Share

الفصل 6

Author: لؤي
في الغرفة.

كان يوسف جالسًا على كرسي، ويرتدي ثوب المشفى، لكنه الآن كان مغطى بالحساء.

ولم يقتصر الأمر على ملابسه فقط، بل كان شعره مغطى بالحساء أيضًا، وكان الأرز والخضار الملطخ بالحساء يتدلى على رأسه ووجهه، مما جعل ملامح وجهه غير واضحة.

كانت الممرضة والتي تبدو في منتصف العمر تحمل ملعقة الأرز، وتغرف ملعقة من الطعام وتضعها في فمه.

"كُل! كُل بسرعة! أيها الفاشل! ألا يمكنك فتح فمك حتى! أنت أسوأ من الحيوانات! آه..."

فجأة، تم سحب شعرها إلى الخلف بقوة، وبدأت تصرخ مثل الحمار من الألم.

صرخت قائلة: "من أنتِ بحق الجحيم؟ اتركيني!"

"أترككِ؟"

كانت عيون نور حمراء وكأنها تخرج شرارًا.

"كيف أترككِ؟ أيتها الحقيرة! هل تتنمرين على طفل وتضربينه؟ إن عائلته ما زالت على قيد الحياة!"

وبينما كانت تتحدث، كانت تشد على شعرها أكثر، وشعرت الممرضة وكأن فروة رأسها يتم تمزيقها من شدة الألم.

"هذا مؤلم! اتركيني!"

كانت الممرضة جبانة، وتوسلت طلبًا للرحمة وهي ترتجف، "لن أجرؤ، لن أجرؤ على فعل ذلك مرة أخرى!"

حركت نور ذراعها، وألقت الممرضة على الأرض.

ثم التقطت طبق الطعام، وأخذت ملعقة من الطعام، وفتحت فم الممرضة، وأطعمتها بفظاظة وعنف.

"ألا تحبين إطعام الناس بهذه الطريقة! هيا، كُلي!"

"آه، آه..."

كادت الملعقة الحديدية أن تجرح فم الممرضة.

كانت الممرضة عاجزة عن الكلام، ولم تستطع سوى الإشارة طلبًا للرحمة.

كيف ستتركها نور؟

'فرقعة!'

رفعت يدها وصفعتها، "هل هكذا ضربتِ أخي للتو؟ إنه شعور جيد، أليس كذلك؟ لا تقلقي، سأعيده لكِ على الفور!"

"فرقعة، فرقعة، فرقعة!"

إنهالت عليها بسلسلة من الصفعات.

قامت الممرضة بالزحف على الأرض، وقبل أن تتمكن من التقاط أنفاسها، أمسكتها نور.

"هيا، تعالي معي لرؤية المدير!"

"لا!"

توسلت الممرضة بوجهها المنتفخ.

"يا آنسة، أرجوكِ سامحيني هذه المرة! أنا لم أرغب في فعل هذا، لكن أحدهم دفع لي لأقوم بضربه."

فزعت نور وضيقت عينيها.

"من؟"

"إنها... وفاء كريم."

هي! تجمد الدم في عروق نور على الفور.

لأنها هربت ورفضت بيع نفسها، لذلك جاء انتقام وفاء سريعًا جدًا!

لكن إذا أرادوا الانتقام، فعليهم الانتقام منها هي.

لماذا يتنمرون على يوسف؟ إن عمره أربعة عشر عامًا فقط وهو مصاب بالتوحد!

"اغربي من هنا!"

"حسنًا!" هربت الممرضة زاحفة.

كانت الغرفة في حالة من الفوضى، قامت نور بتنظيفها، ثم مدت يدها إلى يوسف.

"يوسف، هل يمكنني أخذك للاستحمام؟"

كما هو الحال دائمًا، لم يجيبها يوسف.

اعتادت نور على ذلك وذهبت لتمسك بيده، فأمسك هو بيدها.

