مع لامبالاة والدها البيولوجي واضطهاد زوجة أبيها، لم يكن لدى نور الشريف حل آخر سوى الذهاب إلى ياسر الشاذلي، الثري والقوي في مدينة البحار وإجباره على الزواج منها! وفي يوم زفافها، اكتشف زوجها أنها فقدت عذريتها قبل الزواج، وظن أن حياتها كانت فوضوية وفاسدة أخلاقيًا. بعد عشرة أشهر من الحمل، أنجبت نور الطفل، ووقعت على أوراق الطلاق، وغادرت المنزل خالية الوفاض، واختفت دون أن تترك أثرًا لها. وبعد سنوات عديدة، عادت نور إلى مدينة البحار مع طفلها. "سيد ياسر، لقد سمعت أنك بحاجة إلى طبيب خاص." كان ياسر على استعداد للوقوع في الفخ: "لقد تم تعيينكِ." يُقال إن السيد ياسر ليس لديه زوجة ولا يحتاج إلى عشيقة، لكنه يحب طبيبته الشخصية كما لو كانت زوجته ويعامل طفلها، الذي لا يُعرف والده البيولوجي، كأنه ابنه.
View Moreارتمت نور في حُضن ماجد، واتكأت على صدره وهي تنتحب، وقالت:"ماجد، هي شرسة جدًا، أنا أشعر بالخوف الشديد!"تناغم ماجد معها وردّ عليها بلطف:"لا تخافي لا تخافي، أنا هنا."كانت امرأة تصرخ فاقدة صوابها من الغضب:"أيتها الحقيرة الوضيعة! كم أنتِ ماهرة في إغواء الرجال." ثم رفعت يدها لتضرب نور، لكن الصفعة وقعت على وجه ماجد بدلًا منها.فصُدمت وسألت بذهول: "أحقًا تحميها إلى هذا الحد؟!"وقف ماجد أمام نور، وكان وجهه غاضب جدًا، ويضغط على ضروسه بقوة، قائلًا:"هذه امرأتي، ومن الطبيعي أن أحميها! فمُنْ أعطاكِ الجرأة لتمدّي يدكِ عليها؟ اغربي عن وجهي!"بكت الفتاة وهربت بعيدًا وهي تقول: "حسنًا! يا ماجد، أحسنت جدًا!تنفّست نور الصعداء، ثم توقفت عن البكاء، ثم رمقته بنظرة حادة وقالت: "هل هذا يكفي؟"من يعلم كم كان قلبها يرتجف من التوتر في تلك اللحظة.ضحك ماجد شعبان بخفة واحتضن كتفها، وقال: "لا تغضبي لا تغضبي، أخيكِ سيشتري لكِ طعامًا لذيذًا."فقالت وهي تتذمر:"أنتَ دائمًا تجعلني أفعل هذه الأفعال الخبيثة! أنا أريد أن أكل جمبري نيء!"فردّ عليها بحماس: "سأشتري!"ثم دخلا سويًا كتفًا بكتف.وفي الطرف الآخر، كان ياسر ي
”حبيبتي نور، أوه أوه أوه!"ردت نور وهي تضحك بتنهيدة، "ما الأمر؟ دموعك هذه صارت مصطنعة أكثر من اللازم."توقف ماجد عن التمثيل على الفور، واستعاد جديته:"أمر عاجل جدًا، أنا في موعد تعارف الآن، تعالي على الفور!"قلبت نور عينيها نحو السماء:"ألم يكن من المُفترض أن يكون هذا دور مريم؟"" مريم هاتفها مُغلق! أخيكِ ليس لديه أحد سواكِ الآن، أسرعي، أخيكِ بانتظاركِ!""مرحبًا!"لقد قُطع الاتصال من الطرف الآخر.شعرت نور الشريف بالصداع:لا تعرف ما الذي تتعجل عليه عائلة ماجد إلى هذا الحد، فهو ما زال شابًا وصغيرًا في السن، ورغم ذلك يرتبون له مواعيد تعارف طوال العام.