع إلى غرفهم للنوم، هممت بالانصراف، فأمسكني إيثان."أبهذا القدر أنت متعجلة لتوضيح أن لا علاقة بيننا؟"أملت رأسي مستفسرة."وأي علاقة بيننا أصلا؟"جعلته هذه الجملة يتجمد في مكانه.وقبل أن ينطق، رن هاتفي فجأة.كان المتصل مايلز، زميلي في الجامعة.لم أتفاجأ باتصاله.فمنذ تعارفنا، كان واضحا للجميع أنه يلاحقني بعاطفة جادة.لكنني وقتها كنت خارجة للتو من ظل إيثان، ولم أرد الدخول في علاقة.كان مايلز مهذبا، ليس متطفلا مثل إيثان، بل رافقني بصمت، ومنحني دعما عاطفيا.كنت أستمتع بالحديث مع مايلز.لم أكن أضطر ل
منذ أن قال إيثان إنه لن يسامحني، لم أره مرة أخرى.أرسلت لي آفا تغريدة يعلن فيها هو وسيلفيا رسميا دخولهما في علاقة.ألقيت عليها نظرة سريعة ثم حذفتها.شخص لم يعد له أي علاقة بي، ما الفائدة من متابعة أخباره؟طلبت من آفا ألا ترسل لي بعد اليوم أي خبر عن إيثان.كنت أظن أنني لن ألتقي بإيثان مجددا.لكن، وفي يوم سفري إلى الجامعة، كان حظي سيئا إذ التقيت به هو وسيلفيا معا.رآني إيثان أيضا، لكنه على ما يبدو ما زال غاضبا، فلم يسلم علي، وتظاهر بأنه لم يرني وأدار رأسه للجهة الأخرى.وأدرت أنا رأسي كذلك، وتوجهت إلى بوابة الصعود.لاحظت أن إيثان حين رأى أنني لم أبادر بالكلام معه، رمقني بنظرة حادة، ثم سحبته سيلفيا مبتعدة.وبادلتهما آفا نظرة غاضبة، ثم أمسكت بيدي وأبعدتني.ومرت فترة طويلة بعدها دون أي تواصل بيني وبينه.فقد كنت قد حظرت جميع وسائل الاتصال به، ورفضت أي محاولة من الأصدقاء لتمرير رسائله لي.ولم أتوقع أنه بعد دخولي البيئة الجديدة سأكون صداقات كثيرة بسرعة.انضممت إلى أندية الجامعة، ورافقت الأساتذة في رحلات عمل للمشاريع، وصارت أيامي ممتلئة للغاية.عندها فقط فهمت ما كان يقصده إيثان.أن الدوران حول ش
طوال الحفل كنت أشعر بضيق في صدري وأتمنى أن ينتهي بسرعة لأغادر.لكن قبل أن ينتهي الحفل، أوقفتني والدة إيثان."سينثيا، من الرائع أنك جئت اليوم، لقد اشتقت إليك."أمسكت بيدي وبدأت تحدثني، بينما سيلفيا لم تستطع إدخال كلمة، فوقفت جانبا وملامحها متكدرة.فهي قبل قليل حاولت التحدث مع والدة إيثان، لكن الأخيرة قابلتها ببرود واضح.لكن والدة إيثان لم تكترث لمشاعر سيلفيا، بل أمسكت بيدي ووضعتها في يد إيثان، وأوصته."حين تدخلان الجامعة، ستكونان أقرب الأقارب، وإيثان، أنت كرجل عليك أن تعتني بسينثيا جيدا، ولا تزعجها أو تغضبها مجددا."سحب إيثان يده وأطلق شهيقا ساخرا."هي لم تعد تحتاج لعنايتي، حتى الآن لم تعد رقمي ولا وسيلة تواصلي."وكان في صوته شيء من الانكسار.فتدخلت سيلفيا فجأة."خالتي، لقد قدمت على جامعة في لوس أنجلوس، يمكنني أنا وإيثان الاعتناء ببعضنا أيضا.""ثم إن سينثيا ستذهب إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو بعيد عنا، ولن يكون من السهل أن نلتقي كثيرا."قالت سيلفيا هذه الجملة الثقيلة بنبرة عابرة، فامتقع وجه إيثان فورا."معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؟!"حدق بي وكأنه ينتظر مني تفسيرا.حتى والدته بدت