"يوسف!" سعدت نور وقالت: "هل تأخذ زمام المبادرة وتمسك بيدي؟ هل تعرفت عليّ؟"

ولكن يوسف لم يصدر أي رد فعل مرة أخرى.

وعلى الرغم من ذلك شعرت نور بسعادة عارمة، فبعد سنوات عديدة، استجاب أخوها أخيرًا! حتى لو كان مجرد رد فعل بسيط.

وهذا يدل على أن هذا العلاج فعال!

بعد أخذ يوسف إلى الحمام، اكتشفت نور أنه لم يكن هناك حساء وطعام منسكب في كل مكان فحسب، بل إن بنطال يوسف كان مبللًا أيضًا—— لقد تبوّل على نفسه!

وكانت الممرضة تراقبه ببرود، ولم تقم بتغيير ملابسه!

"يوسف، هذا خطأي."

حبست نور دموعها وساعدت يوسف في الاستحمام وتغيير ملابسه، وبعدها ظهرت ملامحه الوسيمة والبريئة.

جلس هناك بهدوء، وأحضرت له نور طعامًا جديدًا وأطعمته.

فتح الصبي فمه بطاعة، وأمسك بملابس أخته بيد واحدة دون وعي.

لقد كان مرعوبًا ولا يمكنه الحديث، لذلك لم يستطع التعبير عن ذلك إلا بهذه الطريقة.

كانت عيون نور ممتلئة بالدموع وهمست له قائلة: "يوسف، لا تخف، أنا سأحميك."

قبل مغادرة المصحة، أبلغت نور عن الممرضة، فأشخاص مثلها يؤذون الآخرين مقابل بعض المال لا يجب إبقائهم.

ثم أخذت نور سيارة وهرعت إلى منزل عائلة الشريف.

لا يمكنها أن تدع أمر تنمر وفاء على شقيقها يمر بهذه البساطة!

.....

بعد حلول الظلام.

كان ياسر يقود سيارته في طريقه إلى منزل عائلة الشريف، وذلك بعد أن تلقى مكالمة من سارة.

"ياسر، أين أنت الآن؟"

ياسر: "هناك ازدحام مروري، لذلك قد أتأخر قليلًا."

"أنا أنتظرك، ولا داعي للعجلة، فسلامتك هي الأهم."

"حسنًا."

.....

"سيدة نور، لقد عدتِ..."

قامت الخادمة بفتح الباب، لكن نور لم تسمعها، واتجهت إلى الداخل مباشرةً.

التقطت غلاية الماء من المطبخ، وتوجهت نحو غرفة المعيشة.

عند الدرج، نزلت وفاء وسارة ممسكين بأذرع بعضهما البعض، وكانا يتحدثان ويضحكان.

همف.

ثنيت نور شفتيها بلا مبالاة، واندفعت نحوهما بسرعة.

"نور." صُدمت وفاء، "لا يزال لديكِ الشجاعة للعودة، آه ..."

صرخة!

لقد رفعت نور الغلاية وسكبتها فوق رأسيهما.

صرخت سارة: "آه! نور، هل جُننتِ؟"

حدقت نور فيهما بشراسة، وكان جسدها يرتجف بالكامل دون وعي.

"هل هذا جنون؟ إنه ماءً فحسب! لقد قمتِ برشوة الممرضة، مما جعلها تسكب الحساء الساخن على يوسف! لقد كان غارقًا في البول، قذرًا ورائحته كريهة!"

"أمي……"

سحبت وفاء سارة بعيدًا وقالت: "لا تهتمي بهذه الأمور، لم يتبق الكثير من الوقت، اصعدي وغيّري ملابسكِ!"

"أوه، حسنًا."

يبدو أن سارة لديها موعد مهم، لذلك سارعت إلى الطابق العلوي.

لم يتبق سوى وفاء للتعامل مع نور، وكانت تبدو ملامحها شريرة..

