Share

الفصل 5

Author: لؤي
ترنحت نور وكادت أن تفقد توازنها وتسقط.

كان الطبيب قد انتهى للتو من فحص لطيف، وعندما رأى ياسر قال له.

"لقد أتيت يا سيد ياسر، السيد لطيف بخير الآن، لكنه جسده ضعيف بعض الشيء ويحتاج إلى الراحة، يجب الاهتمام بنظامه الغذائي وراحته، والأهم من ذلك هو الحفاظ على مزاجه الجيد، حاول إسعاده، وتجنب إثارة أعصابه."

ثم خرج بعد أن انتهى من حديثه.

كان لطيف نصف مستلقٍ ولوّح بيده.

"ياسر، نور، لقد عُقد زواجكما اليوم، ألم أخبرك يا ياسر أن تقضيا وقتًا ممتعًا معًا وألا تأتيا لرؤيتي؟"

"سيد لطيف." تصببت نورعرقًا. "آسفة……"

شعر لطيف بالحيرة، "لماذا لا تنادينني بجدي؟ ولماذا تعتذرين؟"

"أنا……"

قاطعها ياسر بشد معصمها.

"ما تعنيه نور هو أنك ما زلت في المشفى، لذلك لا يمكننا قضاء وقتًا ممتعًا، لذلك اضطررنا لمعارضة رغبتك."

صُدمت نور، ألن يكشف هويتها الحقيقية مرة أخرى؟

"هاهاها، كنت أعلم أن نور فتاة طيبة."

ضحك لطيف بقوة.

"يكفي أنكِ أتيتِ لرؤيتي من قبل، وقد قال الطبيب إنني بخير الآن، كما أن الأطباء والممرضات هنا أيضًا، طالما أنتما بخير، سأكون أكثر سعادةً من أي شيء آخر، اليوم هو يومكما المنتظر، اذهبا في موعد الآن، ويا ياسر، كن مبادرًا"

"حسنًا يا جدي، ارتاح جيدًا الآن."

أمسك ياسر بيد نور، وخرجا الاثنان من الجناح متشابكي الأيدي.

ولم تدم هذه اللحظة الحميمة إلا لثانية واحدة.

فبمجرد مغادرتهما الجناح، تخلص ياسر من يد نور، وفك عقدة ربطة عنقه بإصبعين.

"لا يجب أن يتعرض جدي لأي صدمات الآن، لذلك سنخفي عنه هذا الأمر حاليًا."

إذا علم الجد أنه أصر على جعله يتزوج من امرأة كهذه، ألن يغضب ويمرض مرة أخرى؟

لقد فهمت نور الأمر دون أن يقوله حتى.

كانت عيون ياسر غير مبالية وشريرة، وتحدث بنبرة سامة، "أجد أنه من القذر أن يكون اسمكِ في سجل عائلة الشاذلي حتى ولو لثانية واحدة أخرى."

حتى لو كان مجرد زواج صُوري، فهي لا تستحقه أيضًا!

"!" لقد فزعت نور، وشددت على يديها، وامتلأت راحتي يديها بالعرق البارد.

كما لو أنها تعرضت للتجريد من ملابسها وإهانتها أمام العامة.

لكنها لم تستطع الجدال—— لقد باعت نفسها، وللشخص الخطأ! إنها مخزية وقذرة!

ابتعد ياسر بنظره عنها، فهو يشعر بالاشمئزاز منها ولا يرغب في النظر إليها أكثر.

"لنبدأ بإجراءات الطلاق أولًا، انتظري رسالتي للتوجه إلى مكتب الأحوال المدنية في الموعد المحدد. أما بالنسبة لجدي، فحتى يتعافى بالكامل، عليكِ أن تقومي بدور الكنة الصالحة، هل فهمتِ؟"

"نعم." أومأت نور برأسها في ذهول.

استدار ياسر وغادر، وكان ظهره يحمل هالة من الغطرسة.

وقفت نور هناك، وابتسمت بمرارة.

هي لم تلمه على غضبه الشديد.

لكنها ما زالت تشعر بالظلم والقهر.