أما هو فلا يرغب في ذلك من الأساس، وفي كل مرة يورّطها أو يورّط مريم ليمثلا دور حبيبته ويخربا الموعد.كانت لا تريد الذهاب، ولكنها كانت مُضطرة للذهاب.رن هاتفها، فإذا بهِ ماجد قد أرسل الموقع المحدد لها.عضت على أسنانها، وقالت لنفسها:"حسنًا! هذه تضحية من أجل الصداقة!"كان وقت ذروة الإنتهاء من العمل، وكانت كل الطرق مزدحمة جدًا، و نور قد تأخرت قليلًا.وعندما كانت في طريقها إلى المكان، لم يتوقف هاتفها عن تلقي رسائل التذكير والاستعجال من ماجد.عند
وقت استراحة الظهيرة، أنهت نور طعامها في الكافيتريا، وعند عودتها من المطعم إلى المبنى صادفت ياسر يتمشى في الرواق الداخلي، وهو يتكىء على ذراع مُعتصم، ويمشي بخطى بطيئة.مدحته نور بجملتين، وقالت:"رائع...لياقتك ممتازة فعلًا، أن تنهض وتتحرك بهذه السرعة يَعني أنك ستتعافى أسرع، لكن لا تُرهق نفسك كثيرًا."أجابها مُعتصم بصدق واضح:"نعم، أيتها الطبيبة"همّت بالرحيل، لكن ياسر ناداها:"انتظري لحظة."استدارت نور وسألته:"هل هناك شيء ما؟"تردّد ياسر كأنه يشعر ببعض الحرج، ثم سأل:"أنتِ...ما الذي تُحبينه؟"هاه؟ لقد كان سؤال مُباغت دون تمهيد، ولم تعرف كيف تُجيبرمشت عيناها الواسعتان كأنها تحاول فهم المقصود،كانت رموشها الكثيفة كرفرفات مروحة حريرية.قال ياسر بنبرة ضيق: ما الذي تحدّقين به هكذا؟ألم تقولي إنني لم أشكرك؟سأعوّضك، وأحسب معها تلك المرة التي ساعدتي فيها أمير عيد، سأقدّم لكِ شيئًا يليق بالشكر."فهمت نور مقصده، وقالت بلا تردد:"أوه، إذن تريد أن تُهديني شيئًا!"ثم أضافت ببساطة غير مُتكلّفة:"لا شيء مميز، ما تحبّه باقي الفتيات، بالطبع أحبّه أنا أيضًا..."لكن قبل أن تُكمل حديثها، رنّ هاتفها المحم
قد رأى ياسركيف أن نور مُنهمكة في عملها، وتركّز فقط على الجرح، دون النظر إليه.لم يستطع أن يمنع نفسه عن الكلام، وسألها: "هل أنتِ غاضبة مني؟""أممم؟"توقفت نور لوهلة، كأنها لم تفهم، "غاضبة؟ أنا؟ منكَ؟ هل يبدو عليّ ذلك؟"قال بصوت خافت أجش: "من الأفضل ألاّ تكوني."أوه! نور لم تفهم شيء، ولكنها لم تسأل مرة أخرى، ثم انحنت تضغط على أنبوب تصريف الجرح.سألها ياسر:"متى يُمكن نوع هذا الأنبوب؟ وجوده مُزعج جدًا""ليس بهذه السرعة"نور:"أقول ببساطة، يجب أن يخرج كل ما هو فاسد بداخلك، وإلا فإن عدوى تجويف البطن ستكون نتائجها كارثية."ثم عاد للصمت.جو بارد يخيم على المكان.غمض ياسر عينيه نصف إغماضة وقال بهدوء:"أليس لديكِ ما تقولينه لي؟""هاه؟"كانت نور تبدو مشوشة، وكانت على وشك أن تتحدث، لكنه قاطعها بحدة قائلًا: "لا تتحدثي عن الجرح".أخاف نور ورفرفت رموشها الكثيفة التي تشبه الريش، ثم ابتسمت فجأة، وقالت:"هناك جملة واحدة، حبيبتكَ جميلة جدًا."ياسر لم يتوقف حتى للحظة واحدة، حتى قال لها ساخرًا: "مُنافقة!"رفعت يدها باستسلام وقالت:"أنا أعترف...أنا لم أكن صادقة، فهي ليست أجمل مني"نظرات ياسر لمعت قليلًا، وش
