Share

الفصل7

Author: محبة الليتشي
حين ذكر اسم لين، ابتسمت نورا قليلًا.

لو أنها حقًّا ستتزوّج من فادي، فما الذي ستفكر به لين حيال ذلك؟

نظرت إلى وجه فادي.

ذلك الوجه حقًّا يصعب على أيّ شخص مقاومته.

وإن كانت تبحث عن شخص لا تكرهه ويتمتع بخلق حسن لتتزوجه، فلا شكّ أن فادي هو الخيار الأمثل.

ارتسمت بسمة رقيقة على شفتيها، وغمزت بعينيها قائلة: "فادي، لا يبدو أن لديّ سببًا لرفضك."

نظر إليها فادي.

"إذًا، نلتقي غدًا في تمام العاشرة صباحًا في دائرة الأحوال المدنية."

أومأت نورا برأسها موافقة.

بدت على فادي نيّة الرحيل وكأنّ ثمة أمرًا يشغله، لكنه ما إن استدار حتى توقف، وقطّب حاجبيه قليلًا، ثم سأل بتلميح: "سامي ذاك..."

أطرقت نورا برأسها، واستعاد ذهنها ملامحه المقيتة منذ قليل، فقالت بهدوء: "لقد انتهى الأمر بيننا، لا تقلق، لست من النساء اللواتي يعدن إلى ماضٍ خذلهنّ."

عندها فقط، واصل فادي طريقه.

نظرت نورا إلى ظهره وهو يبتعد، وشعرت فجأة بشيء من عدم التصديق.

هل يعقل أنها على وشك الزواج بفادي حقًا؟

لم تخبر والدتها بأمر الزواج مسبقًا.

فادي معروف بطبعه المتحفظ، وحياته الشخصية نادرًا ما تظهر في وسائل الإعلام، بالنسبة لهم، كان الأمر أشبه بأداء واجبٍ عائلي.

وإن قيل، فالرابط الذي يجمع بينهما، عدا عن تلك الليلة العابثة، وشيء من الإعجاب الخافت منذ سنوات مضت، كان لا يتجاوز كونه ابن خالة صديقتها لين.

في اليوم التالي، خرجا من دائرة الأحوال المدنية يحمل كلٌّ منهما الدفتر الأحمر الصغير.

عندها فقط، بدأت نورا تستوعب أنها تزوجت حقًا.

قالت بتردد: "بما أننا تزوجنا، أليس علينا الانتقال إلى بيت الزوجية؟" لم تكن نورا تملك خبرة في الأمر.

كانت على يقين أن عائلة فادي من العائلات الثرية، أما تفاصيل أعمالهم، فلم تكن تعلم عنها شيئًا يذكر.

حين سمع فادي كلمة "نحن"، ارتسم علي شفتيه ابتسامة خفيفة، لكنها سرعان ما اختفت.

قال بنبرة هادئة: "بالطبع."

"بالطبع."

ثم أخرج مفاتيح، وأعطاها إياها مع علبة صغيرة حمراء.

فتحت نورا العلبة، وبدت الدهشة على وجهها.

كان خاتم ألماس.

تمامًا بالمواصفات التي تُحبّها.

تصميمه أنيق وناعم، لكنه يفيض بالرقي والفخامة.

يعبّر بدقة عن ذوقها السابق.

قال فادي بهدوء، وهو يحدّق بها: "إنه خاتم الزواج. هل ترغبين بتجربته؟"

"خاتم الزواج. هل ترغبين بتجربته؟"

رغم أنّها تظاهرت الفقر لثلاث سنوات كطالبة جامعية فقيرة، لم تستطع مقاومة بريق هذا الخاتم.

أومأت برأسها.

فأخرج فادي الخاتم ثم ألبسها إياه.

سألها وهو لا يزيح بصره عنها: "هل أعجبك؟ إن لم يعجبك، أبدّله فورًا."

"هل أعجبك؟ إن لم يعجبك، أبدّله فورًا."

ابتسمت وقالت: "بل أعجبني."

"أعجبني."

