Share

الفصل 403

Author: تشيان دوه أر شياو تاي يانغ
تراجع يوسف بنظره البارد واستدار صاعدا إلى الطابق العلوي، لكنه حين مر بجانب ليان توقف فجأة.

وقال بصوت عميق ينذر بالتحذير، مختلفا عن هدوئه المعتاد، وكأن كل كلمة منه مشبعة ببرودة تخترق العظم:

"مالك لا يحب النساء المتصنعات، وأنت تعلمين ذلك جيدا، إنه رجل متزوج."

ارتجفت ليان في داخلها.

وكادت أن تدافع عن نفسها، لكنها ما إن التقت بنظرته الهادئة الحادة حتى غمرها شعور بالانكشاف والذنب، فسارعت بصرف بصرها بعد لحظة لم تحتملها.

لكن حتى هكذا، بقيت تشعر أن تركيزه عليها يجعلها كالجالسة على جمر.

أخيرا، أبعد يوسف عينيه عنها، وصوت خطواته أخذ يتلاشى في الممر، لكن الغضب والغيظ الذي اشتعل في قلب ليان كان يزداد.

فهي الحفيدة الحقيقية لعائلة الهاشمي.

أما يوسف فما هو إلا يتيم تبناه جدها، فبأي حق ينظر إليها بذلك الاحتقار؟

أليس الأجدر به أن يعتني بها ويمد لها الحنان؟

ومنذ أن عادت هي إلى العائلة، لم يكن يوسف يتعمد مضايقتها، لكن كان يضع مسافة باردة دائما.

على عكس موقفه من فادية، حيث كان يقف إلى جانبها بقوة.

ومجرد التفكير في مكانة فادية أشعل في ليان شعورا بالذنب وعدم الراحة.

فالشيخ الهاشمي يقف معها، ويوسف أيضا يقف مع
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 415

    "لولو، أشعر ببعض البرد." قال الشيخ الهاشمي وهو يلتقط أنفاسه، راغبا في العودة إلى غرفته ليتأمل تفاصيل النقش على الثوب مجددا.ابتسمت ليان بدهشة: "إذن سأحضر لجدي سترة دافئة...""لا داعي."فما إن همت ليان بالالتفات حتى أوقفها الشيخ الهاشمي قائلا: "الأفضل أن أعود إلى الغرفة."لم تخف ليان لمحة الانزعاج التي ارتسمت في عينيها، لكنها لم تستطع مخالفة رغبة الشيخ.دفعت كرسيه حتى الغرفة، وبمجرد أن دخلا، لمحت أن كل اهتمامه انصب على الثوب.من الواضح أن الشيخ الهاشمي قد دمره بيده ليلة البارحة، ففادية حقا مزعجة جدا.ليان كانت تظن أن الثوب إذا تمزق فلا سبيل لإصلاحه، كما هو الحال مع مشاعر الشيخ نحوها، وأن فادية مهما حاولت فلن تجدي مساعيها نفعا.لكن لم يخطر ببالها أن فادية ستبتكر نقشا يغطي التمزق.أليست فادية قد فقدت ذاكرتها بشأن ما مضى؟كيف لها أن تتذكر هذا النقش تحديدا؟كلما فكرت ليان في الأمر، زاد غضبها ووبدأ القلق يسيطر على قلبها.ابتسمت ببراءة وقالت: "طالما أنك لا ترغب في النزول، فسأبقى بجانبك يا جدي."كانت تعلم أن مرافقة الشيخ قد تمنحها فرصة لتجد وسيلة جديدة لإفساد ما تم إصلاحه.لكن الشيخ قال بحزم:

