الفصل 4

غدا هو اليوم الأخير من فترة التهدئة قبل الطلاق، وبعد غد، سأصبح رسميا لا شيء بالنسبة لخالد.

كنت أسقي الزهور الصغيرة التي زرعتها في الشرفة.

فجأة، سقط الخاتم من إصبعي الوسطى إلى الشارع.

حاولت التقاطه باندفاع.

"ماذا تفعلين؟!" جذبني خالد من يدي بقوة.

"هل تدركين مدى خطورة ما تفعلينه؟!"

بدا في عينيه القلق والاهتمام الشديد.

وكأنه ما زال يهتم بي.

"لقد سقط الخاتم."

كان الخاتم مصنوعا يدويا خصيصا لي في البداية، وأحببت تصميمه، لذلك ظللت أرتديه حتى الآن، وهذا ما جعلني أندفع لالتقاطه بهذه الطريقة المتهورة عندما سقط من الشرفة.

تنهد خالد: "إنه مجرد خاتم، يمكنني شراء آخر لك، لم يكن عليك التصرف هكذا."

كان مجرد خاتم، نظرت إلى إصبعه الوسطى الذي بدا فارغا، يبدو أنه خلع خاتمه منذ فترة.

"غدا ذكرى زواجنا، سآتي لأخذك، دعينا نحتفل معا."

كم من الوقت مر دون أن نحتفل بذكرى زواجنا بشكل كامل.

غرقت في التفكير.

لنضع نقطة النهاية المثالية لهذا الزواج.

في يوم ذكرى الزواج التالي، جلست في المطعم الذي تم حجزه مسبقا.

انتظرت طويلا، وكنت قد أصبحت جائعة جدا، لكنه لم يأت.

فتحت هاتفي أريد حثه، لو لم يكن يقصد حضور ذكرى الزواج بصدق، كان بإمكانه أن يقول ذلك مباشرة، بدلا من إضاعة وقتي وجعلي أجلس أنتظر بحرقة.

بعد محاولات عدة للاتصال به دون جدوى، أمسكت هاتفي مجددا، ورأيت منشورا في مجموعة العمل.

كان من حساب مجهول.

"ريم تغوي المدير المتزوج، مستغلة شبابها وجمالها، والصعود بجسدها أمر مشين للغاية!"

ثم ظهرت بعض الأدلة على تسليمي المشروع لريم.

رغم أن التشهير كان موجها لريم، إلا أن كل كلمة كانت تشير إلي.

بعد فترة قصيرة من رؤية هذه الرسالة، اقتحم خالد الباب بغضب شديد.

"كنت أعتقد أنك وافقت على تسليم المشروع برضاك، لكن يبدو أنك شريرة للغاية، وافقت عمدا ثم تسعين في الخفاء للتشهير بريم!"

"ليلى، كيف يمكنك أن تكوني بهذه الدناءة!"

اختبأت ريم خلف خالد تبكي وتنحب، وكأنها قد تعرضت لظلم كبير.

"يمكنني التنازل عن المشروع، لا أهتم بما يقوله الآخرون، لكن يا أختي ليلى، لطالما اعتبرتك صديقة عزيزة، فلماذا تفعلين بي هذا؟"

"لم أكن أنا."

قلت ذلك بهدوء أشرح الحقيقة.

"طالما وافقت على تسليمها المشروع، فلن أنزل لمثل هذه الممارسات."

"من سوى أنت يمكنه أن يكون لديه دافع للتشهير بريم؟"

"ليلى، أنت امرأة منافقة!"

"ريم اختارت المطعم بعناية لنا، وأنت لا تستحقين ذلك أبدا!"

احمر وجهه غضبا من أجل ريم، وضرب طبقا أمامي، فتناثرت الشظايا في كل مكان.

عشر سنوات من العيش المشترك، ولم تجعله يثق بي.

أخرجت اتفاقية الطلاق من جيبي.

"بما أن الأمر كذلك، فقد انقضت فترة التهدئة للطلاق التي مدتها 30 يوما، تفضل بالتوقيع."

وضعت استقالتي تحت الاتفاقية.

ضحك ساخرا، ووقّع بسرعة.

"كما تريدين!"

وبعد قوله ذلك، غادر معانقا لريم.

جلست في مكاني أراقب ظهره وهو يغادر.

يبدو أنه لم يعد هناك داع للاحتفال بهذه الذكرى الأخيرة.

نظرت إلى الطعام البارد على الطاولة، وبدأت بتناول المعكرونة لقمة تلو الأخرى.

بعد أن انتهيت، سحبت حقيبة السفر التي كانت موضوعة مسبقا في الركن.

أخذت سيارة أجرة إلى المطار.

في طريقي إلى المطار، أرسلت رسالة لخالد: "المفاتيح موضوعة على طاولة الصالة، انتهينا، لا تحاول الاتصال بي مرة أخرى."

بعد إرسال الرسالة، أغلقت هاتفي وصعدت على متن الطائرة المتجهة إلى دولة الزهرة.