فمن لا تريد الزواج عن حب؟ وكان هناك من يعتبرها كنزًا من قبل.

ولكن في هذه الحياة، لن يحدث هذا مرة أخرى...

بعد مغادرة المشفى، عادت نور إلى مسكن جامعة العلوم، ولم تذهب إلى منزل ياسر، وفكرت أنه بالنظر إلى مدى كره ياسر لها، فلا ينبغي أن يحتاجا إلى التظاهر بالعيش معًا بعد الآن.

في المساء، تلقت نور مكالمة من عمر.

“ياسر متفرغ يوم الأربعاء القادم للذهاب والحصول على الطلاق، هل هذا يُناسبكِ؟"

"نعم."

قالت نور بصوت لطيف مع ابتسامة سخرية: "سأكون هناك في الوقت المحدد."

بعد إغلاق الهاتف، بدت نور طبيعية.

لقد كان مجرد زواج مصلحة، لذلك ليس هناك ما يدعو للحزن. لكنها فقط لم تتوقع أن ينتهي الأمر بهذه السرعة.

بعد عدة أيام من التعب والضغط النفسي، حظيت نور بنومٍ جيد في تلك الليلة.

وفي صباح اليوم التالي، استيقظت بكل نشاط وحيوية.

بعد الاستحمام، ذهبت نور إلى المشفى التابعة لها.

درست نور الطب السريري في جامعة العلوم، وهي تتدرب حاليًا في قسم الجراحة في المشفى التابع للجامعة.

لقد كانت في نوبة النهار في العيادة الخارجية اليوم، لكن لم يكن هناك عدد كبير من المرضى وهو أمر نادر، لذلك كانت قادرة على مغادرة العمل في الوقت المحدد.

وبعد تغيير ملابس العمل، اتجهت بسرعة إلى مدينة الجبال.

عندما وصلت، كان ماجد ومريم قد وصلا بالفعل.

لقد كان الثلاثة زملاء في الدراسة منذ المدرسة الابتدائية وحتى الجامعة.

درس كل من مريم ونور الطب، ولكن في تخصصات مختلفة، بينما درس ماجد إدارة الأعمال وتخرج قبلهما بعام.

كان الجميع مشغول بأموره الخاصة، لذلك لم يلتقوا منذ فترة.

وقد سافر ماجد إلى الخارج منذ فترة، وبمجرد عودته، قام بدعوتهما لتناول العشاء.

"لقد وصلت نور!"

اقتربت نور ورأت أن الطاولة كانت مليئة بالطعام بالفعل.

"لماذا طلبتم كل هذا الطعام؟"

قالت مريم: "ماجد جشع، ولا يمكنه إنهاء الطعام بنفسه، لحسن الحظ نحن هنا، لكنه الأسوأ، وربما يقوم بخطفنا!"

"حسنًا، لن أختطفكِ."

رفع ماجد حاجبيه بشكل غير منضبط، وكشر عن أنيابه في وجه نور.

"سأخطتف نور فقط، نور، كُلي كثيرًا حتى لا نترك لمريم شيئًا!"

"أنت مزعج للغاية!"

ضحك الاثنان وتبادلا النكات، وشعرت نور براحة أكبر في هذه الأجواء.

"نور." نظر ماجد إلى وجه نور وسأل.

"هل سمعتِ آخر الأخبار؟"

تناولت نور بعضًا من الأرز وسألت، "أي أخبار؟"

نظر مريم وماجد إلى بعضهما البعض، ووضعا قطعة من اللحم في وعائها، "إن مازن النجار سوف يعود."

توقفت نور وتغير تعبيرها قليلًا.

هزت رأسها وقالت: "لا، لم أكن أعرف"

"لقد أرسل رسالة للمجموعة، وقال إنه عندما يعود، سيدعو الجميع للتجمع معًا."

كانت نور في المجموعة التي كان ماجد يتحدث عنها.

لكن بعد انفصالها عن مازن، قامت بحذفه وغادرت المجموعة، لذلك لم يكن لديها علم بذلك.