"نعم! لقد رشوتُ الممرضة لتتنمر على أخيكِ الأحمق! أنتِ تجرأتِ على الهرب وعدم مرافقة السيد شوقي، مما تسبب في كارثة لنا، ألم تتوقعي أن يدفع أخيكِ الثمن؟"

لقد علمت بالفعل من الممرضة أن نور هي التي دفعت تكاليف علاج يوسف.

نظرت إلى نور بعيون مليئة بالازدراء وقامت بسبّها.

"هل حصلتِ على المال؟ كيف حصلتِ عليه؟ دعيني أخمن، لقد قمتِ ببيع نفسكِ في النهاية، لكنكِ لم تساعدي عائلتكِ! أيتها الحقيرة، أنتِ بلا ضمير!"

ضحكت نور بغضب، ورفعت يدها وصفعت وفاء بقوة.

"هذا الفم لا يستطيع التحدث بكلامٍ جيد، لذلك من الأفضل عدم استخدامه!"

"آه؟" تفاجأت وفاء وقالت بغضب: "أيتها العاهرة الصغيرة، هل تجرؤين على ضربي؟"

وقفزت على الفور لضرب نور.

وفي هذه اللحظة، بدأ الاثنتان تتشاجران، ولكن سرعان ما أسقطت نور وفاء على الأرض وجلست فوقها.

رفعت يديها وبدأت في الهجوم على وفاء، تاركة إياها بلا قوة للدفاع عن نفسها.

"وفاء، هل تعتقدين إنني ما زلت صغيرة وستقومين بضربي؟"

في السنوات العشر الماضية، لم تجرؤ نور على المقاومة.

كان أحد الأسباب هو أنها كانت صغيرة جدًا، والسبب الآخر هو شقيقها الأصغر.

لكن الآن، لم تعد بحاجة إلى تحمل ذلك بعد!

كانت عيون نور حمراء من الغضب، "لقد كبرت! بينما أنتِ أصبحتِ عجوزًا! إذا تجرأتِ على لمس يوسف مرة أخرى، فسأرد لكِ ما تفعلينه به!"

"آه، آه، آه..."

صرخت وفاء وهي تبكي، "النجدة!"

نظرت إلى الخادمة المختبئة في الزاوية وقالت: "لماذا تقفين هكذا؟ اتصلي بالشرطة ليأتوا لإنقاذي، إنها سوف تقتلني!"

"ما الذي يحدث هنا؟"

قبل أن تتمكن الخادمة من الاتصال بالشرطة، عاد أحمد. ثم اندفع نحوهما بسرعة، وأمسك بنور وألقاها على الأرض.

"نور! هل فقدتِ صوابكِ؟ وفاء هي أكبر منكِ سنًا! كيف تجرؤين على ضربها؟"

ضحكت وفاء بشدة، "اضرب هذه العاهرة الصغيرة حتى الموت!"

"لا أعتقد أنك تجرؤ!"

حدقت نور في أحمد بعيون حمراء وغاضبة.

"أنت، لقد خنت زوجتك، ساندت عشيقتك ولم تهتم بأطفالك، وبعت ابنتك من أجل مصلحتك! بينما أنتِ، أيتها العشيقة، لقد سرقتِ مكان والدتي وأسئتِ معاملتنا! لذلك لن تكون نهايتكم سعيدة! ستحصلون على العقاب! وليس الأمر أنني لا أستطيع، ولكن الوقت لم يحن بعد!"

استدارت بعيون حمراء وهرعت للخارج.

بعد مغادرة بوابة المنزل، مرت سيارة سوداء فاخرة بجانب نور.

