Short
زهور الجرس بلا ربيع

زهور الجرس بلا ربيع

By:  ثلاثية الخريفCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
12Chapters
43views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

في يوم ميلادي، تقدّم حبيبي الذي رافقني ستّ سنوات بطلب الزواج من حبيبته المتشوقة، تاركًا خلفه كل ما كان بيننا من مشاعر صادقة. حينها استعدت وعيي، وقررت الانسحاب بهدوء، لأمضي في طريقٍ جديد وأتمّم زواج العائلة المرتب مسبقا...‬

View More

Chapter 1

الفصل 1

‫##الفصل 1

في السنة السادسة من علاقتي العاطفية، وجدت في جيب معطف صديقي رامي التميمي علبة صغيرة بداخلها خاتم خطوبة.

في يوم عيد ميلادي، كنت أنتظر مفاجأته بشوق، لكني رأيت في منشورات الأصدقاء على واتساب صورًا له مع فتاة أخرى يدخلان مطعمًا فاخرًا مخصصًا للعشاق.

استقليت سيارة أجرة على عجل إلى ذلك المطعم، وهناك رأيته يجثو على ركبة واحدة ليطلب يدها، والجميع من حولهما يهتفون ويشجعونهما على الارتباط.

بعد أن امتلأ قلبي خيبةً، لم أصرخ أو أتشاجر كما كنت أفعل سابقًا، بل رفعت هاتفي بهدوء واتصلت بوالدي.

قلت له: "أبي، أوافق على الزواج من وريث عائلة العتيبي، فلنبدأ التحضيرات لحفل الزفاف."

ـ

حين سمع والدي كلامي، صمت لحظة ثم غمر صوته الفرح قائلًا:

"يا ابنتي العاقلة، أخيرًا فهمتِ. الزواج الناجح يقوم على التكافؤ بين العائلتين، أما الخبز البسيط خارج البيت فجربيه مرة أو مرتين، لكن لا يمكننا أن نعيش على الخبز الأبيض فقط طوال العمر!"

أجبت بهدوء: "نعم يا أبي."

وقفت وحدي في بهو المطعم، أراقب رامي التميمي وهو يعانق تلك الفتاة وسط تصفيق الحاضرين.

الجميع كان يحتفل بهما، أما أنا فكنت كدمية خشبية متصلبة لا أستطيع الحركة.

سمع أبي الضجيج من حولي عبر الهاتف، فقال مستعجلًا:

"ومتى ستعودين إلى البيت لتقابلي وريث عائلة العتيبي؟ فهم ينتظرون تحديد موعد الخطوبة منذ فترة."

قلت: "بعد ثلاثة أيام، عندما أنهي أموري هنا سأعود فورًا."

بعد أن أغلقت الهاتف، ربما لأنني كنت غريبة تمامًا عن أجواء الفرح التي حولي، رأيته وهو يضع الخاتم في إصبعها بيد مرتجفة، ثم نهض والتقت عيناه بعينيّ عبر الزحام.

بدا عليه الذهول، قطّب حاجبيه قليلًا، ثم أمسك بيدها وعاد إلى مقعده.

الورود، الشمبانيا، موسيقى البيانو الرومانسية، والعشاء على ضوء الشموع... ست سنوات قضيتها معه ولم يسبق أن أخذني إلى مكان كهذا.

استدرت وغادرت المطعم، كان جميع أصدقائه هناك، ومن حساب أحدهم على واتساب رأيت الصور التي أشعلت قلبي.

قبل أن أخرج، سمعتهم يصفقون ويهتفون:

"أنتم حقًا الثنائي المثالي! بعد كل هذه السنوات أخيرًا اجتمعتم!"

"هيا، لنشرب نخب العروسين! مبروك للعاشقين!"

ابتسمت في داخلي بسخرية مريرة. طوال ست سنوات بجانبه، لم يكن أحد من أصدقائه يعلم عن علاقتنا، لكنهم جميعًا يعرفون حبه لتلك الفتاة.