سأل ماجد مرة أخرى، "نور، هل ستذهبين حينها؟"

عقدت نور شفتيها، لكنها لم تكن تبتسم، "ولماذا سأذهب؟"

"أليس هذا تجمعًا للصف؟ إنها مناسبة نادرة..." قالت مريم.

قامت نور بهز رأسها مرة أخرى، "هل أذهب لرؤية حبيبي السابق؟ منذ اليوم الذي انفصلت فيه عنه، لم أرغب في رؤيته مرة أخرى في هذه الحياة."

وبينما كانت تتحدث، كانت تضغط على يديها دون وعي.

"نور، لا تغضبي."

حدقت مريم في ماجد وقالت: "لقد أخبرتك ألا تذكر ذلك! حسنًا، لن نقابله، فمن يريد مقابلة هذا الوغد؟"

"أنا آسف."

شعر ماجد بالأسف بعد التفكير في الأمر، وقام بغمز عينه لنور.

"بالتفكير في الأمر حينها، لو لم يتدخل مازن، لكانت نور حبيبتي منذ زمن! هو حتى لم يعرف كيف يعتز بنور العزيزة علينا."

"أحم..." اختنقت مريم حتى الموت تقريبًا بسبب فمها الممتلئ بالماء، "سيد ماجد، ألا تشعر بالخجل!"

"أنا راضٍ جدًا عن تصرفاتي."

ابتسم ماجد بلا مبالاة وسأل: "نور، هل قامت الساحرة العجوز بالتنمر عليكِ مؤخرًا؟"

الساحرة العجوز تشير إلى وفاء.

وبما إنهم معًا منذ الصغر، فقد كانا يعرفان وضع عائلتها بالفعل.

لم تخبرهم نور عن هذه الحادثة، ولم تخطط لإخبارهم بها.

ابتسمت نور وهزت رأسها، "لا بأس، ألستُ بخير الآن؟"

"تبدين على ما يرام."

لم يرَ ماجد أي خطأ بها وقال: "إذا واجهتِ أي مشكلة، أخبريني على الفور، فأنا معكِ."

"وأنا أيضًا!" رفعت مريم يدها على عجل.

"نعم، حسنًا."

ابتسمت نور وأومأت برأسها.

لكنها لن تذهب إليهما في كل مشكلة حقًا، فهم في نفس عمرها تقريبًا ويعتمدان على عائلاتهما أيضًا، وحتى إذا كانا يتعاملان معها جيدًا، لكنها تعرف حدودها معهما.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم حل المسألة بالفعل.

بعد العشاء، كان لدى ماجد تجمع آخر، لذلك غادر أولًا، بينما تبعت نور مريم إلى الشقة التي استأجرتها.

في تلك الليلة، أصيبت نور بالأرق.

لقد تقلبت كثيرًا، لكنها لم تتمكن من النوم، وكلما أغمضت عينيها، يظهر لها وجه وسيم من وقت لآخر...

هل سيعود مازن؟

كم من الوقت مضى على آخر لقاء لهما؟

لقد مرّ ثلاث سنوات بالفعل.

في عطلة نهاية الأسبوع، أخذت نور يوم عطلة وذهبت إلى مصحة الأمل.

كانت تزور يوسف كل أسبوع تقريبًا لتؤنسه، على الرغم من أن يوسف كان يعيش في عالمه الخاص ونادرًا ما كان يستجيب لها.

أثناء جلوسها في الحافلة، تلقت إشعار طلب صداقة من الفيسبوك.

ألقت نور نظرة سريعة، لكنها لم تتعرف عليه، لذلك لم تقبله، وتجاهلته ببساطة.

بعد أن وصلت إلى المصحة، اتجهت نور إلى غرفة يوسف وفتحت الباب وهي تحمل الأشياء التي اشترتها له.

"ابكي! لماذا لا تبكي!"

"أنت عديم الفائدة!"

كان يصدح صوت أنثوي حاد.

"فرقعة" صدر الصوت واضحًا، مصحوبًا بضحكة المرأة العنيفة.