اتخذت نور خطوتين ثم أدارت رأسها سريعًا، لماذا تبدو تلك السيارة مألوفة جدًا؟

أين رأتها مؤخرًا؟
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 30

    ارتمت نور في حُضن ماجد، واتكأت على صدره وهي تنتحب، وقالت:"ماجد، هي شرسة جدًا، أنا أشعر بالخوف الشديد!"تناغم ماجد معها وردّ عليها بلطف:"لا تخافي لا تخافي، أنا هنا."كانت امرأة تصرخ فاقدة صوابها من الغضب:"أيتها الحقيرة الوضيعة! كم أنتِ ماهرة في إغواء الرجال." ثم رفعت يدها لتضرب نور، لكن الصفعة وقعت على وجه ماجد بدلًا منها.فصُدمت وسألت بذهول: "أحقًا تحميها إلى هذا الحد؟!"وقف ماجد أمام نور، وكان وجهه غاضب جدًا، ويضغط على ضروسه بقوة، قائلًا:"هذه امرأتي، ومن الطبيعي أن أحميها! فمُنْ أعطاكِ الجرأة لتمدّي يدكِ عليها؟ اغربي عن وجهي!"بكت الفتاة وهربت بعيدًا وهي تقول: "حسنًا! يا ماجد، أحسنت جدًا!تنفّست نور الصعداء، ثم توقفت عن البكاء، ثم رمقته بنظرة حادة وقالت: "هل هذا يكفي؟"من يعلم كم كان قلبها يرتجف من التوتر في تلك اللحظة.ضحك ماجد شعبان بخفة واحتضن كتفها، وقال: "لا تغضبي لا تغضبي، أخيكِ سيشتري لكِ طعامًا لذيذًا."فقالت وهي تتذمر:"أنتَ دائمًا تجعلني أفعل هذه الأفعال الخبيثة! أنا أريد أن أكل جمبري نيء!"فردّ عليها بحماس: "سأشتري!"ثم دخلا سويًا كتفًا بكتف.وفي الطرف الآخر، كان ياسر ي

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 29

    ”حبيبتي نور، أوه أوه أوه!"ردت نور وهي تضحك بتنهيدة، "ما الأمر؟ دموعك هذه صارت مصطنعة أكثر من اللازم."توقف ماجد عن التمثيل على الفور، واستعاد جديته:"أمر عاجل جدًا، أنا في موعد تعارف الآن، تعالي على الفور!"قلبت نور عينيها نحو السماء:"ألم يكن من المُفترض أن يكون هذا دور مريم؟"" مريم هاتفها مُغلق! أخيكِ ليس لديه أحد سواكِ الآن، أسرعي، أخيكِ بانتظاركِ!""مرحبًا!"لقد قُطع الاتصال من الطرف الآخر.شعرت نور الشريف بالصداع:لا تعرف ما الذي تتعجل عليه عائلة ماجد إلى هذا الحد، فهو ما زال شابًا وصغيرًا في السن، ورغم ذلك يرتبون له مواعيد تعارف طوال العام.أما هو فلا يرغب في ذلك من الأساس، وفي كل مرة يورّطها أو يورّط مريم ليمثلا دور حبيبته ويخربا الموعد.كانت لا تريد الذهاب، ولكنها كانت مُضطرة للذهاب.رن هاتفها، فإذا بهِ ماجد قد أرسل الموقع المحدد لها.عضت على أسنانها، وقالت لنفسها:"حسنًا! هذه تضحية من أجل الصداقة!"كان وقت ذروة الإنتهاء من العمل، وكانت كل الطرق مزدحمة جدًا، و نور قد تأخرت قليلًا.وعندما كانت في طريقها إلى المكان، لم يتوقف هاتفها عن تلقي رسائل التذكير والاستعجال من ماجد.عند