خاتم كهذا، تتجاوز قيمته الملايين، لا يمكن ألا يُعجبها.

عندما كانت مع سامي، أغلى ما قدّمه لها كان خاتمًا لا يتجاوز ثمنه عشرات الدولارات، وغالبًا ما كانت تُعيد له الأموال التي ينفقها عليها.

هو لم يصرف ماله لأجلها قط.

لكن فادي، بهذه اللفتة، أظهر لها احترامه بوضوح.

ثم قدّم لها بطاقة مصرفية، فظنت أنها للاستخدام المنزلي.

لكنه نظر إليها بطرف عينه، وقال ببطء:"أمور المنزل تتكفّل بها الخادمة، هذه مصروفك الشخصي، يا سيدة فادي."

كانت نبرته رتيبة، كأنه يتحدّث عن أمرٍ عادي.

رفعت نورا حاجبها، وابتسمت بخفة مازحة: "ألا تخاف أن أستغلّك وأستولي على مالك وقلبك؟"

ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "أما المال، فلا بأس. حددي المبلغ، يا سيدة فادي. وأما القلب..."

"أما المال، فلا بأس. حددي المبلغ، يا سيدة فادي. وأما القلب..."

تقابلت عيناها بعينيه، وفيهما كانت تنعكس ملامحه، طرفا عينيه الضيّقتان، بشرته النقية، وملامحه المتقنة... تقترب أكثر فأكثر.

وقبل أن تُكمل نظراتها، كان قد اقترب، قبض على خصرها، وانحنى ليطبع قبلة على شفتيها.

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 100

    استدار وغادر على عجل، ثم أخرج هاتفه واتصل برفيع قائلا: "حقق في كاميرات المراقبة في مرآب مجموعة الهاشمي، وحدد موقع نورا."سمع رفيع صوت رئيسه المشتعل بالحزم، فأغلق الخط بسرعة وبدأ بالبحث فورا.أما فادي، فلم يكن جالسا بلا حراك، بل شد شفتيه وعقد حاجبيه وأخرج حاسوبه محاولا تحديد موقع هاتف نورا.وبفضل تعاونهما، اتصل رفيع مجددا وقال: "سيدي، لقد وجدتها، تم اختطاف الآنسة نورا، والموقع هو...""نعم، المستودع في الضاحية الغربية." قال فادي بنبرة ثقيلة."خذ الشرطة معك، وسأتوجه إلى هناك حالا."بعد أن أنهى تعليماته، أغلق فادي الهاتف مباشرة.صمت رفيع على الفور، فقد شعر بالغضب العارم الذي كان فادي يحاول كتمانه.وبعد سنوات من العمل معه، كان رفيع يظن أنه يعرف فادي جيدا.في داخله، كان يصلي بصمت أن يتحمل الخاطف العقاب القادم.وإلا، فالسيد فادي يملك وسائل كثيرة لمعاقبته.انقبض وجه فادي، وانطلق بسيارته متجها نحو المستودع في الضاحية الغربية، والهالة من حوله تنذر بالعاصفة.اندفعت سيارته بين الزحام، لا يعرف كم من إشارات المرور تجاهلها.كان يقبض على المقود بقوة، وقلبه يكاد يقفز من صدره، وفكه مشدود، والتوتر يلف جس