شعرت بمرارة تخنق صدري.

في يوم ميلادي، تلك السعادة التي غمرتني حين وجدت الخاتم في جيبه تحولت الآن إلى سمٍّ يتغلغل في عروقي.

استقليت سيارة أجرة وعدت إلى المنزل، فرأيت عامل التوصيل يقف أمام الباب يحمل كعكة عيد ميلادي، وعلى البطاقة خط رامي التميمي: "عيد ميلاد سعيد يا حبيبتي، أتمنى لك كل الخير."

ابتسم عامل التوصيل بإعجاب وقال:

"آنسة، صديقك يحبك كثيرًا! لقد طلب أغلى كعكة لدينا بنفسه، بل كتب البطاقة بيده!"

فتحت الباب، وضعت الكعكة على الطاولة بلا اهتمام.

تذكّر عيد ميلادي، نعم، لكنه في اليوم نفسه طلب يد امرأة أخرى.

ألقيت جسدي المنهك على الأريكة، والدموع تملأ عينيّ وأنا أحدّق في الغرفة الخالية.

كل زاوية هنا تحمل أثر حياتنا المشتركة، ومع ذلك، اشترى خاتم الخطوبة ليقدمه لامرأة غيري.

الآن، مجرد النظر إلى تلك الكعكة يجعلني أشعر بالغثيان.