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 28

    وقت استراحة الظهيرة، أنهت نور طعامها في الكافيتريا، وعند عودتها من المطعم إلى المبنى صادفت ياسر يتمشى في الرواق الداخلي، وهو يتكىء على ذراع مُعتصم، ويمشي بخطى بطيئة.مدحته نور بجملتين، وقالت:"رائع...لياقتك ممتازة فعلًا، أن تنهض وتتحرك بهذه السرعة يَعني أنك ستتعافى أسرع، لكن لا تُرهق نفسك كثيرًا."أجابها مُعتصم بصدق واضح:"نعم، أيتها الطبيبة"همّت بالرحيل، لكن ياسر ناداها:"انتظري لحظة."استدارت نور وسألته:"هل هناك شيء ما؟"تردّد ياسر كأنه يشعر ببعض الحرج، ثم سأل:"أنتِ...ما الذي تُحبينه؟"هاه؟ لقد كان سؤال مُباغت دون تمهيد، ولم تعرف كيف تُجيبرمشت عيناها الواسعتان كأنها تحاول فهم المقصود،كانت رموشها الكثيفة كرفرفات مروحة حريرية.قال ياسر بنبرة ضيق: ما الذي تحدّقين به هكذا؟ألم تقولي إنني لم أشكرك؟سأعوّضك، وأحسب معها تلك المرة التي ساعدتي فيها أمير عيد، سأقدّم لكِ شيئًا يليق بالشكر."فهمت نور مقصده، وقالت بلا تردد:"أوه، إذن تريد أن تُهديني شيئًا!"ثم أضافت ببساطة غير مُتكلّفة:"لا شيء مميز، ما تحبّه باقي الفتيات، بالطبع أحبّه أنا أيضًا..."لكن قبل أن تُكمل حديثها، رنّ هاتفها المحم

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 27

    قد رأى ياسركيف أن نور مُنهمكة في عملها، وتركّز فقط على الجرح، دون النظر إليه.لم يستطع أن يمنع نفسه عن الكلام، وسألها: "هل أنتِ غاضبة مني؟""أممم؟"توقفت نور لوهلة، كأنها لم تفهم، "غاضبة؟ أنا؟ منكَ؟ هل يبدو عليّ ذلك؟"قال بصوت خافت أجش: "من الأفضل ألاّ تكوني."أوه! نور لم تفهم شيء، ولكنها لم تسأل مرة أخرى، ثم انحنت تضغط على أنبوب تصريف الجرح.سألها ياسر:"متى يُمكن نوع هذا الأنبوب؟ وجوده مُزعج جدًا""ليس بهذه السرعة"نور:"أقول ببساطة، يجب أن يخرج كل ما هو فاسد بداخلك، وإلا فإن عدوى تجويف البطن ستكون نتائجها كارثية."ثم عاد للصمت.جو بارد يخيم على المكان.غمض ياسر عينيه نصف إغماضة وقال بهدوء:"أليس لديكِ ما تقولينه لي؟""هاه؟"كانت نور تبدو مشوشة، وكانت على وشك أن تتحدث، لكنه قاطعها بحدة قائلًا: "لا تتحدثي عن الجرح".أخاف نور ورفرفت رموشها الكثيفة التي تشبه الريش، ثم ابتسمت فجأة، وقالت:"هناك جملة واحدة، حبيبتكَ جميلة جدًا."ياسر لم يتوقف حتى للحظة واحدة، حتى قال لها ساخرًا: "مُنافقة!"رفعت يدها باستسلام وقالت:"أنا أعترف...أنا لم أكن صادقة، فهي ليست أجمل مني"نظرات ياسر لمعت قليلًا، وش