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 99

    نظرت نورا إلى ما حولها وفهمت على الفور أنها تعرضت للاختطاف.راحت تستذكر في ذهنها الموقف بأكمله.تعرف الأشخاص الذين أساءت إليهم مؤخرا.بل يمكن حصرهم بأقل من يد واحدة.وعندما ظهر حسان، نظرت إليه نورا بنظرة تؤكد شكوكها، وظلت عيناها هادئتين وكأنها تنظر إلى مهرج مثير للشفقة.فهم حسان تلك النظرة، فقبض على ذقنها بضيق وقال بصوت منخفض ومليء بالغضب: "ما هذه النظرة؟ هل تهددينني؟""تكلمي، هيا؟"أصدرت نورا صوتا ساخرا من صدرها، وأشارت بعينيها إلى أن فمها ما زال مكمما.عندها اقتربت يارا ومزقت الشريط اللاصق عن فمها، وقالت بابتسامة متعجرفة: "ما الأمر؟ أين ثقتك التي كانت في غرفة الاجتماع؟"ثم صفعت وجه نورا بخفة وهي تبتسم باستهزاء.بصقت نورا وقالت: "ماذا؟ تظنين أن اختطافي سيعيدك إلى مجموعة الهاشمي؟""وأنت، يا حسان." حدقت في يده وأضافت: "أنصحك أن تطلق سراحي فورا، وإلا سأجعل كل من شارك في هذا يدفع الثمن."لكن حسان لم يُظهر أي خوف من تهديدها، بل كان يتفحص جسدها بنظرات حاقدة، منبهرا بجمالها رغم الموقف.شعرت نورا بالغثيان من نظرته.لكن حسان لم ينس هدفه، فقال بسخرية: "لا تلوميني، بل لومي نفسك لأنك عبثت مع من ل

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 98

    كان السيد سامي يطلب منه دائما أن يبحث عن فرصة للإيقاع بنورا.وكان يفتقر إلى العذر المناسب، وها هي الفرصة تأتيه على طبق من ذهب.بعد أن هدأ من روع يارا التي كانت لا تزال تبكي، ابتعد حسان قليلا وأجرى اتصالا بسامي.راقبت يارا حركته بنظرات قاتمة.كانت تعلم دائما أن غطرسة حسان في الشركة لا تأتي من دعم آنسة الهاشمي الكبرى فقط، بل من وجود السيد سامي أيضا.طالما استعان بسامي، فلن تنجو نورا هذه المرة!في الجهة الأخرى، نظر سامي إلى اسم حسان على الهاتف وتنهد بانزعاج.رؤية اسمه ذكرته بمحاولاته الفاشلة للعثور على آنسة الهاشمي الثانية طوال الفترة الماضية.فمنذ تلك المرة عند الاستقبال، لم يصل إليه أي خبر عنها.رؤية اسم حسان زادت من غضبه.أجاب المكالمة بغضب: "يا عديم الفائدة، لماذا تتصل بي؟""قلت لك أن تراقب نورا، وها هي تدفع مشروع النخبة للأمام! ألم تفهم أي تعليماتي؟"لم يمنحه فرصة للرد وبدأ يوبخه بشدة.لكن حسان لم يجرؤ على الرد، فاكتفى بالقول: "سيد سامي، جئت هذه المرة لنتحدث في حل.""ما هو؟ أتمنى أن يكون لديك شيء مفيد هذه المرة."منذ تلك المذلة في الحفل، وهو يبحث عن طريقة للانتقام من نورا.لا يعرف من

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 97

    تم طرد يارا من الشركة أمام المدخل مباشرة.دفعها مجموعة من رجال الأمن خارجا بقوة.وكان موظفوا الاستقبال يمدون رؤوسهم لمتابعة المشهد، يتساءلون عما يجري.ففي النهاية، لم يسبق أن شهدوا موقفا كهذا من قبل.وفي اللحظة التالية، رمى أحد رجال الأمن أغراض يارا فوقها مباشرة."يمكنك أن ترحلي الآن، ولا تقتربي من الشركة مجددا."قال كلمته ثم صفق بيده مغادرا بكل لامبالاة.فقد نفذ ما أوصاه به المدير حرفيا، وأتم مهمته بنجاح.وكانت يارا من أكثر الموظفين الذين غادروا الشركة بطريقة مخزية خلال سنوات عمله الطويلة.نظرت يارا إلى موظفتين عند المدخل، تلمع عيونهما بمزيج من السخرية والاستغراب.عضت شفتها الحمراء، وشدت قبضتها، وأقسمت في سرها ألا تنسى هذا الإذلال أبدا.لاحظت موظفة الاستقبال نظرتها، وتنهدت بتعجب."وصلت لهذه الحال، وتغادر بهذا العار، ومع ذلك ما زالت متغطرسة."ردت الأخرى بلا مبالاة: "هي دائما هكذا، كانت تبدو بسيطة، لكنها تخبئ الكثير.""وصلتني أخبار قبل قليل، كل هذه الفضيحة بسبب سرقة خطة، ويُقال إنها كانت على علاقة بحسان.""فهمت."واستمرتا في الحديث بلا أدنى اعتبار لما قد تشعر به يارا في الخارج.ففي النه