جلست على الأريكة طويلًا حتى فقدت الإحساس بالوقت، وفجأة فُتح باب الشقة.‬
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
12 Chapters
الفصل 1
‫##الفصل 1في السنة السادسة من علاقتي العاطفية، وجدت في جيب معطف صديقي رامي التميمي علبة صغيرة بداخلها خاتم خطوبة.في يوم عيد ميلادي، كنت أنتظر مفاجأته بشوق، لكني رأيت في منشورات الأصدقاء على واتساب صورًا له مع فتاة أخرى يدخلان مطعمًا فاخرًا مخصصًا للعشاق.استقليت سيارة أجرة على عجل إلى ذلك المطعم، وهناك رأيته يجثو على ركبة واحدة ليطلب يدها، والجميع من حولهما يهتفون ويشجعونهما على الارتباط.بعد أن امتلأ قلبي خيبةً، لم أصرخ أو أتشاجر كما كنت أفعل سابقًا، بل رفعت هاتفي بهدوء واتصلت بوالدي.قلت له: "أبي، أوافق على الزواج من وريث عائلة العتيبي، فلنبدأ التحضيرات لحفل الزفاف."ـحين سمع والدي كلامي، صمت لحظة ثم غمر صوته الفرح قائلًا:"يا ابنتي العاقلة، أخيرًا فهمتِ. الزواج الناجح يقوم على التكافؤ بين العائلتين، أما الخبز البسيط خارج البيت فجربيه مرة أو مرتين، لكن لا يمكننا أن نعيش على الخبز الأبيض فقط طوال العمر!"أجبت بهدوء: "نعم يا أبي."وقفت وحدي في بهو المطعم، أراقب رامي التميمي وهو يعانق تلك الفتاة وسط تصفيق الحاضرين.الجميع كان يحتفل بهما، أما أنا فكنت كدمية خشبية متصلبة لا أستطيع الحر
Read more
الفصل 2
عاد رامي متعبًا من السفر، وفي يده باقة من الزهور.تقدّم نحوي دون أن يظهر على وجهه أي أثرٍ للذنب أو الندم، "ريما، أحضرت لكِ زهور الجرس التي تحبينها أكثر من غيرها."ترمز زهور الجرس إلى الإخلاص والحب الوحيد، لكنها في يديه بدت كأنها سخرية مؤلمة.أخذتُ الباقة منه، فظنّ أن غضبي قد هدأ، وبدأ يبرّر قائلاً:"سامية العنزية أُصيبت بسرطان العظام، وأمنيتها الوحيدة أن تتزوجني. لقد نشأنا معًا منذ الطفولة، ولا أستطيع أن أترك أمنيتها تموت، لذلك بعد ثلاثة أيام سأخطبها.""أنت دائمًا تفهمين الآخرين جيدًا، أليس كذلك؟ بالتأكيد ستتفهّمين موقفي."نبرته لم تكن نبرةَ شرحٍ، بل كانت نبرةَ إبلاغٍ. خطوبته من سامية بعد ثلاثة أيام؟ يا للمصادفة، فأنا أيضًا كنت أستعد للرحيل بعد ثلاثة أيام.أومأت برأسي بصمت.في الماضي، كان رامي أكثرَ من يضيق ذرعًا بطباعي المدللة كابنة العائلات الثرية. كان يقول إنني كلما واجهتُ أمرًا بسيطًا، أسرعتُ إليه أبحث عن شعورٍ بالأهميّة، أكرّر عليه السؤال نفسه مرارًا: هل تحبّني؟ لكنني مع الوقت تعلمت أن أتماسك، وأن أتحمّل بصمت.واليوم، حين لم أجادله ولم أسأله عن مشاعره، نظر رامي إليّ بدهشة خفيفة
Read more
الفصل 3
في اليوم التالي، عدتُ إلى الشركة وجلستُ في مكتبي أطبع استقالتي.كنتُ قد تعرفتُ على رامي في الجامعة، وتطور بيننا الحب، وبعد تخرجه التحق بهذه الشركة التقنية، فتبعتُه إليها، رافضةً ترتيبات والديّ، وبقيتُ إلى جانبه منذ أن كان موظفًا بسيطًا.بعد أن ارتبطتُ برامي، لمّحتُ له أكثر من مرة برغبتي في الزواج، لكنه كان دائم الانشغال بعمله، ويقول إنه لم يحقق بعد ما يطمح إليه، ويخشى أن يرفض والداي تزويج ابنتهما المدللة له.