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 26

    في تلك اللحظة، كان قميصه مفتوحًا على مِصراعيهِ، وهو يحتضن امرأة بين ذراعيهِ، في مشهد لا يخلو من الحميمية، حتى أنه من الصعب أن يُطلب من شخص ما تخيله.ومع ذلك، وبسبب مكانته الاجتماعية، لم يجرؤ أحد على التفوّه بكلمة واحدة، بل أن الجميع غضّ البصر، واكتفوا بالتصنّع كأن شيئًا لم يحدث أمامهم.أما نور، فهي كانت الأكثر هدوءًا بينهم، وبدأت تعرّف الطبيب المناوب بحالة المريض، بصوتها الهادئ المُعتاد:"المريض مُصاب بطعنة، اخترقت تجويف البطن بعمق 3.2 سم، دون أن تُصيب الأعضاء الداخلية..."لم يكن ياسر بمزاج جيد ليستمع إلى أي مما قالته نور.فقد أعان سارة على الوقوف جيدًا، بينما كان يشعر أن القلق والاضطراب قد غمر جسدهِ بأكمله، بل أنه حتى لم يستطع حتى أن ينظر في عيني نور.وبرغم أنه أخبرها مُنذ البداية أنه لديه خطيبته التي سيتزوجها، لكن هذه كانت المرة الأولى التي تُشاهد فيها سارة كريم.فقد تملكه شعور غريب وكأنه رجل لعوب قد خان زوجته، وقُبض عليه بالجرم المشهود."ياسر، اعتني بنفسكَ"قالتها نور بنبرة رسمية، ثم غادرت مع الفريق الطبي بخطى هادئة ومُنتظمة.وقد لاحظ ياسر أنها ومنذ تلك النظرة الأولى، لم تعد تلتف إل

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 25

    وضعت نور يديها في جيب معطفها، وحدّقت في سارة كريم دون أن تنطق بكلمة واحدة.فهي كانت تعلم أن سارة هي حبيبة ياسر، وأن لقاؤهما هو أمر مفر منه، لكنها لم تتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة.أما سارة، فكانت تحدّق فيها بنظرة ثابتة، ولكن قلبها كان مُضطرب، وأفكارها تتقلب كالموج.فهي أيضًا كانت قد رأت ما انتشر الليلة الماضية على مواقع التواصل، وهمّت بالمجيء مباشرة إلى المُستشفى.لكن حين اتصلت بعمر، قال إن الوقت غير مناسب وطلب منها أن تنتظر.وانتظرت بالفعلِ...طيلة الليل، دون أن تتلقى أي خبر.وفي نهاية الأمر، لم تحتمل الانتظار أكثر، ولذلك ما إن حل الصباح، حضرت إلى المشفى وحدها.لكنها لم تكن تتوقع، أن أول ما تراه ليس ياسر... بل كانت نور.تلبّكها لم يكن خفيًا، إذ شعرت وكأنها ارتكبت ذنبًا، فأصابها الخوف.تماسكت بصعوبة، وألقت نظرة على بطاقة اسم المريض المعلقة بجوار باب الغرفة__ نعم، إنها غرفة ياسر بالفعل.لكن...لماذا خرجت نور من الداخل؟سألت بصوت مرتبك بعض الشيء:"ما الذي تفعلينه هنا؟"ضيّقت نور عينيها، وكان صوتها مبحوحًا بنعاس واضح:"أنا طبيبة. هل وجودي بالمُستشفى فيه مُشكلة؟ أما أنت، هل أنتِ مريضة وج

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 24

    رمقها ياسر بطرف عينيهِ وقال:"لا يعنيني هذا! لا أريد أحدًا سواكِ!"وكان لا يزال مُمسكًا بيدها، وبدت عليهِ ملامح الحزن.نور :.....ياسر الجريح، كيف يبدو بهذا الإصرار الطفولي؟وتعاملت نور الشريف معه كأنه شقيقها يوسف لمحاولة تهدئته:"الدكتور أسعد هو أستاذي، ويُعد من أبرز الأسماء في الجراحة العامة على مستوى البلاد..."قاطَعها ياسر بوجهِ خالٍ من التعابير وبنبرة حادة:"ومَن يكون هذا؟ أنا لا أثق بهِ" الكلام المنطقي لن يُجدي معه نفعًا:وقفت نور في حيرة من أمرها، إلى أن دخل عمر وقال:"نور، سندع الأمر لكِ، أخي يمر بأوقات عصيبة، ولا يُمكننا الوثوق بأي أحد الآن.""لكن...." نور لا تفهم شيئًا "لماذا تثقون بي؟"هو ....لطالما بدا وكأنه لا يطيقها."هفف" ورغم أن وجهه ياسر يزداد شحوبًا، إلا أن كبريائهِ لم يتزحزح:"ليس لأني أثق بكِ! بل لأن سُحقك مثل سحق نملة، سهل جدًا!"نور:....راودها شعور قوي بتركهِ وشأنهِ.ولكن إنقاذ الأرواح واجب لا يُمكن التخلي عنه.أومأت نور الشريف برأسها أخيرًا وقالت:"حسنًا!"......في غرفة العملياتتم تخدير ياسر، وغاب عن الوعي.ارتدت نور زيّ العمليات، وقبل دخولها سألت الممرضة الجوا