"يا أحمق! حتى أنك لا تبكي عندما أضربك! ما فائدة بقاء فاشل مثلك على قيد الحياة؟ هاهاها..."

اندفع الدم إلى رأس نور، وسارت بهدوء إلى الداخل.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 30

    ارتمت نور في حُضن ماجد، واتكأت على صدره وهي تنتحب، وقالت:"ماجد، هي شرسة جدًا، أنا أشعر بالخوف الشديد!"تناغم ماجد معها وردّ عليها بلطف:"لا تخافي لا تخافي، أنا هنا."كانت امرأة تصرخ فاقدة صوابها من الغضب:"أيتها الحقيرة الوضيعة! كم أنتِ ماهرة في إغواء الرجال." ثم رفعت يدها لتضرب نور، لكن الصفعة وقعت على وجه ماجد بدلًا منها.فصُدمت وسألت بذهول: "أحقًا تحميها إلى هذا الحد؟!"وقف ماجد أمام نور، وكان وجهه غاضب جدًا، ويضغط على ضروسه بقوة، قائلًا:"هذه امرأتي، ومن الطبيعي أن أحميها! فمُنْ أعطاكِ الجرأة لتمدّي يدكِ عليها؟ اغربي عن وجهي!"بكت الفتاة وهربت بعيدًا وهي تقول: "حسنًا! يا ماجد، أحسنت جدًا!تنفّست نور الصعداء، ثم توقفت عن البكاء، ثم رمقته بنظرة حادة وقالت: "هل هذا يكفي؟"من يعلم كم كان قلبها يرتجف من التوتر في تلك اللحظة.ضحك ماجد شعبان بخفة واحتضن كتفها، وقال: "لا تغضبي لا تغضبي، أخيكِ سيشتري لكِ طعامًا لذيذًا."فقالت وهي تتذمر:"أنتَ دائمًا تجعلني أفعل هذه الأفعال الخبيثة! أنا أريد أن أكل جمبري نيء!"فردّ عليها بحماس: "سأشتري!"ثم دخلا سويًا كتفًا بكتف.وفي الطرف الآخر، كان ياسر ي

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 29

    ”حبيبتي نور، أوه أوه أوه!"ردت نور وهي تضحك بتنهيدة، "ما الأمر؟ دموعك هذه صارت مصطنعة أكثر من اللازم."توقف ماجد عن التمثيل على الفور، واستعاد جديته:"أمر عاجل جدًا، أنا في موعد تعارف الآن، تعالي على الفور!"قلبت نور عينيها نحو السماء:"ألم يكن من المُفترض أن يكون هذا دور مريم؟"" مريم هاتفها مُغلق! أخيكِ ليس لديه أحد سواكِ الآن، أسرعي، أخيكِ بانتظاركِ!""مرحبًا!"لقد قُطع الاتصال من الطرف الآخر.شعرت نور الشريف بالصداع:لا تعرف ما الذي تتعجل عليه عائلة ماجد إلى هذا الحد، فهو ما زال شابًا وصغيرًا في السن، ورغم ذلك يرتبون له مواعيد تعارف طوال العام.أما هو فلا يرغب في ذلك من الأساس، وفي كل مرة يورّطها أو يورّط مريم ليمثلا دور حبيبته ويخربا الموعد.كانت لا تريد الذهاب، ولكنها كانت مُضطرة للذهاب.رن هاتفها، فإذا بهِ ماجد قد أرسل الموقع المحدد لها.عضت على أسنانها، وقالت لنفسها:"حسنًا! هذه تضحية من أجل الصداقة!"كان وقت ذروة الإنتهاء من العمل، وكانت كل الطرق مزدحمة جدًا، و نور قد تأخرت قليلًا.وعندما كانت في طريقها إلى المكان، لم يتوقف هاتفها عن تلقي رسائل التذكير والاستعجال من ماجد.عند