في تلك اللحظة، كان قميصه مفتوحًا على مِصراعيهِ، وهو يحتضن امرأة بين ذراعيهِ، في مشهد لا يخلو من الحميمية، حتى أنه من الصعب أن يُطلب من شخص ما تخيله.ومع ذلك، وبسبب مكانته الاجتماعية، لم يجرؤ أحد على التفوّه بكلمة واحدة، بل أن الجميع غضّ البصر، واكتفوا بالتصنّع كأن شيئًا لم يحدث أمامهم.أما نور، فهي كانت الأكثر هدوءًا بينهم، وبدأت تعرّف الطبيب المناوب بحالة المريض، بصوتها الهادئ المُعتاد:"المريض مُصاب بطعنة، اخترقت تجويف البطن بعمق 3.2 سم، دون أن تُصيب الأعضاء الداخلية..."لم يكن ياسر بمزاج جيد ليستمع إلى أي مما قالته نور.فقد أعان سارة على الوقوف جيدًا، بينما كان يشعر أن القلق والاضطراب قد غمر جسدهِ بأكمله، بل أنه حتى لم يستطع حتى أن ينظر في عيني نور.وبرغم أنه أخبرها مُنذ البداية أنه لديه خطيبته التي سيتزوجها، لكن هذه كانت المرة الأولى التي تُشاهد فيها سارة كريم.فقد تملكه شعور غريب وكأنه رجل لعوب قد خان زوجته، وقُبض عليه بالجرم المشهود."ياسر، اعتني بنفسكَ"قالتها نور بنبرة رسمية، ثم غادرت مع الفريق الطبي بخطى هادئة ومُنتظمة.وقد لاحظ ياسر أنها ومنذ تلك النظرة الأولى، لم تعد تلتف إل
وضعت نور يديها في جيب معطفها، وحدّقت في سارة كريم دون أن تنطق بكلمة واحدة.فهي كانت تعلم أن سارة هي حبيبة ياسر، وأن لقاؤهما هو أمر مفر منه، لكنها لم تتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة.أما سارة، فكانت تحدّق فيها بنظرة ثابتة، ولكن قلبها كان مُضطرب، وأفكارها تتقلب كالموج.فهي أيضًا كانت قد رأت ما انتشر الليلة الماضية على مواقع التواصل، وهمّت بالمجيء مباشرة إلى المُستشفى.لكن حين اتصلت بعمر، قال إن الوقت غير مناسب وطلب منها أن تنتظر.وانتظرت بالفعلِ...طيلة الليل، دون أن تتلقى أي خبر.وفي نهاية الأمر، لم تحتمل الانتظار أكثر، ولذلك ما إن حل الصباح، حضرت إلى المشفى وحدها.لكنها لم تكن تتوقع، أن أول ما تراه ليس ياسر... بل كانت نور.تلبّكها لم يكن خفيًا، إذ شعرت وكأنها ارتكبت ذنبًا، فأصابها الخوف.تماسكت بصعوبة، وألقت نظرة على بطاقة اسم المريض المعلقة بجوار باب الغرفة__ نعم، إنها غرفة ياسر بالفعل.لكن...لماذا خرجت نور من الداخل؟سألت بصوت مرتبك بعض الشيء:"ما الذي تفعلينه هنا؟"ضيّقت نور عينيها، وكان صوتها مبحوحًا بنعاس واضح:"أنا طبيبة. هل وجودي بالمُستشفى فيه مُشكلة؟ أما أنت، هل أنتِ مريضة وج
Comments