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 96

    "أرجوك، سامحيني يا آنسة نورا، لقد أخطأت فعلا، ولن أكرر ذلك مرة أخرى.""مرة أخرى؟"ضيقت نورا عينيها قليلا، وبقي قلبها قاسيا أمام توسلات يارا.لم تكن تملك قلبا متسامحا.لو لم تكن قد استعدت مسبقا، لما استطاعت الخروج من هذه الورطة اليوم.وإن كان الشخص الذي تمت سرقته ليس هي، بل متدرب جديد في الشركة، ألن يكون مستقبله قد دُمر بالكامل؟وبينما تفكر في ذلك، لمعت عيناها ببرود.أسرعت يارا بهز رأسها: "لا، لا يا آنسة نورا، كانت مرة واحدة فقط، أعدك ألا تتكرر."انهارت بالبكاء، تذرف الدموع وينزل المخاط من أنفها دون توقف.لكن لم يتفوه أحد من الحضور بكلمة دفاع عنها.مما يدل على أن علاقتها بالآخرين لم تكن جيدة أصلا.أما سعيدة، فلم تكن أكثر سعادة مما شعرت به في تلك اللحظة.شعرت سعيدة بالاختناق عندما طلبت نور منها ألا تتدخل في البداية.لكنها الآن أدركت أن نورا كانت تجهز ضربة قاضية.سحبت نورا سترتها من يد يارا، ثم نظرت إلى المدير وقالت: "طالما أن يارا ندمت بصدق، ربما علينا أن نعطيها فرصة".ولم تكد يارا تبتسم، حتى أتى صوت نورا البارد كصفعة مفاجئة."افصلوها من الشركة، ثم امنعوها من العمل في هذا المجال مجددا."

  • حينما ساعدت العاشق الخائن في استعادة حبيبته القديمة، أعلنت الآنسة نورا ارتباطها بشخصٍ آخر   الفصل 95

    قالت يارا بسخرية: "هاه، مجرد تبجح لا أكثر."بعد أن قالت ذلك، تجاهلتها نورا وواصلت عرض الخطة.ظهرت أمام الجميع خطة جديدة كليا.كانت أكثر شمولا بكثير من خطة يارا، بل حتى تم التواصل مع النجم بالفعل.قالت نورا بصوت بارد وواثق: "الخطة التي مع يارا، هي النسخة الأولية التي سرقتها مني.""أما الآن، فهذه هي نسختي النهائية. منطقة الينابيع الساخنة لا ينبغي أن تستهدف الفخامة فقط، بل يجب أن تأخذ في الحسبان معظم العائلات، لذا خطتي أكثر شمولا وقابلية للتنفيذ.""وبالنسبة للتعاون مع العلامة التجارية، فأنا أتابعه حاليا وقد بدأت بالتواصل معهم بالفعل."ما إن أنهت حديثها، حتى دوى التصفيق في القاعة.وقف الجميع يصفقون بحرارة تقديرا لنورا.وكان ذلك اعترافا حقيقيا بكفاءتها.وكان التصفيق أعلى بكثير مما حصلت عليه يارا في عرضها.الفرق بين القيمتين كان واضحا للجميع.وبعد رؤية خطة نورا، فهم الجميع تماما كيف جاءت خطة يارا.لم يكن هناك أي تردد."ما كنت أظن أن يارا ستكون بهذا الشكل حقا.""بالضبط، كانت تبدو هادئة، وإذ بها تخطط في الخفاء.""برأيي، من الأفضل الابتعاد عن شخص مثلها، خبثها خطير جدا.""ولماذا نبقي موظفة مثلها

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status