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 28

    وقت استراحة الظهيرة، أنهت نور طعامها في الكافيتريا، وعند عودتها من المطعم إلى المبنى صادفت ياسر يتمشى في الرواق الداخلي، وهو يتكىء على ذراع مُعتصم، ويمشي بخطى بطيئة.مدحته نور بجملتين، وقالت:"رائع...لياقتك ممتازة فعلًا، أن تنهض وتتحرك بهذه السرعة يَعني أنك ستتعافى أسرع، لكن لا تُرهق نفسك كثيرًا."أجابها مُعتصم بصدق واضح:"نعم، أيتها الطبيبة"همّت بالرحيل، لكن ياسر ناداها:"انتظري لحظة."استدارت نور وسألته:"هل هناك شيء ما؟"تردّد ياسر كأنه يشعر ببعض الحرج، ثم سأل:"أنتِ...ما الذي تُحبينه؟"هاه؟ لقد كان سؤال مُباغت دون تمهيد، ولم تعرف كيف تُجيبرمشت عيناها الواسعتان كأنها تحاول فهم المقصود،كانت رموشها الكثيفة كرفرفات مروحة حريرية.قال ياسر بنبرة ضيق: ما الذي تحدّقين به هكذا؟ألم تقولي إنني لم أشكرك؟سأعوّضك، وأحسب معها تلك المرة التي ساعدتي فيها أمير عيد، سأقدّم لكِ شيئًا يليق بالشكر."فهمت نور مقصده، وقالت بلا تردد:"أوه، إذن تريد أن تُهديني شيئًا!"ثم أضافت ببساطة غير مُتكلّفة:"لا شيء مميز، ما تحبّه باقي الفتيات، بالطبع أحبّه أنا أيضًا..."لكن قبل أن تُكمل حديثها، رنّ هاتفها المحم

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 27

    قد رأى ياسركيف أن نور مُنهمكة في عملها، وتركّز فقط على الجرح، دون النظر إليه.لم يستطع أن يمنع نفسه عن الكلام، وسألها: "هل أنتِ غاضبة مني؟""أممم؟"توقفت نور لوهلة، كأنها لم تفهم، "غاضبة؟ أنا؟ منكَ؟ هل يبدو عليّ ذلك؟"قال بصوت خافت أجش: "من الأفضل ألاّ تكوني."أوه! نور لم تفهم شيء، ولكنها لم تسأل مرة أخرى، ثم انحنت تضغط على أنبوب تصريف الجرح.سألها ياسر:"متى يُمكن نوع هذا الأنبوب؟ وجوده مُزعج جدًا""ليس بهذه السرعة"نور:"أقول ببساطة، يجب أن يخرج كل ما هو فاسد بداخلك، وإلا فإن عدوى تجويف البطن ستكون نتائجها كارثية."ثم عاد للصمت.جو بارد يخيم على المكان.غمض ياسر عينيه نصف إغماضة وقال بهدوء:"أليس لديكِ ما تقولينه لي؟""هاه؟"كانت نور تبدو مشوشة، وكانت على وشك أن تتحدث، لكنه قاطعها بحدة قائلًا: "لا تتحدثي عن الجرح".أخاف نور ورفرفت رموشها الكثيفة التي تشبه الريش، ثم ابتسمت فجأة، وقالت:"هناك جملة واحدة، حبيبتكَ جميلة جدًا."ياسر لم يتوقف حتى للحظة واحدة، حتى قال لها ساخرًا: "مُنافقة!"رفعت يدها باستسلام وقالت:"أنا أعترف...أنا لم أكن صادقة، فهي ليست أجمل مني"نظرات ياسر لمعت قليلًا، وش