في يوم عودتي، صادف أنه يوم حفلة إيثان بمناسبة قبوله الجامعي.كان والده هو الدون الحالي للمافيا، وبمجرد أن يبدأ إيثان دراسته، سيبدأ تدريجيا في تعلم كيفية تولي منصب الدون.لذلك كانت الحفلة في ظاهرها تهنئة لإيثان على دخوله الجامعة، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى لقاء تجاري بوجه آخر.وجزء من أعمال عائلتنا ما زال يعتمد على والد إيثان.ولأنني لم أرد إحراج والدي، وافقت على حضور الحفل.ما إن دخلت قاعة الحفل حتى وقعت عيناي مباشرة على إيثان الذي لم أره منذ مدة.كان يرتدي بدلة مفصلة بإتقان، وبدا أكثر نضجا ورصانة مما كان عليه في يوم حفلة التخرج.بعد شهرين كاملين من الغياب، كانت مشاعري متناقضة حين رأيته مجددا.حتى أنني لم أكن أعرف ما الذي أشعر به في داخلي.كل ما رغبت به غريزيا هو الابتعاد عنه.لكن إيثان وكأنه شعر بوجودي، فاستدار والتقت عيناه بعيني.أسرعت في صرف نظري وحاولت الابتعاد، لكنه لحق بي بخطوات سريعة وأمسك بمعصمي.كان على وشك أن يقول شيئا بوجه متجهم، لكن سيلفيا باغتته والتصقت بذراعه في حميمية.ابتسمت سيلفيا وهي تلقي علي التحية."أنت سينثيا، أليس كذلك؟ سمعت الكثيرين يقولون إنك أقرب صديقة لإيثان.
في القطب الشمالي، تعمدت أن أشغل نفسي طوال الوقت.مع آفا شاهدنا الشفق القطبي، وركبنا سفينة أبحاث لمطاردة الحيتان والفقمات.ملأت أيامي بالأنشطة حتى لا أترك فراغا يعيد إلي ذكريات الماضي.ولم أعد أضف وسيلة تواصل إيثان كما طلب مني.لكن آفا، وهي بجانبي، كانت بين الحين والآخر تريني تغريداته مع سيلفيا.وأنا أعلم أنهم قضوا وقتا ممتعا هناك في سويسرا.لكن الغريب أن.إيثان كان نادرا ما يغرد أو يشارك تفاصيل حياته من قبل.أما مؤخرا، فقد صار ينشر تغريدة تقريبا كل يوم.أحيانا من إطلالة على النهر الجليدي أليتش.وأحيانا من برج كاتدرائية القديس بطرس.حتى وإن لم أعد أتابعه كما في السابق،ومع ذلك، ظل الكثير من الأصدقاء يسألونني لماذا لم أذهب مع إيثان إلى سويسرا.لأن في كثير من تلك الصور كان بجانبه سيلفيا.بينما في الماضي، كان ذلك المكان دائما من نصيبي.لم أجد كيف أشرح، فاكتفيت بالقول إنني لبيت دعوة آفا.وفي كل مرة يذكر فيها اسم إيثان، كان قلبي ينقبض.لكنني لم أعد أتجنب اسمه، وصرت أقول لنفسي: متى تجاوزت أعراض الانسحاب، سأتمكن من تركه نهائيا.بقينا مقطوعي الاتصال لما يقارب الشهرين.وكانت هذه أطول مدة خصام بي
Mga Comments