كان دائمًا يردد أن عليه أن يثبت نفسه أولًا قبل أن يؤسس أسرة، وأنا بدوري كنتُ أحاول ألا أزيد عليه العبء، وقمتُ بإقناع والديَّ بهدوء، محاوِلةً تهيئتهما للأمر، ولم أُفصح عن خلفيتي العائلية، خوفًا من أن يشعر بمزيد من الضغط.والآن، بعدما أصبح نائب المدير رامي، وعندما وجدتُ الخاتم في جيبه، ظننتُ أنه أخيرًا قرر أن يتقدم لخطبتي، لكن اتضح أنني كنتُ أعيش وهمًا صنعته بنفسي.مرّت زميلتي بجانبي، ورأت استقالتي على شاشة الحاسوب، فتفاجأت وقالت:"أختي ريما، أنتِ على وشك أن تُرقّي إلى منصب مديرة في الشركة، لماذا تستقيلين فجأة؟"ابتسمتُ وقلت: "سأتزوج قريبًا، وربما أعمل في شركة أخرى لاحقًا."ابتسمت زم
Read more
الفصل 4
سحبتني نادية لأجلس بجانبها، وبدأت تتابع القصص بشغفٍ واضح عند مكتبها قائلة:"أختي ريما، هل رأيتِ؟ تلك الفتاة قبل قليل هي خطيبة الرئيس رامي!""العقد الماسي حول عنقها هو الهدية التي قدمها لها الرئيس رامي أمس، ويقال إن قيمته تتجاوز المليون!"" لكن أليس من الواضح أن الرئيس رامي عيَّن شخصًا من خارج الشركة مباشرة في هذا المنصب؟ أنتِ تعملين في الشركة منذ خمس سنوات، وكفاءتك يشهد بها الجميع، ومع ذلك سلّم المنصب الذي كان من حقك لتلك الفتاة بسهولة!"أومأتُ برأسي دون اهتمام. كنتُ أفكر أصلًا في الاستقالة، وما حدث اليوم مع سامية العنزية لم يكن سوى تذكيرٍ لي بمكانتي الحقيقية في قلب رامي.أخذتُ ملفاتي ورسالة الاستقالة، وطرقتُ باب مكتب رامي.قال بصوتٍ بارد: "ادخلي."وضعتُ كل ما أحمله أمامه، بما في ذلك الملفات التي يجب تسليمها بعد مغادرتي.بدأ رامي يتفحص الأوراق، وكلما قرأ أكثر، ازداد وجهه عبوسًا، ثم رفع عينيه نحوي مبتسمًا بسخرية، وفي شفتيه ملامح احتقار.قال: "ريما، ظننتُ أمس أنكِ تغيرتِ ولن تعودي إلى نوبات غضبكِ الطفولية، لكن يبدو أنكِ عدتِ إلى طبيعتكِ اليوم، أليس كذلك؟"وما إن أنهى جملته حتى رمى بالملف
Read more
الفصل 5
عند الظهيرة، عدتُ إلى مكتبي لأرتب أغراضي.المجسّم الصغير على شكل كوكب كان هدية من رامي يوم تخرّجه، حينها أقسم لي أنه لن يرى في الدنيا عالماً غيري.ابتسمتُ بسخرية، نظرتُ إليه نظرة أخيرة، ثم وضعته في الصندوق مع بقية أغراضي.وبينما كنتُ أستعد للمغادرة حاملةً الصندوق، دخلت سامية فجأة، وملامح القلق بادية على وجهها."عذرًا زملائي، يبدو أن قلادتي التي أرتديها اليوم قد فُقد، أرجو منكم التعاون لإجراء فحصٍ روتيني."بدأ الموظفون يتبادلون الهمسات:"رأيت قلادة المديرة سامية هذا الصباح، كانت مرصعة بماسة ضخمة تلمع بشكل مذهل!""أعتقد أن المديرة سامية قالتها بلطف، لكن من يدري؟ ربما أحدهم طمع في الماسة وسرق القلادة!""يا إلهي! أيمكن أن يكون بيننا لص؟! كنت أتساءل لماذا تختفي الحلوى من على مكتبي دائمًا!"وقف رامي بجانب سامية، واستدعى رجال الأمن ليغلقوا الباب، ثم بدأوا بتفتيش الجميع واحدًا تلو الآخر.وحين جاء دوري، وضعتُ الصندوق جانبًا وتعاونتُ معهم بهدوء.لكن رامي لمح المجسّم الصغير في الأعلى، وتجمّد لثانية قبل أن يأمرهم بإفراغ محتويات الصندوق بالكامل.تدحرجت الأشياء على الأرض، وتحطم المجسّم إلى شظايا، تم