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 26

    في تلك اللحظة، كان قميصه مفتوحًا على مِصراعيهِ، وهو يحتضن امرأة بين ذراعيهِ، في مشهد لا يخلو من الحميمية، حتى أنه من الصعب أن يُطلب من شخص ما تخيله.ومع ذلك، وبسبب مكانته الاجتماعية، لم يجرؤ أحد على التفوّه بكلمة واحدة، بل أن الجميع غضّ البصر، واكتفوا بالتصنّع كأن شيئًا لم يحدث أمامهم.أما نور، فهي كانت الأكثر هدوءًا بينهم، وبدأت تعرّف الطبيب المناوب بحالة المريض، بصوتها الهادئ المُعتاد:"المريض مُصاب بطعنة، اخترقت تجويف البطن بعمق 3.2 سم، دون أن تُصيب الأعضاء الداخلية..."لم يكن ياسر بمزاج جيد ليستمع إلى أي مما قالته نور.فقد أعان سارة على الوقوف جيدًا، بينما كان يشعر أن القلق والاضطراب قد غمر جسدهِ بأكمله، بل أنه حتى لم يستطع حتى أن ينظر في عيني نور.وبرغم أنه أخبرها مُنذ البداية أنه لديه خطيبته التي سيتزوجها، لكن هذه كانت المرة الأولى التي تُشاهد فيها سارة كريم.فقد تملكه شعور غريب وكأنه رجل لعوب قد خان زوجته، وقُبض عليه بالجرم المشهود."ياسر، اعتني بنفسكَ"قالتها نور بنبرة رسمية، ثم غادرت مع الفريق الطبي بخطى هادئة ومُنتظمة.وقد لاحظ ياسر أنها ومنذ تلك النظرة الأولى، لم تعد تلتف إل

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 25

    وضعت نور يديها في جيب معطفها، وحدّقت في سارة كريم دون أن تنطق بكلمة واحدة.فهي كانت تعلم أن سارة هي حبيبة ياسر، وأن لقاؤهما هو أمر مفر منه، لكنها لم تتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة.أما سارة، فكانت تحدّق فيها بنظرة ثابتة، ولكن قلبها كان مُضطرب، وأفكارها تتقلب كالموج.فهي أيضًا كانت قد رأت ما انتشر الليلة الماضية على مواقع التواصل، وهمّت بالمجيء مباشرة إلى المُستشفى.لكن حين اتصلت بعمر، قال إن الوقت غير مناسب وطلب منها أن تنتظر.وانتظرت بالفعلِ...طيلة الليل، دون أن تتلقى أي خبر.وفي نهاية الأمر، لم تحتمل الانتظار أكثر، ولذلك ما إن حل الصباح، حضرت إلى المشفى وحدها.لكنها لم تكن تتوقع، أن أول ما تراه ليس ياسر... بل كانت نور.تلبّكها لم يكن خفيًا، إذ شعرت وكأنها ارتكبت ذنبًا، فأصابها الخوف.تماسكت بصعوبة، وألقت نظرة على بطاقة اسم المريض المعلقة بجوار باب الغرفة__ نعم، إنها غرفة ياسر بالفعل.لكن...لماذا خرجت نور من الداخل؟سألت بصوت مرتبك بعض الشيء:"ما الذي تفعلينه هنا؟"ضيّقت نور عينيها، وكان صوتها مبحوحًا بنعاس واضح:"أنا طبيبة. هل وجودي بالمُستشفى فيه مُشكلة؟ أما أنت، هل أنتِ مريضة وج

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 24

    رمقها ياسر بطرف عينيهِ وقال:"لا يعنيني هذا! لا أريد أحدًا سواكِ!"وكان لا يزال مُمسكًا بيدها، وبدت عليهِ ملامح الحزن.نور :.....ياسر الجريح، كيف يبدو بهذا الإصرار الطفولي؟وتعاملت نور الشريف معه كأنه شقيقها يوسف لمحاولة تهدئته:"الدكتور أسعد هو أستاذي، ويُعد من أبرز الأسماء في الجراحة العامة على مستوى البلاد..."قاطَعها ياسر بوجهِ خالٍ من التعابير وبنبرة حادة:"ومَن يكون هذا؟ أنا لا أثق بهِ" الكلام المنطقي لن يُجدي معه نفعًا:وقفت نور في حيرة من أمرها، إلى أن دخل عمر وقال:"نور، سندع الأمر لكِ، أخي يمر بأوقات عصيبة، ولا يُمكننا الوثوق بأي أحد الآن.""لكن...." نور لا تفهم شيئًا "لماذا تثقون بي؟"هو ....لطالما بدا وكأنه لا يطيقها."هفف" ورغم أن وجهه ياسر يزداد شحوبًا، إلا أن كبريائهِ لم يتزحزح:"ليس لأني أثق بكِ! بل لأن سُحقك مثل سحق نملة، سهل جدًا!"نور:....راودها شعور قوي بتركهِ وشأنهِ.ولكن إنقاذ الأرواح واجب لا يُمكن التخلي عنه.أومأت نور الشريف برأسها أخيرًا وقالت:"حسنًا!"......في غرفة العملياتتم تخدير ياسر، وغاب عن الوعي.ارتدت نور زيّ العمليات، وقبل دخولها سألت الممرضة الجوا