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 23

    العنوان الأول في مُحرك البحث الساخن، والكلمة باللون الأرجواني في الخلف، كلهما كان صادمًا ومثير للضجة.وكان الإنترنت بطيء للغاية، حيث أن نور انتظرت لفترة طويلة حتى تمكنت من فتحها.وتحت المقطع النصي قد أُرفق أيضًا مقطع فيديو، ذلك المقطع قد تم تصويره في مدينة الجبال، لكن بسبب زواية كاميرات المراقبة هناك، لذلك لم يكن التصوير واضحًا.ما يمكن رؤيته هو فقط ياسر يخرج من الباب، وكان هناك خادم من مدينة الجبال يفتح له الباب، ولكن سرعان ما استدار هذا الخادم ووجه له طعنة بالسكين!أصيب ياسر بالذهول وتجمد لثانيتين في مكانهِ، لا يعرف كيف يًمكنه التصرف في هذا الموقف، ثم انقض على الخادم فجأة وطرحه أرضًا.وقد انتهى الفيديو عند هذا الحد.لكن هذا كان كافيًا لجعلِ قلب نور يخفق بشدة!كان الجميع في غرفة الاستراحة يتحدثون بهدوء عن:"أن هذه الطعنة لم تكن خفيفة!""وأن عالم الأثرياء غامض ومليء بالأسرار!""لا أعلم إلى أي مُستشفى قد نُقل ياسر؟! سمعت أنه وسيم جدًا....."وفجأة وقفت رئيسة التمريض عند الباب، وصفقت بيديها قائلة:"هل أنتهيتم من الأكلِ أم لا؟ إن انتهيتم، فابدأوا في التحركِ والعمل مرة أخرى!"في تلك اللحظة ت

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 22

    لقد كان شارع المأكولات خلف جامعة العلوم، يعجّ بالحركة ليلًا."يا عم، أريد وجبتين من الأرز المقلي الملفوف في ورق اللوتس!"قالتها مريم وهي تُمسك بإحدي يديها يد نور، واليد الأخرى تُربت على بطنها بها وهي متزمرة."لقد كان كل هذا بسبب مُعتز، هو من أخّرني عن موعد أكلي!"نور أيضًا كانت تشعر بالجوع، حتى سال لعابها من الجوع، "مريم، أنا أريد أيضًا أن أكل كعك الجوز""حاضر، سأذهب لأحضره لكِ على الفور."وبعد أن وعدتها مريم تُحضر لها الكعك، شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي، فنظرت إليها بريبة، وقالت:"لقد أصبحتِ تأكلين كثيرًا مؤخرًا! نحن في آخر الليلِ، ألا تخشين أن تسمني؟!"لم تستطع نور أن تبوح بالحقيقة.فهي تدرك تمامًا أن شهيتها المُتزايدة إنما تعود إلى الكائن الصغير الذي ينمو في أحشائها."الأرز المقلي جاهز!""حسنًا!"أخرجت مريم هاتفها للدفع.فسألتها نور: "كم السعر؟ أنا سأحول لكِ""لا حاجة لذلك....""بل يجب أن أفعل."وقبل أن يطول الجدل بينهما، ولم تكد أن تمر ثانية واحدة، حتى تدخل صوت هادئ وعميق قائلًا:"أيها البائع، أنا سأدفع""مَن؟"رفعتها رأسيهما معًا، ليُصابا بصدمة وذهول.لقد كان مازن واقفًا أمامهما

Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status