Read more
الفصل 6
"كفى، توقفي عن هذا الجنون!"غطّى رامي فمي بيده وسحبني خارج المكتب، كانت قبضته القوية على فمي وأنفي كأنها تريد أن تخنقني حتى أفقد أنفاسي.ثم سمعتُ سامية تبتسم لزملائنا في المكتب وتقول بسخاء: "بما أننا وجدنا الأغراض، فلا خسارة لي، فنحن زملاء في النهاية، ولن أتابع الأمر! بعد الظهر سأطلب شايًا للجميع، شكرًا لتعاونكم!"كان رامي خائفًا من أن أفضح علاقتنا أمام الجميع، فسحبني إلى غرفة المشروبات."تحدثي، ماذا تريدين بالضبط؟ حتى الغضب له حدود."كان يتحدث وهو يمسك جبهته، وكأن الأمر يسبب له صداعًا شديدًا.كنت أتنفس بصعوبة، وعلى وجهي آثار زُرقة من قبضته القاسية."متى أصبحتِ هكذا؟ لحسن الحظ أن سامية كانت متسامحة وغفرت لكِ، الآن اذهبي واعتذري لها فورًا!""لن أعتذر، لم أفعل شيئًا، فلماذا أعترف بما لم أفعله؟"نظرتُ إليه ببرود، يسألني متى تغيرت، وأنا أريد أن أعرف متى أصبح هو شخصًا غريبًا عني إلى هذا الحد.دخلت سامية إلى غرفة المشروبات، وملأت كوبًا من الماء الساخن وقدّمته لي قائلة بلطف مصطنع:"أختي ريما، اشربي بعض الماء واهدئي. أعلم أنك غاضبة مني، لكن لا تفعلي هذا مجددًا."لم أمد يدي لأتناول الكوب، لكن س
Read more
الفصل 7
بالطبع، مثل باقي زملائي في الشركة، هنّأته على خطوبته من سامية العنزية، ثم حذفت كل وسائل التواصل الخاصة برامي.عندما هبطت الطائرة، كان والداي بانتظاري في المطار.أمسكت أمي بيدي بعاطفة وقالت بوجه مليء بالشفقة:"يا ابنتي الغالية، درستِ وعملتِ بعيدًا عن البيت، انظري إليكِ، كم نحفتِ!"ربّت أبي على كتفي مبتسمًا وقال:"الحمد لله على عودتكِ!"وبجانبهما كان يقف رجل طويل القامة، عريض الكتفين، ضيّق الخصر.يبدو أنه أكبر مني سنًا قليلًا، يرتدي بدلة أنيقة من ثلاث قطع، ملامحه عميقة ونظراته دافئة، وفي عينيه بريق ابتسامة هادئة وهو ينظر إليّ بصمت.كانت نظرته حارّة لدرجة أن وجهي احمرّ دون إرادة، وقد خمّنت فورًا من يكون.سارع والداي بالتعريف قائلين:"ريما، هذا هو سليم."مددت يدي لمصافحته، فمدّ هو أيضًا كفه العريض وأمسك بأطراف أصابعي بلطف.قال مبتسمًا وهو ينظر إليّ بعينيه المنحنيتين:"مرحبًا بعودتكِ إلى البيت، يا خطيبتي."احمرّ وجهي على الفور من كلماته، بينما كان والداي يبتسمان ويدفعانني بخفة نحوه.تولى سليم حقيبة السفر من يدي، ولاحظ فورًا الحرق على معصمي.سألني:"ما الذي حدث لمعصمكِ؟"لم أرد أن أذكر ما حد
Read more
الفصل 8
"ريما، سليم هذا الشاب صادق في مشاعره تجاهك، لقد اختاره والدك ووالدتك لكِ بنفسيهما، فكيف يمكن أن يخطئا؟"أومأتُ برأسي، فقد كنت أرى بعينيّ كيف كان سليم يهتم بي طوال الطريق ويعاملني بلطف شديد.لكن ما إن خطر ببالي أن رامي وسامية قد أعلنا اليوم خطوبتهما وسط التهاني والمديح من الجميع، بينما أنا أُتَّهَم ظلماً بسرقة القلادة، حتى شعرتُ بمرارة في قلبي.وفي النهاية قررت أن أفتح قلبي أمام والديّ وأخبرهما بكل ما يخص هذه العلاقة.رامي بدأ بملاحقتي منذ أيام الجامعة، ولم نكن قد تخرجنا بعد حين قررنا أن نكون معاً.