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 23

    العنوان الأول في مُحرك البحث الساخن، والكلمة باللون الأرجواني في الخلف، كلهما كان صادمًا ومثير للضجة.وكان الإنترنت بطيء للغاية، حيث أن نور انتظرت لفترة طويلة حتى تمكنت من فتحها.وتحت المقطع النصي قد أُرفق أيضًا مقطع فيديو، ذلك المقطع قد تم تصويره في مدينة الجبال، لكن بسبب زواية كاميرات المراقبة هناك، لذلك لم يكن التصوير واضحًا.ما يمكن رؤيته هو فقط ياسر يخرج من الباب، وكان هناك خادم من مدينة الجبال يفتح له الباب، ولكن سرعان ما استدار هذا الخادم ووجه له طعنة بالسكين!أصيب ياسر بالذهول وتجمد لثانيتين في مكانهِ، لا يعرف كيف يًمكنه التصرف في هذا الموقف، ثم انقض على الخادم فجأة وطرحه أرضًا.وقد انتهى الفيديو عند هذا الحد.لكن هذا كان كافيًا لجعلِ قلب نور يخفق بشدة!كان الجميع في غرفة الاستراحة يتحدثون بهدوء عن:"أن هذه الطعنة لم تكن خفيفة!""وأن عالم الأثرياء غامض ومليء بالأسرار!""لا أعلم إلى أي مُستشفى قد نُقل ياسر؟! سمعت أنه وسيم جدًا....."وفجأة وقفت رئيسة التمريض عند الباب، وصفقت بيديها قائلة:"هل أنتهيتم من الأكلِ أم لا؟ إن انتهيتم، فابدأوا في التحركِ والعمل مرة أخرى!"في تلك اللحظة ت

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 22

    لقد كان شارع المأكولات خلف جامعة العلوم، يعجّ بالحركة ليلًا."يا عم، أريد وجبتين من الأرز المقلي الملفوف في ورق اللوتس!"قالتها مريم وهي تُمسك بإحدي يديها يد نور، واليد الأخرى تُربت على بطنها بها وهي متزمرة."لقد كان كل هذا بسبب مُعتز، هو من أخّرني عن موعد أكلي!"نور أيضًا كانت تشعر بالجوع، حتى سال لعابها من الجوع، "مريم، أنا أريد أيضًا أن أكل كعك الجوز""حاضر، سأذهب لأحضره لكِ على الفور."وبعد أن وعدتها مريم تُحضر لها الكعك، شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي، فنظرت إليها بريبة، وقالت:"لقد أصبحتِ تأكلين كثيرًا مؤخرًا! نحن في آخر الليلِ، ألا تخشين أن تسمني؟!"لم تستطع نور أن تبوح بالحقيقة.فهي تدرك تمامًا أن شهيتها المُتزايدة إنما تعود إلى الكائن الصغير الذي ينمو في أحشائها."الأرز المقلي جاهز!""حسنًا!"أخرجت مريم هاتفها للدفع.فسألتها نور: "كم السعر؟ أنا سأحول لكِ""لا حاجة لذلك....""بل يجب أن أفعل."وقبل أن يطول الجدل بينهما، ولم تكد أن تمر ثانية واحدة، حتى تدخل صوت هادئ وعميق قائلًا:"أيها البائع، أنا سأدفع""مَن؟"رفعتها رأسيهما معًا، ليُصابا بصدمة وذهول.لقد كان مازن واقفًا أمامهما

Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status