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 414

    أهكذا هو الأمر إذن؟كانت فادية وليان قد عاشتا معا فترة من الزمن، لذا فمن الطبيعي أن ترى فادية الرسم المنقوش على جسدها.لكن الشيخ الهاشمي ألقى نظرة على فادية، وأراد أن يتأكد بنفسه: "هل ما تقوله هي صحيح؟"كان ذهن فادية مليئا بالشكوك.هل هو فعلا كما تقول؟غريزتها كانت ترفض ذلك، فقط لأن كلمات ليان لم ترغب يوما في تصديقها.فادية لزمت الصمت، وواصلت عقد حاجبيها بتوتر.هي أيضا كانت تتساءل: كيف استطاعت أن تطرز ذلك الرسم؟تأملت في ما حدث، فقد كانت حينها غارقة في التركيز، كل همها أن ترمم الجزء التالف، ولم يخطر الرسم في بالها أصلا، لكنه خرج مطرزا تلقائيا.ربما في ذاكرتها الضائعة يوجد هذا الرسم محفورا.ولا بد أنه في غاية الأهمية، حتى وصل لدرجة وكأنه منقوش في عظامها.أما ردة فعل الشيخ الهاشمي، فقد دلت بدورها على أن ذلك الرسم يحمل قيمة عظيمة عنده أيضا.ساد الصمت المكان.سكوت فادية وعدم ردها أثار في نفس ليان شعورا بعدم الرضا، ومع ذلك فهي لم تكن تعلم أن الشيخ الهاشمي كان يستوضح فادية عن أمر ذلك الرسم.فلم يبق أمامها سوى التظاهر بالبراءة.رفعت عينيها باستعطاف متنقلة بينهما: "جدي، أختي فوفو، ما بكما؟ لما

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 413

    إذا نظر المرء بتأن، سيكتشف أن النقش في غاية الدقة، كأنه جزء أصيل من الزخرفة على البدلة.لا تبدو عليه أية آثار تمزق أو إصلاح.فادية كانت راضية تماما، نظرت إلى الشيخ الهاشمي تنتظر كلمته الأخيرة.الشيخ الهاشمي أيضا بدا راضيا، لكن عندما دقق أكثر في النقش المطرز على البدلة شحب وجهه قليلا، ثم أعاد النظر من عدة زوايا، وكأنه يريد أن يتأكد من شيء، وبعدها رفع رأسه وحدق في فادية وقال:"من أين عرفت هذا النقش؟"كلماته جاءت أقرب للاستجواب، ونظرته لها امتلأت بالريبة.فادية ارتبكت قليلا، وحدقت في النقش الذي قامت بإصلاحه.لماذا كان هذا النقش بالذات؟هي نفسها لم تعرف.حتى أثناء تطريزها قبل قليل، لم تدر كيف خطر لها أن تختار هذا الشكل تحديدا.وكأن الأمر خرج منها عفويا، وبلا وعي تحول إلى هذا النقش."أجيبي."صوت الشيخ الهاشمي ازداد توترا، يلح عليها بقلق، وعيناه مسمرتان عليها بانفعال ظاهر.لكن فادية لم تعرف كيف ترد، فماذا تقول؟وفي تلك اللحظة، كانت ليان تراقب عبر جهاز المراقبة من الغرفة الأخرى، وما إن سمعت كلمة "النقش"، حتى فهمت على الفور ما الذي يحدث.فاندفعت مسرعة للخروج من الغرفة.في الداخل، وقعت عينا فاد

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 412

    هذا الانفعال الدقيق الذي ظهر على السطح، وقع في عيني الشيخ الهاشمي، فأثار في قلبه شعورا مضاعفا بالذنب.تألقت نظرات الشيخ الهاشمي للحظة."ذاك… تعطل من غير قصد."لم يجرؤ الشيخ الهاشمي على رفع عينيه نحو فادية.وكان في عينيه ظل خفي من خيبة أمل، لم تستطع فادية احتماله، فقالت على الفور دون تفكير: "هل تسمح لي أن أحاول إصلاحه؟"توقف الشيخ الهاشمي مصدوما لحظة، ثم قال فورا: "نعم، بالطبع."سألها عن المواد التي تحتاجها للإصلاح، ثم استدعى خالة أمينة.وسرعان ما جلبت الإبرة والخيط، وقدمتها أمام فادية.أمسكت فادية بالخيط والإبرة، كانت تعلم أنها بارعة في تصميم الأزياء، لكن مسألة الإصلاح والخياطة لم تكن واثقة منها، غير أن اللحظة التي لامست فيها يديها الأدوات، ارتسمت في ذهنها خطة واضحة للترميم.أنزلت البدلة من الرف، وجعلت من المكتب في الغرفة طاولة عمل.اختارت الخيط، ونسقت اللون، وأدخلت الخيط في الإبرة، ثم بدأ كل غرزة تسقط على البدلة بتركيز شديد، كأن كل ما حولها لم يعد موجودا، وعيناها ثابتتان فقط على الترميم الذي بين يديها.جلس الشيخ الهاشمي جانبا، يتابعها بصمت، وهو يراقب كل غرزة وكل خيط.وفي تلك اللحظة، ل