كنت قد سمعت أنه لديه صديقة طفولة مقربة، لكنني لم أرَ سامية يوماً قربه، فلم أُولِ الأمر اهتماماً.على مكتبه كان هناك مجسم زجاجي صغير، وفي إحدى المرات حين كنت أنظف غرفته لمستُه عن غير قصد، فانتفض واقفاً ودفعني جانباً."لا تدخلي مكتبي بعد اليوم، ولا تلمسي أي شيء هنا!"كان وجهه متجهماً وهو يكلمني، لكنه ما إن التفت نحو ذلك المجسم الزجاجي وحمله بين يديه، حتى رأيت في عينيه حناناً عجيباً.سقطتُ على الأرض، ورفعت رأسي أنظر إليه، لألمح صدفةً نقشاً على قاعدة المجسم كتب عليه: "هدية من سامية".تذكرت حينها
Read more
الفصل 9
بعد أن أنهيت حديثي، شعرت أمي وأبي بألم شديد من أجلي.قال أبي بلهجة صارمة: "هذا ما تستحقينه، كان لا بد أن تتذوقي مرارة الحب لتدركي كم كنا نحميك طوال الوقت."لكنني رأيت بوضوح أن عروق يده كانت مشدودة، ووجهه متجهم كأنه على وشك أن يذهب ليبرح رامي ضربًا.اقتربت أمي وعانقتني قائلة بلطف: "كفى يا ابنتي، عندما نعود إلى البيت لا نريد التفكير في هذه الأمور المحزنة. إنها مجرد قلادة من الألماس، غدًا سأشتري لك غيرها، بل عدة قطع، لتبدّلي بينها كل يوم."تبدّد الحزن الذي كان يثقل صدري، وابتسمت من بين دموعي، ثم نمت تلك الليلة بسلام.في صباح اليوم التالي، وجدت على هاتفي عشرات المكالمات الفائتة من رقم غريب.ولأنني أعتدت أن أضع هاتفي على وضع الطيران أثناء النوم، فبمجرد أن غيرته، انهالت الإشعارات كأنها إنذار طارئ.وفي اللحظة التالية، رنّ الهاتف، فترددت قليلاً ثم قررت الرد، فصاحب الرقم بدا مصممًا جدًا."مرحبًا؟" قلت بتردد.وجاءني صوت مألوف من الطرف الآخر: "ريما، إلى متى ستستمرين بهذا العبث؟ هل غادرتِ الشقة؟ أين تسكنين الآن؟"ثم تابع: "سامية تجاوزت عنك، ولن أطلب منك الاعتذار منها بعد الآن، فقط عودي إلى الشركة،
Read more
الفصل 10
بعد أن استقلت من عملي، لم أعد مضطرة لقضاء وقت إضافي كل يوم في دراسة علوم الحاسوب التي لا أحبها.كنت قد درست تصميم المجوهرات في الجامعة، وها أنا أعود من جديد إلى الرسومات والأقلام، أمارس المهنة التي أعشقها.في فترة بعد الظهر، كنت أرسم في غرفة الزهور في منزلي، فإذا بسليم يزورني فجأة.أحضر لي تاجًا مرصعًا باللؤلؤ والألماس، وقد تعرفت عليه فورًا، فهو قطعة أثرية تعود إلى القرن الماضي كنت قد رأيتها في أحد الكتب.أحببت كثيرًا تصميم العقد المتشابك على التاج، كما أن اللآلئ كانت متلألئة ومكتنزة، تتدرج في الحجم بانسجام مع ترتيبها، وتمتزج بالألماس بطريقة فنية رائعة، كأنها دموع حب متلألئة تتدلى على التاج.أهداني سليم هذا التاج المرصع باللؤلؤ والألماس، فقلت له إنني لا أستحق هدية كهذه بلا مقابل، لكنه أجاب بأنها هدية كان قد اشتراها منذ زمن لخطيبته، والآن عادت الهدية إلى صاحبتها الحقيقية.عندها انكشف لي سر كنت أتساءل عنه منذ زمن، فقلت له: “أتذكر أنني في عيد ميلادي الثامن عشر كنت معجبة بهذا التاج، لكن أحدهم دفع ثمنًا باهظًا وفاز به قبلي.”فاتضح أن ذلك الشخص كان سليم.لكن في ذلك الوقت، كيف كان متأكدًا أنن
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status