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 411

    خالة أمينة تجمدت في مكانها قليلا.غيرها، من يمكن أن ينادى بالآنسة فوفو؟لكنها هذا الصباح وفي المطعم، سمعت بوضوح السيد يوسف يقول إن الآنسة فوفو لن تأتي.وفيما كانت في حيرة، سمعت صوتا يناديها من جهاز اللاسلكي.فاليوم عيد ميلاد الشيخ الهاشمي، ورغم أنهم استعانوا بخدم مؤقتين من الخارج، إلا أن خدم المنتجع ما زالوا مشغولين جدا.ولم تجرؤ خالة أمينة على التأخير، لكنها عندما تذكرت أنها لم تر الآنسة فوفو منذ فترة، فيما كان الشيخ من حين لآخر يذكرها، لم تستطع وهي تهم بالمغادرة إلا أن تهمس لفادية قائلة:"الآنسة فوفو، أعتقد أن الشيخ في غرفته الآن."فادية تابعت بنظراتها ظهر خالة أمينة وهي تغادر، حاجباها انعقدا بخفة.الشيخ؟أتقصد الشيخ الهاشمي؟فالمرأة المتوسطة العمر التي خاطبتها قبل قليل تبدو خادمة في هذا المنتجع.وقد عرفتها فورا ولم تبد حذرا، بل أخبرتها أن الشيخ في الغرفة. هل أرادت أن تلمح لها بالذهاب لرؤيته؟يبدو أن الأمر لا يقف عند شعور فادية وحدها بهذا المنتجع المألوف، بل حتى أهل المنتجع يعرفونها!فضولها ازداد حتى غلبها، فتوجهت نحو المبنى الرئيسي الأبيض، بحثا عن ذلك الشيخ الذي قصدته الخادمة.في ال

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 410

    لم يسبق للموظف أن رأى فادية، لذلك لم يعرف هويتها."أوه، نعم، تفضل من هنا."فادية لم تغلق الخط، بل فقط خرجت من واجهة الاتصال، وفتحت البريد الإلكتروني لتظهر بطاقة الدعوة الإلكترونية للموظف."حسنا يا آنسة، تفضلي بالدخول."دخلت فادية إلى المنتجع، وأعادت الاتصال برامي، "مرحبا، الأخ رامي، هل ما زلت على الخط؟ هل كنت تبحث عني… لأمر ما؟""لا شيء، فقط اشتقت إليك."جاء صوت رامي من الطرف الآخر هادئا ودافئا، أما كلماته الموحية فبدت كمن يتقن هذا الفن بمهارة.فكرت فادية: لا بد أن السيد رامي خبير في شؤون العاطفة.ولم تستطع إلا أن تشعر ببعض الشفقة على ياسمين. تبادلا بضع كلمات، ولم يزد رامي على ذلك.بعد أن أنهت المكالمة، ظلت فادية تحدق بهاتفها في شرود.هل اتصل فقط ليقول إنه "اشتاق إليها"؟هزت رأسها بلا حول ولا قوة، مدركة أن قوله "اشتاق إليها"، إما كان يمزح معها أو لأن هذا الرجل شعر بالملل، وعلى كل حال لا يحمل أي معنى عاطفي جاد بين رجل وامرأة.دفعت تلك الأفكار جانبا، وتوقفت عن التفكير في رامي.أما هو، فبينما كان يجلس في مكتب مكتبته داخل قصره الجديد، ينقر بأصابعه على المكتب بإيقاع متكرر، بدا عليه لأول مرة

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status